سهلة زي الشوربة

حكم وأمثلة وعبر كثيرة توحي لك أن الأمر أسهل مما تتصور منها: (زي الشوربة، عادي مثل الزبادي، كانت موية………إلخ)، حقيقة لا سهل إلا ما جعله الله سهلاً.. أن تتنفس الهواء الطلق ليس بالهين والسهل ما لم يمنحك الله الصحة والقدرة لذلك.. كم من سقيم يتمنى شربة ماء ليطفئ نار الظمأ في جوفه بدل التمديدات والدربات المغذية عبر الوريد.
تقابله وهو خارج للتو من قاعة الاختبارات سائلاً ومستفسراً، يبادرك هو أحياناً ويقول كانت سهلة زي الموية.. عندما يتخم فريق مثل الريال أو المريخ أو النصر مرمى الخصم بنصف درزن من الأهداف يعلق البعض (دفاعهم شوربة) يقصد ممر سهل العبور من خلاله.. حتى لو كنت صحيحاً (الشوربة) عمرها ما كانت سهلة، لأنها حارة وسخنة وتلسع وتلدغ كالثعبان والعقرب.
عرفاً (الطب) أصعب الكليات العلمية والأدبية ولا يلجها إلا الصفوة وأصحاب الدرجات العلا والكاملة.. بعدها تأتي الصيدلة والهندسة والأسنان حسب العد التنازلي للدرجات في معظم جامعات الدنيا.. الكل يغني لبضاعته من غير منظومة عقلانية فقط لتبخيس الكلية الأخرى.. لا سهل إلا ما جعله الله سهلاً.
ولأني أنتمي لقبيلة صاحبة الجلالة أو مهنة المتاعب، أقول أنها أصعب المهن.. كما اللغة العربية وهي لغة القرآن ولغة الضاد أصعبها وأسهلها في آن واحد.. أسهلها لأن الله أراد أن يحفظ هذا القرآن ويسره فهل من مدكر؟.. ما أصعبها فهماً وكتابة ونحواً ونثراً حتى على حملة درجة الأستاذية.. الطب.. الهندسة.. الصيدلة.. الأسنان.. القانون والحقوق.. الزراعة.. التاريخ.. الجغرافيا.. الرياضيات.. العلوم بأنواعها…. إلخ، كلها سهلة ويمكن احراز (الفل مارك) لأنها أرقام ونظريات وحقائق.. اللغة العربية هي الوحيدة التي لن تصل إلى قمتها وتحرز العلامة الكاملة مهما كانت درجة النبوغ لدى الطالب أو الكاتب في مادة (الإنشاء) وليست الـ (إن شاء) وما يقابلها (الكومبوزيشن) في الأدب الإنجليزي.
ولا يختلف جانب العمل عن الدراسة كثيراً.. زيد يرى شغله أفضل وأصعب وأشيك من عمل زميله أو أو قريبه عبيد.. فلانة ترى فستانها بخس الثمن لحضور حنة أو زواج قريبها أو قريبتها أغلى وأجمل من فستان جارتها المستوردة من باريس أو سويسرا بالعملة الصعبة (اليورو).. وبنقشة حنتها وتصفيف شعرها كلها على بعض أقل من الدولارين عندها تسوى من دفعت الألف دولار.. وهكذا دائماً الإنسان (أنا) ومن بعدي الطوفان، لك التسمية بما يروق (أنانية.. انتهازية.. شوفانية.. مرضانية.. جهلانية…. إلخ).
** كلام من دهب:
في بحر أسبوع واحد فقط قرأت عبر التواصل الاجتماعي ثلاث روايات يدمى لها القلب ويندى لها الجبين، أولاها صور لشابين تظنهما لفتاتين من حيث الزينة واللبس والحنة والدخان ولا أدري ماذا أقول بيد أني علقت على الفيس وحملت المسؤولية الكبرى لأسرتيهما والدولة والمجتمع الذين سمحوا لهما أن يسرحا ويمرحا ويغديا ويروحا متى وكيف أرادا ذلك دون خوف أو وجل ولا رقيب وإذا لم تستح فأصنع ما شئت.
الأمر الآخر جريمة اغتصاب لفتاة لم تكمل عامها الأول (7 أشهر) أيضاً لا أستطيع البوح ما بداخلي من حرقة على تردي الأوضاع الأمنية لدينا، فالشماعة جاهزة وكل شيء يقيد ضد مجهول أو المرحوم غلطان.
العار الثالث: ما نشرته إحدى الأخوات عبر الفيس تناشد شرطة ولاية الخرطوم بوجود حالات قتل واغتصاب واحتيال وسرقة من أطفال شوارع يحملون عناوين وهمية ويطلبون توصيلهم من أصحاب القلوب الرحيمة لمنازلهم وأهلهم ليمارسوا أبشع أنواع التنكيل.
السؤال أين نحن في شيكاغو أم كولومبيا أم في السودان؟؟؟!!! هل علامات الاستفهام والتعجب كافية ولا يفتح الله.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..