قيادات الإنقاذ والتهديد والوعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

درجة هذه الأيام سياسة التهديد والوعيد بالويل الثبور من أن يتجرأ وينتقد نظام الإنقاذ الذي أدمن الفشل ولكن المسألة ليست بهذه البساطة وإنما فوجئ قيادات نظام الإنقاذ بالوثيقة التي سربت من داخلهم وأفشت أسرارهم التي يضمروها ككيد ليس للمعارضة والجبهة الثورية فحسب وإنما لكل الشعب السوداني وهذه هي الخطورة التي تخوفت منها قيادة نظام الإنقاذ على مصيرهم ، فإن تهديد النظام للشعب الهدف منه هو أن يطيعه قصراً وأن لا يفكر في أي مستقبل والإ سوف ستبدل أرواح بأرواح أخرى ، بدلا من أن يقاسم النظام الشعب المحن في الظروف الصعبة التي يعيشها جرءا الصعبات الاقتصادية والمعاناة المعيشية وانعكاسها السالب على الحياة الاجتماعية والسياسية ، تنبري علينا سياسة التهديد والوعيد .

وأعتقد هنالك جملة خيارات الآن سيطرة على عقلية قيادات نظام الإنقاذ وهذا ما جعلهم يبوح أي منهم علنياً أو سراً ، بمعنى أن أي من يتحدث عن إسقاط النظام يجب عليه أن يقتل ، أو على قوات الدعم السريع ينبغي أن يتهم بالتجسس والعمالة ويعرف جيداً مصير من يتجسس أو يكون عميلا هو الموت وفي هذه الحالة الموت أرحم وهو ليس هكذا لأن ما عادة ممارسات قوات الجنجويد أو قوات الدعم السريع هي سراً أو خافية على أحد حتى لا يعرف ما يدور من حوله وإذا كانت الأمور خافية على بعض المواطنين فإن ثورة المعلومات أي نت جعلت العالم ( قرية صغيرة جداً ) لتبادل المعلومات وهذه الثورة ليس يحتاج فيها المواطن لتفكير أو معاناة للوصول إلى أي معلومات ، ولذا الحقيقة لا تستدعى ممارسات مشبوه أو ارتباط بعناصر تجسس وإنما كل المعلومات أصبحت متاحة .

وإذ وقفت كثيراً فيما قاله مصطفى عثمان إسماعيل في التصريح الذي أدلى به بعد الوثيقة المسربة تحيرت لماذا هذا الرجل أعطى نفسه الحق والمصداقية والثقة الذائدة أن يتحدث علناً عن قيام الانتخابات بالأحزاب الموالية للمؤتمر الوطني جرءا زيادة الدعم المالي لهم ، هل هذه الأحزاب إذا كانت لديها مبادئ أخلاقية وأيدلوجية مطروح على الشعب يمكن أن توصلها لكرسي الحكم لماذا ألمواله. وإذا كانت لديها كوارد موثوق بها وكانت لديها فكرة أو أهداف تأهلها للوصول لسلطة عن طريق الممارسة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراح . أو أن هذه الأحزاب تؤمن بالحرية والتداول السلمي للسلطة عن طريق الديمقراطية لماذا رضيت بكلمة الأحزاب الموالية للمشاركة في الانتخابات أو تعطى الشرعية للمؤتمر الوطني لكي يستمر خمس سنوات من أجل زيادة دعمها المالي ، اعتقد إن هذه الأحزاب إذا كان لديها أدنى إحساس بالمسئولية التاريخية حيال الشعب لا يمكن أن توافق على ارتكاب مثل هذه الجريمة .

