قالوا (كدا بيت البكاء ولا بلاش)..!!.. بيوت العزاء..ميتة و(خراب ديار)..!!

تقرير: فاطمة خوجلي
العزاء مظهر إجتماعي يسهم في تخفيف مصاب ذوي المتوفى وتسعده بمشاركة الآخرين له، ويعدّها إجتماعيون ميزة بالمجتمعات الإسلامية، مؤكدين على أهميتها إذا جاءت متماشيةً مع التوجيهات الإسلامية في جوانب (أوقاتها وعباراتها) وأمور أخرى، وفي الفترات الأخيرة صحب مناسبات التعازي بعض السلوكيات المزعجة لذوي المتوفى، يبقى اكثرها اثارة للدهشة والتعجب (بهرجة) البعض لمثل تلك المناسبات الحزينة..!! (السوداني) كانت هناك، وتجولت لتتعرف اكثر على التقليعات الجديدة التى اطلت برأسها داخل صيوانات العزاء..او (بيوت البكا)..كما يحلو للسودانيين مناداتها..!
الفيس بوك حضوراً:
يقول عبدالله حسن أنّ مظاهر العزاء صحبتها بعض السلوكيات والمظاهر التي لا تتناسب مع الحزن، ذاكراً أنّ قريبه انتقل إلى جوار ربّه قبل أيام، وقد رصد جوانب من هذه المظاهر كإصرار أقاربه بتخصيص مكان يليق بالمتوفي لتقبل التعازي، كما تبادل الكثير من الحضور للضحكات في مكالماتهم ورسائل (SMS) والبعض كان مشغولا” بالـ(فيس بوك) في صيوان العزاء، مضيفاً أنّ صيوان العزاء يتحول أحياناً لتبادل مواعيد (الغداء والعشاء) ويتم فيه إغلاق الطرق على المارة، وتتواصل زيارات التعزية من البعض لمنتصف الليل، حيث ينهك أقارب المتوفى، في الوقت الذي يسرف في جلب الولائم.
البموت بفقد روحو:
(ونسة الرجال بتبدأ من المقابر).. هذا مابدأ به أحمد محمد المبارك مضيفا”:تنوع نغمات الموبايل بين الغربي والشرقي والأصيل والهابط وكأنها تعلن عن فرح آتي بدفن الميت…وأضاف ان مناسبات الافراح وبيوت البكاء اصبحت مكانا لعرض الازياء
وكل ما هو غريب من ثياب و موبايلات و(حنة البكا وثوب البكا)، والبعض يقوم بتأجير نسوة في سبيل مايعرف بتحرير البكا…!! ويختتم حديثه قائلا”:(والله في البلد دي..البموت بفقد روحو ما اكتر).
ميتة وخراب ديار:
بشير الفحل يؤمن على الحديث السابق ويضيف قائلا”:بصراحة العزاء في السودان اصبح موت وخراب ديار..(من جيبو دا…وأعملو دا…وشوال البصل كمل والسكر والشاي زيدو)…بينما تقول زينب بابكر : (رفعت حاجبي الدهشة وعيناي تلتقطان أصناف الطعام التي قدمت في صينية غداء العزاء…لدرجة انني شككت في أنني اتواجد في بيت (عرس) وبإختصار الحكاية بقت بهرجة وبوبار خمس نجوم.
روشتة اجتماعية:
وأشارت ألاخصائية الاجتماعية معزة حسن إلى أنّ التعزية من حقوق المسلمين الإجتماعية على بعضهم وهي مظهر التكاتف بينهم، لما فيها من مواساة لذوي المتوفى في مصابهم وحثّهم على الصبر والاحتساب والدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة وفقاً للشريعة الإسلامية، وذلك يسهم بتفريغ المشاعر السلبية لذوي المتوفى بمعايشة الموقف والتآزر الاجتماعي، وذكر محاسن المتوفى وأعماله وسيرته، وتخفيف الأحزان وألم المصاب، وليس لإقامة التجمعات وتناول الوجبات الغذائية والولائم، مبينةً أنّه في الآونة الأخيرة أخذت التعزية أو العزاء مجالاً آخر، حيث يعتبرها بعض أفراد المجتمع تجمعاً وليس مواساةً لذوي المتوفى بالدرجة الأولى، وأخذت صوراً من المجاملات والتباهي بكثرة الوفود واللقاءات، والتنسيق لها بتنظيم الولائم…وتناول ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات.
وأضافت معزة قائلة: (وصل الأمر لإختيار أصناف الأطعمة المقدَمة، وأصبح إهتمام البعض بما يقدم في عزاء فلان عند إعلان أو سماع خبر الوفاة وغير ذلك من الفصول، مما ينذر بنشوء ظاهرة للتفاخر في مراسم العزاء بين أفراد المجتمع، وقد يحاول البعض التماس أعذار لذلك بأن (الميت ميت جماعة)، وتجعل مناسبة العزاء ترفيهية للتسلية وتناول ما لذ وطاب، متناسين مشاعر ذوي الميت، والذين أحياناً تجبرهم الظروف الاجتماعية على توفير وتنظيم المناسبة حتى لا يقال عنهم ما قد قيل عن أقاربهم من عدم كرمهم للمعزين وغيره).
وأكّدت معزة على أنّ التجمعات السلبية في مراسم العزاء قد تدفع ذوي المتوفي إلى الشعور بالضغوط النفسية، وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفة حالة الحزن والإصابة بالاكتئاب، مشيرةً إلى أنّ المظاهر الخادعة في مراسم العزاء قد تعطي انطباعاً سلبياً لدى بعض أقارب وجماعة المتوفى، حيث تقوده للتدخل ومحاولة معرفة حقوقه المادية نظير ما سيتم تقديمه للناس دون أيّ اعتبار لحرمة الميت والعزاء، ودعت (معزة) لتعديل بعض المفاهيم والتعاملات الخاطئة التي قد تحدث في مناسبات التعازي بحسن نية، منوهةً بضرورة تكاتف جهود الوحدات التوعوية والمؤسسات المجتمعية لمناقشة القضية، والحد من انتشارها الاجتماعي بتقليصها، موضحةً أنّ لمؤوسسات الإعلام وأئمة المساجد دورا مهما لتصحيح بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تصحب هذه المناسبات. ورفع قيمة الوعي لدى أفراد المجتمع.

