مشروع الجزيرة والمصريون

شوقى بدرى
عندما شاهدت وعرفت تدخل المصريين فى مشكله بانثاو او هجليج تذكرت هذا الموضوع الذى كتبته قبل سنتين …
مشروع الجزيرة والمصريون
منذ قديم الزمان كان عند المصريين غبينة مع مشروع الجزيرة . فلقد هاجموه بشراسة واتى محمد حسين هيكل الأول, وهذا يختلف عن محمد حسنين هيكل الذي يزور التاريخ. والأول شتم السودانيين بكل قباحة ولؤم ووصفهم بالعبيد وشتم حتى طعامهم الكسرة ناسيا المش المدود الذي يتلذذ بأكله المصريون. المصريون كانوا يقولون بالمفتوح ان ري السودان يضر بري مصر. وان على السودان ان يكتفي بالزراعة المطرية وان ينتج الحبوب واللحوم التي تحتاجها مصر ويكتفي بذلك. وهذا يعني ان السودان يجب ان يكون جبراكه لمصر. لمعلومية من لا يعلم فإن الجبراكه هي المزرعة الصغيرة التي تزرعها المرأة خارج منزلها.
في مؤتمر الشيوعي العشرين بعد التخلص من الإستالينية. كان هنالك نقاش عن تقسيم العمل في مجموعة (الكوميكون) الدول الاشتراكية. وطرحت فكرة تخصيص بلغاريا وبعض الدول الاخرى للتخصص في الانتاج الزراعي لإطعام بقية المجموعة. أنسحب الوفد البلغاري احتجاجا. ثم اعيد النظر في الامر وتراجع الاتحاد السوفيتي لأنه لا يمكن ان تبني الإشتراكية بدون قاعدة صناعية.
الآن بعد قتل السودانيين في ميدان مصطفى محمود. وإصطياد السودانيين كالأرانب في الحدود الإسرائيلية. وبعد ان تكرم علينا المصريون واكرمونا بإحتلال حلايب , وسفك الدم (البربري), يكرم المصريون وتطرح قضية مكافأتهم بمليون فدان من اخصب الاراضي في العالم. ولا يهم اذا كانت تمليك, هدية او (دقندي). يجب ان نعرف ان المصريين عندهم عداوة مع مشروع الجزيرة. ولقد افلح الانجليز في إبعادهم عن مشروع الجزيرة.
دقندي هي الزراعة بتأجير الارض لموسم واحد.
من المحن السودانية ان الإنقاذ لا يهما اي شيء في الوقت الحاضر سوى المحافظة على وجودهم. وسيعطوا إبليس راكوبة في القصر الجمهوري, اذا احسوا أن هذا سيجنبهم الملاحقة. ولكن هل يصعب على السودانيين ان يفهموا ان مصر والسودان مثل اثنين في الملجة يبيعون البطيخ فإذا حدثت مصيبة لأحد سيستفيد الآخر.
مصر والسودان ينتجان القطن طويل التيلة وهنالك جزء صغير من بوليفيا ينتج بعض القطن طويل التيلة. ومصر كانت تسعى كل الوقت وتدعو الله ان ينزل صاعقة تقضي على مشروع الجزيرة حتى ينفردوا بالسوق العالمي. وقديما كان كل الإنتاج يذهب الى انجلترا ومغازل لانكشير التي كانت الاكبر في العاليم وتصنع اقمشة الروبيا التي لا ينتجها الا القطن طويل التيلة. وكانت الروبيا ترجع الينا في شكل ثياب ابو قجيجة وازهري في المطار والمظاهر واسرار.
وبدأت سويسرا تستورد كميات ضخمة من القطن السوداني طويل التيلة عالي الجودة وكانوا يقولون ان الموضة تبدا في مدينة سانتقالان. هنالك تصنع اقمشة الفوال وهو تخصص سويسري وهو الخيط المبروم . وتذهب تلك الاقمشة الى فرنسا وايطاليا وكل العالم. ولهذا افتتح مكتب للأقطان في جنيف كان يديره خيرة ابناء السودان منهم الطيب ميرغني شكاك رحمة الله عليه. وفي نهاية الثمانينات كان يديره الاخ امير عبدالله ميرغني. والثياب التي تأتينا في السودان ليست مصنعة للسودان وهي مصنعة لكل العالم خاصة نيجيريا التي تستهلك كميات ضخمة. 120 مليون نيجيري وخاصة الرجال يلبسون المخرم والمطرز. والتطريز تتخصص فيه النمسا التي تعيد المنسوجات بعد تطريزها لسويسرا. السودان كان يمكن ان يحدد اسعاره ويفرض شروطه. والقطن السوداني كان يدفع ثمن العلاج والتعليم ومرتبات الموظفين والبنى التحتية والجيش والشرطة…..الخ.
مشروع الجزيرة هو اكبر مزرعة في العالم تحت إدارة واحدة. وهنالك شبكة قنوات تفوق ال 8 الف كيلومتر. والري هو الري الانسيابي الذي لا يحتاج الى مضخات او اي تعب يأتي المطر في شهر 6 وتبذر البذور ولا يبقى سوى الشلخ, والطراد الناشف والطراد بالبقر والحش ثم اللقيط والقلع والحرق, وترحيل القطن الذي كان يتم بسكة حديد داخلية ومحالج. وسكك حديد قومية تأخذ القطن الى بورتسودان. عملية مرتبة ومنظمة وبسيطة. تحتاج لمقدرة وجهد عظيم لكى تخرب هذه المنظومة. ومن المحن السودانية اننا نتمتع بحكومات قادرة على الخراب.
عندما استلم الاشتراكيون السلطة في انجلترا واطاحوا بحكومة وينستون تشرشل, تعاملوا مع المستعمرات وخاصة السودان بطريقة كريمة . والانجلييز عندهم حب و احترام للسودانيين ليس بمسبوق. يمكن ان نرى هذا في كتب مثل ظلال على الرمال وحكاوي كانتربري وذكريات قوين بل. ولقد مدح الشاعر المميز واللورد البريطاني السودانيين خاصة البجا الذين هزموا الانجليز في معركة التيب في شرق السودان والتي حدث في نفس يوم معركة شيكان. وكسر المربع البريطاني وجرح اللورد كتشنر. وقال كيبلينق لقد حاربنا خلف البحار. حاربنا كثيرا من الشجعان وحاربنا آخرين لم يكونوا من الشجعان. لقد حاربنا الزولو والبتان ولكن البجا يبقون اروع الشجعان ووصفهم كيبلينق ب (فاظي واظي) اشارة الى شعورهم المميز.
ورفع العمل الانجليز شعار ان السودان والمستعمرات قد ضحوا في الحرب العالمية وانه يجب تعويض السودان. وكان اول تعويض عبارة عن 2 مليون جنيه سوداني. وقديما ميزانية حكومة السودان كانت تتراوح بين 4 و 6 مليون جنيه سودان. وانشئ مشروع الزاندي لإنتاج القطن والغزل. وتضاعف انتاج القطن في جبال النوبة وفي طوكر. وكان السودانيون قد تخلصوا من آفات القطن وامراضه. لأن السيقان كانت تحرق بعد كل موسم. وكانت التقاوي تزرع في طوكر حتى يعطي هذا القطن مناعة.
ولفترة عانى القطن السوداني من اللزوجة والتي تسبب مشاكل في الغزل. وحلت تلك المشكلة. ولكن مصر كانت تعاني كل الوقت من امراض فظيعة خاصة اللطع الذي كان يحتاج المزارع المصري ان يحاربه بيده. وعندما كانت مبيعات السودان ترتفع كانت مصر تواجه مشاكل في تسويق القطن. وبسبب التدخل المصري خاصة عندما تأكد لجمال عبدالناصر ان الإتحاد لن يتم, دبرت مصر المؤآمرات للسودان وكانت مشاكل وإضرابات مشروع انزارا. وكان من المحرضين احد المصريين الذي كان عضوا نشطا في النقابة. وانتهى الامر بإضرابات ومذبحة انزارا التي كانت بداية الإنتفاضة الجنوبية. والتي لا نزال نعاني منها الى الآن. وكان للشماليين القدح المعلى. لقد صدرت اوامر من الجيش و البوليس بإطلاق النار على المتظاهرين. وفرحت مصر.
