مؤتمر المسيرية المرتقب عوامل النجاح والفشل

بسم الله الرحمن الرحيم

أود أن أستطرد عوامل نجاح المؤتمر أو فشل ذلك بعيد عن الرؤية السياسية والأجندات الخفية التي تبتعد كثيراً عن الحقائق وفي هذا الصدد أود أن أركز على تفكير الناس ورؤيتهم للمؤتمر المرتقب في مدينة النهود فإذا تحول المؤتمر من أهدافه الأساسية إلى دعاية انتخابية للمؤتمر الوطني وفق خدعة فإن قبليتي المسيرية وحمر بايعوا المؤتمر الوطني للانتخابات القادمة فإن عوامل الشد والجذب ستفقد التأثير الإيجابي ، وهي أهم عناصر فشل ذلك المؤتمر.

وحتى الآن الأمور غير واضحة فيما يتعلق بمناقشة تلك الرؤية ، وعدم وضوح الرؤية في هذه الظروف المليئة بالغيوم هو أحد عوامل فشل ذلك المؤتمر إذا لم تطرح قضية الأرض من المنظور الأخوي بالتأكيد سيكون الحل غير مرضي لأحد الأطراف ، وإذا تم الاكتفاء بالديات بالتأكيد فإن فشل المؤتمر أمر لا محالة منه ، واندلاع القتال مرة أخرى لا محال منه ، والسبب هو غياب دور نظام الإنقاذ في إبراز قضية الأرض وفق الدستور لأن كل دساتير السودان حددت أن الأرض ملك للدولة وليس ملكة قبيلة إذاً الرابط بين ملكية الدولة للأرض والمواطن إصلاح الأرض بموجب عقد مبرم بين الدولة والمواطن ولذا فإن كل الشعب السوداني له الحق أن يتمتع بالحقوق والواجبات التي يكفلها الدستور والقانون ، حيث أن تحلل نظام الإنقاذ عن مسئوليته بموجب الدستور ، دفع القبائل بأن تحتكر الأرض وتحرم الأخريين من حقوقهم الطبيعية .

إذ إن عدم تطبيق القوانين بالصورة التي تحقق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين الطرفين سوف يقود إلى القتال ثم تأتي المؤتمرات خاوية من الأهداف والحلول الناجعة لإنهاء سيطرة القبيلة وتحمل الدولة مسئوليها الأخلاقية والدستورية في حماية الأرواح والممتلكات بل حماية حدود السودان من الغزوات الخارجية ولكي يعيش المجتمع بسلام ينبغي تطبيق القانون لضرورة المرحلة ولا يكتفي النظام بعقد المؤتمرات لأن هذه المؤتمرات سلبت الأخريين حقوقهم الطبيعية بل قادت إلى تطور أخر وهو تكريس الجهوية والقبلية وتقرب عناصر الى المؤتمر الوطني باسم القبيلة رغم أن هذا الشأن لا يخص القبيلة من قريب أو بعيد ، ولذا يتوجب على لجان المصالحات أن لا تسمح بأن يتحول المؤتمر إلى تعبئة سياسية وانتخابية كما يريد المؤتمر الوطني ليزايد بها على الأخريين .وإذا حصل هذا فإن القتال واقع لا محال .

إذ أن انعقاد مؤتمر المسيرية المرتقب في مدينة النهود له دلالات ومعاني سياسية أكثر من أن تكون تصالح بين طرفين متنازعين ، والدليل على ذلك الكلمة التي إلقاءها د . نافع على نافع في مؤتمر الضعين يوم 22/2/2013م والذي صادف آنذاك إعلان الفجر الجديد في كمبالا فإذا تكرر نفس السيناريو في هذا المؤتمر سوف تنقلب المعايير إلى معايير سياسية وانتخابية .

في هذا السياق إذا لم تناقش قضية الأرض وتحسم بالطرق القانونية سوف يفشل المؤتمر وفشله يكون مرئي بالعين وبالتالي تظل القضية كما هي تراوح في مكانها ، إذ استشهد بحديث للأٍستاذ آدم الضي آدم قال نحن في مؤتمر الضعين كنا ضيوف ورجعنا ضيوف لأن قرارات المؤتمر كانت جاهزة وفرضت على الجميع ولم نعرف من هو الذي أتخذ تلك القرارات ، وقال الأستاذ آمل أن لا تكون قرارات مؤتمر النهود جاهزة كما حصل في مؤتمر الضعين ، فضلا عن التباعد النفسي بين الطرفين الذي لازال قائم وأي طرف متمسك بالأرض وهي سبب النزاع ، وعلي اللجان التحضيرية والتصالحية تهيئة المناخ الصالح للتفاوض مع معرفة نوايا أي طرف ومدى استعداد أي طرف إذا ما اتخذت قرارات في حقه ، وعوامل نجاح المؤتمر تكمن في الآتي وهي .
1- اختيار القيادات ذات الوزن والتأثير على القبليتين
2- دراسة الأوراق التي تقدم من أي طرف للمؤتمر مع التركيز على شهادات الشهود .
3- يجب اختيار عناصر من خشوم بيوت المسيرية ذوي دراية بالأرض .
4- على الإدارة الأهلية ولجنة العرف تطبيق العرف بما يتماشى مع الأعراف والشواهد السابقة لمثل هذه القضية .
5- إقرار الحقوق والواجبات المكتسبة لكافة المواطنين دون تمييز وفق القانون والأعراف المتفق عليها
6- ينبغي التأكيد على مسئوليات النظام في حماية كل الحقوق والواجبات التي أقراها الدستور للمواطنة

عوامل فشل مؤتمر النهود من اللحظة الأولى هي.
1- عدم مناقشة ملكية الأرض بصورة واضحة بعيداً عن التداخلات السياسية ذات اليد الطول والتأثير في مجريات التناقش .
2- عدم تحمل النظام مسئوليته الدستورية والقانونية في حماية مقررات المؤتمر
3- عدم اختيار العناصر المناسبة لإدارة المؤتمر بالشكل المرضي للأطراف
4- عدم وضوح الرؤية والأهداف التي أنعقد من أجلها المؤتمر
5- محورة النقاش بأبعاد سياسية واجتماعية قد تؤدي إلى انحراف المؤتمر عن المسار الصحيح
6- أفحام وتحويل المؤتمر من الهدف الرئيسي إلى تعبئة سياسية وتأييد للمؤتمر الوطني
هذه النقاط إذا لم تضع في الحسبان فإن التطورات القادمة لا يستطيع أحد السيطرة عليها وبالتالي نتائج المؤتمر ستكون كارثة إنسانية .
حسين الحاج بكار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. زد الى الأسباب أعلاه عدم استعداد المسيرية بالعيش مع بعضهم البعض بأسلوب حضاري وعقلاني يحترم حرمة دم الانسان كبقية المسلمين والبشر الفاهمين ونبذ عقلية الحكامات ومفهوم حياة الجاهلية من قتل وسلب ونهب وحقد وجسد والطمع في ما لدى الغير من فتات الدنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..