السوداني

تعليق واحد

  1. سبحان الله؟ الاجدر ان يقوم المعزيين بقراءة القران الكريم و الدعاة للمرحوم بالرحمة؟بدلا ان يقومون بهذه الاشياء الدخلية؟ اللهم اهديهم الي الطريق القويم يارب العالمين امين؟

  2. العزاء من المفترض ان يكون هدفه مشاركة اهل المتوفي احزامهم والتخفيف عليهم من مصالهم وليس مكان للتفاخر او التباهي .
    اما ما يحدث في السودان فهو من السلوكيات الجاهلة بابسط معاني الانسانية .

  3. بصراحة بيت البكا في السودان عبارة عن قلة ادب وعفوا عشان مالاقية تعبير غير ده…انا حضرت بكا من كم شهر في السودان وكنت في اجازة واتصدمت اولا في طريقة اللبس وعدم مراعاة مشاعر اهل الميت والحنن والدهب والونسة وماشفت زول حزنان غير بنات الميت والباقين حدث ولا حرج مطقمين بألوان الصبحية ومكنكشين بالدهب وعرض ازياء عجيب وونسة وقرقاب لي رب السما…ده غير الأكل وفتحت النفس العند الناس والتنوع في الاصناف وكأنوا بيت عرس وكل شوية يرفعوا صحن زيدونا بصراحة اخلاقيات السودانيين بقت في الحضيض…بس ما من النسوان من الرجال البقوا طالقين النسوان يعملوا الدايرنوا يعني انا بستغرب واحدة تمشي الحنانة وتلبس دهبها وتقشر بي توب بي فصوص وتقول لي راجلها وديني بيت البكا ليه الراجل ما بقبل اديها كلمتين في العضم وكيف بوافق يسوقها بالمنظر ده؟؟؟وليه الرجال سايبين النسوان يفرشوا اسبوع وخمستاشر واربعين مافي رجال ضروس كده يقيفوا ويقولوا للنسوان الهايفات ديل شكر الله سعيكم يلا نسوان قوموا ارفعوا الفراش ده وكل مرة تشوف شغلتها؟؟؟مافي رجال بعد يدفنوا ويذبحوا الذبايح يقيفوا ويقولوا للنسوان ديل اكل البكاء بس فتة وسلطة وشاي ماينفع كده ؟؟ونلم القروش دي لاهل الميت اللي هم احوج ليها من العالم الفاضية الفارغة الباركة وقاعدة دي ؟؟وخصوصا لو كانوا يتامي صغار او ناس وضعهم ضعيف..بصراحة انا كلما اجي السودان اجازة برجع بي طمام وبقتنع انوا ربنا رحمني بالغربة دي لأني فعلا مابقدر اتعايش مع ناس السودان خصوصا علي قول حبوبتي لما اشوف عوج الفجيخ بتاعهم ده..

  4. الموضوع قديم وحسب الظروف الاجتماعية وموقع ووضع اسرة المرحوم-اذا كان هناك وفرة نوعية فى الطعام انظرو اليها كصدقة –واتركوا النظرة ان الفقير والميسور يتساو فى المناسبات =كفاية تساو فى الممات– واذكرككم بجملة اشهر ظرفاء امدرمان بعد حضوره عزاء بالملزمين وعرس بامبدة ذكر ان العزاء فى الملازمين اأفضل من العرس بامبدة . رحمنا الله جميعا ويسر علينا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..