الرئيس البشير بين مطرقتين إفريقية و عربية

كمال سيف

قبل أن تدلي رئيسة جمهورية مالاوي بتصريحها بأن بلادها لن تستضيف الرئيس البشير كان أحد الصحافيين العرب قد أجري لقاء مع أحد وزراء خارجية دولة عربية خليجية و في سؤال لماذا الربيع العربي بدأ يتراجع و يجد الكثير من العقبات رغم أن عملية التغيير يجب أن تطال العديد من أنظمة الحكم و ضرب مثلا بالرئيس البشير الذي يخلق مشاكل عديدة لدولته و هو يواجه اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية نتيجة للحروب الكثير التي خلقتها سياسة الرئيس البشير إلي جانب إن نظامه ليس لديه علاقة بالديمقراطية و رغم ذلك نجده ينتقد نظم شمولية و هو أحد أعمدتها, قال الوزير العربي ( هذا حديث ليس للنشر فقط من أجل التوضيح للحقائق) إن الشعب السوداني إذا لم يستيقظ من غفوته سوف تضيع أجزاء أخري من السودان و لم يجد السودانيين دولتهم و بالطريقة التي يحكم بها الرئيس البشير هي سبب كل المشاكل التي يواجهها السودان و حتى الدول العربية و جامعة الدول العربية هي نفسها ملت من مشاكل السلطة الحاكمة في السودان و التي لا ساحل لها و لا اعتقد أن الرئيس البشير و المجموعة الحاكمة معه لديهم حل لمشاكل السودان بل أن المشاكل سوف تتعقد يوما بعد يوم و دائما نحن نقدم نصائح للأخوة الحاكمين في السودان و لكنهم لا يسمعون لنا و عندما تتأزم مشاكلهم يركضوا إلينا)

و قال الصحافي العربي في جلسة خاصة جمعتنا في أحدي الدول العربية التي تغير نظام الحكم فيها إن انتقاد وزير الخارجية الخليجي لنظام الحكم في السودان ليس هو الانتقاد الأول في جلسة صحافية رفض فيها النشر بل هناك العديد من القيادات العربية تعتقد إن النظام الحاكم في الخرطوم هو نظام عدو نفسه و رغم الثورات العربية ضد الديكتاتوريات إلا أن النظام لم يتعظ بل يصادر الحريات و الاعتقالات و هو تحدي سافر للشعب.

بعد يومين من سماع رأي بعض الحكام العرب في نظام الحكم في الخرطوم جاء تصريح رئيسة جمهورية مالاوي جويس باندا أنها طلبت من الاتحاد الأفريقي منع الرئيس السوداني عمر البشير المتهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية في جرائم حرب و إبادة جماعية بعدم حضوره للقمة و أن بلادها لا ترغب في استضافته. هذا الحديث الذي أنتقده المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية و في نفس الوقت مسئول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم سوف يعتبر تحول في الاتحاد الأفريقي و هذه أول دولة أفريقية ترفض علنا عدم التعامل مع الرئيس البشير باعتبار أنه رئيس متهم في جرائم حرب و إبادة و سوف يفتح هذا التصريح الباب إلي العديد من القيادات الأفريقية التي مترددة في اتخاذ قرار المنع حتى يصبح قرارا من الاتحاد الأفريقي يلزم كل الدول الأعضاء فيه عدم استقبال رجل هارب من العدالة و قتلت مئات الآلاف من أبناء شعبه ثم يتدرج القرار لكي يطالب السودان بتسليم رئيسه و كل المجموعة المتهمة التي جعلت من نظام الحكم ستارا لحمايتها.

