من سلم حكم السودان للعسكر؟؟؟؟

لماذا فشلت التجارب الديقراطية في السودان ؟؟؟
نعماء فيصل المهدي
من شعارات ٣٠ يناير ٢٠١١
لمتين لمتين ورطل السكر بجنيهين
لمتين لمتين وفطورنا وغدانا بقا بالدين
في فجر الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ اصدر الجيش السوداني من اذاعة أمدرمان بيانة الأول- باستلام السلطة. هلل له شعب السودان ملياً وكبر باعلي صوتة مرحباً بالعميد عمرحسن البشير, قائد ثورة الإنقاذ الوطني وكرت الخلاص مما اعتبر آنذاك همجية الديمقراطية التي اقلقت مضاجع الناس من كثرة المسيرات الاحتجاجية وقلة حراك وفعالية اعضاء الجمعية التأسيسية المنتخبة. ولكننا- اليوم وبعد مضي ٢٢ عاماً من عهد هذة الثورة المخادعة المنافقة , وبعد ان كتمت هذة لثورة انفاس الشعب السوداني واذاقتة شتى الوان الذل والهوان والقسوة والقمع والقتل والإبادة, تتوق انفسنا لحرية الدولة الديمقراطية ولحرية إبداء الرأي ولحرية النقد البناء للإدارات الحكومية ولحرية الانتساب الحزبي والديني والإقليمي ولحرية إقامة المسيرات الاحتجاجية وفي اي حين يروق لنا ذلك.
و لكننا ما زلنا نستنكر فترات الديمقراطية الفائتة ونوصفها بالفوضي والارتباك والهمجية وغيره.
فلما نطالب بصلاحيات وحقوق تصاحب الديمقراطية ونستنكرها هي- في حد ذاتها ؟؟؟
في خلال الأسبوع الماضي حاولت تصفح كتاب الدكتور منصور خالد والذي يعتبر مرجع من مراجع السياسية السودانية المعاصرة. في اثناء تصفحي لهذا المرجع القيم , أصبت بالدوار وانتابني المً في عيني ورأسي ويدي. فهو كتابً ثقيلً في الوزن, ثقيلً في مفرداته, معقد في صياغة الجمل والعبارات.
بين الحين والآخر تقع عيني ويدي علي نصوص ومذكرات ومنشورات وخطب حزب الأمة القومي السوداني. وهو من اكبر واعرق احزاب السودان الديمقراطية واكثرها نشاطاً وفعالية. ان الخطاب الجماهيري المعد لفترة ساعة او نصف الساعة من الزمان يستغرق مني ثلاثة ايام لقرائتة. مفردات معقدة وخطابات طويلة لايترسب في أذني وفي ذهني منها الا القليل….
واذكر حديثاً دار بيني وبين رواد احدي هذه الخطب…سالته عن ما دار فيها بغيابي فما كان الا ان رد وقال: ” الزول دة كلامة سمح شديد يا بتي بس ما خبرتة…كلام سياسية ما فهمت فيهو شي”.
ويتواصل بحثي في أساليب الخطاب السياسي السائدة في البلاد. قد عثرت الأسبوع الماضي علي تسجيل فيديو ال- يو تيوب للمجموعة الشابة, مجموعة قرفنا. يخاطبون السوق العربي والمارة بأبيات شعرً جميلة ورسالة نبيلة ولكن هل ادرك الجمهور مقاصد المجموعة . هل وعي الجمهور ما يقولون وهو هنا ينادي ” سير سير يا بشير” في ذروة المخاطبة الجماهرية.
اخذت جولة حول الصحف والمجلات السودانية واذا بي اصعق من المفردات المعقدة و تتدفق فيضاً تلو الفيض من الاسطر…عبارات معقدة وحديثً منمق ولكن… لمن؟….من القارئ ؟ ومن المستمع؟ هل هو بعض انفار الطبقة السودانية ممن ارتادوا المدارس والجامعات والدراسات العليا ام هو حديثً يستهدف كل طبقات الشعب السوداني الأمية منها والمتعلمة سواء.