إن اي نشاط بشري له خلفية إقتصادية . المال هو الذي يحرك شيء. عندما اتفقت شركات تصنيع السيارات الاربعة في لوس انجلس قاموا بشراء شركات المواصلات العامة ثم الغوها. وساعد هذا في بيع كميات ضخمة من السيارات ولهذا فإن لوس انجلس لم تعرف المواصلات العامة.
اذا سيطر المصريون على نصف مشروع الجزيرة فسيكونون سعداء جدا ان تنتج فيه حبوب واعلاف حتى لا يجد قطنهم المنافسة, خاصة و ان الاقمشة المصرية قد بدأت تجد رواجا في العالم.
لماذ الإستعانة بأعمى لكي يقود اعمى آخر. الدولة المصرية فاشلة. من المؤكد انها اقل فشلا من الدولة السودانية الا انها دولة فشلت في ان تطعم اهلها. مصر الى الآن تستجدي نصف اكلها الذي يأتيها في شكل صدقات مشروطة. ومصر ليست دولة مشهورة بالتطور التقني او الإدارة النزيهة المتطورة. لماذا الإتجاه لمصر؟. ومصر عضو معنا في نادي الفاشلين. اين ذهب صراخ البشير وشعاراته في بورتسودان عندما افرح الناس في السودان, وذكر ان حلايب سودانية. وهذه إشارة صريحة بأن هنالك ارض سودانية مغتصبة والمحنة ان المغتصب يكافأ بأرض جديدة.
مشروع الجزيرة اكبر من هولندا التي هي في اول 10 دول إقتصاديا. والسودان 60 مرة مساحة الدنمارك والدنمارك اغنى من كل الدول العربية مجتمعة ببترولها.
لقد لعب المصريون بالسودانيين كل الوقت. بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة ارتفعت اسعار القطن اضعافا مضاعفا. وكان المزارعون يأخذون الريالات بالشوال. وابتاع المزارعون كل شيء حتى ان بعضهم اشترى ثلاجات ولم تتوفر لديهم الكهرباء. واشتروا الغالي من الثياب والاثاث. زرعت مصر الفتنة ودعت للإضراب وإنساق زعماؤناخلف تلك المزاعم. ودفعوا موظفي الجزيرة والمزارعين على الإضراب. وكان هنالك الإضراب الشامل. بالرغم من انه كان هنالك إضرابين صغيرين في الجزيرة عام 1942 و 1944 ولكن إضراب ما بعد الحرب كان إضراب شاملا. وكان المصريون يفركون اياديهم سعداء ويعطوننا الحبل لكي نشنق انفسنا. والسودانيون عادة يسهل إثارتهم. خاصة اذا لعب لهم على وتر الدين والوطنية. يندفعون كثيران هائجة. لقد ذكر الاستاذ الكارب ان المولدين ويقصد بهم السودانيين من اصول مصرية كانوا في ايام الاضراب الكبير يركضون مع الارانب ويصطادون مع الكلاب. وهم الذي نفذوا مخططات المخابرات المصرية.
بعد إستلام الاشتراكيين في انجلترا وكثير من الدول الاوروبية, دعت امريكا بالمفتوح وحذرت من إستمرار الاستعمار وقال الانجليز للسودانيين بالمفتوح سنترك لكم البلد في ظرف 10 الى 15 سنة. وستحكمون انفسكم وكونت الجمعية التشريعية التي ضمت الشماليين والجنوبيين لكي يتعودوا على النظام البرلماني. وكان هنالك سودانيين في مواقع قيادية . ويخدم تحتهم إنجليز يأتمرون بأمرهم. وقد كان عبدالله خليل وزير الزراعة. وكان الدكتور علي بدري وزير الصحة. وكان عبدالرحمن علي طه وزير المعارف.
و انطلقت الزراعة وارتفعت ميزانية التعليم والصحة الى 25 % من ميزانية حكومة السودان. وهذه نسبة خرافية لن نبلغها ابدا. وكان التعليم والعلاج مجانيا. وعندما احتج وكيل وزارة المعارف وهو بريطاني بالصرف الكثير وفتح المدارس في كل مكان. قام الاستاذ عبدالرحمن علي طه بكل بساطة بطرده من الخدمة. وشملت الجمعية التشريعية ممثلي النقابات والمزارعين والرعاة. وكان فضل بشير يمثل نقابة التاكس في الجمعية التشريعية. ولهم مجلة اسمها مجلة العامل تمثلهم. وبالرغم من هذا و بإيعاز من المصريين كان الاتحاديون يقولون سنقاطعها وإن جاءت منزهة من كل عيب. ومن المحن السودانية ان هذا منطق معوج. كما رفعوا شعار بإيعاز من المصريين ايضا تحرير ولا تعمير. وكأنما التعمير رجس من عمل الشيطان. ورفع الحزب الاتحادي الشعارات شبه الفاشية التي رفعتها الثورة المصرية والتي كان قوادها متأثرين بالحزب النازي. والشعار هو الاتحاد والتظام والعمل.
لقد طالب الموظفون والعاملون في حكومة السودان بزيادة اجورهم وتحسين اوضاعهم وتقليل ساعات العمل وقامت الحكومة بإعطائهم ما عرف بالبونص وهو عبارة عن مبالغ مالية ضخمة في ذلك الزمان. ولسؤ الحظ ان كثير من من استلموا تلك المبالغ لم يعودوا ابدا للعمل. بعضهم بدأ في التجارة ولم تنجح . والبعض انغمس في الشرب ولم يفيقوا منه الى بقية حياتهم. وعرفوا بضحايا البونص. وارتفعت الاجور بنسبة 55% واشك انه ستأتي حكومة وتزيد المرتبات 55 % . ودفعت بأثر رجعي. وكانت هنالك لجنة للعمال برئاسة ميلز تحدد البونص. وكان للموظفين لجنة برئاسة البريطاني ويكفيلد. ولسؤ الحظ ذهبت اغلب تلك المبالغ في القصف والسكر وانتعشت بيوت الدعارة. وهنالك قصة اشعال 10 جنيه للبحث عن الفتيل. والفتيل هو حلية ذهبية سقطت من جيد احد الغانيات. 10 جنيه كانت مرتب شهرين لبعض الناس.
وتسببت هذه الزيادة في تزمر موظفي الجزيرة. بالرغم من ان الجزيرة هي شركة وليست حكومة وان موظفي وعمال الجزيرة كانوا يتمتعون بمزايا لم تكن متوفرة لعمال الحكومة. فلقد كان عندهم سكن وترحيل مجاني. وكان للمفتشين سيارات وخيل.
احسن من كتب عن الإضراب هو ابن الجزيرة وابن المزارع وموظف الجزيرة الذي بلغ شأنا عاليا وهو عمر محمد عبدالله الكارب. الذي بدأ يعمل في الجزيرة وهو قبل العشرين وواصل الى نهاية حياته. ويقول في كتابه الجزيرة قصة مشروع ورحلة عمر. ويتحدث في الاول عن تنظيمات المزارعين فلقد كانت هنالك هيئة ممثلي المزارعين ويقول الاستاذ الكارب..( وتمت اول انتخابات في المشروع لممثلي المزارعين بطريقة سرية لإنتخاب رئيس الهيئة ونوابه ومساعديه. فوقع الاختيار على الشيخ احمد بابكر الازيرق, المزارع بتفتيش درويش ليكون رئيسا للهيئة ومعه السادة ابوالحسن عبدالمحمود, موسى النعيم ومحمد الطيب عمر والعبيد احمد موسى وطه الشيخ سعيد وابراهيم الشيخ الطيب واحمد حمد النيل وحمد النيل محمد الحسن ويوسف احمد نوابا لمكتب الهيئة. وعقد اول اجتماع للأعضاء المملثيين في مكتب مدير المديرية بود مدني في يوم 8 مايو 1947. والآن لا يستطيع المزارعون ان يعقدوا إجتماع في مكتب باشكاتب).
