داعش ( كرباج) المسلمين إلى الفهم السليم

مازال مسلسل الدفع بالصبية إلى الموت متواصلا، بصورة تؤكد أن السكوت على الارهاب الديني لهو جريمة، وأن الهوس الديني لهو آفة الاسلام والمسلمين، وأن ظاهرة ( داعش) وما يسمى ( بدولة الخلافة الاسلامية) وفرماناتها الدينية، لهي جديرة بأن ينفق فيها مزيد من الجهد والاهتمام من قبل المسلمين لأنهم أصحاب القضية والمعنيين بها..
لقد شغلت باللقاء الذي تم مع السيدة كريستيان الكندية في إعلام المدينة التي أعيش فيها وتداول الأخبار لقصة فقدها لإبنها، الذي أسلم وسافر إلى سوريا ثم خبر موته هناك في التفجيرات! وجهدها في القيام بالبحث عن إجابات مع رصيفاتها ممن فقدن أبناءهن في انضمامهم ( لدولة الخلافة الاسلامية)! وما الذي بدَّل هؤلاء الأبناء وكيف يفكرون!!؟ وكيف السبيل لنشر الوعي وحماية هؤلاء الأبناء.
تحدثت تلك الأم المكلومة ، عن كيف ان ابنها عندما سافر كان يهاتفها في البداية كأي صبي فارق أمه وكله أشواق إليها ولحبها وطبيخها وأحضانها، وواصلت الأم إلى كيف ان مكالمات ابنها تباعدت وأحست بتباعد قلبيهما وبرودة لغته وارتباكه حتي فقدته، وكيف انها أقامت هذا اللقاء الصحفي لتحكي همها وتنبه الأمهات علي الحرص علي أبنائهن وحمايتهم من خطر تلك الجماعات.. ثم انها بدأت حملة للوقوف على خطر ( الدعوة للجهاد) الاسلامي..
لقد شاطرتُ تلك السيدة أحزان فقدها للولد، لكن الذي يحزن لهو اعظم من فقد الولد الا وهو المصيبة في الدين!! وبالأخص ان ذلك الدين هو الإسلام، والذي يفترض أن يكون هو دين السلام !!
ومن هنا يتبادر الي الأذهان تساؤل هل هذا الامر يحتاج من المسلمين لمن يفتيهم بخطل دعوة المهووسين في ما يسمى ( بدولة الخلافة الاسلامية)؟ وما انطوت عليها من جهل بالدين وتخلف ورجوع بالبشرية لآماد سحيقة في الرجعية؟ وهي من ثم قد أساءت إلى كل من يدين بالديانة الاسلامية، في أي بقعة من الارض كانت، وذلك لما انطوت عليه من ممارسات فارقت أصل الدين ودعوته للسلام..
مؤكد مايحمده المتابع لمجريات الأحداث ارتفاع بعض الأصوات الشبابية من بين المسلمين، على صفحات تويتر ومنافذ الميديا في محاولتها للتبرؤ من هذه الظاهرة.. لكنها في نفس الوقت تُعتبر محدودة وضعيفة مقارنة بخروج جموع المسلمين سابقا، في جميع أنحاء العالم ضد رواية سلمان رشدي (آيات شيطانية) عام 88، وضد رسومات الدنماركي وما تبعه من صحف أوروبية في عام 2005 التي أساءت لسيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام، ومؤخرا مقاطع الفيلم الذي نشر في أمريكا وحوى إساءة للنبي عليه السلام، وغير ذلك، والشاهد انها جميعا ربطت بين الاسلام ورسوله الكريم وبين العنف والإرهاب !!
وبمقارنة ذلك الإجماع السابق وما عليه الأوضاع الآن يلح الاستفسار هل كانت تلك الغضبات لله ولرسوله ولحماية دينه من التشويه ومن ربطه بالإرهاب؟ ! أم لأن المسيئين والمشوهين للاسلام ورسوله هم فقط من ملل ونحل أخرى؟