يبدو لي حينما يتعلق الأمر بالسياسة والسياسة السودانية بالذات فان من شيمة أهلها تصعيب المفردة وتعقيد الكلمة. والنتيجة ان لا يصيبنا شئ منها الا صدى الأصوات والاحساس بأن عالم السياسة عالمً بعيداً منا, لا نفقه ولا نفهم طلاسمه ولا حيلة لنا بمعرفة واستخدام مفرداته ونتركة بعيداً عنا, بحجة ان لهذا العالم نوعٌ معين من الناس, ولا يضمنا او يعنينا هذا العالم.
ولكن السياسة تحدد نوع الحكم وتحدد دور الحاكم وقيمة الضريبة ووتحدد مسار كل شأن من شؤن الدولة المدنية من سعر الرغيف الي سعر رطل السكر الي مدي توسع امدادات الكهرباء في المدن والقري. وان سياسة الدولة تحدد مسارات احوالنا العامة والشخصية.
فلما لا نشارك فيها بطريقة واعية وفعالة ولما نتخلى عنها لغيرنا من اصحاب الثقافة والتعليم العالي في السودان؟
نحن شعب تبلغ فينا نسبة الأمية نصفه او اكثر ولكن من ناحية الذكاء والبراعة فنحن من أذكى الشعوب وابرعها في استخلاص موارد العيش من بيئة صحراوية وشبه صحراوية قاسية, يتذمر منها كل من نزل عليها ضيفاً او زائراً من خارج البلاد ونقبع تحت ظروف سياسية واقتصادية ضاغطة بالكاد نستطيع فيها توفير لقمة عيشً كريمة. وتحت سطوة شمسً حارقة, منهكة ان لم نقي انفسنا منها شوت جلودنا والهبت اجسادنا باشعتها.
ولكن بالرغم عن هذا الوعي العالي باحوالنا والطرق المختلفة لادارة شؤننا – نحن كشعب -ثلثه يفتقر المقدرة علي فهم كلام السياسين المعقد, ومحاولاتهم المستمرة لشرح اهمية وكيفية ادارة الدولة الديمقراطية وفي هذا المجال- الا وهو مجال الفهم الكامل والوعي والادراك بأساليب الديمقراطية ومنظوراتها – اثبتنا وما زلنا نثبت بعد مرور عقدين من الحكم الشمولي القاهر, الكاتم للانفاس باننا في علوم الديمقراطية لا نفقه منها شئ غير كلمة الانتخاب وصندوق الاقتراع.
نحن كشعب نعتبر الخوض في السياسة ترفٍ لا يخصنا, ونتركها لتدار دفتها بعيداً عنا ولكن سرعان ما نجد انفسنا تحت ضغوط مادية واقتصادية ونفسية ومعنوية قاهرة لا ندري من اين اتت. ولا ندري كيفية معالجتها معالجة جذرية, فلجأنا للهجرة خارج البلاد فاصبحنا مشتتين في كل ركنً من بقاع الارض ولجأنا لإضافة ساعات العمل واصبح لدى كلً منا وظيفتن وعدة اعمالً اخري لجلب الدخل.
نعت الشعب السوداني الفترة الديمقراطية الفائتة بالهمجية واتهم رئيس الوزراء انذاك السيد الصادق المهدي بالتردد – ونبع الاتهام من عدم استخدامة للحسم في ادارة القرارت السياسة من خلال البرلمان.
ولكن ومع ادراكي لأخطاء الديمقراطية الفائتة لم يكن من الممكن تمرير مشروع او قانون او سياسة من خلال البرلمان الا بموافقة نسبة ٥٠% او كثر من اجمالي اعضاء البرلمان. فكيف كان لرئيس الوزراء حسم وضع ليس بيده, بل بيد اعضاء المجلس التاسيسي . كل ما يتوفر لديه هو طرق ووسائل لاقناع الأعضاء وهو كرئيس ديمقراطي لا يملك ولن يملك الا وسائل الإقناع هذه.
