أنهيار مفاوضات أديس …. للحقيقة وجوه كثيرة

اعلنت الوساطة الافريقية رفيعة المستوى الاثنين المنصرم تعليق المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية – قطاع الشمال – لأجل غير مسمى، والدفع بمقترحات لطرفي التفاوض للتشاور حولها استعداداً للجولة المقبلة.
وبرر الوسيط الافريقى ثامبو امبيكى التعليق لإعطاء الطرفين مزيدا من الوقت للتشاور .
وبحسب مراقبين فأن تعليق المفاوضات بين الطرفين يعنى تلقائيا انهيار الجولة السابعة للمفاوضات دون التوصل الى توقيع اى اتفاق كما كان مؤملا من سير التفاوض خلال ايامه الستة ، وذلك بسبب تعنت الأطراف وتمسك كل منهم بموقفه التفاوضى ، لكن يبقى السؤال الذى يخرج من ثنايا الأزمة ماذا عن المواطنين فى المنطقتين الذين كانوا يتطلعون بشغف وامل كبير لانتهاء هذه الجولة بتفاهمات مستقبلية تنهى الاوضاع الماساوية فى المنطقتين ماذا عن هؤلاء ؟؟؟
جولة اديس الحالية بحسب مراقبين اصدمت بعقبة اعلان باريس ولم يكن متوقعا ان توافق الحكومة على ورقة تفاوضية اعتبرت اعلان باريس مرجعية وهو مالن يكون فى مستقبل الايام .
احاديث للبث المباشر
قد يحتار المراقب وهو يرى الفرقاء يتبادلون الضحكات والقفشان فى ردهات الفندق الفخم ويرفضون ان يصحبهم هذا الجو الايجابى الى داخل الغرف المغلقة حيث يحتد النقاش وترتفع اصابع السبابة فى الهواء محذرة ومتوعدة ، وتنتهى الحوارات الى قبض الريح ويعود الجميع ادراجهم موفورين ، واصحاب الماساة الحقيقية يعانون اوضاع انسانية موجعة .
وبحسب مراقبين فان الجميع يتحدث لكاميرات التلفزة انه يريد السلام وسيسعى له بكل ما اوتى من قوة اذن فالجميع يريد السلام ولكن اين هو ؟ انظر الى رئيس الوفد الحكومى البروفسير ابراهيم غندوروهو يؤكد استعداد الحكومة التام لإغلاق ملف الحرب في البلاد، ورغبتها الصادقة في تحقيق سلام شامل ومستدام في السودان، داعيا لوقف التناول الإعلامي السالب دعماً لجهود السلام.
ولا يختلف عنه رئيس وفد الحركة الشعبية ياسر عرمان حين شدد فى تصريحات صحفية على جاهزية الحركة للسلام قائلا ” نحن مستعدون لمواصلة التفاوض على حسب ورقة الوساطة ونريد حلا شاملا ونريد مؤتمر حوار دستوري لكل السودانيين ونريد من الحكومة ان توقف اجراءات الانتخابات التي تقوم بها بشكل منفرد، وقيام حكومة انتقالية بمشاركة كافة القوى السياسية السودانية”.
قيد الانتخابات وعقبة اديس
بحسب محللين سياسيين فان الجولة السابعة للمفاوضات كان انهيارها متوقعا حتى قبل الورقة التفاوضية للوساطة والتى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير وقضت على اى تقارب كان محتملا بين الطرفين ، اضافة لذلك فان الحكومة تستعد لاجراء انتخابات فى ابريل 2015 فى غياب توافق تام وبالتالى فانها غير حريصة على الوصول الى اتفاق يعطل هذه الترتيبات التى تمضى كما هو مخطط لها ، الاستاذ عبد الله رزق الكاتب والمحلل السياسى كتب محللا اوضاع الاتفاق وقال : الحكومة تمضى فى ترتيبات اجراء انتخابات فى ابريل المقبل، بعيدا عن اى وفاق حولها، وفى تعديل الدستور،وفى المناورة ? فى ذات الوقت ? بالحوار الوطنى والمجتمعى …الخ ،فانه ليس من المنظور ان تكون حريصة على انجاح اى مفاوضات، مع مختلف القوى السياسية ، فى الفترة التى تسبق الانتخابات،على الاقل. يحدث ذلك على الرغم من ” الحوافز”،التى لوحت بها القوى الدولية الراعية للمفاوضات،لتشجيع الحكومة على اظهار جدية ومصداقية تجاه حوار وطنى حقيقى ، والتى تشمل التلويح بفتح باب الحوار مع الولايات المتحدة الامريكية، وبحث اعفاء ديون السودان الخارجية، ورفع العقوبات المفروضة عليه.
محللون أخرون يرون ان اعتبار اديس مرجعية للتفاوض اعطى الحكومة الفرصة الكاملة للعودة الى مربع البداية ريثما تنتهى من ترتيباتها الداخلية .
