حليب الأم المصابة بالايدز يكشف مفاتيح العلاج

وجدت دراسةٌ حديثةٌ أجراها باحثون من مركز جامعة دوك للأبحاث الطبية أن حليب الأمهات المصابات بفيروس الإيدز يحتوي على أضدادٍ قد تستطيع إيقاف الفيروس، وذلك من خلال تحليل حليب مجموعة من السيدات اللواتي يحملن الفيروس في جزيرة مالاوي.

وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة “بلوس وان” في الثامن عشر من شهر أيار/مايو الجاري.

ويستطيع فيروس الإيدز الانتقال من حليب الأم المصابة إلى طفلها عبر الإرضاع ولكن بنسبة 10% فقط، وقد لا يُعتبر هذا الموضوع مشكلة في الدول المتقدمة التي تستطيع تأمين بديل من الحليب الصناعي لأطفال الأمهات المصابين، أما في الدول النامية فيعتبر مشكلة حقيقة نظراً لصعوبة تأمين البديل الذي يقدم المواد الغذائية الضرورية ويحمي الأطفال من الإصابة بالإسهال الخطيرة والأمراض التنفسية التي قد تودي بحياتهم.

وتذكر الأستاذة سالي بريمار، الأستاذة المساعدة في قسم طب الأطفال والأمراض الإنتانية في جامعة دوك “تعتبر هذه المعلومات مثيرة للاهتمام، لأن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية يتعرضون عدَّةَ مراتٍ في اليوم للحليب المحتوي على فيروس الإيدز خلال السنة الأولى من عمرهم، لذلك قررنا البحث عمَّا إذا كانت هناك استجابة مناعية تحمي 90% من الأطفال، ونستطيع الاستفادة منها وتقويتها لتطوير وقاية للأطفال من انتقال الفيروس إليهم عبر الرضاعة الطبيعية”.

هذا وقد عثر الباحثون على نوعين من الأضداد (وهي بروتينات معينة تفرزها الخلايا المناعية B وتهاجم الفيروسات بعد دخول تلك الأخيرة إلى الجسم وتعرف الجهاز المناعي عليها) لفيروس الإيدز في حليب الامهات المصابات.

ويضيف الدكتور بارتون هاينز، مدير معهد اللقاحات البشرية في جامعة دوك والمشارك في الدراسة “يعتبر هذا العمل هاماً للغاية لفهم آلية عمل اللقاح الذي قد يقي الأطفال من الإصابة بالإيدز عبر الرضاعة، علماً أن الأضداد التي تم عزلها من حليب الأمهات هي الأولى من نوعها التي تهاجم محفظة فيروس الإيدز وفهم هذه النقطة الأخيرة قد يفتح آفاقاً جديدة في مجال الوقاية من الإيدز وعلاجه”.

ويشير الباحثون إلى أن هذه الأضداد قد تساعد في تطوير طريقة لمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر، إضافة لمنع انتقاله من الأم لطفلها.

وتذكر بريمار بأن السطوح المخاطية (كتجويف الفم والأعضاء التناسلية) هي أكثر مناطق الجسم نقلاً للفيروس، وهي غنية عادة بالخلايا المناعية.

وتوضح قائلة “تستطيع الخلايا المناعية الموجودة ضمن السطوح المخاطية أن تنتقل من سطح لآخر وتعبر إلى مناطق مختلفة من الجسم، مما يدفع للتفاؤل بأن هذه الأضداد التي وجدناها في حليب الأمهات قد توجد أو تنتقل إلى أماكن أخرى من الجسم”.(إيفارمانيوز)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..