المؤتمر الوطني يفارق الأصلاح والتجديد

يدخدخ عواطف الناس بالحديث المكرر عن الاصلاح السياسي وتجديد القيادات وذلك منذ أكثر من عام عبر اللقاءات والدراسات واللجان وهلموجرا لم يقف الأمر عند الحديث النظري بل تجاوزه الي بعض الاجراءات هنا وهناك أهمها ترجل قيادات بارزة من الحرس القديم عن سدة الحكم في الدولة والحزب هذه الاجراءات علي محدوديتها دفعت الكثيرين الي التفائل بأن ثمة أصلاح سوف ينداح في اروقة الحزب الحاكم وأجهزة الدولة وأن دماءا جديدة سوف يتم ضخها في مؤسسات الدولة التي شاخت وقست من طول بقاء المسئول فيها ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن وكعادة المؤتمر الوطني وهي سرعان ما يعود الي قديمه ويضرب بالأصلاح والتجديد عرض , الحائط ولا يبالي.. وفي أول. تجربة واختبار حقيقي لمصداقية الحزب الحاكم فيما يدعيه من أصلاح وتجديد كان السقوط المدوي حين ظهرت الحقيقة في اجراءات انتخاب مرشحي الحزب لمناصب الولاة فكل الولاة تمسكوا بالمنصب واستخدموا في ذلك كل الحيل والاساليب المشروعة وغير المشروعة فكانت النتيجة ان كل الولاة تقريبا كانوا في مقدمة المرشحين باصوات تقارب الاجماع أما الاساليب التي مورست شملت شراء الذمم والاستنصار بالقبائل وماخفي اعظم وهي أساليب بعيدة كل البعد عن الاصلاح يحصل كل هذا والحزب الكبير المنظم الذي يسير علي منهج الاسلام وهديه لم يحرك ساكنا و ورغما عن ذلك لمس الناس نوع من التنافس فهو ظاهرة ايجابية ولكن الضربة القاضية لفكرة الاصلاح والتجديد جاءت هذه المرة من القمة ,في اجراءات انتخاب رئيس المؤتمر الوطني ومرشحه للرئاسة ترقب الناس أن يكون هنالك منافسة حقيقية وان كانت الموشرات تدل علي أن الرئيس الحالي هو المرشح القادم .. أقدمت الهيئة القيادية علي ترشيح خمسة أشخاص لتقوم هيئة الشوري بانتخاب أحدهم لرئاسة الحزب ومرشحا لرئاسة الجمهورية ولكن الذي جري أثار دهشة الجميع لم يظهر الا مرشحا واحدا امام هيئة الشوري لم يقل لنا أحد أن بقية المرشحين قد أنسحبوا من السباق أو أن هيئة الشوري أستبعدتهم لعدم توفر شروط الترشيح فيهم ! والغريب أن الهيئة صوتت علي المرشح الواحد مع أن العرف جري علي أعتبار المرشح الواحد فائز بالتذكية يحصل هذا وقد سبق للرئيس أن صرح تكرارا ومرارا بصورة قاطعة لا لبس فيها بانه لا يرغب في الترشح للرئاسة لدورة جديدة وأن أسرته الصغيرة كذلك لا ترغب في ذلك بعد خمسة وعشرون عاما من التعب والارهاق والعصف الذهني .. أما الدستور فقد قطعت نصوصه بعدم جواز ترشح الرئيس الحالي لدورة جديدة بعد أستنفاده دورتين ولكن أرباب المؤتمر الوطني وسدنته لا يرون في الدستور عائقا يحول دون ترشح الرئيس فتعديل الدستور لا يستغرق سوي دقائق معدودات !!
هذا بعض حال هذا الحزب الذي يخشي الانتخابات داخله فيسلك هذا السلوك المشين أيظن أحد أن أصلاحا حقيقيا سوف يجد طريقه الي البلاد عبره ليس هذا فحسب بل أن أنتخاب الهيئة القيادية للحزب أثبت أن كل الحرس القديم أحتفظ بعضويته في الهيئة ذات الوجوه التي ملها من كثرة الاطلال والفشل ونفس الامر أنسحب علي هيئة الشوري تجربة بائسة تعود بنا القهقهري وفضحتنا أمام العالم يحصل هذا كله باسم الاسلام وهو برئ براءة الذئب من دم أبن يعقوب , عطفا علي ما ذكرناه نقول لدعاة الحوار أتظنون أن هذه العقلية التي تفعل هذه الافاعيل داخل حزبها وتنظيمها سوف تقدم علي تغيير جوهرى يعيد هيكلة الدولة علي أسس موضوعية بمشاركة الجميع علي قدم المساواة !! من يعتقد أن المؤتمر الوطني سوف يترك الحكم للحزب الفائز في أي انتخابات قادمة مثل ما حدث في تونس من حركة النهضة يكون واهما ومسيطر عليه أحلام زلوط !!
نخشي أن يلصق هذا السلوك في التمسك بالحكم للاسلاميين التهمة التي نحاول نفيها دائما ولكن أفعال بعض أدعياء المنهج الأسلامي من الحكام الذين لا يخرجون من الحكم الا الي القبر يثبتون التهمة التي يتخذها أعداء الاسلام لمحاربته وعزله عن المجتمع ,هذا الحزب نجح في حشد هذا العدد الكبير من أنصاره ولكن العائد من المؤتمر لا يساوي ولايتناسب مع المال الذي أنفق لم نسمع أن المؤتمر قد ناقش المشكلة الاقتصادية التي تأخذ بخناق البلاد ووضع لها الحلول الناجعة حتي محاربة الفساد لم يرد ذكرها مع أنها من أهم الأليات للحلول الاقتصادية ولم نسمع أيضا رؤية الحزب في التعامل مع الأقتتال الداخلي التي تكاد تنتظم أغلب البلاد … أنصرف هم المؤتمر الي تفكيك الحكم الأتحادي بحسبان أن العقلية المركزية القابضة لاتتحمل فقدان بعض السلطات فهي لا تقبل الا السلطة المطلقة الكاملة ولخطورة هذا الامر سوف نفرد له مقال أخر .
بارود صندل رجب – المحامي
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..