انتظار الاستفتاء في غياب السلام الدارفوري

اقتربت ساعات استفتاء دارفور المنصوص عليه في وثيقة الدوحة لسلام دارفور ، كل ما رغبت به الحكومة العنصرية في تحقيقه في ذلك الا الاستفتاء فقط ، لم تسعي ان تحقق العدالة المطلوبة ،لم تسعي في حل ازمة ملكية الاراضي الحواكير باعتبارها حجر الزاوية الحقيقي الذي سبب اندلاع الازمة منذ اكثر من عقد من الزمان ، وبسبب ذلك استعملت الخرطوم القوة الباطشة في تشريد اصحاب الاراضي الحقيقيين والقت به في غيتوهات المعسكرات في داخل البلاد وخارجها ، واستخدمت سياسية التفرقة العنصرية تجاه مكونات اثنية افريقية ، ومارست سياسة الابادة الجماعية ومازال سلوك الابادة يتكرر يوما في دارفور، واخرها ماحدث في مولي بولاية غرب دارفور والحق بها تكتيكات الحكومة لاحتلال جبل مرة مرة اخري ، لكنها بحسب التقارير الواردة فشلت في مخططها لفرض الامر الواقع ..
لكن ما يثير الساؤل ما الذي ينتظره المجتمع الدولي ، لماذا هذا الصبر غير المبرر علي الجريمة ؟ المجتمع الدولي يحاول ايجاد سلام في الشرق الاوسط في سوريا والعراق ، لكن علي مسمعه ان الخرطوم كل يوم لا تتواني في ارتكاب الجرم في دارفور والجبال والنيل الازرق ، والتقارير عن ذلك ترفع له كل يوم عن تفاقم الوضع الانساني ، الخرطوم تخدع المجتمع الدولي والاقليمي انها مع وقف اطلاق النار ، وتحت ستار وقف اطلاق النار تكرر لعبتها القذرة علي دارفور وانسانها وارضها ، في واقع سكوت اجماعي علي المغلوب علي امرهم ..
اين جامعة الدول العربية واين منظمة المؤتمر الاسلامي وكل المجموعات في الوطن العربي التي تبكي كل يوم علي ديكتاتورية حافظ الاسد السوري ، وتتجاهل غطرسة البشير السوداني علي جرمه المستمر ، هل انسان دارفور لا يقع تحت طاولة الانساني العربي في سوريا واليمن والعراق ، اليس السودان ضمن حلقة الوطن العربي الذي يكررونه دوما ، كان بالاحري من جميع الملوك العرب والرؤوساء ان يدينوا المجرم عمر البشير علي انتهاكاته وقتله المستدام ، وهذا حسب متابعتنا مستحيل ان يصدر بيان من هذه المجموعات في الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي ، لا شيء يحدث في دارفور ما دام الضحايا حسب منظور الجامعة العربية انهم ايزيديين واكراد وافارقة في دارفور ، انها العقلية العنصرية تدثرت بها هذه الجماعات المشوهة اخلاقيا منذ قرون مضت ، ولن يتغير سلوكهم ، لانهم نشاوا علي ذلك وسيموتون عليه ، تجدهم يبكون علي اقلية الروهينغا المسلمة في اسيا ، ولن يبكون علي ما تفعله بوكو حرام في نيجيريا كاختطاف الفتيات ، واسترقاق الايزيديات في العراق من قبل داعش ، اما دارفور هي خارج حساباتهم وافعالهم وكذلك جبال النوبة والنيل الازرق ، نعم هناك منظمات عربية مستقلة لها موقف تجاه جرم المنظومة الاسلامية الحاكمة في الخرطوم ، لكن صوتهم قد لا يسمع من قبل منابر الملوك والرؤوساء العرب ..
نعم اقتربت ساعة الاستفتاء والمفاوضات غير الرسمية لسلام دارفور في اثيوبيا ، هذا هو التناقض في اخر تجلياته الا كانت الدوحة وثيقة سلام لا داعي للتفاوض مرة اخري لسلام دارفور ، والمؤتمر الوطني يحلم بخروج اليوناميد من دارفور ليكرر الابادة وهو مرتاح البال ، ويحلم بذلك ، وعلي المجتمع الدولي والاقليمي ان يفوت عليه هذه الفرصة ، وفي اعتقادي ان النظام جهز كل الياته للاستفتاء والبقية ما يتمنون فقط ان يعودوا الي اراضيهم الاصلية المحتلة ..