والنقطة المهمة في سياسة التهديد والوعيد من قيادات نظام الإنقاذ هذه الأيام هو الخوف من ثورة غضب الشعب والتي كما يقول إسماعيل لا يمكن إسقاط النظام لكي يحاكم كل قيادات الإنقاذ ، وهذا اعتراف مهم جداً في التحليل النفسي والفكري لما يجيش في مخيلة نظام الإنقاذ لأول مرة إن نظام الإنقاذ يخاف من المصير المجهول القادم ، ولهذا السبب يمكن أن يعملوا أي شيء في سبيل بقاء النظام لأنهم أدركوا الخطر أي خطر المحاكمة التي تنتظرهم بعد إسقاط النظام إذا الخوف هذه المرة ليس من المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي أو من المعارضة والجبهة الثورية وإنما أدركوا الخطر عليهم من بركان غضب الشعب بأن يفاجئهم كما فاجئ ثوار ثورة يناير 2011م لنظام حسني مبارك هذا المصير المجهول لفه ظلامه في المراحل الأخيرة . بعد إن وصلت الأزمة الاقتصادية والسياسية والعسكرية عظم الشعب . وانحسرت استثمارات دول الخليج التي كان الاعتماد الكلي للاقتصاد ، فإن تطور سياسة دول الخليج التي اتخذت شبه المقاطعة أو المفاصلة في العلاقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، في مرحلة متطورة ومنظورة في المحور الإيراني أي بمعني إن سياسة السودان الخارجية والتي تمحورت في علاقة النظام بالنظام الإيراني والحركات الإسلامية هي التي قادة لفتور علاقات دول الخليج مع النظام .

نص ( وكان دكتور مصطفى عثمان اسماعيل قد ادلى باعترافات نادرة خلال الاجتماع واكد وجود ازمة اقتصادية طاحنة قال انها تحتاج الى معالجات جذرية لتخفض معاناة المواطنين من خلال السيطرة على السوق. )
ولماذا أرتبط هذا الاعتراف بالأزمة الاقتصاد الطاحنة بالانتخابات ، وهذا الارتباط هو موضوعي عن تخفيض معاناة الشعب بالسيطرة على السوق ، وهم يدركوا أنها إذا تمت بصورة موضوعية وشاركت كل الأحزاب هم أول الخاسرين في الانتخابات ، واعتراف الدكتور مصطفى بأن الأحزاب الموالية لهم هي البديل الموضوعي للمعارضة والجبهة الثورية وهذه المعادلة في السيطرة على السوق وليس معايير المعادلة مبنية غير خيار الشعب ، وإذا افترضن تمت السيطرة على السوق هل يمكن هذا يشفع لهم في الانتخابات القادمة . الشعب ليس قطيع من الماشية لا يفهم المراوغة السياسية وبعد الانتخابات تعود الأزمة بصورة أفظع مما كانت عليه الآن .

نص ( واضاف: “نحن مقبلون على انتخابات وحوار وطني وما دايرين يتم استغلالها في اثارة المظاهرات كما حدث في سبتمبر”. )

عظيم أنهم ما دايرين يتم استغلال الأزمة الاقتصادية وطواحين الغلاء في إثارة المظاهرات على غرار 22سبتمبر 2013م وهذا اعتراف أخر بأن مظاهرات سبتمبر كانت تعبير حقيقي عن أزمة قيادية واقتصادية وسياسية وفكرية عبرت عن نفسها بإفلاس المؤتمر الوطني فكرياً ، وطالما أنهم مقدمون على الانتخابات ما دايرين مظاهرات ، والتأكيد على الحوار ، بعد تسعة أشهر وأثنى عشرة يوم أين جدوى الحوار ، فحديث النظام عن الحوار استهلاك وخدعة . فالخدعة انكشفت وبالتالي لا يجدوا من يحاوره . إذاً الهم هو ليس رفع المعاناة عن الشعب وإنما الهم أنصب في كيفية أن يضمنوا الانتخابات عبر الأحزاب الموالية ويأخذوا الشرعية لضرب الشعب إذا انتفض ضدهم .
حسين الحاج بكار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يحاكموا لا و الله سيذبحوا جميعهم من شارك ومن اكل ومن استفذ الشعب وكل من يمت لهم بصلة سوف يسيل الدم للركب لانوهؤلاء الارذال ليس لهم الا الذبح.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..