فيما اعتقد فأن غالبية اعضاء البرلمان لا ولم يفقهوا للديمقراطية غير القليل السطحي منها …والا فأين هي سجلات انجازاتهم في دوائرهم التي انتخبتهم جماهيرها؟
واما عن تهمة همجية المظاهرات والمسيرات, مع العلم بأنه كان للاخوان المسلمين دورً كبير في اغتنام الفرص والحريات المتاحة في الفترة الديمقراطية لاشعال المظاهرات بغرض الضرر والتخريب ولكن….نحن نطالب بالديمقراطية لإقامة ما يحلوا لنا من المسيرات ولنطالب , ولنطالب, ولنطالب – حتي وان طالبنا با ن يحول اسم المجلس الوطني او الجمعية التأسيسية الي مجلس الشعب .
ولكن- لما لانعتبر السياسة بعيدة عنا وساسة البلد يخاطبونا بلغة لا نفهما. لما لا نعتبر السياسة بعيدة عنا وساسة وحكومة البلد الحالية والحكومات الفائتة بعيدة كل البعد عنا.
فهل يدري ساسة البلد في الحكم وفي المعارضة تعريفة رطل السكر؟؟ هل يدروا ان الأغلبية العظمي من موظفي الدوائر الحكومية تحتسي الشاي والقهوة وتاكل وجبتي الفطور والغداء بالدين؟ هل لهم دراية بمتوسط الأجور والقيمة الادني للأجور وثمن قفة الملاح؟
هل لهم دراية بمصطلح ادارة القروض في الشارع السوداني- ما اسميه باسلوب الدين الدوار -والذي يدور بين يد ست الشاي ويد سيد الدكان ويد صندوق الادخار بادارة اهل الحي وبين صندوق الادخار وبين صندوق الادخار بادارة زملاء العمل؟
سيدي السياسي وسيدتي السياسية, – ان الحكم الديمقراطي تكليف وليس تشريف وان من قواعده الأسياسية الارتباط الوثيق بالقاعدة والشارع السوداني والمعرفة التامة بمعاناة المواطن اليومية من كجبار الي شنقلي طوباية ومن اسس هذا الارتباط, مخاطبتنا باللغة التي نفهمها.
نحن كشعب نعرف جيداً نمط الحكم القبلي ونمط الحكم العسكري الشمولي من استعمار, لعبود, لمايو وللأنقاذ ولكننا لا نعرف ولا نفهم نمط الحكم الديمقراطي فيضيق خلقنا من عدم فهم ما يدور بالجمعية التاسيسة ويضيق خلقنا بالرئيس الذي لا يحسم امر الحكم وحده و بمن يطرح السياسيات ليجيزها البرلمان او المجلس التأسيي ونعتبر هذا لغواَ ونسلم ثورتنا الشعبية مرة تلو الأخري للعسكر.
مؤمنين بالمثل السوداني الشائع والذي يقول: ” جناً تعرفو ولا جناً ما تعرفو”
سلم الشعب السوداني الحكم للعسكر, نحن الشعب من فعل ذلك, والدليل هللنا وكبرنا عند ما استلم الجيش الحكم. ولم نخرج الي الشارع غاضبين مطالبين بارجاع ديمقراطية نحن من حققها.
نحن الشعب نحن القوة, سلمنا قُوتنا وقوتنا للعسكر وللحركات المسلحة طائعين وراضين – فنحن من نصب فلا ن وفلتكان ليحكمنا وليمثلنا في البرلمان دون مسألة ونحن من ابدا الرضي عنهم بسكوتنا عنهم وترك شؤن بلادنا لهم . فنحن نفهم جن حكم العسكر ولا نفهم جن الحكم الديمقراطي غير بعض رموزه والا ما تركناها وهللنا للعسكرً.
ونبحث اليوم علي من نلقي علية اللوم علي حال السودان وحال اهل السودان واللوم واقعً علينا جميعاً افراد وجماعات وقبائل وا حزب وشعب وان استنكر الكثير منا ذلكز
نردد المثل هيبةٌ من التغيير… وان كان التغيير يولد التجديد وهو من سنن الحياة الغالبة والا تقوقعنا واصابنا العفن والتلف.
وفي الختام- تقدم ما يفوق ال٦٠ مرشحاً وحزباً لترشيح انفسهم لمنصب رئاسة الجمهورية في انتخابات ٢٠١٠. فكم منهم تقدم بطرح لمعالجة مصيبة البطالة في السودان وكم منهم تقدم بطرح خطة لإدخال سياسة الحد الأدنى للأجور. كم منهم يدري بما يدور في الشارع السوداني ناهيك عما يدور في البلد السوداني.
