أخبار السودان

السـودان المَغـُولي أو الخراب المستدام “11 “

تزامنت فترة ما قبل استقلال السودان الصُّوَري وما بعدها مع أن الكثير من الدول الغربية غسلت أياديها المخضبة بالدماء من حقبة الحروب (العالمية) الساخنة لتغمسها في جرّة استراحة المحاربين التي عُرفت بعصر الحروب الباردة، فخرج ذاك العالم من حروبه الطاحنة ليسوح في صراعات الأيدولوجيات التي برسمه هادئة، كما وانسلخت أمم أوروبا من جلود عصبياتها القومية كالنازية الهتلرية والفاشستية الموسيلينية والدكتاتوريات الفرانكوية ودخلت في عصور الجمهوريات والديمقراطيات. بينما لم يَرُق للمستنيرين العرب غير تلقّف جيفة القومية فاستوردوها محنطة في لـُفافة عربية وأمّة واحدة ذات رسالة خالدة، بيد أنه لم يذكر التاريخ العربي الجاهلي ولا حقب ما بعد الإسلام وحتى يومنا هذا أن توحدّت هذه القبائل العربية المتناحرة. على إثرها استيقظ الكثير من السودانيين بعد أن كحلوا عيونهم من حقبة الإنجليز على حلمٍ كانت بوصلته الاستخارية في اتجاه استجلاب أيدلوجية من أحد رفوف الحروب الباردة الغربية أو من إحدى دوسيهات حركات التحرر الثورية و(القومجية) العربية المجاورة بعد ما تخلى عنها مبتدعوها الأوائل. ارتقى الحلم لجهدٍ بظنهم كفيلٍ بحل مشاكل السودان المزمنة برمتها. وتكريمًا لجهودهم الاستباقية هذه فقد سارع تابعوهم إلى تأطير صورهم الشخصية مدلاّةٍ على حوائط الدواوين الحكومية العامة ودور الأحيزاب وحتى صالونات المنازل وكتبت تحتها (الرعيل الأول)!
لقد تم الوقوف على حقيقة تم إحصاؤها بالأرقام والتواريخ، أنه لم تُعجن مُونة حزب في السودان إلا وكان الانشقاق أحد مداميك سودنته، ومن ثم أضحت الفكرة اليوتوبية التي التف حولها أعضاء أي حزب سواء كانت اشتراكية أو دينية أو عدالة ومساواة وديمقراطية وحرية، ما هي إلا قشرة هشة سرعان ما تهشّمت أمام معول عدم الاتفاق الذي أكبر عامل فيه الشخصانية والنظر بعين واحدة. لم تكتفِ تلك الأحزاب باجترار انقساماتها وتهجد، بل نقلتها بقضها وقضيضها إلى عقر تشكيل الحكومات المسماة وطنية وماهي بوطنية ووحدة قومية وما هي إلا جهوية شللية ضيقة، ليبلغ عدد الحكومات السودانية (الوطنية) التي تم تشكيلها أو ما يسمى تلطفًا بالتعديل الوزاري من لدن الاستقلال وحتى عام 2009 م نيفًا وخمسين حكومة. إن ذلك لدليلٌ فاقعٌ على أن جرثومة عدم الانسجام ليست حزبية الجذور فحسب بل أن أرومتها تجري دماؤها في شرايين الشخصية السودانية الفرد، وهذا ما حدا بالكثير من المراقبين للشأن السوداني إلى الالتفات إلى مصدر هذه المتلازمة الانقسامية، وبعد دراسة وتمحيص اتضح أن المشكلة تقبع داخل نواة الشخصية السودانية ذاتها حيث فكرة صراع الأضداد (الإلكترون والبروتون) المشكلين لنواتها التي قعّد لها الفيلسوف الوجودي هيجل واختطفها منه كارل ماركس مقلوبة بنظرية الصراع الطبقي.