وهل ما يحدث الآن بواسطة ( داعش) ( الخلافة الاسلامية) وغيرها من ظواهر التطرف الديني في جميع البلدان الإسلامية بما فيها ( بوكو حرام ) و اخوان السودان! اقل خطرا، أم انها بالمثل تصب في خانة تشويه الاسلام بما هو أخطر من الظواهر سابقة الذكر، وذلك لأنها تلتحف قداسة الاسلام وتستخدم الآيات والأحاديث لاستغلال المسلمين عاطفيا وإرهابهم دينيا ، الى الحد الذي يجعل المسلمين يقفون شهودا صامتين علي ذبح الأطفال فيشاهدون ذلك مصورا أمام أعينهم، وإذلال واستضعاف النساء بكل الصنوف، والاستهانة بكرامة الانسان وحقوقه.. في مقابل عجز وغياب تام للوعي بين المسلمين في الإجماع على خطورة التطرف الديني باسم الاسلام وشجب تلك الظواهر التي لاتمت لأصل الدين ولا للحس السليم بصلة..
على أي حال، يبدو لي أن ( داعش) هي (الكرباج) الذي سوف يضطر المسلمين إلى أن يفهموا دينهم فهما جديدا وصحيحا، وبموجب هذا الفهم يجتمعوا على الوقوف في وجه الإرهاب الديني، مجبرين وليسوا مختارين. لقد سبق أن استخدم الاستاذ محمود محمد طه عبارة مشابهة عندما قال، محللا مشكلة المسلمين مع إسرائيل في كتابه ( التحدي الذي يواجه العرب): ( ان دولة اسرائيل هي “الكرباج” الذي يسوق العرب الى الله)..ان ما يجري باسم الاسلام من قبل تلك الجماعات المتطرفة لهو ( كرباجهم) إلى أن يفهم دينهم بصورة جديدة ومقبولة.. فمن لم يقبل على الله بلطائف الإحسان قيد اليه بسلاسل الامتحان..
وذلك لأن قيمة الدين هي في إيجاد حل لمشاكل المجتمع الآن وليس سوق المجتمع المتحضر الى شريعة القرن السابع والتي شرعت لتحل مشاكل الانسانية في ذلك الزمان.. وواهم من ظن ان مشاكل المسلمين اليوم هي نفس تلك التي جابهت مسلمي العهد الاول، لذلك لابد من استلهام الفهم الديني الصحيح الذي يقول بأن في الدين مستويان، مستوي آيات السيف ومستوى آيات الإسماح. أما مستوى آيات السيف فمثل قوله تعالى “فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد” وقوله تعالى: “قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون” ومثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها ، وأمرهم الى الله).. وأما مستوى آيات الاسماح فمثل قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). وان إنسانية اليوم لهي واجدة سندها في ذلك المستوى من الدين الذي يعضد الحريات والتعايش السلمي بين اصحاب العقائد والملل الأخرى .. لذلك الوقت الراهن الأصل فيه الدعوة بما يجمع بين الناس وليس بما يفرقهم، ألا وهو الدعوة للسلام والمحبة، والحرية، والمساواة الاقتصادية، والمساواة الاجتماعية والسياسية، وهي مشترك الأديان جميعها لإسعاد الانسان والايفاء باحتياجاته بجميعها ..
ولذلك محاربة الهوس الديني توجب التسلح بمعرفة الدين الصحيح والفرق بين الهوس والتدين، لأن الدين الذي لا يورث سلاما وخيرا للأفراد لا يخدم حوجة إنسانية اليوم، وان الفهم الديني الذي يدفع بالصبية والشباب الى الموت وقتل الآخرين، بحجة الدعوة اليه لهو حقيق بالجزم في عدم صحته ومفارقته لأصل الدين..