شيخ اللمين رئيس مزارعي الجزيرة صار وزيرا في حكومة اكتوبر. وكان يتفقد المستشقيات ويحاسب العاملين والدكاترة ويطالب بحقوق اهل الجزيرة. ويقول نحن ناس الجزيرة بندفع ميزانية الدولة ويهز عصاه. شاهدته في براغ وهو محل حفاوة واحترام الدولة والسودانيين. وكان يذهب الى موسكو ويقابل بإحترام بوصفه زعيم نقابي. وضيف دولة..
الإضراب الذي حصل كان بسبب زيادة المرتبات ومال الاحتياط. بإيعاز من المصرين اصر المزارعون على تقسيم مال الاحتياط . فلقد كانت تقتطع مبالغ من مشروع الجزيرة لكي تصرف على السنين السيئة. في بداية الثلاثينات كانت الحواشة تأكل ولا تلد وهجر كثير من المزارعين حواشاتهم.
وكان في مصلحة مصر ان يضرب مزارعي الجزيرة. لأن حرب اكتوبر مثلا رفعت اسعار البترول. وحرب العراق الاخيرة قد جعلت سعر البترول يصل الى 150 دولار. واضراب الجزيرة كان سيجعل مصر منفردة في الانتاج. وعندما يجوع مزارع الجزيرة تنعم مصر بالسعر المضاعف.
اذكر ان انتاج القطن وصل في شمال اعالي النيل الى 8 قنطار للفدان. ولم يهتم اصحاب المشاريع مثل بركة العجب وابخدرة بالقطن المتساقط في الارض. بل ان بعض المشاريع قد اوقفت اللقيط وكان لا يزال هنالك بعض القطن في اللوز. ثم تدنى الانتاج في ايام نميري بسبب سياساته الخرقاء وتدخل الحكومة في ما لا تعرف. وصار الانتاج اقل من 2 قنطار للفدان.
من حسن الحظ ان الرجل الذي كان محافظ مشروع الجزيرة كان البريطاني مستر جيتسكل وهذا الرجل كان اشتراكيا وكان انسانا بمعنى الكلمة وكان يحب السودان حبا منقطعا النظير وبدأ حياته العملية في السودان. وعمل الى ان تقاعد في السودان. واورد عنه الاستاذ محمد عبدالله الكارب ان والده كان يعمل في بورما وانجب ولدين اكبرهما آرثر جيتسكل والثاني هيو جيتسكل الذي كان عضوا بارزا في حزب العمال ثم وزيرا للخزانة. وكان من المتوقع ان يكون رئيسا لحزب العمال الا ان عاجلته المنية وهو في عنفوان شبابه وحيويته وتطلعاته.
واما آرثر جيتسكل فهو الأكبر تخرج من الكلية الجديدة في جامعة اوكسوفورد. وكتب عنه استاذه المباشر يقول كان جديرا ان ينال درجة الشرف الاولى لولا الحيز الكبير الذي كان يأخذه انشغاله بالنواحي الانسانية.
ويمكن انا اورد ان شوقي بدري من دراساتي ان بعض الانجليز كان مسكونا بحب السودان والسودانيين وكانوا اصحاب رسالة ويؤمنون بمساعدة السودانيين. وان السودانيين هم من نبلاء البشر, ويستحقون المساعدة والاحترام.
ويقول بابكر بدري في الجزء الثالث من مذكراته عن نيوبولد الذي كان السكرتير الاداري للسودان والحاكم الفعلي. وهذا الرجل خدم السودان بتفان واجهد نفسه في ايام الحرب لدرجة انه مات من الاجهاد والتعب. وفي نهاية اجتماعه مع بابكر بدري, ان تقدم مع بابكر بدري الى نهاية السلالم ثم قبل يدي بابكر بدري مودعا كعادة السودانيين مع كبار القوم. وبابكر بدري كان كثير المشاكسة ومعارضة الانجليز.
عندما وضع اسم بابكر بدري في لجنة اقناع اهل الجزيرة بفائدة مشروع الجزيرة قال بابكر بدري بأنه ليست بمقتنع بالمشروع. ولم يغضب المفتش بل سأله عن سبب اعتراضه. وقال بابكر بدري ما معناه (الارض حقتنا انت عندك شنو؟. فقال المفتش ..انا عندي الموية!!..فقال بابكر بدري مويتك بتكب في البحر الابيض المتوسط..فسأل المفتش سؤال من يريد ان يعرف..طيب رأيك..الموضوع يتم كيف؟. فقال بابكر بدري..يحتفظ الناس بأراضيهم. والشركة تبيع ليهم الموية..وشطب المفتش اسم بابكر بدري وسجل كلامه)..
الاخ الاستاذ هلال زاهر سرور الساداتي متعه الله بالصحة والذي كان مدير لمعهد التونج ومسؤول تعليمي ذكر انهم عندما كانوا في رحلة الى بورتسودان كان فنان القعدات هو البريطاني هوبسن الذي يجيد الغناء السوداني. وكان هنالك انجليز يجيدون اللهجة السودانية مثل اهلها..احدهم كتشنر. وكان في رفاعة مفتش يؤلف الدوبيت. ولهذا احب جيتسكل وكثيرون غيره السودان بطريقة عقائدية.
ويواصل السيد الكارب..(تقدم السيد جيتسكل للعمل في مشروع الجزيرة وتم اختياره في شهر فبراير 1923 وكان وقتها في الثالث والعشرين من عمره. وكان ذلك حدثا فريدا في ذلك الوقت ان يختار شاب بريطاني تخرج من جامعة اوكسفورد الشهيرة للعمل في مشروع الجزيرة الزراعي الناشئ لتوه. بدلا من ان ينضم الى الصفوة من اصحاب الياقات البيضاء في الخدمة المدنية الممتازة في حكومة السودان المخصصة لخريجي الجامعات البريطانية الشهيرة.( والسودان لم يكن ابدا مستعمرة بريطانية بل كان تابعا لوزارة الخارجية..والبريطانيون كانوا يحترمون السودانيون كثيرا)…كان اول عمله مفتش غيط صغير في عام 1923 في تفتيش عبدالحكم. ولم تكن اهتماماته فقط بالنواحي الزراعية فقد ذهبت به اهتماماته الانسانية التي ذكرها استاذه الى ان يهتم بالناس الذين يعملون معه. فصادق الكثير من المزارعين وغيرهم. اذكر منهم الشيخ المغفور له الشيخ البشير احمد الطريفي خليفة ودالطريفي صاحب القبة المشهورة بقرية طلحة ودالطريفي. والشيخ احمد ابوسنينة. والشيخ مصطفى محمد الحاج ةعبدالله. والذي تعرف بواسطته على المغفور له الشريف بركات احمد طه بقرية الشرفة بشرق النيل الازرق. وكان يداوم على زيارة الشريف بركات طوال فترة عمله في عبدالحكم.
هذا الرجل افسد المؤامرة المصرية عندما كان محافظا للجزيرة التي انساق لها السياسيون والمزارعون واقسموا القسم الذي لا رجوع منه بأنه اذا لم تصرف لهم اموال الاحتياطي مرة واحدة فلن يزرعوا. وعندما طرح موضوع الاضراب على محافظ مشروع الجزيرة جيتسكل..قال لهم ما كان يؤمن به..ان الاضراب من حقهم. وحرف كلامه كنوع من التحدي. اي انه يقصد انتو اضربوا وشوفا انا حا اعمل شنو!!. ولكن بعد الاجتماع الاول ازيل سوء التفاهم. والادارة كانت تقول للمزارعين بأنه اذا صرفت لهم الفلوس فليس هنالك من البضائع ما يكفي في السوق وسيسبب هذا ازمة. ولكن عليهم ان ينتظروا حتى تستورد الدولة البضائع الكافية. لكي تستوعي الفلوس..وحلت القضية.