انذار كاذب
المفاوضات التى بدأت الاربعاء المنصرم اعطت املا كبيرا انها تسير فى الاتجاه الذى سيؤدى الى توافق او على الاقل توقيع اتفاق وقف اطلاق نار فى هذه المرحلة حتى ان بعض التقارير الصحفية تنبأت باقتراب توقيع هذا الاتفاق ، واكدت ان المفاوضات سجلت اختراقا ملحوظا من المتوقع ان يؤدى الى اتفاق هدنة .
وأفادت المصادر السودانية، أن الطرفين قطعا شوطا مقدرا في النقاش حول أجندة التفاوض، استكمالا لما انتهت عليه الجولة السادسة من المفاوضات.
وقالت المصادر إن الطرفين نجحا في الفراغ من وضع الإطار العام للتفاوض حول المنطقتين، ورفعا مسودة بذلك للوساطة الأفريقية.
وأكدت أن الوساطة ستجتمع بالطرفين في وقت لاحق لتقديم مسودة اتفاق للطرفين قبيل التوقيع النهائي على اتفاق إطاري يقود إلى وقف لإطلاق النار في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكانت مصادر سودانية مقربة اكد ان المفاوضات سجلت اختراقا في يومها الرابع بالاتفاق على الإطار العام للتفاوض.
وتوقعت مصادر مقربة من المفاوضات بالعاصمة الأثيوبية (أديس أبابا)-وفقا “لشبكة الشروق” السودانية أن يتم التوقيع على اتفاق هدنة في المنطقتين”جنوب كردفان والنيل الأزرق” .
فشل ومبررات :-
فشل الجولة السابعة لم يمر دون ان يجد كل طرف المبررات فقد اتهم إبراهيم غندوررئيس وفد الحكومة السودانية للمفاوضات المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث، بالسيطرة على موقف الحركة الشعبية (قطاع الشمال) خلال جولة المفاوضات الجارية حاليا بأديس أبابا .. وقال “إن المبعوث الأمريكي كان يمثل الرأي الذي جاء به قطاع الشمال، وأن هناك توافقا شاملا بين الطرفين”.
وكشف غندور ” أن المبعوث الأميركي دونالد بوث، كان طرفا في كل اجتماعات قطاع الشمال، حتى مغادرته أثيوبيا” .. مشيرا لوجود اتجاه ورؤى ظهرت داخل الحركة الشعبية تؤكد أنهم باتوا يشعرون بأن المتاجرة بقضيتهم قد تطاولت من أجل تحقيق أجندة سياسية .
وأكد رئيس وفد حكومة الخرطوم المفاوض، أنه رغم أن البداية للمفاوضات كانت متعثرة، وكان هناك طرح غير مقبول من الطرف الآخر، إلا أنه أراد أن تناقش كل القضايا ليتم التوصل إلى اتفاق ثنائي حولها ، وأضاف قائلا ” موقفنا كان ثابتا ، وإننا جئنا لمناقشة قضايا المنطقتين، وإن القضايا القومية مكانها الحوار القومي مع كل القوى السياسية ليكون اتفاقا سودانيا شاملا ” .
الحركة الشعبية من جانبها وعلى لسان ناطقها الرسمى مبارك اردول قالت : انها تريد إنهاء الحرب وفق إتفاق شامل يؤدي الي التغير وتحقيق مطالب الشعب السوداني في الحرية والمواطنة والطعام ولا بد من ذلك وإن طال السفر.، واكدت انه لن يجري وقف عدائيات منفردة في المنطقتين دون دارفور كما نص على ذلك قرار الإتحاد الإفريقي رقم (456) وما يجري في أديس هو عملية سلام موحدة ذات مسارين.
وقالت : لن نوقع إتفاق الا بعد موافقة الوفد الحكومي على خارطة الطريق الموقعة بين قوى إعلان باريس ولجنة (7+7)، ومحاولات إستبعاد أطراف الجبهة الثورية وحزب الأمة وبقية القوى السياسية المعارضة لن تجد منا الموافقة.

كما اكدت انها ستشارك في مؤتمر الحوار الدستوري بعد عقد إجتماع تحضيري في مقر الإتحاد الإفريقي لشركاء العملية من القوى السياسية والمجتمع المدني السوداني بناءاً على القرار (456) لمجلس الأمن والسلم الإفريقي.
كل يلقى اللوم على الآخر وبين ثنايا حوار الطرشان هذا تتمدد الأزمة وتتفاقم الاوضاع الانسانية وتزداد سوءا فى وطن يرى الساسة فيه ان التنازل لصالح الانسانية ضرب من المستحيل .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من المجحف ان تساوي بين القاتل و المقتول
    نظام القمعي الدموي في الخرطوم و بتعنته تسبب فشل الجولة المنصرمة
    و لا حل غير الكفاح المسلح لإعادة السودان الي السودانيين و كنس الاخوان المسلمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..