فن الممكن الذي لم تقم به المعارضة

((الزول بونسو غرضو)) مثل دارفوري يلخص كل علوم الدبلوماسية والتسويق والإدارة ، والزول المعني هو الرئيس وان شئت مؤسسة الرئاسة ، هذه بالضبط هي أيام الرئيس! ، والغرض! الذي اعنيه هو تسوية الجنائية ، بمعنى إهداء المعارضة للرئاسة بتسوية قضية الجنائية الدولية في الإطار السوداني السوداني لدفع الرئيس ليمضي قدما في انفتاحه على حزبي المعارضة الرئيسيين ومن ثم خروجه من العائلة ومن حزب المؤتمر الوطني ، اعني بالمعارضة حزبي الأمة القومي والاتحادي الأصل وبالتحديد قيادتيهما التاريخيتين و معهم حزب المؤتمر السوداني بقيادة إبراهيم الشيخ ومن يرفض العنف من الجبهة الثورية ولا اعني بأية حال أيا من احزاب عبود جابر ! . لم يتبقى هامش وقت كثير لكثير من هذه القيادات والأعمار بيد الله.

على المعارضة ان تقدم السبت بل والأحد ان كان ثمن ذلك إخراج الرئيس من براثن الحزب العتيق، اذن الغرض الذي اعنيه هو امر المحكمة الجنائية وهو الذي يشغل بال الرئيس ونائبه الأول وزير دفاعه الآن وهناك أنباء عن تعيين السيد احمد هارون واليا للخرطوم أي ان الرئاسة تقرب كل من ورد اسمه بمحكمة الجنايات الدولية بحيث يصبح الجميع على المركب نفسه ليكون المصير واحدا وهو تكتيتك ذكي للغاية، وهم القابضون حقا اليوم على الجيش والشرطة والأمن ، الرئاسة اليوم تسيطر على أجهزة الأمن والجيش وحتى على القبائل التي تملك السلاح،
بما ان الذي يشغل بال هؤلاء جميعا بل واجزم انه البوصلة التي تحدد أي خيارات التفاوض والتنازلات التي يقدمونها للمعارضة اليوم ، الذي يحدد كل ذلك هو موقف الطرف الآخر من قضية المحكمة الجنائية الدولية ، لقد انتهى زمن عكننة الحرس القديم للحزب للمفاوضات الذين ظلوا يطالبون المعارضة بلحس الكوع في كل منعطف لقد قصوا من الساحة تماما منذ ديسمبر 2013م والذي لا يرى ذلك يكون في عينيه رمد. فالكرة اليوم هي في ملعب المعارضة و الحبل ملقي فمن يتقدم ويلتقط الفرصة التاريخية السانحة.

لقد تأخرت المعارضة كثيرا فمنذ ديسمبر 2013 وبعدها خطاب الوثبة الشهير بمطلع 2014م لم تقم المعارضة بخطوات جدية وظلت تراوح مكانها لغياب الخيال ولغياب فراسة انتهاز الفرص وظلت تطالب بتسليم السلطة كاملة! وهذا غير ممكن فلا احد سيسلمك رقبته او يعطيك حبلا لتفعل ذلك ، لقد فشل خيار الانتفاضة ببساطة لأنه هناك جهويات تحمل السلاح ففي اكتو بر وابريل لم تكن الجهويات تحمل السلاح فالإخوة في دارفور وجبال النوبة مدخلهم للنضال خاطئ وثبت ان حمل السلاح يقوي النظم العسكري ولا يزيحها.