وفي بداية المطاف
عزة قومي كفاك….. كفاك نومك
وكفانا دلال…. دلال يومك
انت يالكبرتوك
البنات فاتوك في القطار السار
ولكم كل تحياتي وتقديري
نعماء فيصل المهدي
الاستاذة / نعماء الشعب لم يسلم السلطة للعسكر وانما مليشيات الجبهة الاسلامية هي الجاءت للسلطة علي ظهر دبابة بقيادة علي عثمان محمد طه وليس الدلدول الراقص البشير وهذا الدلدول واجهة فقط لا يحل ولا يربط ، والدينمو المحرك لكل هذه السياسة
الخرقاء هو علي عثمان ، وانشاءالله سوف نكنسهم ونرميهم في مزبلة التاريخ بثورة
الغضب الشابية قريبا 0
سيدي
عندما خرج الشعب السوداني لمواجهة النظام المايوي كان عاري الصدر ابيض اليدين لم يهاب من سلاح او دبابة ,
عندما ثار الجنوب والغرب والشرق والوسط بقيادة الحركات المسلحة لم يهاب من سلاح او دبابة .
عند استلام الاخوان الحكم كان عددهم قليل وضعيف والشعب يعلم ذلك تماماً ولكننا توقعنا منهم خيراَ فهم من من ادعي الذكاء والدهاء و التنظيم حتي نعتوا انفسهم- بالتنظيم وبرهنت الايام انهم لا دراية لهم بتنظيم ولا حيلة لهم الا الكذب والخداع …..
حُكمنا بادعا الاخوان حسن الحيلة والوعود الكاذبة المتلفزة بالنهضة والتنمية والكذب المستمر – افترا وكذب علي اهل السودان كافة
تحياتي
مع احترامي لشخصكم
ليس جميع السودانيين هللوا لهذا النظام أو العسكر
وشخصي واحد منهم
اولا: الساعه 11 صباحا 30يونيو 89 عند كبري شمبات جهة مدينة النيل بعد مشاده مع نقطة تفتيش للعسكر .
ثانيا : لاعتقاله ابان مظاهرات جامعة القاهره فرع الخرطوم يوم 30-12 -89
ثالثا : الفصل من وزارة التربيه والتعليم بعد أقرار ثورة التعليم العالي في 92 ودمج مرحلة الابتدائي والمرحلة المتوسطه. وكنت معلما بمدرسة بكار المتوسطه بنين بالمسالمه وبداية الثوره ح 2
رابعا : المنفى
الاخت نعماء
هناك أمور عديدة سنظل ندور في حلقتنا الجهنمية ما لم يتم حلها
1- منع وتجريم استخدام الاسلام في السياسة عبر استدرار عطف البسطاء وتدينهم الشعبي
2- الأمية: يجب أن يتم رفع النسبة المئوية فيها لأكثر من 80%
3- الجهوية وأقصد بها البيوتات الحزبية….حيث مرشد الختمية هو زعيم الحزب وإمام الانصار هو زعيم الحزب: يجب أن تستقل الكيانات الدينية بعيداً عن سوح السياسة ?ههههه- عارف النقطة دي بالتحديد ما ح تعجبك
4- الهوية: بحيث يتم حسمها نهائي وإتفاق حد أدني بإقرار التنوع والاعتراف تصريحاً بأن غالبية المواطنين أفارقة وحتى من يدعون العروبة فينا هم مولدون وبالتالي أفارقة وليسو عرباً ?راجعي تاريخ عنترة بن شداد…..-أنا شخصياً من مثلث حمدي عشان ما يمشي مخك بعيد-
5- منع إحتكار مناطق جغرافية معينة للإنتاج بحيث تتكامل الادوار بين الولايات….مثلاً إذا كانت هذه الولاية منتجة زراعياً فيجب أن تنال الولاية الفقيرة حق التصنيع
6- منع إحتكار الموقع السياسي في الحزب أو الدولة وكذلك الأمر للمواقع التنفيذية لأكثر من دورتين مهما كلف الأمر
7- إستقلالية القضاء
أخيراً شكراً يا نعماء على المقال ونتمنى منك المزيد