العبط فى السياسه الخارجيه للسودان

1ــــ 2
لم اجد كلمه مناسبه لوصف سياسة السودان الخارجيه غير الكلمه التى اطلقها احد الاعلاميين المصريين على سياستنا بان ” دا عبط ” والمعروف ان السياسه الخارجيه لاى دوله هى البحث عن مصالحها وقد قال نيكولوماكيافاللى مؤسس علم السياسه ” السياسه لاتبحث عن الاخلاق او الضمير بل تبحث عن المصالح فقط ولو تعارضت هذه المصالح مع الاخلاق والضمير ” ونلمس ذلك عند كل الدول ماعدا السودان فالحكومات السودانيه ومنذ استقلال السودان كان لديها ازدواجيه فى الخلط بين اخلاق الفرد واخلاق الدوله فقد تغلبت علينا فى السياسه الخارجيه طباعنا كافراد كالكرم والشجاعه ومساندة الضعيف وايثار الآخرين والنزاهه والنخوه وهى طباع تصلح للفرد ولكن لاتصلح لاستخدامها فى السياسه الخارجيه فنحن عندما نلنا استقلالنا وكنا دوله تستعمرها بريطانيا و هناك تجمع للدول التى كانت تستعمرها بريطانيا “الكمونولث ” وكان يتميز بمزايا عديده منها سهولة التنقل بين دول الكمونولث والقبول فى الجامعات البريطانيه والقروض الميسره ومزايا تجاريه منها تخفيض رسوم الجمارك بين هذه الدول ولكننا رفضنا الانضمام للكمونولث بحجة اننا نريد استقلال نظيف كصحن الصينى وفعلا فقدنا كل المزايا التى كانت ستتوفر لنا وفضلنا صحن الصينى ..!!
وجاء الحكم العسكرى الاول وكانت المفاوضات بين السودان ومصر حول السد العالى وكان رئيس الوفد السودانى اللواء محمد طلعت فريد ودرس المصريون نفسية اللواء فهو مولع بلعبة التنس فاقاموا مباره بينه وبين بطل مصر للتنس وانهزم فيها بطل مصر وفاز اللواء وسلط عليها الاعلام المصرى اضواءه فرفع ذلك من معنويات اللواء فرد لهم الجميل تنازلات فى المفاوضات فضاعت وادى حلفا بكل جمالها ومعها عشرات القرى والمزارع قربانا لفوز اللواء فى لعبة التنس واغرب مافى هذه الاتفاقيه ولم يخضع لنقاش وتساؤلات وحتى محاسبه هو اننا قبلنا لطيبتنا ان تكون جل بحيرة السد العالى فى اراضينا وليس الاراضى المصريه مالكة السد وهذا امر عجب فكل دول العالم تجعل بحيرة السد فى اراضى الدوله المستفيده من السد وليس عند الجيران وضحينا بوادى حلفا ولم تضحى مصر باسوان ..!!
ويقول دكتور سليمان محمد احمد سليمان فى مقال بالراكوبه
” طالب السودان فى مفاوضات التعويضات عن مدينة حلفا ومعها 27 قريه سيغرقها السد العالى طالب بمبلغ 35 مليون جنيه مصرى (لاحظ المطالبه بعملة المصريين المحليه وليس الدولار او العمله السودانيه التى كانت قيمتها اكبر من المصريه ” ورفض المصريون وعرضوا 10 مليون وتوصل الاتفاق لمبلغ 15 مليون تدفع على اقساط ……….!!
ولم يطلب السودان تعويض عن كهرباء دال وسمنا ولم يطلب مده بكهرباء السد ولا عن 200 الف فدان من الاراضى الخصبه غمرها السد ولا عن آثاره ومعادنه التى ضاعت تحت مياه البحيره ولا عن مليون نخله وحوامض بلعتها البحيره بربكم ماذا نسمى هذا ؟؟!!
وقامت ثورة اكتوبر واطاحت بحكم نوفمبر وجاءعهد الديمقراطيه الثانيه وعرضت علينا امريكا قرضا ميسرا لاقامة محطة اقمار صناعيه “وكان التنافس بين الروس والامريكان فى اوجه وكل يريد ان يكسب عدد اكبر من الدول عن طريق المعونات ” كان ذلك فى منتصف الستينات وكان وزير المواصلات وقتها الاستاذ محمد عبد الجواد وهو وطنى اصيل واشاع الشيوعيون ان هذه المحطه للتجسس لصالح امريكا وشنوا عليها هجوما عنيفا ادى لرفضها بواسطة البرلمان وهكذا ضاع علينا هذا العرض المغرى لصالح الوطن ونفذنا الاقمار الصناعيه بعد سنين وبتكلفه عاليه !! وعرضت علينا امريكا معونه لرصف الطريق من مدنى الى بورتسودان وبدأ العمل فى الطريق ووصل للجيلى وهو طريق المعونه الذى يشق بحرى وعند الجيلى قام اليساريون بحمله ضاريه على هذا الطريق بحجة انه عمل كمهبط للطائرات الامريكيه وتوقف الطريق فى الجيلى واكملناه باموالنا وباضعاف تكلفته بعد 40 سنه فماذا نسمى هذا غير عبط ؟؟؟
ونواصل
محمد الحسن محمد عثمان
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..