ثورة حقيقية مثل ثورة 21 أكتوبر 1964م قامت بها جماهير الشعب المسحوق والمطّهدون والمشردون والطلاب والزراع ولم نسمع حتى اليوم أن تبجح حزب سياسي بنسبتها إليه، أتى عليها لصوص السياسة بليل فسرقوها لنجد في صبيحة تشكيلها أن الحزب الشيوعي استحوذ على الكثير من مقاعدها الوزارية بلا رصيد جماهيري يُذكر ولا عطاء يُرى بالعين التلسكوبية، وعندما اكتشفت الأحزاب الطائفـ/دينية مكيدته حاصرته بفرية اسمها (شوقي) على طريقة مكائد الحشاشين فنقضت غزلها الدستوري أولاً ثم نتفت ريشه. هل تدارك فعلته؟ لا، إنما اختبأ كيدًا تحت المؤسسة العسكرية ليأتي بانقلاب مايو 1969م ثم يخرج على مايو ذاتها بالثورة التصحيحية. أما انتفاضة أبريل 1985م فقد قامت بها نفس قطاعات الشعب المسحوقة وعمادها ?الشماشة- ليتلقفها لصوص السياسة الأسلامويون هذه المرة فيستحوذوا على مقاعدها الوزارية بل ويرسموا خريطة انتخاباتها القادمة – ذكر عبدالعزيز خالد عثمان رسالة الترابي من سجن الأبيض الموجهة لسوار الدهب عبر علي عثمان محمد طه بقوله: (إن إخوانك في السجن وإن استلامك للسلطة مطلوب شرعًا)- حوّل!. وعندما انتبهت الأحزاب الأخرى إلى مكيدة الإسلامويين لفظتهم في الانتخابات ليخرجوا على الشعب السوداني ليلة الجمعة من فوهة المدفع في الثلاثين من يونيو 1989م بانقلاب. أما الثورات القادمة التي ما زالت في رحم الغيب ستكمن لها الأحزاب اللصوص بنفس المكائد المكررة لا محالة، يتربصون بها، وما أن تندلع حتى يعدوا حقائبهم الوزارية الانقسامية ليجهضوها بليل ليمهدوا للانقلابات العسكرية. إنها الأحزاب المستوردة يا سادتي، وإنها لدورة العسكر والحرامية الشريرة يا أمة (الأمجاد) والماضي الغريق.
ولأسوقنَّ نموذجًا حديثًا مناطقيًا لم يتجاوز تاريخ نشوئه بدايات السبعينيات لاستضاءة مدى تباعد المدرستين، مدرسة الرعيل الأول السودانية التي أفنى فيها القوم زهرة شبابهم والأجيال التالية في الانبهار بالاستيراد السياسي، ومدرسة دولة الإمارات العربية المتحدة المغايرة. إن النموذج الإماراتي ضرب بعرض الحائط وأسقط كل التجارب الوحدوية الشائهة في المنطقة من وحدة الهلال الخصيب إلى ووحدة وادي النيل ووحدة جمال عبدالناصر -السودان ومصر وليبيا- و الوحدات المغاربية وغيرها، كما ورمى بنظرية استيراد الأفكار الغربية في مزبلة وحقق نموذجًا في التطور أبهر العالمين – رغم شكاوي العمالة الأجنبية التي لا يمكن انكارها- لدرجة أن هرع إليه طلاب الدارسات العليا من ماليزيا والصين الكبرى والهند وبعض دول آسيا ليقفوا على سرِّ وحدته وقوة بقائه وعوامل تطوره وإنجازاته التي بلغت في مثالٍ لها أن تُحرّك الحكومة المركزية طائرة أميرية خاصة لإنقاذ مواطنٍ واحدٍ لها انتكب خارج حدودها! فتبوأت دولة الإمارات المقعد (الرابع عشر) على مستوى العالم قاطبة في سلم الدول التي يتمتع مواطنوها بمستويات عالية من السعادة والرفاه، واحتلت الموقع (الثاني عشر) عالميًا في نتائج تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) 2014 ? 