البحر من قومتو والعريس من حومتو

هذا المثل يعني ان منسوب الفيضان يعرف منذ البداية بطريقة تدفق الماء وارتفاعه منذ البداية . وان العريس تظهر مقدراته ومعدنه بطريقة مقابلته للناس وطريقة تصرفاته وتحركه . وكان واضحا منذ البداية ان الاستاذ حمور زيادة كاتب عبقري .
فرحت اليوم كطفل غرير عندما عرفت بفوز الاديب حمور زيادة بجائزة نجيب منصور للرواية ، كأول سوداني يحصل علي تلك الجائزة . اسم الرواية هو ,,شوق الدرويش ,, . لقد انتابني نفس الشعور عندما تحصلت علي دراجة وانا صبي صغير . انه الفرح العارم
لقد كنت علي اقتناع كامل بان حمور عبقري وانه سيكون له وضع مميز مثل اميرتاج السر و آخرين .والمؤلم ان ما حذرت منه حمور منذ البداية قد حدث . فلقد جرجروه للمحاكم . وتعرض لقسوة الامن . واخيرا قاموا بحرق مرقدة ومسكنه وكتبه واوراقه . واضطر لترك السودان . انها المحن السودانية .
الموضوع المنشور هنا كتبته للعزيز حمور قديما . واعيد نشره ، فانا من الامعجبين .
محنة سودانية 35 ، الأديب حمور زيادة ، والشواء والعواء .. بقلم: شوقي بدري
بادرنى الأبن حمور بايميل يطلب تعليقى علي بعض كتاباته. ويبدو أنه اندهش عندما عرف بأنى أتابع مواضيعه باعجاب واحترام وأننى أحد مريديه . الا أننى لمست فيه تواضعا و خجلا وحياء ، واحتراما مفرطا للآخرين ، وأعطاء اعتبار للعمر والأسماء الكبيرة .
وحاولت أن اقول له أنه انسان مبدع وكاتب مقتدر . وأبدى سعادة بأننى قد ( أكرمته بموضوع كامل) . فحاولت أن أبعده عن الانبهار للأسماء الكبيرة وقلت له كلنا أولاد تسعة . ولا نعدو كوننا قربا منفوخة ، وللجميع بعض الاخفاقات وكثير من الغلطات . وكتبت له كذلك بأن الناس ستبخس بضاعته . ولن يدفعوا ثمنا أعلى مما يطلبه . وقلت له أن من يعرض كوم طماطم بقرشين فلن يجد من يدفع خمسة قروش ، حتى وان كان طماطمه يستحق أكثر من خمسة قروش .
وحاولت أن أبصره بما ينتظره من حفلات الشواء والعواء . ولكن لسوء الحظ عندما لم يوقفه العواء والهجوم والاستخفاف ، والرجل على حق ، نصبوا له المحاكم ووجد نفسه أمام العسس والشرطة والقاضى ، وهلل الصغار . ثم كانت حفلة الشواء الحقيقية . فلقد حرقوا منزله ومرقده وكتبه وأوارقه . هذا والله أشبه بمحاكم التفتيش .
غلطتنا نحن السودانيون أننا قد تربينا على أن نكونوا بسطاء . وأن نكون (زى الواطه) حتى لو الناس داست علينا ما نرفع راسنا . وأن نكون الغابة والناس الحطّابة . يأتى الناس الى الغابة ويسيئوا لها بالقطع والحرق ويتركون مخلفاتهم ويملؤونها وسخا وتعطيهم فائدة ومالا ولا تشتكى الغابة ، ولا يشكر الحطّابة .
كنت أحذر الابن حمور مما ينتظره ، وكنت أقول له اذا أراد أن يكتب التاريخ بطريقة صادقة فيجب أن يتسلح بالمخالب والأنياب . وأن هنالك بعض الحشرات واليرقات والضفادع تحمل ألوانا قوية تقول لكل مفترس أنا مسم اذا اعتديت على ستدفع الثمن .
السودانيون لا يحيبون الحقيقة ولا يريدون أن يسمعوها . واذا فشلوا فى دحض الحقيقة فيهاجمون صاحبها وسيبحثون عن أى شيىء سالب فى قائل الحقيقة ، واذا لم يجدوا سيخلقوه .
بابكر بدرى رجع من مصر بعد الأسر والذل له ولشقيقاته وأهله وأمه ، بعد أن اكتشف بخطأ ظنهم أن مجموعة من العراة الجياع يمكن أن يحتلوا مصر وأوربا والعالم . هذا بعد أن شاهد عرض الجيش المصرى فى القاهرة فى زفة العيد . وأنه كان ينقصهم التعليم والمعرفة ، وأراد أن ينوّر اهله . فكتب تاريخ أحداث المهدية والتركية ، وهى طازجة فى ذاكرته فى سنة 1906 . فسمع به الشيخ ودالبدوى صاحب القبة فى أمدرمان العباسية ، وآخر قاضى قضاة فى حكومة عبدالله التعايشى . فأستدعاه وأخذ منه ستة كراسات كبيرة 64 صفحة . وعندما رجع بابكر بدرى بعد فترة مزق الشيخ محمد البدوى الكراسات وأحرقها أمامه . وقال بابكر بدرى لأن الشيخ كان وقورا ومحترما ، فلم يتجرأ بابكر بدرى على الاعتراض . والشيخ كان أزهريا وعالما ، ولقد عاش ، بالرغم من أن ثلاثة من قضاة الاسلام قد قتلهم الخليفة عبدالله فى فترة قصيرة ، كما قتل أمناء بيت المال لأنهم قالوا الحقيقة ، أحدهم ود عدلان الذى لم يقبل بنهب غلال أهل الجزيزة . وود البدوى عاش لأنه مسك لسانه .
وودالبدوى قال لبابكر بدرى ( انت ما بتعرف السودانيين . السودانيين ما عاوزين يسمعوا الحقيقة . الكتبتو دا لو طلع أكيد حيقتلوك) . والآن بعد 103 سنة يدبرون حفلة شواء للابن حمور زيادة . ولن تتوقف حفلة العواء .
لقد ضرب بابكر بدرى وحثوا فمه بالتراب فى وسط السودان . وشتموه وطردوه من بلده أبوحمد ، وقالوا أنه يريد أن يفتح المدارس لكى يتقرب الى الانجليز لكى يعلم الأولاد اللواط . وفى نهاية الأربعينات أتى رجل ضخم الجثة لمدارس الأحفاد واعتدى بالضرب على بابكر بدرى . وكان وقتها فى الرابعة والثمانين من عمره . ولم ينقذ بابكر بدرى الا تدخل الناظر ابراهيم ادريس الذى كان قويا ، وكان بطل الرياضة البدنية فى بخت الرضا . فضرب المعتدى برأسه وطرحه أرضا . وهرع الفراشون والمدرسون للاعتداء على الرجل .الا أن بابكر بدرى حمى المعتدى بجسمه ومنعهم من ضربه ، ورفض أن يشتكى المعتدى لأنه جاهل وأدعى أن بابكر بدرى ملحد .
