من أجل المستقبل..الإعدام لمغتصبي الأطفال

الأسبوع الماضي أوردت إحدى صحف الخرطوم في صفحتها الأولى خبرا عن محاكمة تمت بالضعين لرجل اغتصب طفلا، والأنكى في الأمر أن الرجل شيخ خلوة، والأسوأ أن الحكم تم بسجنه سنوات وتغريمه.. عندما قرأت هذا الخبر أظلمت الدنيا في عيني، وشعرت بكآبة ذلك اليوم والأيام التالية؛ وذلك لبشاعة الجريمة وعدم معرفة السودانيين بهذا النوع من الجرائم،وللعقوبة الخفيفة التي لا تتناسب مع الجرم الفظيع.
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﺐ . ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ والناشط في مجال حماية الأطفال تحدث الشهر الماضي في ندوة عقدت في الخرطوم بعنوان حماية الأطفال، وﺑﺪﺍ ﻣﻨﺰﻋﺠﺎً ﻟﻼﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻦ ﺗﺼﺪﻗﻮﺍ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ 3 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻃﻔﻞ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺭﺳﻤﻲ . ﻭﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ 2293 ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺟﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﺤﺴﺐ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺷﺮﻃﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﺇﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﻛﻴﻠﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ
ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 8-10 ﺑﻼﻏﺎﺕ . ﻭﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺣﻮﺍﻟﻲ 30 ﺑﻼﻍ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﺵ ﺍﻭ ﺍﻻﻏﺘﺼﺎﺏ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻃﻔﺎﻟﻨﺎ . ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺙ ﻣﺤﺎﻛﻢ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺑﺤﺮﻱ ﻭﺍﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ 15-10 ﺑﻼﻏﺎﺕ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻭﻛﻠﻬﺎ ﺍﻏﺘﺼﺎﺑﺎﺕ؟
ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﺤﻤﻼ ﺇﻳﺎﻩ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻭﻗﺎﻝ :ﻻﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻮﺍﺟﺎﺕ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﻠﻢ 4-4-4 ، ﻭﻓﻲ ﻣﺎﻳو 6ـ 3 ـ 3ﻭﺍﻻﻥ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻠﻮﻫﺎ 3-9 ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﺮﺍﻫﻖ 16 ﺳﻨﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻊ ﻃﻔﻞ ﻳﺎﻓﻊ ﻋﻤﺮﻩ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻻ ﻫﻨﺎ . ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺰﻣﻊ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﻴﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻏﻠﻂ. وإشار إلى أن ﺃﻋﻈﻢ ﻫﺪﻳﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻫي ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻟﺴﻨﺔ 2010 وﻫﻮ ﺍﻋﻈﻢ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ،وﻨﺎﺷﺪ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎ، ﻓﻔﻴﻪ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻌﻄﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ
ﺣﻖ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﻴﻢ . ﻭﻣﻤﻜﻦ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻭ ﺍﻻﻡ ﺗﻬﻤﻞ ﺍﻃﻔﺎﻟﻬﺎ . ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻫﻮ
ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ .ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺬﻭﺍ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻓﻲ 45 ﺷﺨﺼﺎ
أدينوا في جرائم اغتصاب الأطفال، ﻭﻫﻨﺎﻙ 360 ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻦ ﺍﻻﻋﺪﺍﻡ .ﻭﺍﻟﺤﻞ ﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﻣﻬﻢ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻦ ﺇﻋﺪﺍﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ
ﺍﻷﺷﻬﺎﺩ .
حتى لا تتكرر حوادث اغتيال البراءة وتدمير المستقبل؛ مطلوب تشريع يقضي بتنفيذ حكم الإعدام على مغتصبي الأطفال.. ثم تنفيذ سريع وحاسم على المدانين بهذه الأنواع من الجرائم.. وعلى رؤوس الأشهاد.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..