2015. أما على مستوى الدول العربية احتلت الإمارات المراكز الأولى مجتمعة في (7 مستويات) على النحو التالي: تقرير التنافسية العالمي، تقرير ممارسة أنشطة الأعمال، تقرير تنافسية السياحة والسفر، مؤشر الابتكار العالمي، مؤشر الازدهار، تقرير تمكين التجارة العالمي وتقرير الفجوة بين الجنسين. فكيف نجحت هذه وأخفق هؤلاء؟
ذكر الكاتب محمد حميد جعفر ? دانة غاز- أربعة عوامل رئيسة كمنت وراء استمرار وحدة الإمارات وتطورها وهي : توفر القيادة المستنيرة، امتياز الشعب بالتسامح وابتعاد روح الشعب عن النزاعات والشقاق حتى على مستوى تقبل الأجنبي دعك من المواطن بدليل أن الأجانب أكثر تعدادًا من الشعب الإماراتي، ولا مركزية صنع القرار. أما د. فاطمة الصائغ كتبت تحت عنوان (ما أسباب نجاح اتحادنا؟) الآتي: توفر القيادة الرشيدة، قيام الاتحاد على العطاء لا الأخذ، فقد أعطت إمارة أبوظبي الغنية ? مثالاً- مساعدات ومعونات لحكومات الاتحاد وإماراتها الأقل غنىً ولم تسلبها مقابل ذلك سلطاتها المحلية، قام الاتحاد على العمل ولم يكُ اتحاد شعارات بدليل أنه لم يرفع أي شعارات ثورية أو أيدولوجية ولم يسعَ لتصدير أفكاره للخارج (ولم تكن قياداته هتافية مهووسة بمعاقرة مايك الإذاعة والتلفاز ليل صباح) إنما اهتمت بالتركيز على إسعاد المواطن ورفاهيته واتباع سياسة حسن الجوار والسعي لحل مشاكله مع دول الجوار -العدو والصديق- عبر الحوار والتفاوض. وأما النقطة الأخيرة فتكمن في ضيق المسافة بين الحكام والشعب.
مهما يكن من أمر المقارنة بين العقليتين فإن الفارق يبدو شاسعًا وفي شتى الاتجاهات، فلم يكن حكام الإمارات في حاجة لدرجات علمية عليا ولا أيدولوجيات ليسيروا بها دفة الحكم ولا في حاجة لاستخدام عصا الدين السحرية ليردعوا بها العامة والرعاع ليتحكموا في رقابهم باسم الله، بل أثبتوا أنه بالإمكان بناء دولة على مصاف الدول المترفة بدون أيدلوجية البتة وبدون الأخذ بتجارب أي وحدة سابقة وبدون خطب حماسية وبدون الأوهام المتعالية في تصدير أيدولوجيتهم للخارج بل بالتركيز على الحاجة الفعلية لهذه الإمارات وشعبها فقط. وفي يومنا هذا أصبح كل مواطن إماراتي بسيط يعيش بامتيازات وزير و أفضل من كثير من رؤساء الدول – بل إن من رؤساء الدول من لا يقدر على زيارة جزء من تراب دولته ? اليوم يدخل المواطن الإماراتي العادي معظم دول العالم المتقدمة بدون تأشيرة مرور.