وتظل مصر دائما متربصة بمشروع الجزيرة..ويجب ان لا ننسى ان الحكومة البريطانية قد اممت مشروع الجزيرة في سنة 1950 وقدم كهدية للسودان. وتكونت لجنة حسب قانون مشروع الجزيرة لسنة 1950 (نمرة 19) ومجلس الادارة الاول متكون من المستر ساندرس مدير مديرية النيل الازرق وابراهيم بدري والمستر ار.ه .مان وعبدالحافظ عبدالمنعم والمستر جيتسكل والمستر بيكن والاستاذ مكي عباس و المستر شارب سكرتير المجلس (المراقب المالي)
يجب ان نذكر ان الانجليز لم يسمحوا لأي بريطاني لأن يمتلك ارض في السودان. وكل المشاريع الزراعية الضخمة حتى مشروع الجزيرة لم تكن الارض ملكا للشركة. المشاريع الاهلية كانت تحت قانون لائحة سحب مياه النيل ولفترة 25 سنة فقط.
في بداية تكوين مشروع الجزيرة قال ود ابو سن الكبير للمفتش (انت ختيت عينك في طينتي وانا كلامك ما بسمعو وبمشي بشتكيك للمدير. كان المدير ما انصفني بمشي الحاكم العام. الحاكم العام ذاتو ما بسمع كلامو. وكان بعت نص طيني بمشي بشتكي في مجلس اللوردات). ولم يستطع الانجليز نزع ارضه. وانتظروا الى ان مات ووصلوا الى اتفاق مع ورثته. بمعنى ان الامر لم يكن همبته. وكان هنالك امكانية الاستئناف.
ويقول بابكر بدري الذي كان كثير المشاكسة مع الانجليز انه ذهب في سنة 36 للسير جلين السكرتير الاداري هذا بعد المعاهدة المصرية الانجليزية. وهاجم الاتفاقية وقال (لا ينالنا منها فائدة نحن معشر السودانيين. فقال لي.. اشترط فيها رفاهية السودانيين, وتعيينهم في الوظائف الكبيرة التي يـؤهلون لها لكفاءتهم قبل المصريين والانجليز. وقلت له ان الكفاءة السودانية موقوفة على شهادات رؤساءهم من المصريين والانجليز. وهم يريدون الوظائف الكبيرة. اذا لا تزال محجوزة لهما..قال لي ..ما الذي تطلبه للسودان؟.قلت؟؟اطلب للسودان حفظ الجنسية وحفظ الاطيان..فقال لي..ان الاطيان من سنة 1907 حفظناها لكم. الم ترى ان الاجانب الذي سبق ان اشتروا اراضي في جزيرة توتي وفي الجزيرة الكبرى لم تسجل لهم. وانك من سكان رفاعة ولقد حرمتك الحكومة شراء اراضي في الجزيرة. فهذا دليل على حفظ الاطيان من كل اجنبي بالسودان. اما الجنسية هي موقوفة على استمساككم بها وليس للحكومة دخل فيها. فأقتنعت بقوله وخرجت).
ونواص مع بابكر بدري في الجزء الثاني وعندما يتكلم عن تحديد الحدود في الجزيرة في بداية القرن…ويقول
(في هذه السنة تعهد يوناني بتوريد الحجر لتحديد اطيان الجزيرة لممتلكيها حتى اذا محت الجسور تكون محفوظة بالحجارة التي توضع في الزوايا الاربعة. وخصص المتعهد بمدني جزء من العهدة للخواجة جورجي كلمنيانوس المقيم برفاعة..جئته يوما لأحصل منه اجرة دكاني. في اثناء الحديث جرى ذكر الشيخ عوض الكريم عبدالله ابوسن. فهاج حورجي. وقال الولد ده ما يريد ان يسكت حتى نضعه في السجن؟. فقلت له انت تضع عوض الكريم في السيجن..فقال نعم..فقلت ..الآن اخبره انا بقولك هذا. وذهبت الى عوض الكريم فلما اخبرته كان رده (شنسيل) اي ماذا اصنع له.. وفي ظهره المامور يشرب معه كل ليلة (طبعا المامور مصري) فقلت له انت ما تستطيع تجمع الجمال وتورد الحجر للحكومة بدلا من جورجي. قال هل يمكن تحويل التعهد لنا. قلت ممكن تحويل مامورية جمع الجمال وصرف قيمتها لأهلها بواسطتكم. وجمالكم هي التي تنقل الحجر الآن. واهلها دافعوا الضرائب. اما جورجي فلا قيمة له اذا طلبتكم ذلك. قال اخبر الشيخ بذلك..اي والده. وشجعته فذهب للمستر منكريف مفتش رفاعة فأمره بتقديم طلب وصى عليه لسعادة اللواء ديكنسون باشا الذي سر سرورا عظيما وصدق له بتوريد جميع الحجر بواسطة جمال الشكرية).
الحدود محفوظة بالحجارة والخرط معروفة والملكية موجودة..
الانجليز يحفظون حقوقنا والانقاذ تفرط فيها !!!.
ارجو هنا ملاحظة ان جورجي كان لا يمتلك الدكان بل يستأجر من المواطن الفقير بابكر بدري في رفاعة. الذي كان يمتلك 10 دكاكين, عندما وزع سوق رفاعة مع بداية الاستعمار ولسكان رفاعة فقط. وقام ببنائها بيده بمساعدة بناء. وكاد ان يموت عندما سقط من رأس احد الدكاكين.
الانجليز لم يكونوا ولن يكونوا ملائكة ولكن كان هنالك العدل والقانون والنظام. والصحافة والرأي العام في بريطانيا.
زراعة القطن بدأت في طيبة ويذكر بابكر بدري . ان الفكرة بدأت في طيبة ويقول..
(سنة 1911 فكرت حكومة السودان في تجربة الري في الجزيرة حضر سعادة ديكلسون المدير برفاعة وتصادف وجود الشيخ عبدالباقي حمدالنيل برفاعة . تزوج بنت المرحوم الطيب العربي. فتقابلا بضبطية رفاعة. وطلب المدير من الشيخ عبدالباقي ان يبتدئ هذه التجربة بواسطة وابور يوضع بطيبة ومتى صحت التجربة يبدأ الري فعلا بوابور كبير بطيبة. فرفض الشيخ عبدالباقي وضع وابور حالا ومآلا بطيبة. فطلب المدير الشيخ عبدالله ابوسن يحسن للشيخ عبدالباقي وهو يرفض بشدة. وابتدأ المدير يظهر عليه الغضب رغم اناته. فأخذنا الشيخ عبدالباقي خارج المكتب وما زلنا به حتى ادخلناه على المدير موافقا. في سنة 1919 مررت على طيبة لتفتيش مدرستها فوجدت الابل ترعى في اللوبيا كأنها في البطانة وحالة الحلة مظهرا للنعمة سكانا ومساكن. فقلت للشيخ عبدالباقي اذا رأت الحكومة تحويل المشروع من طيبة ماذا يكون رأيك؟. فقال لي (والله نتبعو محل ما تحولوا). فذكرته بتوقفه. فقال نحنا عارفين عدلهم. كنا نظن انهم ينهبون طيننا. ويحولونا منه ويجعلونه ملكا للإنجليز).
قمنا ونشأنا وشفنا الهتافات والمظاهرات ضد الإستعمار. ودرسنا الاإشتراكية وكرهنا الرأسمالية والغرب والإستعمار والإمبريالية. أكتشفنا ان احسن نظام مر على السودان كان لسؤ الحظ نظام الإستعمار البريطاني. وهذه احدى المحن السودانية.
مافي انجليزي شال بوصة من السودان. وكان الانجليز وخاصة الحكومة الإشتراكيةالعمالية تدافع عن الانسان البسيط
التحية…
ع.س. شوقي بدري…
[email][email protected][/email]
والسودان لم يكن ابدا مستعمرة بريطانية —-
السودان كان يحكم لندن
حسن نظام مر على السودان كان لسؤ الحظ نظام الإستعمار البريطاني. وهذه احدى المحن السودانية.