بثينة تِرْوِس
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم، إن التطرف الذي تمارسه تلكم الجماعات يجب أن يحارب ولكن التطرف الفكري الذي يتبناه الإخوان الجمهوريون بحديثهم المكرر وعباراتهم الرتيبةلا يحل معضلة تلك الجماعات بل يزيد نارها اشتعالاً. وما يقدمه الجمهوريون هو عبارة عن شعارات فضفاصة من شاكلة “الإسلام هو الحل” أو ” الديمقراطية هى الحل” من غير برامج مكتملة وتصور مكتمل لجميع أوجه الحياة في الإقتصاد والإجتماع والحكم والتعليم ……الخ.

    أنا شخصياً لا أجد في كتابات الجمهوريين جديد يحتفى به. ومن أراد أن يتأكد بنفسه من صحة هذا الكلام عليه بمقارنة كتابات الجمهوريين وسيجدها تتشابه كما يتشابه التيمان

  2. شكرا لانك ذكرت نقطه مهمه مرتبطه بالمظاهرات و الاحتجاج الذي تم ضد سلمان رشدي والرسومات المسيئه للرسول و وضع داعش الحالي. الي هذه اللحظه لم نري اي مظاهره احتجاج في اي دوله اسلاميه ضد داعش و هذا ضمنيا ان افعالها هقبوله في الاسلام و المسلمين وهذا مؤشر خطير الي غير المسلمين قي كل العالم. هنالك مهووس في السودان ايد داعش علانيه و ما زال, هل هذا يعني ان السودانين داعشيون لان الحكومه في السودان اعتقلت ناس لانهم صرحوا علانيه في بعض المواضيع اما الذي صرح عن افعال داعش ما زال يتمتع بالنساء و يا جماعه واضح كدا اننا داعش و الدليل دارفور و جنوب كردفان و هل تعلموا ان هنالك من ذبحوا في جنوب كردفان كما فعلت داعش و الادله كثيره من شهداء عيان و الكلام كثير.

  3. يا سلام يا استاذة بثينة

    هذا مقال جيد، وصحيح، الى ابعد حد.

    داعش هى كرباج لسوق المسلمين الى رحاب دعوة الاستاذ محمود محمد طه الذى صدر عنه قبل نصف قرن كتيب (الهوس الدينى يهدد امن الشعوب ويعوّق بعث الاسلام)ثم انه من خلال تكوينه لمجتمع الاخوان الجمهوريين ارتكز على ضرورة التوعية بخطر الهوس الدينى الذى يمثل آفة العالم فى وقتنا الحاضر

    شكرا جزيلا

    ابوبكر بشير

  4. يا بثينة
    لا بد من تحيتك وإنت تخوضين هذه المعركة ضد الهوس الديني .
    أولاً إذا حللنا مقالك فسنجد أن الإسلام هو المشكلة حيث تتمثل في آيات ذكرتها في مقالك بالنص ولذلك لا يمكن إلا أن يكون الإسلام هو الحل ولقد وضعت يدك جزئياً علي موضع العلة و هو أن شريعة القرن السابع لا ينفع تطبيقها الآن !!!!! هنا تكمن المشكلة الكبري فبين آيات السيف وآيات الاسماح تناقض كبير بالمفهوم العصري ولكن تذكري قوله تعالي وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا . ورغم محاولة البعض تفسير هذه الآية علي أن كلمة إختلاف جاءت مرة واحدة في القرآن وهذا مدلول الآية ولكن هذا كله مجرد خطرفة أو حيدة أما ذا وضعنا التعاليم الإسلامية وصنفناها تاريخياً لخرج المفسر من هذه الدوامة اللعينة وهنا لا بد من النظر للتاريخ الحقيقي وفصله عن الدين تماماً لتظل آيات السيف أنزلت لوضع معين وفي زمن معين وإن آيات الإسماح صالحة لكل زمان ومكان . إن الهدف من العبث بتاريخنا الإسلامي هو في الحقيقة هدف قصد منه تسليط السيف علي الرقاب لتتم قيادتنا مثل قطيع النعاج ويظل الحاكم علي كرسيه الي آخر عمره . وكما قلت سابقاً إن الإسلام هو الحل فعلي المفسرين أن يجدوا الشجاعة ويفسروا لنا ويفتوا لنا دون خوف إلا من سبحانه تعالي ولا تنسوا أن الحقائق أصبحت معروفة والبحث عنها متاح ومن يبحث عن الحقيقة فسيجدها يوما ا مثلما وجدتها الأخت بثينة .

  5. أرجو مشاهدة هذه الشريحة من قناة دويتشه فيللا

    https://www.youtube.com/watch?v=yrybXLa6tYY

    رحلة إلى الموت: الانتحاريون الألمان في داعش

    18.09.2014
    تراهن داعش بشكلٍ متزايد وبخاصة في العراق على دفع غربيين لتنفيذ هجمات انتحارية. كثيرون منهم يأتون من ألمانيا ويُدفع بهم إلى الجبهات وحاليًا حتى إلى بغداد. هنالك عشرات الحالات، بينهم نحو ستة أشخاص يسمُّون أنفسهم بفلان الألماني. يعرض هذا الفيلم مواد حصرية من بغداد تـُبين كيف يُرسل الألمان إلى الموت.

  6. قالت الأخت بثينة في رحها علي ” في البداية الحمد لله نحن علي اتفاق حول خطورة التطرف والهوس الديني.. والذي كتبنا وحاضرنا حوله نحن الجمهوريين حين كان جميع الناس عنه في غفلة تامة ..”

    واقول لها أول من حذّر عن التطرف الديني والهوس الديني هو القرآن الكريم نفسه في قوله تعالى: ” { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً }.

