مواقف الحسن.. تلك التي كانت والآن

ظللت أتابع عن كثب ما يقول السيد الحسن الميرغني الرئيس المكلف للحزب الاتحادي الديمقراطي مساعد أول رئيس الجمهورية.. وما يقال عنه.. ذلك بحكم علاقة خاصة ربطتني به.. ولا تزال.. وهي محل اعتزازي وتقديري.. وستظل.. ورغم متانة هذه العلاقة.. فهي لم تشعرني يوما أنني ملزم بالدفاع عن كل ما يقول الحسن وما يفعل.. فللرجل قدراته على الإبانة والإفصاح.. كما له مؤسساته للشرح والإيضاح.. ولست جزءا منها.. غير أنني وبحكم صلتي بالرجل وأدرك كيف يفكر.. أجد نفسي أحيانا معنيا بتوضيح هذا الأمر أو ذاك.. لا لفائدة الحسن.. بل لفائدة المتلقي الموضوعي الذي يبحث عن الحقيقة.. لا ذلك الذي يبحث عن زوجة رابعة.. ولسبب من هذا أذكر أنني كتبت قبل أشهر تحليلا شهيرا بعنوان.. إذن الحسن ليس مجنونا.. خلاصته أن بالإمكان تغيير وجه السودان في مئة وثمانين يوما إن فهمنا ما يرمي إليه السيد الحسن الميرغني.. وأعيد هنا فقرة واحدة من ذلك التحليل قلت فيها (لقد أصبحت تلك العبارة في نظر البعض محل تندر واستخفاف وسخرية.. بل ذهب البعض لحد اتهام قائلها بالجنون.. لجهة صعوبة تغيير وجه السودان في تلك الفترة الزمنية القصيرة.. ورغم أن صاحب العبارة قد عاد وقال حديثا اكثر إثارة.. ففي لقاء لاحق قال الحسن إن المئة والثمانين يوما نفسها كثيرة.. إن التغيير يمكن أن يتم في مدة زمنية أقل من ذلك بكثير.. ولكن الحسن أضاف عبارتين مهمتين.. الأولى أنه لا يحمل عصا سحرية.. ولم يقل بذلك.. سيما أنه لا يؤمن بالسحر والشعوذة .. أما العبارة الثانية والمهمة.. فهي قوله.. ليس المطلوب أكثر من قرارات يصدرها رئيس الجمهورية.. على أن تتضمن تلك القرارات توجيهات رئاسية لأركان حربه ولمعاونيه.. أن يبدأ تنفيذ تلك القرارات فورا..!)
ونعود إلى اللقاء الأخير.. والذي تشرفت بتنظيمه.. كما أشار بعض الزملاء المحترمين.. فقد أورد السيد رئيس الحزب الاتحادي بالإنابة عبارة مهمة جدا.. وذلك في معرض تعليقه على مجريات ومآلات الحوار الوطني الذي تجري وقائعه الآن.. قال الحسن: (إذا أردنا حوارا مثمرا ومفيدا للبلد.. فلا بد أن ينتهي هذا الحوار إلى قوانين وقرارات قابلة للتنفيذ الفوري.. لا أن ينتهي إلى مجرد وثيقة تتلى في الجلسة الختامية ثم توضع في الأدراج..)..!
إذن.. الآن لعلكم اكتشفتم سر (الرابط العجيب) في مواقف السيد الحسن.. فثمة متوالية بدأت منذ عدة أشهر ولم تتغير حتى الأسبوع الماضي.. خلاصتها وفقا لمفهوم الحسن.. أن على الرئيس إصدار جملة قرارات تبتدر التغيير.. وأن يدفع بمشاريع قوانين للبرلمان من شأنها تغيير وجه البلد.. وهذا ليس صعبا.. ولا مستحيلا.. فكل التشريع الانتقالي الذي نقل نصف سلطة المؤتمر الوطني إلى الشركاء الجدد.. في العام 2005.. عقب نيفاشا.. لم يستغرق بضعة أشهر..!
هذا يقتضي الاعتراف بأن مواقف الرجل لم تتغير.. ولم يتزحزح هو عن موقفه قيد أنملة.. فالحسن يدرك أن الحكي والتنظير وإنشاء الكلام لن يحقق شيئا.. لذا هو يرى.. وينتظر.. ولا يزال.. أن تصدر قرارات.. تعقبها قوانين.. تقنن للإصلاح.. في السياسة.. وفي الاقتصاد.. وفي الصحة.. وفي التعليم و.. إلخ ..وإن كنا نتفق أو نختلف معه في جاهزية وأهلية الجيش لقيادة الإصلاح الاقتصادي.. إلا أن المراقب لا يملك إلا أن يتفق مع الفكرة المركزية للسيد الحسن.. وهي أن المؤسسات العامة للدولة.. لا للحكومة.. هي الأقدر على الإصلاح أكثر من الأشخاص.. وأن الخزانة العامة أولى بعوائد المشروعات أكثر من جيوب الأفراد

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. والله يا لطيف بالغت عديل !!!!!!!!
    طيب لو الموضوع قرارات ويصدرها الرئيس , ما دخل ال 180 يوم وما دخل الحسن ؟
    عموما خزلتنا يا ود لطيف ونزلت درجات كتيرة

  2. لا فائده لقوانين وتشريع ما دام قطعان التمكين ف كل مكان علي مفاصل الدولة مدنية عسكرية اقتصادية وهم يضعون العصي علي الدولاب ف ضرية ف الدرج ينظف من اعلي انها ضربة البداية والا يكون الحال ياهو زاتو الحال