القصة أن الشيخ الضرير قد ألّف قصيدة طويلة عصماء يهجو فيها بابكر بدرى ، ومنها على ما أذكر :
يا ابن بدرى تأتى بعد الشيب عجبا وقفت تقدم القسيس فينا محاضرا
القصة كما رواها كثيرون ومنهم الأستاذ هلال زاهر سرور الساداتى الذى كان تلميذا لبابكر بدرى ومعلما فى مدارس الأحفاد . بابكر بدرى قدم انجليزيا يحاضر عن الاسلام .
والأستاذ هلال زاهر سرور ذكر أنه عندما كانوا فى رحلة الى بورتسودان كان مغنى الرحلة والقعدات الأستاذ الانجليزي (هوبسن) الذى كان يجيد الغناء السودانى ، ومن المحن السودانية أن أى شيىء يخرج من مفهومنا أو مقاييسنا هو شيىء خطأ . فمن يصدق أن انجليزيا كان يتقن الفن السودانى . وهوبسن كان يحلم بان يموت ويدفن في السودان . وكلف اهلة بان يدفن رماد جثته في بجت الرضا ، وقد كان . وأن انجليزيا فى الأربعينات يحاضر عن الاسلام .
أنا متأكد من ان الابن حمّور لم يسفه تعليقاتى ووصاياى ونصائحى . ولكن لأنه رجل فاضل لم يكن يستطيع أن يتصور أن قول الحقيقة قد يواجه بهذا العنف والشراسة .
اقتباس
( العزيز حمور .. شوف الراجيك ….
هل هنالك من يستطيع ان ينكر ما موجود فى كتب الختميه وفى منشورات المهدى وما اوردت انا واورد الآن ايضا.
اقتباس
(ويقول محمد عثمان الميرغنى فى كتابه ( مناقب صاحب الراتب- صفحة 102 قال : ( من صحبك ثلاثة أيام لا يمت الا وليّا . وان من قبل جبهتك كأنما قبّل جبهتى . ومن قبّل جبهتى دخل الجنة . ومن رآنى أو من رأى من رآنى الى خمس ، لم تمسه النا ر) .
في منشورات المهدي و ما ادعاه المهدي بالمهديه ان من لم يؤمن به فقد كفر وان يحل ماله وعرضه ودمه . هذا موجود في الاثار الكامله للامام المهدي و هو خمس مجلدات جمع وتحقيق الدكتور محمد ابراهيم ابو سليم دار جامعة الخرطوم للنشر. وهذه الوثائق موجوده في دار الوثائق السودانيه التي كان الدكتور محمد براهيم ابو سليم مديرها وراعيها. وهنالك وثائق محفوظه في مكتبة جامعة درام تحت رقم 100-1-2 ووثائق محفوظه في جامعة درام تحت رقم 100-1-4 ومصنف رسائل محفوظه بمكتبة كامبريدج بانجلترا ومصنف رسائل بمكتبة ييل بالولايات المتحده و الجزء الاول من مصنف رسائل محفوظه في الخزائن الوطنيه الفرنسيه مصنفة بواسطة محمد المجذوب بن الطاهر المجذوب ومصنف رسائل صنفها حسين الجبري و محفوظه في جامعة الخرطوم. مصنف رسائل بالمكتبه الاصفيه بحيدر اباد. خطب مصنف خطب مطبوعه بالحجر و مصنف رسائل عند العمده ادم حامد في الجزيره ابا. مصنف يتضمن خطب المهدي يملكها العاقب با درمان ووثائق حامد سليمان والي بيت المال في المهديه قديما. وثائق مختلفه باسم المهدي مجموعة المهديه بدار الوثائق السودانيه. اماكن اخرى كثيره من دور الوثائق لا يتسع المجال لذكرها .. في رسائل المهدي الاولى قبل ادعائه المهديه كان يختم رسائله قائلا الفقير الحقير محمد احمد عبد الله ، كرسالته شعبان 1298 هجريه وهي رسالته الى احمد بن محمد الحاج شريف . كما اورد ابو سليم في الجزء الاول صفحة 41 رساله بخط المهدي جامعة درام انجلترا. و بعد ادعائه المهديه كان يبدأ رسائله : من عبد ربه محمد المهدي ابن السيد عبدالله الى الفقيه احمد الحاج البدري و الى الفقيه احمد زروق كما في صفحة 111. كما اورد ابو سليم في صفحة 119 الى اهالي خور الطير وغيرهم فمن عبد ربه محمد المهدي ابن السيد عبد الله اعلموا ان رسول الله صلى عليه وسلم امرني بالهجره الى ماسه بجبل قدير و امرني ان اكاتب بها جميع المكلفين فمن اجاب داعي الله ورسوله كان من الفائزين ومن اعرض يخذل في الدارين . ويقول المهدي في صفحة 135 في نفس المجلد في خطابه الى احبابه في الله المؤمنين بالله و بكتابه. و اخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم انني المهدي المنتظر و خلفني صلى الله عليه وسلم بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه والسلام وايدني الله بالملائكه المقربين و بالاولياء الاحياء و الميتين من لدن ادم الى زمننا هذا, وكذلك المؤمنين من الجن . و في ساحة الحرب يحضر معى امام جيشي سيد الوجود صلى الله عليه و سلم بذاته الكريمه و كذلك الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه السلام و اعطاني سيف النصر من حضرته صلى الله عليه وسلم و اعلمت انه لا ينصر علي احد ولو كان الثقلين الانس و الجن.
هؤلاء الناس افتروا على الله كذباَ ولم يهتم ولا يهتم ولن يهتم اهل السودان ، بل كان الهجوم على شوقى بدرى واهله ونسوا حق الله ورسوله.
اقتباس
(فكيف كان الحال في الإصلاحيات التي ترعرع فيها (شوقي بدري) منذ طفولته الباكرة…….. والسجون التي تردد عليها في صباه وشيخوخته………؟ وكيف يكون الحال في عالم الرذيلة( العالم السفلي) الذي يفاخر شوقي بدري نشأته فيه بعد ان فشل والده في تربيته ولفظته عائلته المعروفة……….؟)
اقتباس
(سيحاول الشيوعيون التبروء كالعادة من السفيه الجاهل شوقي بدري كما فعلوا من قبل مع طالب معهد المتعلمين… والشينة منكورة…….. و لكن مكتبة الأستاذ عادل عبد العاطي بسودانيزاونلاين تبقي مرجعاً لكل من يريد ان يعرف الحقيقية عن الشيوعين الفرويديين… والماركسيين الأوسكاروايلديين…. من أمثال المتطاول من عالمه السفلي ……القاص القمئ…. الأديب الجاهل شوقى بدرى
وعلى هذا التحذير كتب الى الابن حمور :
شكرا لتبصيري بما ينتظرني .