في مقالي القادم الأخير من سلسلة مقالات (الســودان المَغـُـولي أو الخـراب المستدام) سوف أختم ? بإذن الله – بسيكولوجية الشخصية السودانية آملاً أن أحدث كوّة في جدار الخراب المستدام (The Sustainable Ruin)

آدم صيـــام
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. طبعاً كلام ذي ده من وحي الخبرة والتاريخ ما في واحد (سوداني أبن صرمة) حيقيف عليهو وكل تعلقاتهم الفارغة سوف تكون حلول البشير الرمة عمل شنو وحيعمل شنو بدل من ذلك يجب قراءة هذه المقالات الرصينة كأول خطوة لتشخيص أمراضناالمزمنة عسى أن نجد لها الدواء الناجع ……………ياأمة ضحكت من جهلها الأمم

  2. (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) هذا الشعار الخالد سيظل عصيا على الفهم عند قصيري النظر .. أنصار القطرية الضيقة ..

  3. نرجسية الخليج ساقتهم الى الموت السريري

    شاهين محمد
    منذ نشاة مجلس التعاون الخليجي عام 1981 توجس المواطن العربي من تكتل هذه الدول الست على انها دول تجمعت في نادي الاغنياء العرب واستباقا لاي عمل وحدوي يشمل دول عربية اخرى ليس لها نصيب من خزائن ارض الله، والتي بعدله عوضها في قدرتها على التحصيل العلمي والسمو الثقافي وجهدها في البناء والتعمير ومكافحة الفقر والحاجة وفق امكانيتها المتواضعة، وتعتبر هذه الامكانيات اداة مهمة في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وتطويره والذي يدفع بواقع الامة الاجتماعي نحو التقدم والرفاهية والازدهار وتقديم وجهة الامة الحضاري باهرا امام العالم.
    وقد استشرت مفاهيم قطرية سادت الوطن العربي وساهم الاعلام الاصفر بقوة في محاولة ترسيخها وتضليل المواطن العربي وخصوصا الاعلام الخليجي الذي تغول في ثنايا وسائل الاعلام العربية في شراء الذمم والاغداق على الاعلاميين وجرهم لوحل الافق الضيق والقطرية لتحريض المواطن العربي ضد اخاه في قطر اخر، وجعل التعالي والنرجسية ثقافة يومية سائدة في اقطار الخليج.
    منذ منتصف التسعينات وبعد زلزال 2 أب 1990 التقط الساسة والاعلاميين بُدعة خليجية وهي التضحية بالجزء (العراق) من أجل الكل دون إيضاح ماهية الكل ولكن المواطن العربي فسرها بشكل صحيح وفهم إن الكل في سياق الاعلام الخليجي هو دول الخليج وليس الامة العربية، وحاول الكثير ممن سار وراء الدولار من السياسين والاعلاميين تسويق الكل على انه الوطن العربي محاولة بائسة لتضليل الراي العام.
    أما قصة إنفلات خزائن العرب من أجل احتلال العراق فهي قصة يعرفها كل العالم، حتى غورباتشوف نقع جيبه الخاص منها والقائمة تطول، افرادا ودولا. بعدها اشتدت حمق المفاهيم القطرية، فانطلقت لاول مرة بلدي اولا ولياتي الطوفان على غيري، حتى اصبح شعار بلدي اولا وكانه ميزة تنفع بالانتخابات على كرسي الرئاسة او العرش على الرغم من عدم وجودها. إلا إن الحريصين من أبناء الامة الاحرار وجهوا النداءات والندوات ورفعوا اصواتهم عاليا في كل مكان تمكنوا منه،، سنأكل كما أُكل الثور الابيض،،. فلم تكن هناك رغبة أو نية لسماع صوت الحق، فالباطل أطل بشيطانه على عقول أصحاب القرار فأحتُل العراق ودنس ارضه غُلات العقيدة المجوسية ونهبوا خيراته وحطموا الامل في المستقبل لاهل العراق ولم يسلم الكل (الخليجي) من التهديد والوعيد والتأمر وسقطت نظرية التضحية بالجزء (وأي جزء انه العقل والقلب ورمح الله في ارضه، العراق) من أجل الخليج لان هذه الدول لم تتمكن من تحصين نفسها من ايران.
    بعد التحالف الايراني الخليجي الغربي لضرب مواقع الثورة العراقية بحجة ضرب تنظيم الدولة راحت إيران توفي بعهدها للخليج حيث أستولت على صنعاء لترفع العناء!! عن دول الخليج من الهم الذي تعيشه بسبب الاحداث في اليمن!!!. فاصبحت صنعاء رابع عاصمة عربية تحت الهيمنة المباشرة لحكام طهران. إما باقي العواصم التي ستصبح تحت المظلة الايرانية ستكون عواصم الخليج، لانها جميعا الان في حالة موت سريري تشرف عليه إيران ومتى ترفع اجهزة تشغيل الوظائف سيموت الجسد الخليجي.
    أن أمريكا التي خلقت أزمة المنطقة لالهاء العرب وفسح المجال لايران لقضم اليمن وتباعا الخليج، وسنشهد تأسيس تجمع دول ولي الفقيه مناظرا للجامعة العربية. ستصادر ايران دواعي نرجسية الخليج ولم يعد ينفع النصح أو الكتابة في كيفية توخي الموت السريري، لانه حتى بعد ان ضمت إيران صنعاء يتمنطقوا الساسة في الخليج على إن أمن اليمن من امن الخليج!!!!. كفى نرجسية لان بريقها خفت.

  4. وقد نشا العرب من ذرية اسماعيل باختلاطهم بمن ؟ العرب؟

    من هم الذين تطلق عليهم صفة عرب حقيقة اذن؟

    وهل كل العرب عرب؟

    افتونا

  5. تابعت كتاباتك ، في رأيي إنها من أقيم ما كتب كمحاولة لإضاءة واقعنا المظلم … رغم اختلافي مع بعض النقاط القليلة لكني أشعر باحترام لأفكارك النيرة … كسرة على قول الفاتح جبرة : أعجبتني و أضحكتني عبارة : (ولم تكن قياداته هتافية مهووسة بمعاقرة مايك الإذاعة والتلفاز ليل صباح) … حلوة معاقرة مايك الإذاعة و التلفاز ليل صباح …نعم قادتنا الفاشلون يجيدون الرغي و الكلام في الفاضي و المليان … شكرا يا أستاذ