الشعب السوداني يجب أن يدرك أن وجود الرئيس البشير علي قمة الحكم لن يجد السودان العافية و أن دول العالم سوف لن تتعامل مع السودان و قد أتضح من قرار مجلس الأمن الأخير الذي قبله النظام مجبورا و سوف يحاصر النظام عالميا و أفريقيا و أمام الشعب السوداني فرصة لكي يحافظ علي حدود دولته و وقف الحروب و العدائيات أن يبحث في الطريقة الناجعة لكي يتخلص من هذا الرئيس إذا كان فعلا بيحلم بغد أو أن يبقي علي الرئيس و النظام و يكابد ضنك العيش لآن الأزمة الاقتصادية بوجود البشير و نظامه لن تنفرج.
في أحدي الحوارات مع شخصية سياسية لدولة مجاورة للسودان قال إن نظام البشير لم يبق علي وطني واحد حادب علي مصلحة السودان في القوات المسلحة بل أبق علي الذين ” لا بيجدعوا و لا بيجيبو الحجار” لأنه إذا كان هناك فعلا ضباط قلبهم علي السودان كانت مواقفهم ظهرت منذ انفصال الجنوب باعتبار إن ضباط القوات المسلحة في كل العالم دائما يربوا علي أنهم حماة الوطن و عدم التفريط فيه أو ضياعه لذلك يخاف السياسيين من المغامرة في البحث في قضايا تقرير المصير و الانفصال و لكن بعد تصفية القوات المسلحة البقية الباقية يمكن أن تبيع السودان و تقبض ثمن السمسرة لذلك ليس هناك أية أمل في التغيير من جهة هذه المؤسسة بل هي تحتاج للتغيير من القمة إلي القاعدة.

أن الاتحاد الأفريقي سوف لن يكون ذلك الاتحاد الذي راهنت عليه الإنقاذ و من الآن بدأوا يتحدثوا إن الاتحاد الأفريقي يقف ضد مصلحة السودان و أيضا الجامعة العربية قد ملت و بدأت تشكوا من مشاكل السودان و حروبه التي لم يجعل لها حد و كلها شهور معدودات و لن يستطيع الرئيس البشير القيام بزيارات داخل ولايات السودان خوفا من القبض عليه فهل يستيقظ شعب السودان من حالة الثبات و ينتفض لكي ينقذ نفسه و وطنه الذي بدأ يتآكل من جراء حكم البشر.
هناك بعض الجهات التي تتشكك في العلاقة المريبة بين الرئيس البشير و وزير دفاعه و هي علاقة ليس في مصلحة البلاد لأنها هي التي فرطت في الكثير.

القضية الأخرى قلبنا مع الصحافي المناضل فيصل محمد صالح و نطالب زبانية الأمن بإطلاق سراحه فورا و خاصة إن الأستاذ فيصل رجل كرس كل حياته من أجل تطوير مهنة الصحافة و حريتها و بالتالي ليس هو الذي يتردد في اختيار كلماته عندما يكون ضيفا علي أحدي القنوات العربية و لا استبعد أن نقابة الصحافيين السودانيين هي نفسها التي وراء اعتقالات الصحافيين الوطنيين حيث أن النقابة هي في قبضة عناصر المؤتمر الوطني و الذي هجروا حزبهم و باعوا شيخهم من أجل المكاسب و الوظائف هؤلاء لا اعتقد أنهم سوف يقفون مع الأستاذ فيصل و بالتالي يجب أن تكون هناك وقفة من كل الصحافيين السودانيين في الخارج معه و استنفار كل منظمات حقوق الإنسان و اتحادات و مؤسسات الصحافيين في كل العالم و في أفريقيا.
و لا اخف سرا لقد بدأت مجموعة من السودانيين في الخارج الاتصال برئيسة مالاوي جويس بندا بهدف أن تكون هناك جبهة إفريقية قوية تستنفر الرأي العام الإفريقي و العالمي بهدف القبض علي الرئيس البشير و محاكمته علي جميع الجرائم التي أرتكبها و نتمني أن تقبل السيدة بندا المقترح لنجاح الحملة العالمية للقبض علي الرئيس البشير.

كمال سيف
صحافي سوداني سويسرا
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله اخ كمال بارك الله فيك يا اخى لقد ذكرت ما سكت عنه الاخرين…الحرية للاخ فيصل محمد صالح علوية كبيده ازدهار جمعة يسقظ نظام الظلم والفساد والاستبداد

  2. هل الثوارت العربيه كانت الترياق للشعوب العربيه . شاهدوا الفوضى والخلل الامنى الكبير . نريد ثورهغير تلك الثورات الهمجيه والغير مدروسه.