ضحكت ضحكا كالبكا و انا اقرأ ما يفترض انه رد.
شئ عجيب جدا !
لماذا يظنون انهم حين يشتمون فانما يكونو قد أدوا ما عليهم من دور في النقاش ؟
استاذي شوقي
اعمل شنو و انا تربية عجايز .. دي مصيبة الولد الوحيد لاب عجوز . ابوي تزوج امي بعد وفاة زوجته الاولى التي استمرت معه 18 سنة. و لما انجبني كان عمرة فوق الخمسين فحاول يطبعني بطابع مواليد الخمسينيات رغم اني ولدت له في اواخر السبعينيات .و قد نجح لحد كبير . فعشان كده انا شايل طباع زمنكم .لكن ده ما يمنع اني بتواضع بشدة لمن هم اكبر مني و لمن هم اعلم مني .
و اتواضع لمن هم غير ذلك من عامة الناس طالما تعاملوا معي باحترام لكن اذا ظهر اي احتقار او عدم احترام منهم فاني عادة ما انقلب الى متكبر بغيض . و انا حين اعتذر عن نفسي في هذا التحول دائما ما اقول ضاحكا : ده عرق الجعليين العمراب نتح ، فامي جعلية من عمراب الموردة بابيها .
وكان ردى :
شاكر لك رأيك الجليل و اتمنى ان اكون عند حسن ظنك دوما .. فان احترامنا لانفسنا يأتي من تقدير من نحترم لنا ، بل حتى لو ابغضني الجليل الذي احترمه اعتبر ذلك محمدة لي .. بعد الأساتذة غاضب من بعض ما كتبت و انطبعت تصرفاتهم معى بشيىء من الغضب و يقول لي اصحابي انهم لا يحبونني .. و اقول لهم هذا تكريم .. فان يعبأ بك أستاذ حتى يكن لك شعورا فهي محمدة . و يحذروني من تناول مواضيع تهمهم حتى لا يكتب عني موبخا و مخطئا و انا اقول لهم لو شتموني فهذا يعني اني موجود .
امتعني الله منذ سنوات بصحبة الاستاذ ابو سليم في دار الوثائق .. كنت اذهب مطالعا وباحثا لاجد الاستاذ يجلس في الشمس على كرسي لا يجد ما يفعله بعد ان اقالوه فكنت اصحبه و فرطت في ان اعرض عليه كثير من الاشياء خجلا و تواضعا .
لكني احاول هذه الايام ان استفيد من بروفيسر يوسف فضل … و انوي ان لا اكرر خطأ صحبتي لابوسليم فانا اعرض على بروف يوسف كثير من افكاري واستفيد من توجيهه .
سيدي .. اسراليك باني اتصلت باسرة محمد عبد الرحيم ليسمحوا لي بالاطلاع على كتابه ابطال السودان
فوافقوا و قبلوا مبدئيا عرضا مني ان احاول تحقيق الكتاب و من ثم محاولة نشره .ارجو دعواتك لي بالتوفيق في مسعى كهذا ، فانه لو تم لكان امرا عظيما لي . واظنه يكون مهما لعملية التأريخ في السودان.
تقبل تحيات ابنكم و مريدكم
وردى له كان :
الغالى الابن حمور يا سيدى انا الذى اتشرف واسعد باتصالك . قد لا تعرف باننى من المحبين لكتاباتك . اى شئ اكتبه ويمكن ان يرقى لاهتمامك يمكنك ان تتصرف فيه باى شكل يعجبك . انا لست بمؤرخ ولكن سمعت وعندى بعض ذاكره . واحب ان اكون حقانيا .
انا فخور بان هنالك امثالك من الشباب اللذين يكتبون بامانه . نصيحه عمك نحن قد فات زماننا . زماننا لم يكن زمن جخ . الناس كانت تحترم الشخص المتواضع ( ذى الواطه ) وتقدره. الامور تغيرت يا ابنى دلوقت فى شغلك ده تعمل عشره بى قرش . وتطالب بتوصيلك وتحضير العربيه . وتقعد فى احسن محل وترفع نخرتك . وتطالب بان يخدموك والا لن تجد الاحترام والتقدير فى مجتمع اليوم وستجد ان من لا يساوى اى شئ ، رئيسا لك .
ثم كتب الابن حمور
استاذي الجليل شوقي
هنيئا لك الاحتفال و طيّب الله يومك به و جعل كل ايامك سعادة . لقد ابهجتني رسالتك حتى ظننت بنفسي العته .اتعرف ذلك الشعور بالسعادة الذي يبلغ حد اللا معقول ؟
حين ارسلت اليك الرابط كنت اطمع منك في تعليق لي عن ابحاثي ، اهي صحيحة ام خاطئة ، ام تحتاج الى مزيد من التقصي .مجرد تعليق مختصر هو اقصى ما كنت اطمع فيه ، فاذا بك تخصني بمقال لطيف جليل به الكثير من المعلومات .لذلك تجدني طمعا جشعا محاولا الاستفادة و الفخر من رسالتك .
هل تأذن لي في تأخير نشر نصها في المنبر لاقوم بنشرها اولا في ملفي الثقافي بصحيفة الاخبار ؟
أحب ان افخر لرئيس التحرير محمد لطيف أن الاستاذ شوقي بدري ارسل معلقا على مقالتي ، بل ربما اطالب رئيس التحرير بان يضع لي صورة اكبر على صدر الملف مكافأة لهذا الشرف (للاسف طبعا لا يؤمن رؤساء التحرير هنا بالمكافأة المادية كأنها رشوة محرمة) . فهل تسمح لي بهذا الشرف يا سيدي الجليل و مؤرخي المفضل .
التحية للآديب والمفكر الابن حمور .
هذا زمانك يا مهازل فأمرحى قد عد كلب الصيد فى الفرسان
آسف لانزال بعض مكاتباتك بدون اذنك . ولكن يؤلمنى ما لحق بك من ظلم . وليعطيك الله القوة والصبر على هذه المكاره .
التحية
[email][email protected][/email]
حمور … هذا الشاب الزكي ذو الإرادة القوية … هو إبن الراحل محمد زيادة حمور …. احد ابناء جزيرة حمور بالغابة … وهذه اسرة معروفة بالنبوغ والعلم ومن ابرزهم البروفيسور ميرغني عبد العال حمور وحاتم حمور وبابكر عوض حمور وعمر عوض حمور وهنالك الكثير من ال حمور … قابلتة وهو في عمر الطفولة قبل وفاة والدة بمكتب الراحيل سعيد ميرغني حمور المحامي لآنه كان قريب من مكتب أستاذي غازي سليمان المحامي … على ما أذكر كان يحمل في يدة كتابين وكانت كتب قصصية واكبر من سنة ومن الصعب أن يستوعبها احد في سنة وقتئذ فعرفت انه سيكون له شأن فيما بعد والحمدلله الأن هو وبعد صراع شديد مع سلطة الظلام قد سطع نجمة رغم كيد السلطة له … مبروك اخي الصغير حمور والى الأمام .