ههههههههههـــــــــــه صدقت و صدقت الف مرة يا اخى (لكم قصة اسد عجوز و ثعلب مكار و حمار طماع)
ارد اسد عجوز ان ياكل ثعلب، فقال الثعلب ياسيدى انا نحيف و صغير فلن اشبعك. لكن اعطنى مهلة سأتى لك بالحمار الكبير السمين، ذهب الثعلب و ابلغ الحمار ان الاسد يريد ا ن يقلده نائبا له، وافق الحمار و جاء الى عرين الاسد، هجم الاسد متسرعا و لضعفه فلت الحمار منه فاقدا اذنيه و هرب، عاتبه الثعلب قائلا تسرعت ياسيدى و لكن سآتى به لك مرة اخرى. قال الثعلب للحمار، لماذا هربت؟ اراد الاسد ان يقلدك او يلبسك تاجا لذلك ازال اذنيك. عاد الحمار مع الثعلب الى عرين الاسد مرة اخرى، هذه المرة قضى الاسد عليه وصار ياكل فيه لمدة ايام, فى احد الايام جاع الثعلب و تسلل خلسة و اكل مخ و قلب الحمار، إستشعر الاسد فقدان المخ و القلب للحمار فسأل الثعلب عتهما؟. فاجاب الثعلب، يا سيد لو كان لهذا الحمار قلبا و مخا لما عاد ليصير لك طعاما. فرد الاسد العجوز فى حكمة ، صدقتك يا بعشوم مع إن كل شئ معك ممكن، و لكن عشمى فى جاموس الجنوب . فقال الثعلب انتظر باسيدى موسم الهجرة الى الجنوب.
مصر هو الاسد العجوز لا حول له و لا قوة، السودان هو الحمار الذى فقد حياته طمعا فى تاج العروبة، الثعلب هى الاحزاب السودانية و الحكومات التى مرت عليها اكلوا عقول و قلوب و ثروات الشعب السودانى و تركوها لقمة سهلة لمصر مقابل السلطة…………_ ياريد لو استمر الاستعمار البريطانى فقط حتى الان لكنا احسن حالا و حقنا دماءاً كنا فى غنى عن سفكها. مافي انجليزي شال بوصة من السودان. وكان الانجليز وخاصة الحكومة الإشتراكيةالعمالية تدافع عن الانسان البسيط
الأستاذ شوقى بدرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت فى معظم أن لم يكن كل ما ذكرت فى مقالك .
لأضافة شرح أكثر للقارىء حتى يتمكن من فهم بعض مما ورد فى مقال الأستاذ شوقى بدرى عن القطن طويل التيلة وبعض من الأسباب التى أدت لخروج مشروع الجزيرة وبالتالى السودان من السوق العالمى لهذا النوع من الأقطان , أنقل لكم جزء من قال أدناه قمت بنشره فى 24 نوفمبر 2009 على صحيفة الأقتصادى السودانى على الرابط :
http://sudaneseeconomist.com/phpBB/viewtopic.php?f=2&t=80
أهمية القطن طويل التيلة
أهمية القطن طويل التيلة وما أحدثه خروج
مشروع الجزيرة مـن فجوة كبيرة فى المعروض بالسوق العالمى
الفرق بين القطن طويل التيلة وقصير التيلة :-
المقصود بالتيلة هو وحدة قياس سماكة الخيط وكلما كان الخيط رفيعا كلما كبر رقم التيلة – مقاس 30 أكبر سماكة مـن مقاس 40 فما فوق – يعتبر المقاس من 60 الى 100 مـن أرفع الخيوط ? لذا يستخدم القطن قصير التيلة للخيوط السميكة أمثال أقمشة الدبلان والدمورية وقماش البنطلونات – والقطن طويل التيلة لآنتاج أرفع الخيوط مـن مقاس 60 الى 100 تستعمل لأنتاج أقمشة ال لينو وال تو باى تو والتوتال ?
تتطلب زراعة القطن طويل التيلة أرض عالية الخصوبة ورى بصورة منتظمة منذ بدابة زراعته وحتى أنتهاء موسم حصاده لفترة تتراوح بين 5 أشهر الى 6 أشهر – أما القطن قصير التيلة فيمكن زراعته فى ارض خصبة وليس بالضرورة عالية الخصوبة ولا يحتاج الى رى بصورة منتظمة مثل طويل التيلة مما سهل زراعته زراعة مطرية .
مشروع الجزيرة تم قيامه خصيصا لأنتاج القطن طويل التيلة نسبة لخصوبة ارضه العالية ووفرة الرى الأنسيابى لمدة لأطول فترة فى خلال السنة تصل الى 11 شهرا ? مع الأخذ فى الأعتبار زراعة الذرة كمصدر غذاء رئيسى للمزارع وتتم زراعة الذرة ? كذلك تتم زراعة الفول واللوبيا كمحصول تقدى أضافى مع خاصية تفتيته للتربة للتجيهز لتكون بور غير مزروعة فى السنة اللاحقة حسب دورة زراعية معروفة –
الغرب واليابان يعلم تمام العلم أهمية ومستقبل صناعة الغزل الرفيع لذا تمسك بتكنولوجيا الصناعة ولم يفرط فيها لتنتقل الى الشرق الصين والهند مثل صناعة غزل ونسيج الخيوط الغليظة المصنوعة مـن القطن قصير التيلة ? بالرغم مـن محاولة الدولتين لصناعة منسوجات خيوط رفيعة مستعملة القطن طويل التيلة ? بالرغم مـن أن الدوليتين أنتجت مـن هذه المنسوجات لكنها فشلت مـن ناحية الجودة وأنتجت التوتال وال تو باى تو بجودة منخفضة جدا أسعار بيعها نصف المصنع فى فرنسا وسويسرا وانجلترا واليابان ?
محدودية المساحات المزروعة قطن طويل التيلة جعلت مصانع غزل ونسيج الدول الغربية تتهافت على المعروض منه وتدخل فى مزايدات مما حـدا باليابان أن تدخل كمشترى لمصانعها بأكبر شركة حكومية تعمل فى مجال تجارة الأستيراد والتصدير وهى شركة سومي تومو المعروفة تنافس وتزايد للحصول على أحتياجات مصانعها مـن القطن طويل التيلة ( مصنع كنيبو مثالا والذى يعتبر مـن أكبر المصاتع اليابانية العاملة فى صناعة غزل ونسيج الخيوط الرفيعة)-
للعلم أسعار القطن طويل التيلة تساوى 4 أضعاف اسعار القطن قصير التيلة ? والمنسوجات والأقمشة المصنوعة منـه أسعارها تصل الى 10 أضعاف أسعار المنسوجات والأقمشة المصنعة مـن القطن قصير التيلة ? أرجو مقارنة أسعار المنسوجات القطنية الصينية والدبلان والدمورية والبوبلين الصينى بأسعار التوتال وال تو باى تو وال لينو الأوربى ?
فشل مشروع الجزيرة وخروجه مـن السوق العالمى للقطن طويل
التيلة مع العلم بانه يعد مـن أكبر المنتجين للقطن طويل التيلة :-
تطبيق سياسة نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع هى السبب الرئيسى لخروج مشروع الجزيرة مـن السوق العالمى واحداث فجوة بالسوق العالمى ما زالت آثارها على أسعار القطن طويل التيلة فى أرتفاع مستمر :-
أولا :-
تطبيق سياسة نأكل مما نزرع أدت الى زراعة القمح فى معظم مساحات زراعة القطن طويل التيلة بمشروع الجزيرة ولم تتم رزاعته فى أراضى زراعة الذرة والفول واللوبيا لقلة خصوبتها – القمح مـن السلع المنهكة لخصوبة الأرض – وزراعة القمح لعدة سنوات متتالية أهلكت كل المساحة التى تم زراعته فيها حسب الدورة الزراعية ? حيث تم تطبيق السياسة لأربع سنوات كانت كافية لأنهاك كل المساحات المزروعة قمحا نتيجة لأختلال الدورة الزراعية التى كانت تحافظ على خصوبة الأرض بتعاقب المحاصيل على قطعة الأرض الواحدة – تعاقب المحاصيل يكون بموجب الدورة الزراعية حسب حاجة المنتج للخصوبة ومقدرة الأرض ? هذه الدورة الزراعية حافظت على خضوبة الأرض لأكثر مـن 70 عاما مع الأستقرار فى الأنتاج ? بدخول القمح كمنتج جديد على حساب القطن أختلت الدورة وفقدت الأرض خصوبتها نتيجة لتعاقب زراعة القمح المنهك للآرض على كل المساحات فى مدى اربع سنوات كانت كافية لأنهاك كل مساحات الدورة الزراعية –
ثانيا :-
تطبيق سياسة نلبس مما نصنع أدت لأستعمال الكميات المنتجة من القطن طويل التيلة – بالرغم مـن قلتها لتمدد القمح فى معظم المساحات – تم أستعمال القطن طويل التيلة للصناعة الغزل والنسيج المحلية لآنتاج منتجات كالدمورية والدبلان والملايات المصنعة محليا والتى مـن المفترض أن تستعمل القطن قصير التيلة منخفض القيمة ? وكان مـن الممكن بيع القطن طويل التيلة فى تاسوق العالمى واستيراد 4 أضعاف الكمية المصدرة حيث أن القطن طويل التيلة أسعاره أربعة أضعاف أسعار قصير التيلة – خلاصة أستعمال مادة خام غالية الثمن( طويل التيلة) لأنتاج منسوجات منخفضة الثمـن ( يمكن صناعتها من القطن قصير التيلة ).