  3. المد عو جا مبة ا نت ر ا سك فا ضي ز ي نا س الا نغا ز و ما عند ك حجة يا ا منجي الكتر و ني كا تب الكقا ل صحفي و محلل متا ز و عميق في تحليلة و كل كلما تة هي غين الحقيقة و الصد ق فكيف تصفة ب الكز ب و لكن لا ا ستعر ب من ز لك لا ن هز ة هي ثقا فة الكيز ا ن الكز ب و الحد ا ع و التضلل و التلقيق لا بتخا فو اللة و لا ر سو لة الز ي نتمني منةا ن ير ينا سخطة و عضبة منكم و ا ن يخسف بكم الا ر ض لا ن اللة يعلم ا نكم ا فا كو ن يا و يلكم من يو م الحسا ب

  4. الثورةقادمة لامحالة في السودان وقد بدأت بافعال وستكتمل انشاء الله ونسال الله اللطف لان الظلامات كثيرة وهنالك احتقان شديد لدي الشعوب واحنقان اكثر في الولايات رغم كل هذا المؤتمر الوطني مستمر في غية وفي استهتاره بالشعب بل اطمئنوا الي الدنيا والي انهم هم مخلدون في الحكم وماقرؤا التاريخ وما تتبروا القران واحسب انهم مستدرجون الي عذاب شديد في الدنيا والاخرة حروب في دارفور وافتعال حروب مع دولة الجنوب ومشاكل في شرق السودان بلا انه من اكثر الولايات ظلما واستهتارا بمواطنيه واهلة وماقلته اخي كمال ومنقاته هو الصواب وبعد كل هذا المؤتمر الوطني يعتقد انه في الطريق الصيح وان بالقوة والمال يمكن ان يميل اليه المواطنين الثارين بلد تقسم وبيع ولازال الحروبات مستمرة في كردفان والنيل الازرق وشرق السودان يستعد لانتفاضة بعد صبرطويل علي المركز وياليت قومي يعلمون اويعملون خيرا وعندما يصحوا يجدوا ان المور قد تبدلت ودوام الحال من المحال

  5. لا توجد نقابات مهنية فى السودان الان هذه النقابات أنشئت لحماية النظام وليس للبحث عن مصلحة عضويتها وهم يعلمون ذلك جيداً كل النقابات تعمل لمصلحة عدم سقوط النظام ليس غير حتى الاتحاد العام لنقابات السودان والذى يجثم عليه المسمى غندور تعمل لاجل النظام فقط أنظروا للأجور المتدنية لقطاعات الصحة والتعليم وغيرها وأنها ظلت هكذا سنين دون زيادات لان نقاباتهم المزعومة لا هم لها لتحسين بيئة الأجور سوى المصلحة الذاتية لاغير .

  6. اولا الربيع العربى ليس امنيات ولكنه تعبير لواقع لايقف ضده سطوة نظام ولا كثرة دعم خارجى وهذا ما كشفه الربيع العربى لكل ذى عقل وبصيرة ولن يقف فى وجهة اموال النفط الا من بنى وطنه وامته ولن يكون المساحيق التى يقوم به من له سعة من مال فى وقفه واذا كان السودان فى نظرمن ينتظرهم الطوفان حالة غريبة لايعرفون سبب صمودها فهى لانهم جبلوا على تقييم الامر بسطحية . صحيح ان السودان من اكثر الدول اعداء واقل الدول صداقة او قل لا يملك صديق يستند الية لكنها العبر فالذين انعم الله عليهم بالخيرات شكروا الغرب وامريكا دون الرازق لكن العبرة عندنا وبقناعة قيادتنا ان الامر كله لله وبعيدا من اكلام المعمم والاوهام لنقارن السودان قبل الانقاذ واليوم فى كل مقومات النهضة فى الطاقة البنية التحتية فى التعليم فى الامن والدفاع وعن الجنوب وانفصاله يكفى ان السودان طال او قصر لن نجنى من الجنون الا الخير فى مرور موارده والتجارة معة ولن يكون العارض الماثل هى للابد لكنه موقت وهى محاولة لمنع ذالك لكن واقع الحال سيفرض العودة الى العقل

  7. بعد اتفاقية تقسيم السودان (نيفاشا) انسحب الجيش السوداني وكان منظره وهو منسحب من الجنوب كجيش احتلال ولم يحرك ذلك شيئا في قادة حماة الوطن وعندما كان زبانية الجبهة الاسلامية يسرقون اموال الشعب السوداني ويكدسونها في ماليزا وعقارات في ملز كان حماة الوطن يصفقون معهم احتلت الفشقة ولم يحركوا ساكنا هجوم من دولة وليدة في حقل يمثل نصف اقتصاد البلد ولوا هاربين كالجرزان.

    كل الدلائل تشير بان السودان سوف يتمزق قبل نهاية العام الجاري وذلك سوف يفرح البشير وحاشية حتى يختفوا مع الضياع.