الموضوع غير مرتب ،، لا أفهم من هو الذي كتب الإقتباس و شتمك و شتم آل شوقي ؟ هل هي الطباعة؟ قرانا مقدمة عن حمور و كلام عن بابكر بدري ثم فجأة قرانا اقتباساً لم نعرف من أين و من كتبه ،،،
بكل أسف يا عم شوقي ، لم يعجبني هذا الموضوع المرتبك ،، و سبب لي توتراً شديداً لأن أفظع شيء أن تقرأ كلام غير مرتب ولا تخرج منه بفائدة ، تماماً كالوقت الذي تمضيه في أكل أو ( كد ) دومة ،، تظل تكد في الدومة فترة طويلة ثم ترميها و تكتشف إنك فقط حشرت كمية من الحطب في أسنان دون أن تصل لأي قيمة غذائية
“(ويقول محمد عثمان الميرغنى فى كتابه ( مناقب صاحب الراتب- صفحة 102 قال : ( من صحبك ثلاثة أيام لا يمت الا وليّا . وان من قبل جبهتك كأنما قبّل جبهتى . ومن قبّل جبهتى دخل الجنة . ومن رآنى أو من رأى من رآنى الى خمس ، لم تمسه النا ر) .”
بغض النظر عن موقفنا من الطائفيه ومافيها من رجعيه كبلت ومازالت تقدم الشعب السوداني.
الا انني لا اتفق معكم استاذ شوقي باتخاذ الكتابات العرفانيه للامام المهدي او السيد الختم سببا للهجوم عليهم وهي كتابات في نظري تريانه ادبا ومعرفه وغموضا.
والحضره هذه من علم التصوف الذي ليس القياس فيه بمعلوم الحواس فلا انت ولا انا لنا فيه كثير باع. ولو اخذنا فيه بمثل مايقول السلفيون بضبط معرفه الله بوسائل الادراك الحسي فقط وترك ماعداه لخرجنا من الاعتقاد بمحمد عليه السلام نفسه.
نحن ليس مشكلتنا في جوهر المعتقد نفسه سواء كان المهديه او الختميه او غيرهم بل في قسر الناس بالاكراه على الاخذ كوسيله وحيده للعيش في الدنيا وكوسيله وحيده للعبور للجنه.
فكل شخص له الحريه التامه في الاخذ بما يريد به معتقدا وسلوكا طالما لايتعارض مع ابقاء الاخرين على حيواتهم ومعتقداتهم الخاصه.
((ويقول المهدي في صفحة 135 في نفس المجلد في خطابه الى احبابه في الله المؤمنين بالله و بكتابه. و اخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم انني المهدي المنتظر و خلفني صلى الله عليه وسلم بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه والسلام وايدني الله بالملائكه المقربين و بالاولياء الاحياء و الميتين من لدن ادم الى زمننا هذا, وكذلك المؤمنين من الجن . و في ساحة الحرب يحضر معى امام جيشي سيد الوجود صلى الله عليه و سلم بذاته الكريمه و كذلك الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه السلام و اعطاني سيف النصر من حضرته صلى الله عليه وسلم و اعلمت انه لا ينصر علي احد ولو كان الثقلين الانس و الجن.))
أستاذ شوقي – يجب أن نعترف للمهدي بالحقائق التاليه:
1- أنه قائد عسكري فريد في نوعه وبالرغم من إستقلاله للدين في دعوته لأبعد حد إلا انه اثناء المعارك لا يترك شيء للصدفه يضع جميع تفاصيل خطته الحربيه بإحكام بديع دون أن يترك مجال للدروشه وغيرها – والنتيجه أنه دوخ الإنجليز وإنتقم للشعب السوداني من الاتراك الظالمين إنتقاما لن ينسوه الى يوم الدين.
2- أنه رجل ذكي بكل معنى الكلمه واستغل عاطفة الناس الدينيه بذكاء لا يخطر على بال أحد من الناس حتى إبليس نفسه – وكمثال أنظر لإقتباسنا اعلاه من العم شوقي- استغل عاطفة الناس الدينيه لدرجة ان الناس كانو يرون الملائكه تبسط أجنحتها نهارا جهارا حاملين سيوفهم البتاره لقطع رؤوس المشركين – وقد سمى نفسه المهدي والان اذا قلت محمد احمد وهو اسمه الحقيقي لا احد يعرف الا اذا قلت المهدي – ومنذ ان ظهر الى ان توفي بنى اموره كلها على التخطيط السليم ولذا حصل على ما يتوقعه من نتائج – وهو لا يستهين بالانسان وقدراته مهما كان- في بداية دعوته كان يجول الارض راجلاً فوجد بعض النساء في منطقه صحراويه مجهوله وهن ينشلن الماء من البئر وثار جدل بين اثنين منهن حيث اتهمت احداهن الاخرى بأنها ليست شريفيه – فتدخل محمد احمد وهدأ من ثورة النساء وقال مخاطبا المرأه إنتي شريفيه وهي كذلك شريفيه – وإنت كلكن شريفيات فأمتص غضب المرأه وأرضى جميع هؤلاء البدويات وكان في امكانه تجاهل هذا الحاث ولكنه إستغله لصاله…
العم شوقي تحية وإحترام .. شوقتني لقراءة حمور وأنا في أقصى الدنيا تحتي وفوقي بياض جارح البرودة ولا أدري كيف يمكن الوصول لكتابات حمور ولا أحلم أن توضع كتاباته علي رابط أسفيري خاصة روايته التي فازت بالجائزة.
