نواقيسُ الاستقلال – شعر

يا أيها الهَرَمُ الذي
خبِرَ المَجرَّةَ والفَلَكْ
يا قلبُ إفريقيا التي
قدْ كُنتَ فيها كالملِكْ
منْ قبلِ (كوشَ) و(نبتةَ )
ملأَ البريقُ مشاعِلَكْ
من مجدِ (كوشَ) و(نبتةَ)
عرِفَ الخُصومُ شمائلَكْ
رَغْمَاً على أنفِ الخطوبِ
نقولُها صدَّاحةً: ما أنبلُكْ
برداً على وجعِ الزمانِ
نقولها: ما أجملُكْ
ناراً على كيدِ الطغاةِ الواهمينَ
نقولُها و نقولُها: النصرُ لك
كم مرةً شهدَ العِدا لكَ
في الوغى بمكارمِكْ
ومن بين أنيابِ الحديدِ وبأسِهِ
برَقتْ سُيوفُ ملاحِمِكْ
وتدفقَ النيلُ الجوادُ مُدوزِناً
همْس َ الجُرُوفِ بأنعُمِكْ
كم مرةً صَدَحَتْ باشْعارِ
السلامِ وبالوئامِ حمائمُكْ
مالي أراكَ وقد بدَتْ
للعينِ فيضُ مدامعِكْ
مابالَ جهلُ الجاهلينَ كانَّهُ
أضحَى السِّوارُ بمِعصَمِكْ
من ذا الذي أرداكَ
في هذا الدرَكْ
هل باتَ صوتُكَ واهِناً
أما عادَ نيلُكَ يسمَعُكْ
أتراه أغرَقهُ النشازَ وأنهُ
ما عادَ جبلٌ يعصمُكْ
شرُّ البليّةِ قد أتاكَ
وقدْ أصابكَ بالضحِكْ
فلتلعنِ الأبنَ العقوقَ لإنَّهُ
في الجَهرِ أضحى يلعنُكْ
ولتطعن الأبنَ العقورَلأنهُ
في الظهرِ أمسى يطعنُكْ
وأيقظ بنيكَ من الكرى
فالنومُ أرَّقَ مضجعَكْ
يا أيُّها الوطنُ إستقمْ
واشحذْ لعَزمِكَ يتبعُكْ
قد جائكَ المجدُ القديمِ
مُهلّلاً ومُكبِّراً ليُبشرُكْ
وأذكرْ جُدودَكَ إنَّهمْ
بذلوا الدماءَ سخيةً في موعدِكْ
ولاجلِنا ولِمثلِ هذا
اليوم كانَ المُعترَكْ
وهنُاكَ في (كرري) التقتْ
في اللهِ جُندُ عشائرِكْ
حملوا لواءاً واحداً
كي ما تسودُ بصائِرُكْ
وكأنَّهُ (الماظ الفضيلَ) مُجدَدَاً
قدْ عادَ يحملُ مُدفَعَكْ
وكأنَّهُ ( النَّسرَ الكنارَ) بعَزْمِهِ
بالدرِّ جاءَ يُرصِّعَكْ
وكأَنَّهمْ (عبدُ اللطيفِ) وصحبه
جاءوا ليتغنَّوا معَكْ
ولاجلِنا ولمثلِ هذا
اليومِ كانَ المُعترَكْ
وكأنَّما ( أكتوبرُ) المُخْضَرُّ
في ( أبريلَ) جابَ شوارعَكْ
وكأنما غنَّى (الخلبلُ) ( لعازةَ )
حتى نصونُ حرائرَكْ
ولاجلِنا ولمثلِ هذا
اليومِ كانَ المُعترَكْ
فلتحيا يا وطنُ الجدودِ معززاً
لا عاشَ منْ لا يعشقَكْ
ضياء الدين مدثر رجب
برلين
أول يناير2015
[email][email protected][/email]
رائعة..لك التحية
الله…الله….9ماأجملك