ملحوظة :-
للتأكد مـن نوعية المنسوجات مـن القطن طويل التيلة أرجو ملاحظة قماش التوتال هو أيضا مـن فصيلة التو باى تو وسمى تو باى تو نسبة لأن الخيوط المستعملة فى أنتاجه خيطين مبرومات برم بضغط عالى فى الأتجاهين السداية واللحمة زى ما بيقولو النساجين ? أرجو أخذ خيط مـن عمتك وبرمه عكسيا للتأكد من أن الخيط خيطين وليس واحد وبعد تركه يرجع تلقائيا ليصبح واحد نتيجة البرم بضغط عالى عند التصنيع) ? للعلم خيط التوتال هو خيطين مقاس 100 بعد البرم بالضغط العالى يصبخ خيط تو بمقاس 50 تيلة.
أنتهى النقل :
سوف أورد لاحقا أحصائية أنتاج السودان ممثلا فى مشروع الجزيرة منذ الأربعينيات وحتى عام 2011 لنرى التردى الذى وقع على المشروع مع مؤشر لنتائج أستمرار الحكومة للسير فى نفس الطريق والذى أودى بنسبة أكبر من 80 % مما لحق المشروع من تدمير.
نسأل الله أن يهدينا ويهدى القوم للعمل على أعادة هذا العملاق لأخذ نصيبه من السوق العالمى للأقطان وهو المؤهل حسب سجله السابق فى أخراج السودان من جب الهاوية الأقتصادية التى وقع فيها .
فى مقال نشرته على صفحة سودانايل وصحيفة الراكوبة بعنوان :
السيد محافظ بنك السودان (عائدات الصادر المرجوة)
http://sudanile.com/2008-05-19-17-39-36/995-2011-12-22-09-36-36/36364-2012-01-02-06-40-09.html
وفى فقرة من المقال تعرضت للقطن المعول عليه وسجل السودان فى السوق العالمى للأقطان
ثالثا القطن
ذكرتم فى المؤتمر الصحفى التعويل على زراعة 850 ألف فدان قطن .
وحسب تصريح السيد وزير المالية فى مؤتمره الصحفى فى 20 ديسمبر أن خطته الأسعافية مستهدفة الرقم 400 ألف طن من صادرات القطن السودانى فى العام القادم.
وحسب تقرير خطة وأداء وزارة الزراعة والذى تمت أجازته من مجلس الوزراء فى 29 ديسمبر (سبحان الله تمت أجازته من مجلس الوزراء) فأن السيد وزير الزراعة توقع أنتاج 750 ألف طن قطن هذا العام.
بالرجوع الى معدل أنتاجية القطن فى الهند 567 كيلوجرام قطن للهكتار (الهكتار 2.38 فدان). ( أعلى معدل أنتاج للقطن السودانى كان 446 كلجم للهكتار كان فى موسم 1969/1970.)
بعملية حسابية أن السيد وزير المالية يحتاج لأنتاج هذه الـ 400 ألف طن 705467 هكتار تعادل مليون وستمئة وثمانون ألف فدان (بالمعدل الهندى الأعلى) .
و بعملية حسابية أن السيد وزير الزراعة يحتاج لأنتاج هذه الـ 750 ألف طن مليون و322 الف هكتار تعادل 3 مليون و148 ألف فدان ( بالمعدل الهندى الأعلى).
هذا العام تمت زراعة حوالى 165 ألف فدان قطن فى مشروع الجزيرة فى يوليو 2011 ضربها العطش فى أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر وصرح السيد والى الجزيرة فى 17 أكتوبر أن مساحة القطن المتضررة من العطش من 70 الى 100 ألف فدان. ما بالك فى أدارات فشلت فى رى 165 ألف فدان وتعول على زراعة مليون وسبعمائة ألف فدان ( لأنتاج 400 ألف طن وزير المالية ) وأكثر من 3 مليون فدان (لأنتاج 750 ألف طن وزير الزراعة مجازة من مجلس الوزراء).
أرجو ملاحظة تباين الأرقام 850 الف فدان ذكرتها فى مؤتمركم الصحفى ومليون وستمائة وثمانون الف فدان لأنتاج كمية وزير المالية والمساحة الكافية لتحقيق رقم وزير الزراعة والتى تخطت ال 3 مليون فدان. وحدوا أرقامكم أو قاربوها أولا حتى لا تثيروا الشك والريبة فى تصريحاتكم علما بأنكم تمثلون حكومة واحدة.
أرجو ملاحظة سجل السودان فى أنتاج القطن ( المعلومات من صفحة الهيئة الأستشارية العالمية للأقطان العالمية ? السودان من المؤسسين لهذه الهيئة . ونقلا بعض الأرقام من صفحة شركة الأقطان السودانية) :
? منذ 1940 وحتى 2011 أعلى أنتاجية كانت للقطن السودانى فى موسم 1969/1970 بلغت 246 ألف طن زرعت فى مساحة 1,256,640 فدان بمعدل أنتاجية 466 كلجم للهكتار(2.38 فدان) أقل من المعدل الهندى.
? أعلى رقم لأنتاج القطن فى عهد الأنقاذ كان فى موسم 1995/1996 حيث بلغ 106 ألف طن.
? أقل أنتاجية للسودان منذ 1940 وحتى عام2011 من القطن كانت 11 ألف طن فى موسم 2009/2101.
السيد محافظ بنك السودان
الوضع الحالى لمشروع الجزيرة وهو عماد زراعة القطن فى السودان مترديا من ناحية خصوبة الارض لتخبط السياسات الزراعية وتنوع المحاصيل لمدة أكثر من 20 سنة مرة بسياسة (نأكل مما نزرع) واخرى بسياسة (نلبس مما نصنع) وثالثة بأعطاء المزارع حرية أختيار المحاصيل بقانون مشؤوم يسمى قانون مشروع الجزيرة لعام 2005 حتى أصبح المزراعون والساسة يرددون ( نضحك مما نسمع) والموارد البشرية بالتسريح الجماعى فى ميدان عام وبأحتفال تخلله الغناء والرقص والمعدات والمحالج والسكة حديد ببيع من لا يملك لمن لايستحق وقنوات الرى التى سحبت أدارتها من وزارة الرى وأوكلت لأدارة المشروع والتى ينخر فيها سوس التمكين من كل جانب .كل هذه الأسباب مجتمعة أدت الى تحقيق أقل موسم أنتاجية فى موسم 2009/2010 وهو 11 ألف طن . ولا أعتقد أن السودان مؤهل تربة وموارد بشرية وقنوات رى ومعدات ووسائل دعم لوجستى و بنية تحتية لتحقيق رقم أعلى من موسم 1969/1970 (منذ 1940 وحتى 2011) . ولا أعتقد أنه ما بين موسم 2009/2010 (أقل أنتاجية) تبدلت الأحوال بصيانة تربة وموارد بشرية وقنوات رى ومعدات لتحقيق أرقام وزير المالية (400 ألف طن ) ووزير الزراعة (750 ألف طن) .