سنكون شاكرين كثيرا لو نورتنا بتجربته- زيادة حمور – مع الإنقاذ والنشر في السودان، فقد ساءتنا كثيرا تجربة عبدالعزيز بركة ساكن مع سلطة الظلام وهجرته مكسور الخاطر والقلم
تعليق على توتو: صحيح ما ذكرته فتجربة المهدية لها أبعاد كثيرة متداخلة .. وكذلك شخصية الإمام المهدي .. مما يستوقف الإنسان فيها كثيرا كيف استطاع هذا الشاب “نعلم أنه كان في الثلاثينات من عمره لما قاد تلك الثورة الكبرى” أقول: كيف استطاع مثل هذا الشاب أن يحشد حوله كل تلك الحشود المهولة من البشر (من كل سنخ وأس كما قال البحتري).. الأستاذ بدري يعلم أنه ليس في الشعب السوداني كله “على الأقل قديما إن لم يكن حديثا أيضا” زول “مطلوق ساكت” أنت تراهم متفرقين وربما تجد الإنسان مقيما لوحده ولكن إذا لمسته ظهر لك من ورائه أعمام وأخوال وأبناؤهم وقبيلة كاملة .. ليس في السودان من ليس له “شجرة يستظل بها أو يظن أنه يستظل بها” .. شيخ ديني ..قبيلة ..عشيرة و”هلمجرا” .. من الصعب جداأن تغير أي سوداني عن مواقفه ومواقعه (الإسنادية) هذه.. واظن بدري يعلم ذلك .. والسؤال هو: كيف استطاع الشاب المهدي أن يفعل ذلك .. ليس على مستوى مكان بعينه .. ولكن على مستوى السودان كله.. كيف استطاع أن يجعل كل تلك الألوف المؤلفة تهجر طرائقها الدينية المتوارثة (لأنه فيما أعلم أبطل كل الطرق بل وحتى المذاهب الأربعة نفسها وأيضا عن سطوة القبيلة ورؤوسها (بعض رؤساء القبائل في السودان حتى بعد المهدية بلغ من سطوتهم أنهم يكتبون مثلا لأعتى رباط ورقة بسجنه في سجن كذا ثم يرسلونه هو نفسه حاملا الورقة عالما بما فيها إلى مكان السجن في بلدة أخرى .. فلا يملك صاحبنا هذا مع “عتاوته” إلا أن ينفذ أمر الناظر زعيم القبيلة فيذهب إلى السجن برجليه) .. أبو شوقي من مؤسسي الإدارة السودانية الحديثة ولا شك أنه على علم بأكثر من هذا…في رأيي المتواضع أن المهدي بأي نظرة موضوعية هو شخصية غير عادية أبدا.. هو من أسرة ميسورة (يعني ممكن تقول أن أسرة المهدي كانت تملك “ترسانة” لصنع المراكب النيلية” وقرأت أن إخوته ألحوا عليه بأن يظل معهم في “الصنعة المربحة” ولكنه أصر على مواصلة تعليمه الديني مكتفيا بالجرايات وأكل الخلاوي الشحيح .. إرادته كانت فولاذية ولا شك .. لم يكن يقبل أي تنازلات فكرية أو جهادية مثل أبنائه من بعده .. أعتقد أنه كان مخلصا وصادقا مع نفسه .. وإلا لم يطم ليتمكن من الصمود ومقارعة المحتلين بكل تلك الجسارة .. ليس بالضرورة أن تكون آراءه مقنعة للاخرين … ما أقصده أنه كان هو في نفسه مؤمنا بها… وبعد ذلك يختلف الناس في مطابقتها للواقع من عدمه (هناك مثلا نموذج محمود م طه حديثا في هذا الجانب ” من يتصور أنه جاءته الحشود والرايات حتى من النوير وأبناء الجبال وغيرهم من غياهب إفريقيا.. كان زاهدا برغم ما أثير عنه .. هذا معروف في رأيه عن الدنيا .. وأعتقد أنه قد اعتزل في آخر عمره القصير لما تكاثرت عليه مطالبات الأنصار في شؤون الدنيا وغيرها .. ووكل الأمر إلى الخليفة عبد الله… بالتأكيد تأثيره على الناس كان عجيبا ومهولا .. كانوا على استعداد للموت بأدنى إشارة منه …كانت في السودان طرق ومشايخ وقبائل .. قادرية وغيرهم .. كيف ترك الناس طرقهم التي يرتبطون بها معنويا بأكثر من كل شيئ؟ سؤال محير عن هذا القائد الكبير .. هو توفى وعمره في أوائل الأربعينات فقط .. كم من الناس الآن في مثل هذه السن يستطيع أن يفعل ما فعله..؟.. المهدي نفسه لم تكن لأسرته تأثيرات أو سطوة دينية أو قبلية .. كان ممكن يظل طالب علم أو أن يصبح – بالكثير- شيخا لفرعا من طريقته الأولى “السمانية” …
هذه الفرادة نجدها ولكن ربما بصورة أقل عند نجوم المهدية الآخرين .. الخليفة عبد الله مهاجر على “حمار مجروح” حتى في قبيلته ليس من الزعماء بل هو ابن مهاجر شنقيطي وهو منتم لهم من ناحية الأم فقط .. وفيما بعد ناصبه الكثيرون منهم العداء عندما حاول تهجيرهم إلى امدرمان وأرسل إليهم قريبه عثمان جانو وكسر شوكتهم .. عثمان دقنة صاحب البطولات الكبيرة من أين تعلم قيادة الجيوش وحرب المباغته حتى هزم بها الإنجليز في غير معركة .. تصوروا إن تشيرشل الزعيم البريطاني التاريخي قال فيما أذكر عن صفوف كرري ورايات المهدويين ( .. وفي أقصي اليسار .. كان هناك عثمان دقنة وشهرته لم تكن بحاجة إلى راية..) كيف ومن أين تعلم كل هذا ؟.. زول تاجر حتي كبر سنه.. هذه أشياء تحتاج إلى تفسير (لمن لا يؤمن بالخوارق) وتحياتي لتوتو وبدري
أستاذنا شوقي بدري– لك التحية والتقدير– بالرغم من تحفظي علي بعض ارائك الا انني استمتع الي حد بعيد بطريقة سردك التي يصفها البعض بانها غير مرتبه فقط لانهم لم يعيشوا ادب ( الراكوبة) حيث لا نور بعد صلاة العشاء ويبدأ الكبار في سرد الجولات والغارات وايام الجهاديةو الاتراك الذين يتحصلون الجزية او الدقنية ويمتد التسامر واجترار الذكريات وهو في الحقيقة تمليك الاجيال لتاريخ القبيلة والمنطقة وحدود ها والقبائل التي وفدت اليهم في حملات الجراد او خلال سنة طق الجنين وتمتد الحكاوي الي المناسبات الاجتماعية ومن ازمان بعيدة تردد الحكايات وهي ذات الطريقة التي صاغ من خلالها الكاتب اليكس هيلي كتابه الجذورواعتمد في بحثه علي الرواة الافارقة وتعقب اصوله من خلالها — طريقتك جديدة علي البعض ولكن عند ( غرباوي) مثلي هي ادب الرواة في فضاء( الراكوبة) بليل ينتظر فيه الناس ورود اقداح عصيدة العشاء وتتطاقش الابارق بين ايدي الصبية لصب الماء علي اكف الكبار لغسل الايادي قبل وبعد العشاء — هو ذاك السودان وانت استاذي الكريم سوداني حتي النخاع ونسال الله ان يرد الينا ( جذعنا)الجنوبي الذي بترته عقول لا تفهم ادب السودان من راكوبة الي ضرا الي ساحات رقص في حي الملكية او اطلع بره او لباس مافي– متعك الله بالصحة والعافية.