  6. شكرا عزيزي قاسم للقراءة

    (تابعت كتاباتك ، في رأيي إنها من أقيم ما كتب كمحاولة لإضاءة واقعنا المظلم … رغم اختلافي مع بعض النقاط القليلة لكني أشعر باحترام لأفكارك النيرة … كسرة على قول الفاتح جبرة : أعجبتني و أضحكتني عبارة : (ولم تكن قياداته هتافية مهووسة بمعاقرة مايك الإذاعة والتلفاز ليل صباح) … حلوة معاقرة مايك الإذاعة و التلفاز ليل صباح …نعم قادتنا الفاشلون يجيدون الرغي و الكلام في الفاضي و المليان … شكرا يا أستاذ )

    رجاء ما تكبّر لي راسي ساي قال (أقيم ما كتب كمحاولة…)
    نميري في بادي أمره كان بيقول أنا الكادح بن الكادح
    ولما طال به الأمد قاموا الجماعة بقّوه الملهم،
    قال لينا إنتوا قايلين نميري ده مرتو مرة جزار؟
    ننط ليكم بالحيط لتطبيق شرع الله!

  7. شكرا مواطن صالح

    (أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) هذا الشعار الخالد سيظل عصيا على الفهم عند قصيري النظر .. أنصار القطرية الضيقة ..

    أي شعار لا تسبقه الدراسة والعمل يتم تفريغه بالكروراك

    أما محاولة تطبيقه في السودان فيه إهانة للوطن والمواطن تستوجب الاعتذارالرسمي
    كدا أطلب من أي دولة عربية أن تتبنى شعار (أمة إفريقية واحدة ذات رسالة كوشية تالدة) وأديني مس كول!

  8. عزيزي/ موطـــن
    شكرا للتعقيب

    (من قال لك ان هذا الشعار لم تسبقه الدراسة والعمل ؟ أحيلك الى كتابات ميشيل عفلق في هذا الصدد .. أظنك لم تقرأ له .. مع خالص الشكر للرد .. )

    صراحة أنا غير متذكر – لطول الأمد – أقرأت كتابات ميشيل عفلق كلها أم لا، لكن ذاكرتي ما زالت تحتفظ بـ(نقطة البداية)ـ أحد الكتابات في هذا المنحى ؟

    سؤالي: هل أكّد ميشيل عفلق في كتاباته أن هذا الشعار هو الأنسب والعملي للسودان وطرح كيفية تطبيقه؟

    عمدة الشعار تقوم على وحدة القومية (العربية) فإذا لم تجد قومية أخرى أن هذا الشعار يمثلها فقد تحققت رسالة الشعار في الاتجاه العدلي الآخر خصمًا على الشعار نفسه، وهو أن تبحث هذه الأمة الأخرى عن قوميتها وتتحد معها بلا (لمصقة). ولا ما ياهو المنطق!

    – لا أحد عاقل في الكون يرفض الوحدة لكن وحدة عفلق تفريقة بالواضح والتاريخ يؤكد ذلك:
    1- بنو أمية أقصوا غير العرب في داخل ديارهم من الحكم بفرية (الأرومة العربية) كما وأقصوا الهاشميين العرب فأنتجت تلك العفلقية الأولى : الشعوبية والموالي و أنصار آل البيت (الشيعة). يعني هؤلاء الشيعة هم نتاج القومية العفلقية الأولى ? اوع تقول لي أعداء الأمة العربية؟ شفت التفريق ده كيف
    2- بنو العباس حكموا بالعفلقية فجلدوا الأمويين في قبورهم واستعدوا غير العرب فقامت ثورة الزنج في البصرة ولجأ الفرس للتر فاستباح جنكز خان بغداد 7 أيام بلياليها.
    3- فهرب بواقي الأمويين إلى الأندلس مستعينين بالطوارق، أول ما استلموا الحكم أقصوهم.
    4- دار الصراع بين العرب العفالقة في الأندلس فيما بينهم حتى تم دحرهم منها فلم يجدوا موئلاً غير إفريقيا الطوارقية.
    5- انظر كيف تقسمت العراق بهذه العفلقية وقوميات سوريا في نفس الطريق ، بل جنوب السودان انقسم لإصرار العقلية العفلقية لتوحيدهم بشعار قبلي غير متوفر في أرضية السودان بالقوة.

    هذه نماذج للوحدات العربية التي قامت، هل قرأ عفلق تاريخ العرب جيدًا ليجعل سوداني مثلك يتمسك بعروتها حتى الآن؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..