    وأصل الغلوّ فـي كلّ شيء: مـجاوزة حده الذي هو حده. والخطاب هو عام لكل أهل الأديان وإن خاطب الله به النصارى خاصة. وأيضاً حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغلو في الدين في قوله: ” ما دخل الرفق شيئاً إلا زانه وما دخل العنف شيئاً إلا شانه” و في قوله: ” بشروا ولا تنفروا” وفي قوله: “إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ” وفي قوله : ” روحوا عن انفسكم ساعهً بعد ساعةٍ فانّ القلوب اذا كلت عميت”.

    وبالإضافة لقول الله تعالى وقول رسول الله (ص) فقد كتب كثير من علماء الإسلام عن خطورة التطرف منهم الإمام أبو حامد الغزالي والفيلسوف ابن رشد وغيرهم. وأكثر من كتب عن خطورة التطرف في العصر الحديث هو الشيخ محمد الغزالي رحمة الله عليه. فإذا كتب محمود محمد طه عن خطورة التطرف فقد كتب يؤكد أقوال من كان قبله ولم يأتي الرجل بجديد.

    ثم قالت في ردها: ” وأؤكد لكم ان الفكرة الجمهورية قدمت الحل العلمي (لمعضلة) ! تلك الجماعات الاسلامية المتطرفة، وما ( يطفئ نارها) ومن داخل الدين،،مبينه لهم ان الجهاد ليس أصلا في الاسلام، وان حكم الوقت يؤكد علي ذلك ، وان العقائد تفرق بين الناس ( كل حزب بما لديهم فرحون)، ويجمع بينهم علم ان الاسلام دين الفطره . وانه لاسبيل للحد من خطورة الهوس الديني الا بالتوعية والفكر القوي المسدد..”

    أولاً، ما هي تفاصيل تلك الشعارات من شاكلة “الحل العلمي”؟ الحل العلمي هو تفاصيل وحسابات دقيقة وبرامج مدروسة، فما هي برامج الحزب الجمهورى تفصيلاً في كل تلك المجالات؟. لقد وصلتنا شعارات الجموهريين كما وصلتنا شعارات داعش والمهدية والإنقاذ وطالبان والحزب الشيوعي. وكل هذه الشعارات هزمها الواقع بتفاصيله الدقيقة وحركته السريعة.

    وإثبات فشل الغير يا أختي لا يعني بالضرورة ضمان نجاح برنامجكم. فقدت اشارت الإنقاذ لفشل الديمقراطية الثالثة ولكنها لم تنجح هي الأخرى. والآن تشير المعارضة لفشل الإنقاذ ولا ضمان لنجاح المعارضة إذا حكمت. فكونكم أشرتم لفشل الإشتراكية والرأسمالية فهذا لا يعني أنّكم ستنجحون في مشروعكم. وبالمناسبة، كثير من كتاب الغرب أشار لفشل الإشتراكية وكثير من كتاب الغرب والشرق معاًأشاروا لفشل الرأسمالية. فمرة أخرى لم يأتي الجمهوريون بجديد.

    سألتني قائلة: “ماهو اسهامك انت في الحد من خطورة الهوس الديني ؟؟وماهو حلك لمعضلة هؤلاء المتطرفين؟؟”

    الحل هو توعية الناس ودعوتهم لتدبر القرآن الكريم بعيداً عن أي مؤثرات ثقافية أو فكرية أو مدارس فقهيةحتى لا نلوى أعناق النصوص لتوافق مذاهبنا الفكرية المسبقة. والحل أيضاً أن نلتزم في السنة بالحديث المتواتر والسنة العملية المتواترة. ويجب أن تُبعد أحاديث الأحاد من ساحات القضاء والحكم والتشريع ويمكن العمل بها في مجال الدعوة للترغيب والتخويف.

    وأخيراً قالت : “اما وصفنا بالتكرار في تناولنا للفكرة الجمهورية فهو حق! والسبب لأننا نعتقد اننا نحتاج ان نسمعكم الفكرة الجمهورية من مصادرها ، بعد ان حجبها (الهوس الديني) عنكم وتعمد (المتطرفين) تشويهها ، وحال رجال الدين بينكم وبين طرحها”

    وأقول لها لم يعد هناك حجب بعد عالم الإنترنت والوسائط الإعلامية الأخرى، فنحن الآن نقرأ للجمهوريين “كفاحا”. ونحن لسنا أطفالاً صغاراً حتى تستخدمي معنا هذه اللهجة التي تعكس روح الوصاية التي رفضتموها من قبل.
    شكرًا
    سائل سبيل