لئن كان فى هذه الفانية متعة فأجزم أنى قد إستمتعت بهذا المقال الى حد لم أصل إليه فى مقالة أذكر أننى قد قرأتها خلال سنوات مضت.
لك الشكر كله الأستأذ الرائع دوما شوقى بدرى والشكر بالطبع موصول لإبنك أستاذ حمور.
على فكرة صاحب التعليق من أحفاد الشيخ بابكر بدرى بالتبنى (يعنى من رفاعة) وصراحةمن سماها رفاعةأبوسن فقد أمعن فى ظلمها لأنها كانت أحق بالاضافة الى الشيخ بابكر بدرى.
حمور … هذا الشاب الزكي ذو الإرادة القوية … هو إبن الراحل محمد زيادة حمور …. احد ابناء جزيرة حمور بالغابة … وهذه اسرة معروفة بالنبوغ والعلم ومن ابرزهم البروفيسور ميرغني عبد العال حمور وحاتم حمور وبابكر عوض حمور وعمر عوض حمور وهنالك الكثير من ال حمور … قابلتة وهو في عمر الطفولة قبل وفاة والدة بمكتب الراحيل سعيد ميرغني حمور المحامي لآنه كان قريب من مكتب أستاذي غازي سليمان المحامي … على ما أذكر كان يحمل في يدة كتابين وكانت كتب قصصية واكبر من سنة ومن الصعب أن يستوعبها احد في سنة وقتئذ فعرفت انه سيكون له شأن فيما بعد والحمدلله الأن هو وبعد صراع شديد مع سلطة الظلام قد سطع نجمة رغم كيد السلطة له … مبروك اخي الصغير حمور والى الأمام .
الموضوع غير مرتب ،، لا أفهم من هو الذي كتب الإقتباس و شتمك و شتم آل شوقي ؟ هل هي الطباعة؟ قرانا مقدمة عن حمور و كلام عن بابكر بدري ثم فجأة قرانا اقتباساً لم نعرف من أين و من كتبه ،،،
بكل أسف يا عم شوقي ، لم يعجبني هذا الموضوع المرتبك ،، و سبب لي توتراً شديداً لأن أفظع شيء أن تقرأ كلام غير مرتب ولا تخرج منه بفائدة ، تماماً كالوقت الذي تمضيه في أكل أو ( كد ) دومة ،، تظل تكد في الدومة فترة طويلة ثم ترميها و تكتشف إنك فقط حشرت كمية من الحطب في أسنان دون أن تصل لأي قيمة غذائية
“(ويقول محمد عثمان الميرغنى فى كتابه ( مناقب صاحب الراتب- صفحة 102 قال : ( من صحبك ثلاثة أيام لا يمت الا وليّا . وان من قبل جبهتك كأنما قبّل جبهتى . ومن قبّل جبهتى دخل الجنة . ومن رآنى أو من رأى من رآنى الى خمس ، لم تمسه النا ر) .”
بغض النظر عن موقفنا من الطائفيه ومافيها من رجعيه كبلت ومازالت تقدم الشعب السوداني.
الا انني لا اتفق معكم استاذ شوقي باتخاذ الكتابات العرفانيه للامام المهدي او السيد الختم سببا للهجوم عليهم وهي كتابات في نظري تريانه ادبا ومعرفه وغموضا.
والحضره هذه من علم التصوف الذي ليس القياس فيه بمعلوم الحواس فلا انت ولا انا لنا فيه كثير باع. ولو اخذنا فيه بمثل مايقول السلفيون بضبط معرفه الله بوسائل الادراك الحسي فقط وترك ماعداه لخرجنا من الاعتقاد بمحمد عليه السلام نفسه.
نحن ليس مشكلتنا في جوهر المعتقد نفسه سواء كان المهديه او الختميه او غيرهم بل في قسر الناس بالاكراه على الاخذ كوسيله وحيده للعيش في الدنيا وكوسيله وحيده للعبور للجنه.
فكل شخص له الحريه التامه في الاخذ بما يريد به معتقدا وسلوكا طالما لايتعارض مع ابقاء الاخرين على حيواتهم ومعتقداتهم الخاصه.
((ويقول المهدي في صفحة 135 في نفس المجلد في خطابه الى احبابه في الله المؤمنين بالله و بكتابه. و اخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم انني المهدي المنتظر و خلفني صلى الله عليه وسلم بالجلوس على كرسيه مرارا بحضرة الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه والسلام وايدني الله بالملائكه المقربين و بالاولياء الاحياء و الميتين من لدن ادم الى زمننا هذا, وكذلك المؤمنين من الجن . و في ساحة الحرب يحضر معى امام جيشي سيد الوجود صلى الله عليه و سلم بذاته الكريمه و كذلك الخلفاء الاربعه و الاقطاب و الخضر عليه السلام و اعطاني سيف النصر من حضرته صلى الله عليه وسلم و اعلمت انه لا ينصر علي احد ولو كان الثقلين الانس و الجن.))
أستاذ شوقي – يجب أن نعترف للمهدي بالحقائق التاليه:
1- أنه قائد عسكري فريد في نوعه وبالرغم من إستقلاله للدين في دعوته لأبعد حد إلا انه اثناء المعارك لا يترك شيء للصدفه يضع جميع تفاصيل خطته الحربيه بإحكام بديع دون أن يترك مجال للدروشه وغيرها – والنتيجه أنه دوخ الإنجليز وإنتقم للشعب السوداني من الاتراك الظالمين إنتقاما لن ينسوه الى يوم الدين.
2- أنه رجل ذكي بكل معنى الكلمه واستغل عاطفة الناس الدينيه بذكاء لا يخطر على بال أحد من الناس حتى إبليس نفسه – وكمثال أنظر لإقتباسنا اعلاه من العم شوقي- استغل عاطفة الناس الدينيه لدرجة ان الناس كانو يرون الملائكه تبسط أجنحتها نهارا جهارا حاملين سيوفهم البتاره لقطع رؤوس المشركين – وقد سمى نفسه المهدي والان اذا قلت محمد احمد وهو اسمه الحقيقي لا احد يعرف الا اذا قلت المهدي – ومنذ ان ظهر الى ان توفي بنى اموره كلها على التخطيط السليم ولذا حصل على ما يتوقعه من نتائج – وهو لا يستهين بالانسان وقدراته مهما كان- في بداية دعوته كان يجول الارض راجلاً فوجد بعض النساء في منطقه صحراويه مجهوله وهن ينشلن الماء من البئر وثار جدل بين اثنين منهن حيث اتهمت احداهن الاخرى بأنها ليست شريفيه – فتدخل محمد احمد وهدأ من ثورة النساء وقال مخاطبا المرأه إنتي شريفيه وهي كذلك شريفيه – وإنت كلكن شريفيات فأمتص غضب المرأه وأرضى جميع هؤلاء البدويات وكان في امكانه تجاهل هذا الحاث ولكنه إستغله لصاله…
العم شوقي تحية وإحترام .. شوقتني لقراءة حمور وأنا في أقصى الدنيا تحتي وفوقي بياض جارح البرودة ولا أدري كيف يمكن الوصول لكتابات حمور ولا أحلم أن توضع كتاباته علي رابط أسفيري خاصة روايته التي فازت بالجائزة.