  8. معظم الناس يتحدثون عن الفساد في المسؤولين الكبار والوزراء وحواشيهم ولكن لا يتم التطرق الى الفساد في المؤسسة العسكرية علما بأن معظم ضباط الجيش السوداني فاسدون ومعظم من يقومون بشراء الفلل والشقق في القاهرة في دبي والقاهرة هم من ضباط الجيش.
    ومعظم ضباط الجيش مشغولون بنهب ثروات الشعب السوداني الذي يستقطع منه اكثر 70% من ميزانيته الى تلك الطبقة الفاسدة التي لا تستطيع ان تحرس قريبة في حدود اضعف دولة في العالم.

  9. هل تعلم ان الصين والتى تعتبر حليفة لنظام البشير الان بدأت تتضجر وتتضايق من سياسته الفاسدة حيث انها انفقت مليارات ضخمة فى السودان والتنقيب عن البترول والان توقف الضخ نتيجة الحروب والسياسات العنترية . الصين الان تبحث جادة عن الابتعاد عن حكومة البشير وتجرى وراء مصالحها الاقتصادية فالصينيين معروف عنهم انهم رجال عمل وليس لهم وقت للسياسة فهم يبحثون دائما عن الجو الهادى والاستثمار المربح حتى تستطيع المحافظة على مصالح شعبها الذى جاوز المليار نسمة . قريبا سوف ترون كيف تتصرف الصين مع هذا النظام الفاسد .

  10. تقبضوا البشير ولا ثصلبوا ولا تحرقوا خلصونا من هذا النظام الذي اقعد
    السودان وجعله في كسيحا البشير عقلو خلاص طار بسبب الجنائية واصبح
    كل همو مقارعة اكامبو والامم المتحدة وطبعا كلامي دا يكوي المؤتمرجية
    وناس الجهاد الالكتروني ولكن الشعب والله وصل درجة من القرف من هذا
    النظام وفي انتظار ان تهب رياح الثورة

  11. نحن نعلم ان هذه مشكلة السودان الاولى هو النظام الحالي ولكن بالرغم من سلبيات البشير فهو لديه ايجابيات كلنا نعلمها والسبب الثاني ان السودان في هذه الايام لايتحمل اي ضغط سياسي داخلي او خارجي لانه يعيش حروب ضد دولة الجنوب ومسالة التغيير يجب تاجيلها حتي يستقر الوضع الامني في البلاد ومن المفترض من كل قوة المعارضة ان تقف مع الحكومة الان ليس من اجل البشير ولكن من اجل مصلحة البلاد وشكرا

  12. لابد من الاعتراف ان مايسمى بالانقاذ قد ادخلت البلاد فى مجموعة من الانفاق والازمات المعقدة وضمن كل ذلك اصبح راس النظام بنفسه يشكل ازمة كاملة وهذا مايتضح من خلال التعقيد والتشابك الذى اصبح بلازم علاقات السودان الخارجية والسبب المباشر هو عنتريات وخزعبلات هذا الطاغية والهنبول الراقص والذى اصبح يشكل مصدر احراج للدبلوماسية السودانية والتى بدورها اصابها الوهن والعفن والانحطاط بسبب تولى امثال كرتى والمروح مسئولياتها ، ونعترف ونقر ان اصلاح هذا الامر مسئولية الشعب السودانى الذى ظل يعانى من هذا النظام المتسلط ومن راسه الذى اصبح مصدرا للازمات والمشاكل ، الحل الوحيد هو الثورة والانتفاض على هذا النظام باستخدام كل الوسائل المتاحة حتى ازالته وكنسه

  13. أستغرب حديث الجامعة العربية التى لا تهش ولا تنش, اذا كانت الجامعة العربية قد ملت مشاكل السودان ففى ستين داهية الجامعة العربية, كيان هلامى لا ملامح له, ومعها دولة ملاوى, دولة تتسول 50% من ميزانيتها.

    وليس الخليج العربى الذى سيتحدث عن أسيادة الاحرار فى السودان, عبيد أمريكا واسرائيل قد اقترب قطافهم من ايران بعد اقتراب زوال حاميتهم ومخدومتهم أمريكا… لقول الرسول عليه الصلاة والسلام “ياتيكم ذوى الرايات السوداء من الشرق, فيقتلون فيكم قتلا ما قتله قوم… الى اخر الحديث الشريف..”

    البشير مشكلة تخص السودان والسودانيين فقط طالما ما زال على رأس السودان, وحتى إزالته (عن طريق الشعب السودانى) لن نسمح فيه او فى اى سودانى ولا كلمة واحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..