  7. عزيزتي الكاتبة:
    لدي عدة ملاحظات :
    1.اعتقد ان رواية سلمان رشدي كانت في زمن لم تظهر فيه التنظيمات المتشددة مثل داعش و القاعدة لذا لا داعي للمقارنة

    2.تعبير المسلمين عن غضبهم من الفلم المفتري على الرسول صلى الله عليه و سلمهو أقل من تجريم بعض الدول الاوربية من يشكك او ينكر المحرقة النازية لليهود و بالتالي لا رابط بين هذا الامر والعنف و الترويع

    3. قام كثير من الهيئات الاسلامية بادانة ترويع داعش و غير داعش و لكن لم تقم هيئات نصرانية او يهودية مماثلة بادانة الافعال المماثلة من قبلهم و من الامثلة على تلك الاعمال ما قامت به المليشيات المسيحية في افريقيا الوسطى.

    4.محمود محمد طه لم يحضر هذه الجماعات مثل داعش و بالمناسبة يعتبر محمود كل من خالفه من السلفيين بجميع اطيافهم و الصوفية المعتدلة و الاخوان و الشيعة بكل فرقهم يعتبرهم محمود مجرد جماعات ( هوس ) ديني

  8. ذكرت بثينة في تعقيب ادناه بان الجهاد ليس اصلا في الاسلام و بهذه الصورة فهي تنسى الكثير من الايات و الاحاديث الصحيحة التي تؤصل الجهاد منها قوله تعالى :
    ” ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ”

    فمن المهووس ؟ هل هو الذي يؤمن بآيات الله؟ أمن ينكر كلام الله؟

    من ناحية أخرى فان الجهاد هو الحرب ( القتال )او البذل في سبيل الله و يقابله عند الاديان الاخرى نفس المعنى و لكن من وجهة نظر غير اسلامية و اذا نظرنا اليوم نرى ان اقوى الدول و اكثرها احتراما من قبل قوم الكاتبة تتحدث عما يسمى بالحرب الاستباقية ! فلماذا تلومون الامر اذا كان اسلاميا و يحمد ان كان غير اسلامي؟

  9. معذرة تصحيح لخطاء ورد سهوا في الآية الكريمة..
    الآية: (( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }التوبة 2

  10. المشكلة يا بثينة ليست مشكلة إسلام ، وإنما هي مشكلة الغرب نفسه. الغرب هو الذي يوجد التفكير المتطرف في العالم الإسلامي سواء كان ذلك بطريقة مباشرة بدعم مخابراتي ولوجستي كما حدث في أفغانستان في أيام الجهاد الأفغاني مرة وفي تصعيد حركة طالبان إلى الحكم مرة أخرى ، أو بطريقة غير مباشرة من خلال دعم الأنظمة الفاسدة وتوجيه ما يسمى بـ”الديمقراطية” بحيث إذا جاءت بما يوافق هواها ثبتته وإذا جاءت إلى السلطة بمن دون هواها أسقطته. وفي ظل هذا الوضع المستفز يجد الشباب مبرراً كافياً للالتحاق بالحركات الراديكالية تحت أي مسمى كان. الآن الدولة الإسلامية تجتذب الشباب لأن خطابها جذاب بصرف النظر عن سلوكها الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال نسبته إلى الإسلام.
    وأكاد أجزم أن الدولة الإسلامية ستكتسح كثير من الدول وتسهم في تغيير الخارطة العربية ما لم تحارب بصندوق الاقتراع وليس بصندوق الذخيرة. من خلال صندوق الاقتراع سيعبر الشعب عن إرادته ويختار من يمثله وليس من يمثل به. ومن هنا سيجد الشباب أنفسهم منهمكين في مشاريع البناع والتجديد التي ستستنفذ طاقاتهم وتوجهها نحو الانتاج وتحقيق الذات.
    القمع الذي تتعرض له ما يسمى بحركات الإسلام السياسي سيكون له مردود إيجابي على الدولة الإسلامية لأنها لا تؤمن أصلاً بالديمقراطية ، فإذا كانت هي تضحك تحت أكمامها من هذه الحركات فإنها ستضحك بأعلى صوتها.
    لقد شعر الغرب بأن مصالحة عرضة للخطر لذلك تحرك ويبحث عن الدعم من الدول الخليجية ، مع أن ما قام به بشار الأسد في سوريا أكثر بمئات المرات مما تقوم به الدولة الإسلامية. أليس أولى بالدول العربية القضاء على نظام بشار الأسد قبل أي كلام عن خطر الدولة الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..