أنتهى النقل .
نسأل الله التخفيف
كلامك جميل شيق درر ولكن يا عزيزى شوقى بدر مين يفهم المتعافى بدنيا ومريض عقليا الرجل الضاحك 24 ساعه كل شىء عنده هزل فى هزل كما احتلوا حلايب سيحتلون مشروع الجزيره والان هم فى ضيق ما بعده ضيق بعد ان تخلت عنهم امريكا والسعوديه وبعض الدول الاخرى سيكون السودان فك عزلتهم وسياتونكم بنهم عالى وسيعيثون فى الارض فسادا والبشير لاهم له الا نسائه حسبى الله ونعم الوكيل الهم اسالك ان تولى على السودان انسان صالح يصلح
ما كتبه الأستاد شوقي “خطير” وهو يستحق الرد من المختصين ،وابناء الجزيرة بالدات،
دون التهور واللعب بتاع الإنقاديين على “الوطنية “.
من وجهة نظري الخاصة أن الأستاد شوقي خلط ما بين تلبية المطالب النقابية
وما بين ما يسميه “المؤامرة” المصرية؟ فهل مثلا على نقابة المزارعين أن تدرس
ما يحقق رفاهية ومكاسب المزارعين أم تنتظر ..يا الله هل دا مع “المؤامرة” المصرية
أو ما معاها؟
والشيئ التاني والأساسبي برضو نظرة الأستاد للإستعمار ،نظرة من وجهة نظري الشخصية، مختلة.
هل يريدنا الأستاد بدري أن نعقد مقارنة فحواها : والله الإنجليز مستعمرين لكن اهو افادوا
وإستفادوا؟ يعني في الأخير درون .. والإستعمار برئ .. إدا إفترضنا صحة الفرضية دي هل
الإنجليز نفسهم كان حيقبلوا إنو هتلر يستعمرهم ويفيدهم ويستفيدوا منو ؟ ما هم لليلة
دي فالقننا ببطولاتم هم والأمريكان ضد هتلر ؟ إدا كان الإستعمار في حد داتو غير مقبول
طيب ليه الكلام عن حلايب وشلاتين ؟ ولا دا لأنو بس بتاع إنجليز؟
كلامك صاح أخي شوقي والمصريين من قديم الزمن بيلعبوا لصالح بلدهم وان تغيرت اساليب الحيل من طرح الوحدة واظهار حسن النية
ومشروع الجزيرة فعلا جعل المصريين يفقدوا صوابهم ويعملوا بكل قوتهم لافشال المشروع او السيطرة عليه باي شكل كان
حسنين هيكل القديم او حسنين الجديد العجوز كلهم حسنين ورائهم واحد وان كان الاخير مكشوف في نواياه وكذبه في قناة الجزيرة التي تبنته لغرض في نفس يعقوب و لا يمكن لنا ان ننسا حسنين هيكل الذي شتم السادات بإبن السوداء يعني ابن السودانية
أخي شوقي مشروع الجزيرة مشروع عظيم ولكن للاسف انشغلنا بامور عصرية اخرى وتركناه للمتعافي المريض الذي يحوم حوله كي يحوله الى مؤسسة خاصة يملك هو وسرته 51% ان نجحت فكرته في خصصة المشروع وهنا اقصد باسرة المتعافي المؤتمر الوطني وعصابته
ياخى هو البهدلنا منو غير الإنجليز ؟ ديل صنعوا لينا مشاكل الجنوب لحد الليلة انت يا أستاذ بدرى شايلاك الحنية ساى لزمن شبابك وأجدادك زمان والأجانب وتداخلاتهم معاكم وقصصهم يغشوا فيكم بالخوة والكلام العسل وهم اكبر سوسة تنخر فى المستقبل ولو ماهم ماكان انت طرت من السودان ومشيت عشت فى الدول الاوربية غريب ومتغرب عن أهلك واحبابك ديل دمروا كل حاجة فى السودان وسحبوا خيراته وبعد ماشربوه شراب حتين فكوهو ليكم تقول لى إنجليز هاك الانجليزى دا بالله !!!
يابشرياعالم البحصل فىالسودان داجريمه كبرى الحكومه تتنازل من كل خيرات السودان بى السهوله دى البترول شركات السكر شركات الزراعه شركات اجنبيه اجنبيه اى سياسه هذه بس ورونابالله شوفو التهاون فى معدن الذهب وترك الحبل فى القارب لكل من هب ودب
هجليييييج ياشوقي وليس اي اسم اخر لاتدس السم في العسل
آخر سكرتير اداري للسودان هو المستر جيمس روبرتسون كان يكره مصر كراهية عميقة وذكر في مذكراته انه لا يتوقف بها عندما يمر بها في طريقة من وإلى السودان وكان يستغرب في اعجاب بقية زملائه بمصر وبقائهم بها لعدة أيام. المهم هذا الرجل بحكمة وبعد نظر عرف أنانية المصريين وبذل كل جهده للحيلولة دون وضع يدهم على السودان بعد خروج الانجليز, ولكن الحكومات الوطنية -وبالذات العسكرية والشمولية- انخدعت في المصريين أو هم خدعوها وانطلقت يد المصريين في السودان تخطط وتنفذ وتخرب حتى تجعل من السودان دولة عاجزة كسيحة يمر النيل من تحت قدميها وهي تنظر له بعيون مريضة في جسد مريض يعجز أن يمد يده لينال فقط جرعة ماء تروي عطشه.
يردد الببغاوات مقولة ان الاستعمار زرع الفتنة في السودان مع ان أيام الاستعمار كان التعايش بين السودانيين أحسن كثيراً من اليوم, بل كلما زاد الحكم الوطني يوماً كلما تفاقمت الصراعات بين المجموعات المكونة للسودان. حكم وطني دام أكثر من 56 سنة وتتفتت البلد على يديه ويتسع فتق الصراعات بين أبناء الوطن ويفشل في تقديم أبسط الخدمات لمواطنيه هل بعد ذلك نلوم الاستعمار؟!
شكرا الاستاذ شوقي بدري، وفعلا نحن صغار قد عاشينا البريطانيين في ايامهم الاخيرة ولمسنا فيهم كل ما ذكرته من تعليم مجاني وكراسات وادوات دراسيةوعلاج للمرضي وأكل فاخر بدون مقابل وانصاف وكذلك النظام والرقي في الملبس والمأكل السبب لانهم ناس متحضرين ولكن اين نحن الآن من هذا الربوب الذي استباح كل شئ تصور أن مباني الحكومة في مدينة الأبيض قد بيع كثير منهافي الخفاء بدون مزاد علني ولم يتبقي منها شيئاوعموما يا أستاذ ناس الانقاذ “عيروها وأدوها سوط” ولا حول ولا قوة إلا بالله حفظكم الله.
في اوائل الخمسينات وانا بالمدرسة الوسطى بمدني كنت اعمل بالتجارب (البحوث الزراعية فيما بعد) اثناء العطلة المدرسية كانت طبيعة عملي ان اقوم بتسريح وتمشيط 63بذرة القطن بالمشط والفرشاة ونقيس طول التيلة ويتم تسجيله و كان يؤتى ببذرة القطن من مختلف المشاريع والحواشات بالجزيرة وللعلم كان مرتبي في الشهر 450 قرشا لاغير شاملا الترحيل وكنت سعيدا بذلك.