ان السياسة هي فن الممكن وفن الحلول الوسط ومن كان يصدق ان تتم عملية إقصاء الحرس القديم بتلك السرعة ابتداء من النائب الأول السيد علي عثمان طه الذي ذكر بعضمة لسانه ان قفة الملاح لم تكن في يوم من الأيام موضع اهتمامهم بالحكم وانه أتوا ليربوا الناس على تحمل الجوع والعطش كما حدث في شعاب بني طالب!، بئس هذا الحكم الذي كنت تسوس به!، ذلك الذي لم يكن مقصدك فيه قفة الملاح وإشباع الناس. الم تسمع قول سيدنا عمر (ان لم نوفر لهم، أي للرعية، مأمنهم وحرفتهم ونسد جوعتهم فلماذا نسوسهم) ام أن التاريخ الإسلامي عندك هو الاقتداء بابي العباس عبد الله السفاح وهو الوصول لجهاز الدولة لإقصاء الخصوم كما فعلت مع الترابي وكما عرفت نقطة ضعفك القوى الغربية التي درست نفسيتك في نيفاشا فأطمعتك في الرئاسة خلفا للبشير! ونتيجة لذلك قدمت تنازلات هائلة في نيفاشا في خيبة سياسية مدوية سيذكرها التاريخ! وتغولت على العسكريين المحترفين والأمنيين وأوغلت في التفريط رغم احتجاجهم، يا رجل مسعود البرزاني عندما ضعفت الدولة العراقية سيطر على كركوك وديالى وأنت جيشنا كان في جوبا إذا بك تسحبه شمالا ليس من الجنوب بحدود 1956م بل سحبته من ابيي وحفرة النحاس وكفياكانجي وجودة والمقينص فأصبحت هذه مناطق متنازعة وبعضها محتل من الدولة الوليدة! أي عقلية هذه.

ان الوقت موات للتسوية اليوم اكثر من أي وقت مضى، لقد أقصيت وهمشت الحركة الإسلامية وابعد النافذون من المؤتمر الوطني والتسوية المنتظرة والمرجوة بين الرئاسة والمعارضة هي التي ستبعد غير المؤهلين من الخدمة المدنية لاستعادة عافيتها في حكومة تكنوقراط بترشيحات من الطرفين لفترة انتقالية بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب واستعادة أموال الدولة المنهوبة.

هذا هو فن الممكن اليوم و قد يقول قائل والدماء التي سفكت في دارفور وأقول ان هذه الحركات لم تكن تلقي الزهور والرياحين على اهل السودان لقد قتلت من الشرطة والجيش وبعضها تفلت وكسرت البنوك ودمرت ابراج الاتصالات والكهرباء ومن الذي لم يخطئ في الفترة السابقة ، ان تسليم الرئيس البشير للجنائية لن يفيد اهل دارفور ولن يفيد السودان بل تعويض من قتل من كل الأطراف تعويضا عادلا وإدماج كل الأقاليم بما فيها دارفور في الدورة الاقتصادية لحين إجراء انتخابات تحدد الأوزان للجميع.

اذن على الحزبين الكبيرين والمؤتمر السوداني و من يرفض العنف من الجبهة الثورية عليهم جميعا مسئولية تاريخية للوصول مع الرئاسة لتسويات ، وليتعلم السودانيون السياسية، ففي السياسة أنت لا تحصل على كل شئ، الذي يلتقي معك على 40% من الأهداف هو شريك والذي يلتقي معك على 60%وأكثر هو حليف! وان حلفا بين المعارضة والرئيس لأحق ان يقوم اليوم قبل الغد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا تحليل فطير يا أخي الكاتب .. يختزل حل مشكلة السسودان في من كانوا هم أس المشكلة مع إقحام حزب المؤتمر السسوداني دون النظر الى مكونات المشهد السياسي التي أفرزتها السنوات ..وتتحدث عن مجرم سفاح وكأنه أيقونة الوطن وتتلمس له المخارج وتساويه بالضحايا الذين ما رفعوا السلاح رفاهية .. ومع ذلك كانوا أشجع منه حينما ذهبوا الى الجنائية وقدموا صحيفة أعمالهم .. بينما هو ظل يسود وجه السودان يتزاوغ من أصفاد تلك المحكمة ..فصار سبة لشعب كان راسه مرفوعا .. فحطه هذا المجرم في الأرض بل في الوحل..!
    وهو الذي يرفض مبدأ المؤتمر الدستوري الشامل الذي سيجعل كل فعاليات السودان في صف الحق بينما عصابة الإسلام السياسي اللصوص في قفص الإتهام .. وهو ما حدا بهم الى رفض ذات الحكومة الإنتقالية التي ستسجردهم من سلطتهم وتجعلهم في محك المحاسبة التي لن يفلتوا منها ابدا..!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..