إنّهُ عيدُ بلادي

بسم الله الرحمن الرحيم

ذاكرة الشعب السوداني مشحون بالمواقف البطولية والنضالية التي تُوُّجت بتحرر السودان من قيد الاستعمار البغيض، في ذاكرتنا تضحيات المجاهدين في معركة كرري الملحمة البطولية التي جسّدها إبداعنا الشعري في نشيد الاستقلال” كرري تحدّث عن رجال كالأسود الضارية”، وتتراءى في المشهد البطوليّ صورة النهر وامتزج ماؤه بالدماء القانية، وفي ذاكرتنا الثورية الأمام المهدي، والخليفة عبد التعايشي ، وعليّ عبداللطيف وصحبه، والشهيد عبد القادر ود حبوبة، وفي تاريخنا السياسي مؤتمر الخريجين الذي عبّر عن أفكارنا السياسية وعواطفنا ومشاعرنا النفسية، ومن رحمه ولدت أحزاب سياسية، وشخصيّات وطنية صنعت الاستقلال، وفي حضرة الوطن وذكرى الاستقلال نلتقي بالأب الروحي والزعيم الوطني ” إسماعيل الأزهري” وأحد زعماء التحرر الافريقي، ومع الزعيم الأزهري نتذكر رفاقه الأفارقة ، ومنهم: “جومو كنياتا” في كينيا ، “أحمد سكتوري” في تنزانيا و”نكروما” في غانا، و” ليو بولد سنغور” في السنغال” و “بن بيلا ” في الجزائر…..
في التاسع عشر من ديسمبر 1955م، وبإعلان الاستقلال من داخل البرلمان وضعت اللبنة الأولى في جدار وطنٍ حرٍّ أبيٍّ، وكان إيذاناً بخروج المستعمِر من السودان، وحينها علت الأصوات تصدح ” اليوم نرفع راية استقلالنا***** ويسطر التاريخ مولد شعبنا” وبدت صورة السودان امرأةً عذراء استعصت على الأعداء، بل أمّ و حبيبة تفانى الشعراء والمبدعون في حبها، وتلك رائعة خليل فرح” عزة في هواك”. وعبّر الشعراء عن روح القومية والانتماء فكان نشيدنا القومي من إبداع شاعر القومية السودانية ” أحمد محمد صالح” “نحن جند الله** جند الوطن”.
ومع المبدعة” حواء الطقطاقة” فصّل للسودان وشاح العزّة والكرامة، ورمز السيادة الوطنية” علم السودان بألونه الثلاثة” ،علماً بأنّ العلم الحالي من عند الرئيس الأسبق” نميري” الذي فكّر في تغيير النشيد الوطني بنشيد” أمّتي يا أمّتي الأمجاد. والسودان في عيون السودانيين ، فهو “وطن النجوم أنا هنا*** حدِّق أتذكر من أنا” ولسان حالنا يردّد” أنا أفريقي … أنا سوداني”. وهكذا ارتسمت صورة الوطن لوحة تشكيلية جميلة.
يوم الاستقلال ذكرى عزيزة ، ولحظات نحسّ فيها بالدفء في أحضان (وطنّا)، ذكرى تمرّ علينا كلّ عامٍ لنزداد حباً للوطن، ونقدّر نجاحاتنا وإخفاقاتنا، ونسبر أغوار آمالنا وطموحاتنا، لنبقى دائماً في عهد الوطن وعشقه” في حضرة من أهوى”. وحتّى لا تمرّ تلك الذكرى مروراً عابراً يجب أن نقف مع أنفسنا بتجرّد ونتسآل ماذا نقدم لهذا الوطن بقدر ما أعطانا؟ وكيف نصع جسوراً للتواصل بين فرقاء الوطن؟و…و…..

“هذه كلمات قليلة في حقّ الوطن”
د. عبد الرحمن فضل طه_ جامعة الفاشر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..