سنكون شاكرين كثيرا لو نورتنا بتجربته- زيادة حمور – مع الإنقاذ والنشر في السودان، فقد ساءتنا كثيرا تجربة عبدالعزيز بركة ساكن مع سلطة الظلام وهجرته مكسور الخاطر والقلم
تعليق على توتو: صحيح ما ذكرته فتجربة المهدية لها أبعاد كثيرة متداخلة .. وكذلك شخصية الإمام المهدي .. مما يستوقف الإنسان فيها كثيرا كيف استطاع هذا الشاب “نعلم أنه كان في الثلاثينات من عمره لما قاد تلك الثورة الكبرى” أقول: كيف استطاع مثل هذا الشاب أن يحشد حوله كل تلك الحشود المهولة من البشر (من كل سنخ وأس كما قال البحتري).. الأستاذ بدري يعلم أنه ليس في الشعب السوداني كله “على الأقل قديما إن لم يكن حديثا أيضا” زول “مطلوق ساكت” أنت تراهم متفرقين وربما تجد الإنسان مقيما لوحده ولكن إذا لمسته ظهر لك من ورائه أعمام وأخوال وأبناؤهم وقبيلة كاملة .. ليس في السودان من ليس له “شجرة يستظل بها أو يظن أنه يستظل بها” .. شيخ ديني ..قبيلة ..عشيرة و”هلمجرا” .. من الصعب جداأن تغير أي سوداني عن مواقفه ومواقعه (الإسنادية) هذه.. واظن بدري يعلم ذلك .. والسؤال هو: كيف استطاع الشاب المهدي أن يفعل ذلك .. ليس على مستوى مكان بعينه .. ولكن على مستوى السودان كله.. كيف استطاع أن يجعل كل تلك الألوف المؤلفة تهجر طرائقها الدينية المتوارثة (لأنه فيما أعلم أبطل كل الطرق بل وحتى المذاهب الأربعة نفسها وأيضا عن سطوة القبيلة ورؤوسها (بعض رؤساء القبائل في السودان حتى بعد المهدية بلغ من سطوتهم أنهم يكتبون مثلا لأعتى رباط ورقة بسجنه في سجن كذا ثم يرسلونه هو نفسه حاملا الورقة عالما بما فيها إلى مكان السجن في بلدة أخرى .. فلا يملك صاحبنا هذا مع “عتاوته” إلا أن ينفذ أمر الناظر زعيم القبيلة فيذهب إلى السجن برجليه) .. أبو شوقي من مؤسسي الإدارة السودانية الحديثة ولا شك أنه على علم بأكثر من هذا…في رأيي المتواضع أن المهدي بأي نظرة موضوعية هو شخصية غير عادية أبدا.. هو من أسرة ميسورة (يعني ممكن تقول أن أسرة المهدي كانت تملك “ترسانة” لصنع المراكب النيلية” وقرأت أن إخوته ألحوا عليه بأن يظل معهم في “الصنعة المربحة” ولكنه أصر على مواصلة تعليمه الديني مكتفيا بالجرايات وأكل الخلاوي الشحيح .. إرادته كانت فولاذية ولا شك .. لم يكن يقبل أي تنازلات فكرية أو جهادية مثل أبنائه من بعده .. أعتقد أنه كان مخلصا وصادقا مع نفسه .. وإلا لم يطم ليتمكن من الصمود ومقارعة المحتلين بكل تلك الجسارة .. ليس بالضرورة أن تكون آراءه مقنعة للاخرين … ما أقصده أنه كان هو في نفسه مؤمنا بها… وبعد ذلك يختلف الناس في مطابقتها للواقع من عدمه (هناك مثلا نموذج محمود م طه حديثا في هذا الجانب ” من يتصور أنه جاءته الحشود والرايات حتى من النوير وأبناء الجبال وغيرهم من غياهب إفريقيا.. كان زاهدا برغم ما أثير عنه .. هذا معروف في رأيه عن الدنيا .. وأعتقد أنه قد اعتزل في آخر عمره القصير لما تكاثرت عليه مطالبات الأنصار في شؤون الدنيا وغيرها .. ووكل الأمر إلى الخليفة عبد الله… بالتأكيد تأثيره على الناس كان عجيبا ومهولا .. كانوا على استعداد للموت بأدنى إشارة منه …كانت في السودان طرق ومشايخ وقبائل .. قادرية وغيرهم .. كيف ترك الناس طرقهم التي يرتبطون بها معنويا بأكثر من كل شيئ؟ سؤال محير عن هذا القائد الكبير .. هو توفى وعمره في أوائل الأربعينات فقط .. كم من الناس الآن في مثل هذه السن يستطيع أن يفعل ما فعله..؟.. المهدي نفسه لم تكن لأسرته تأثيرات أو سطوة دينية أو قبلية .. كان ممكن يظل طالب علم أو أن يصبح – بالكثير- شيخا لفرعا من طريقته الأولى “السمانية” …
هذه الفرادة نجدها ولكن ربما بصورة أقل عند نجوم المهدية الآخرين .. الخليفة عبد الله مهاجر على “حمار مجروح” حتى في قبيلته ليس من الزعماء بل هو ابن مهاجر شنقيطي وهو منتم لهم من ناحية الأم فقط .. وفيما بعد ناصبه الكثيرون منهم العداء عندما حاول تهجيرهم إلى امدرمان وأرسل إليهم قريبه عثمان جانو وكسر شوكتهم .. عثمان دقنة صاحب البطولات الكبيرة من أين تعلم قيادة الجيوش وحرب المباغته حتى هزم بها الإنجليز في غير معركة .. تصوروا إن تشيرشل الزعيم البريطاني التاريخي قال فيما أذكر عن صفوف كرري ورايات المهدويين ( .. وفي أقصي اليسار .. كان هناك عثمان دقنة وشهرته لم تكن بحاجة إلى راية..) كيف ومن أين تعلم كل هذا ؟.. زول تاجر حتي كبر سنه.. هذه أشياء تحتاج إلى تفسير (لمن لا يؤمن بالخوارق) وتحياتي لتوتو وبدري
أستاذنا شوقي بدري– لك التحية والتقدير– بالرغم من تحفظي علي بعض ارائك الا انني استمتع الي حد بعيد بطريقة سردك التي يصفها البعض بانها غير مرتبه فقط لانهم لم يعيشوا ادب ( الراكوبة) حيث لا نور بعد صلاة العشاء ويبدأ الكبار في سرد الجولات والغارات وايام الجهاديةو الاتراك الذين يتحصلون الجزية او الدقنية ويمتد التسامر واجترار الذكريات وهو في الحقيقة تمليك الاجيال لتاريخ القبيلة والمنطقة وحدود ها والقبائل التي وفدت اليهم في حملات الجراد او خلال سنة طق الجنين وتمتد الحكاوي الي المناسبات الاجتماعية ومن ازمان بعيدة تردد الحكايات وهي ذات الطريقة التي صاغ من خلالها الكاتب اليكس هيلي كتابه الجذورواعتمد في بحثه علي الرواة الافارقة وتعقب اصوله من خلالها — طريقتك جديدة علي البعض ولكن عند ( غرباوي) مثلي هي ادب الرواة في فضاء( الراكوبة) بليل ينتظر فيه الناس ورود اقداح عصيدة العشاء وتتطاقش الابارق بين ايدي الصبية لصب الماء علي اكف الكبار لغسل الايادي قبل وبعد العشاء — هو ذاك السودان وانت استاذي الكريم سوداني حتي النخاع ونسال الله ان يرد الينا ( جذعنا)الجنوبي الذي بترته عقول لا تفهم ادب السودان من راكوبة الي ضرا الي ساحات رقص في حي الملكية او اطلع بره او لباس مافي– متعك الله بالصحة والعافية.