شكرا سيد الحسن فقد رجعت بي لستين عاما مضت
التامر والنظره السالبه من قبل مصر تجاه السودان سببها الاساسي جيل السياسين السودانيين في عهد الاستقلال
واخص بذلك ما يسمي بالاحزاب الاتحاديه التي تجاهلت مصلحة السودان العليا وكان همهم الاساسي خدمة المصالح المصريه في السودان وكانوا ينفذون كل ما تملي عليهم مصر غير مبالين بما سيحل علي السودان بفعلتهم الشنيعه قبحهم الله
انا لا الوم مصر بقدر ما القي اللوم علي متمصرني السودان اللذين لازالت اقلامهم تنادي باستعمار مصر للسودان تحت مسمي وحدة وادي النيل اللعينه ,,,الم يقود ابوالعزائم وقدا من القوادين اقصد الصحفيين لمصر للمطالبه بوحدة وادي النيل وتحدثوا باسمنا زورا بان الشغل الشاغل لاهل السودان هو الوحده مع مصر !!ازلكم الله ايها المرتزقه
شكرا استاذنا شوقي ومزيدا من التنوير لاهلنا في السودان المغيبين تماما عما يدور من تامر خلف الكواليس من تامر ضد بلادنا
اما المصريين جعل الله كيدهم في نحرهم ,,اللهم يارب سلط عليهم اسرائيل واحفظ سوداننا من شرورهم يا رب
هذا الكاتب لماذا قدم الاسم الذى يدعيه الجنوبيون و الذى اخترعه سلفاكير و ذمرته على الاسم الاصلى و المعروف للمنطقة و هو اسم هجليج ؟ اعتقد ان وراءه استفهام كبير لما ظل يحجينا به الكاتب .
مقال جيد , البشير كافأ المصريين ب اثنان مليون مليون فدان زراعى و ليس مليون فدان .
وها قد اتى اليوم الذى نلطم فيه ونبكى على ضياعنا. مشروع الجزيرة رمز عزتنا قامت حكومة الخراب ببيع اجزاء منه وبتدمير حتى انظمة الرى ، وفككت السكك الحديدية فيه وباعتها خردة لمصنع جياد ليشتريها الشعب المغلوب على امره سيخا وصاجا!
لو اننا قرأنا التريخ كله ما وجدنا ملة احقد من هؤلاء الانقاذيون. كان مشروع الجزيرة الاب الحاني لاقتصادنا، ترعرع ملايين السودانيون من خيره، تعلموا وتعالجوا ونشأوا. جاء هؤلاء التتار الحاقدون وباعوا كل شئ. باعوا أبانا!
استاذنا شوقى بدرى , نجد معرفة ومتعة لا حدود لها بثراء ما تكتب.
لكن مصر ليست فكرا او ارادة واحدة بل ان المصريين لم يحكموا مصر الا فى عهد ناصر.
ولا شك ان لديك من المعارف والتفاصيل فى هذا الصدد اضعاف ما لدي.
هي عادة ان نقول مصر, مصر, مصر. لكن لا يبدو ان مصر كانت حرة باي قدر لتحمل مسئولية ما.
وبخصوص مشروع الجزيرة والقطن هو سؤال واحد:
لم لم توطن صناعة النسيج فى السودان؟
لم لم تطور الى اعلى مستوياتها العالمية؟ ما المانع وما الذى منع؟
(لأخذ نصيبه من السوق العالمى للأقطان) هذا من المشاركة القيمة جدا لسيد الحسن.لكن السيد سيد لماذا وحتى متى؟
يعالج هذا النظام الانقاذى ازماته بالتنازل عن سيادة البلاد.
ازمات شخصية معلوم تغطية جريمة اغتيال حسنى مبارك بحلايب.
ومن التناقضات ان حسنى مبارك الذى كسب حلايب لمصر ثمنا لمحاولة اغتياله هو نفسه شخصه دمه روحه, يزال ويحاكم, ويبقى على عثمان والبشير الذين ارتكبوا الجريمتين:فى حق مصر جريمة محاولة الاغتيال, وفى حق الوطن تنازلوا عن حلايب.
ربما انه من الناحية القانونية لا يزال تحريك القضية حقا متاحا حتى اليوم من جانب جهة مصرية او اسرة حسنى مبارك.
الأستاذ شوقي بدري لك التحية والتقدير انها سنة الحياة القوي يأكل الضعيف والحريف يهزم الكيشة ؟؟؟ في عهد الأنفتاح ايام السادات دخلت مصر شركات وهمية من اورباواستقلت النظام الفاسد لتنهب مصر أكثر من 50 مليار دولار ( المصدر كتاب حسنين هيكل) ومصر طبعاً جنوب اوربا ؟؟؟ وبما اننا جنوب مصر فلازم المصريين يعوضوا ما فقدوه مننا؟؟؟ ونحن نعوض من الجنوبيين ونسرق بترولهم وسابقاً كان تجارنا يستبدلون الملح والسكر بالجلود وسن الفيل وغيره يعني دائماً الشمالي يأكل الجنوبي ؟؟؟اي كما قالت زوجة احد اصدقائي باللغة الانجليزية وهي ارترية المصريين بيستمتعوا بيكم زي ما انتو بتستمتعوا بالجنوبيين ؟؟؟ لنسرد بعض المحن ؟؟؟ 1- عائلة الميرغني قائدة أكبر طائفة بالسودان تعيش في مصر ومرتبطة اقتصادياً وسياسياً بها في شكل من العمالة المسكوت عنها ولم تعارض يوماً واحد اي تجني من قبل مصر علي السودان( إحتلال حلايب قتل السودانيين في ميدان مصطفي محمود اتفاقية مياه النيل والتعويضات المجحفة الخ ) ؟؟ 2- اتفاقية الدولار الحسابي والتي بموجبها يبيع السودان منتجات لها قيمة سوقية كبيرة بالعملة الصعبة بسعر تفضيلي خاص لمصر يقيد في الدفاتر وليس نقداً حتي ؟؟؟ 3- تجارة الجمال علي الحدود بين مصر والسودان حيث يقع تجار الجمال السودانيين الطيبين في حبال اكبر النصابين ليتحايلوا عليهم ويشتروا منهم جمالهم بأبخس الأسعار ويتم بيع جزء منها الي ليبيا بأسعار مجزية ؟؟؟ هنالك ثروة سمكية هائلة في البحيرة التي كونها السد العالي داخل حدود السودان ينعم بها الصيادين المصريين المسلحين ولا يجرؤ سوداني بالقرب منها ؟؟؟ 4 – لا يحق الي اي سوداني عمل مزرعة تروي من النيل الا بعد أخذ الأذن من مصلحة الري المصري ؟؟؟ 5 – هنالك اتفاقية بين السودان ومصر بأن لا يبيع السودان قطنه حتي تبيع مصر قطنها ؟؟؟ 6 – غير معروف لماذا تصر مصر ان يكون بالسودان جامعة ومدارس مصرية بالمناهج المصرية ؟؟؟ 7 – السودان سوق مفتوحة لمصر وهنالك مصانع انشأت خصيصاً للتصدير للسودان كمصنع انتاج الكلوروكوين لعلاج الملاريا علما بأن مصر لا يوجد بها هذا الوباء وباكورة انتاجه بيعت ب 10 ملون دولار للسودان ؟؟؟ 8 – منتجات مصر تباع في السودان بأسعار مجزية وفي المقابل يهدي السودان لحومه او يبيعها بسعر تفضيلي ومدعوم من جيب السوداني البربري الطيب ؟؟؟ 9 – حطم الكيزان الصناعات السودانية البسيطة كالمكرونة والشعيرية والصابون ليستوردها من مصر وبالعملة الصعبة ؟؟؟9- سؤ التخطيط الأسكاني دفع بكثيراً من السودانيين للإستثمار في العقارات بمصر مما اكسب سوقها مبالغ مهولة من العملات الصعبة 10 – اهمال الخدمات الطبية وتحقير الطبيب السوداني وأهمال تطويره وتأهيله دفع الكثيرين لطلب العلاج بمصر والأردن بملايين الدولارات سنوياً ؟؟ وما خفي كان أعظم وخلوها مستورة ؟؟؟
السلام عليكم
التحيةلك اخى
نحن نعرف ان مشروع الجزيرة قد دمر بفعل نظامنا الفاشل ، ولكن المستعمر اعطاناحقوقنا كاملة والفاشلين حرمونا منها.
الخواجى ولا المتعافى.
نحييك اخى شوقى للمرة الثانية
فى بتاع دكان وزع اكياس حلوة على المقال وهو مفلس ومضطهدمن الرسوم الحكومية باسمائها المختلفة التى تورد فى جيوب عصابات نحنا اصبحنا اخطر من المافية سوء ادراة عدم توظيف اموال الشعب بطريقة صحيحة لايعرفوا غير المخصاصات الدستورية.