لئن كان فى هذه الفانية متعة فأجزم أنى قد إستمتعت بهذا المقال الى حد لم أصل إليه فى مقالة أذكر أننى قد قرأتها خلال سنوات مضت.
لك الشكر كله الأستأذ الرائع دوما شوقى بدرى والشكر بالطبع موصول لإبنك أستاذ حمور.
على فكرة صاحب التعليق من أحفاد الشيخ بابكر بدرى بالتبنى (يعنى من رفاعة) وصراحةمن سماها رفاعةأبوسن فقد أمعن فى ظلمها لأنها كانت أحق بالاضافة الى الشيخ بابكر بدرى.
عمنا “الذري” شوقي بدري ودي على وزنة الفنان الذري الله يرحمه ابراهيم عوض زمن السودان “الاصل”..عليك الله شوف المحن السودانية الجاتنا كمان من “براعم” الخليج الدول الفتحت امس ونست دور السودانيين الحضاري والاخلاقي والسياسي والثقافي والاجتماعي والرياضي في نهضتها..وعايزين كمان يتعلمو مسخرة “جيرانا” ناس لالا”…عليك الله ذكر لينا ناس الخليج ديل والذكرى تنفع المؤمنين وامسكهم بلد بلد ودور السودانيين في ال70 سنة الاخيرة-خارج الحدود-the Sudanese Manifest Destiny
والمقال ده بتاع نور الدين عثمان في الراكوبة
آكشن يادوري .. والعنصرية .. !!
نور االدين عثمان
12-15-2014 12:44 AM
* معروف عن السودانيين انهم يشجعون ( الكورة الحلوة ) عندما يكونون خارج السودان ، وفي السعودية يشجعون فريق النصر الرائع ، وهذا التشجيع ليس عنصرية وليس تقليل من باقي الاندية فجميعها اندية سعودية على السواء ، ولكن هوى كثير من السودانيين وقع على ( نادي النصر ) وهذه شهادة كافية للنصر ليتربع على قمة الاندية السعودية .. !!
* طفلة سودانية مقيمة في السعودية تسال مقدم برنامج آكشن يادوري السعودي الذي يقدمه وليد الفراج وتقول : انا دايرة اسالك انت لي ما نصراوي زي والدك وابنك ؟ .. وﻻ نرى في السؤال اي مشكلة فهي طفلة وتشجع النصر ، المهم جاء الرد من وليد الفراج وياليته لم يفعل ، الرد في مضمونه ﻻ نرى فيه مشكلة وقال انه حر في خياراته ولو ان والده يشجع النصر وابنه يشجع الهﻻل هل يجلس متفرجا ، ولكن طريقة الرد كانت بسخريته على اللهجة السودانية والتي لم يجيدها بل حاول التقليل من شأنها في لحظة انفعال وبطريقة تهكمية واضحة ، وفي ظني رغم التهكم الواضح هي كانت اوضح جملة خﻻل برنامجه لما تتميز به اللهجة السودانية من وضوح وبﻻغة وقرب للغة الفصحى التي ﻻ يجديها اغلب السعوديون ويسخرون من بعضهم في الاذاعات المحلية عندما يحاول بعضهم التداخل متحدثا بلغة فصحى..!!
* المهم قام احد المغردين على تويتر في صفحة البرنامج ويدعى ابو عبدالله بكتابة تعليق يقول ( وليد الفراج يسخر من الطفلة السودانية التي تشجع النصر ولم يظهر هذا المقطع الا للإنتقاص من مكانة جماهير النصر باعتبارها من الجالية السودانية ) .. وجاء رد وليد الفراج نافيا لهذا المقصد ويقول ان كاتب التعليق هو العنصري وفسر على هواه وهو لم يقصد هذا المعنى .. واضاف بان السودانيون هم من علمنا كرة القدم وهم اول من اسس الاندية الرياضية بالسعودية وهم اول الحكام في مباريات كرة القدم السعودية ، ويشكر على هذا الإعتراف ، ونضيف له ان الفضل للجالية السعودية ليس فقط في الرياضة السعودية وانما في كل المجالات حتى من قبل إستخراج البترول فالسعودية جسد بترولي بعقل سوداني ، وعنصرية بعض السعوديين تجاه الجالية السودانية ﻻ يثبت سوى استمرار جاهليتهم وعدم تعليمهم وعدم معرفتهم بدينهم ، وطالما اعترف مقدم البرنامج بهذا الفضل ويشكر عليه كان عليه ايضا ان يعتذر على الطريقة التهكمية في الرد على الطفلة السودانية النصراوية رغم ان الإعتذار لن يغير ما بداخل نفوسهم وما علق بنفوسنا .. !!
مع كل الود
صحيفة الجريدة
الأستاذ شوقي بدري-كالعادة-كتاباتك جميلة…..لا أدري لماذا تةقفت كثيراً عند الجملة التالية التي وردت في موضوعك الثر، و هي: “الامور تغيرت يا ابنى دلوقت فى شغلك ده تعمل عشره بى قرش . وتطالب بتوصيلك وتحضير العربيه . وتقعد فى احسن محل وترفع نخرتك . وتطالب بان يخدموك والا لن تجد الاحترام والتقدير فى مجتمع اليوم وستجد ان من لا يساوى اى شئ ، رئيسا لك”!!!!