  3. و أنت يا محمد لطيف هل نصبك الحسن ناطقاً و مفسراً لأقواله؟
    بعدين حكاية أنو الرجل قادر على ” الإبانة والإفصاح” دى زودتها شوية
    و أما حكاية “بالإمكان تغيير وجه السودان في مئة وثمانين يوما إن فهمنا ما يرمي إليه السيد الحسن الميرغني” طيب اذا كنت أنت المفسر لأقوال الحسن الميرغنى بحكم قربك منه فلماذا لم تسارع بافهام من يعنيهم الأمر حتى يسارعوا فى تنفيذ تلك الأفكار العبقرية حتى يتم تغيير وجه السودان في مئة وثمانين يوما؟.
    و أما ما قاله الحسن من أن “المطلوب ليس أكثر من قرارات يصدرها رئيس الجمهورية” لماذا لم توضح ماهية تلك القرارات السحرية التى ستغير وجه السودان بصفتك المفسر لأقوال الحسن و من ثم توضيحها للرئيس حتى يتبناها اذا كان لها مثل هذا المفعول السحرى المزعوم؟
    هذا كله مجرد كلام خيالى بعيد عن الواقع، لا الحسن و لا البشير قادران على تنفيذ هذه الوصفة السحرية الخيالية.

  4. لا يوجد تحط من هذا المقال الذى ربما دفع فيه بضع الاف قد لا تتعدى ال10 لرخص حديثه و صياغته و نحن لسنا بهذا الجهل حتى ياتى الحسن ليفهمنا ان كل الامر لا يتعدى بضع قرارات من البشير و لو كان البشير اهل لهذه القرارات لما مكسنا 26 عاما ننتظر فرج الله من غلاظ القلوب و لو كان البشير يحس مثل عبود لفعل مثل ما يفعل العقلاء و لو كان الحسن يدرك كل هذا ما تلوث فى غائط السلطان حتى تصبح ريحته نتنة و انى استغرب فى ارتباط الهبل و التخلف بالميرغنية و الاغرب ان يكون هناك اعلامى هبله يتعدى ال الميرغنى

  5. (بل لفائدة المتلقي الموضوعي الذي يبحث عن الحقيقة)

    نحن لا نبحث عن الحقائق عند أمثالك و أمثال مولاك الحسن..

    شتت .. امش اقرا مقال شبونة و اتحسس ضميرك..

    لسنا بهذا الجهل كما قال أخونا Truth قبل شوية

  6. وهل السيد الصغيروووووني عااااااااجز ما يقول الكلام ده لغاية يوكل صحفي عشان يفسرو لينا.
    كلامك ده ياسيد لطيف مجرد مظهر آخر (بس بالكلام) من مظاهر شيل الجزم وتقبيل الأيادي والهرولة حاسر الرأس خلف السادة.
    يااااااشناه جمل الطين.

  7. (وأخي هارون أفصح مني لسانا فأرسله معي إني أخاف أن يكذبون)
    والله ياودلطيف انبرشت برشة شينة انت قاعد تطبل لود الميرغني ابوه الكبير لما كان في الحكم في شراكة مع الصادق عملو شنو للبلد . والعذر الاقبح من الذنب قال الرئيس ما اداني ملف طيب المقعدك شنو ماتتخارج ولاعاجبك المنصب
    السودان جرب كل الاحزاب وفشلت فشل زريع في قيادة البلد الى مصاف العالمية سواء كانت منفردة بالسلطة أو في شكل إئتلاف مع بعضها وحان الوقت لنظام شمولي يمثل كل الأعراق السودانية بعيدا عن الاحزاب المتسلطة التي تراعي المصلحة الحزبية فقط

  8. { فالحسن يدرك أن الحكي والتنظير وإنشاء الكلام لن يحقق شيئا.. لذا هو يرى.. وينتظر.. ولا يزال.. أن تصدر قرارات.. تعقبها قوانين.. تقنن للإصلاح.. في السياسة.. وفي الاقتصاد.. وفي الصحة.. وفي التعليم و.. إلخ }

    ماشاء الله تبارك الله ، سيدك الحسن إكتشف الذرة و على الشعب أن ينتظر الخلاص الوشيك الذي يراه حسنك وينتظره أبوحسنك فى مدينة الضباب .

    يؤسفني يا محمد لطيف أقولك كلامك سخيف وتطبيلك أشتر .
    فأنت مسؤول أمام الشعب و التاريخ عن نفخ هذا البلون الذي سوف لن يحلق أبعد من مطامعك الفطيرة .

    صحافة سخيفة و صحفين كسارين تلج

  9. شكرا استاذ محمد لطيف على التوضيخ,, وحقيقةالكلام واضح والقصد مفهوم الله يوفق كل من يريد الخير لهذا البلد.

  10. ما اروعك وانت تمدح الذرية الصامتة. اموت لواسمع واحد من آل الميرغني يتحدث من رأسه لمدة نص ساعة. نص ساعة خليك من حل مشاكلنا في 180 يوما

    اموت لو سمعت الميرغني الاب يتداخل تلفونيا مع برنامج تلفزيوني او إذاعي على الهواء مباشرة

    اموت من فوري لو شاهدت الميرغني الاب في ندوة يتحاور فكريا – خليك من فكريا يتحاور ولو ونسة ساي لمدة عشرة دقائق.

    واصل هذا الابداع لترينا ما لا نرى يا زرقاء اليمامة.

    بالمرة ورينا كيف خرب صهرك البشير البلاد و نشر الحروب في 27 سنة فقط.

    ما اروعك وانت تلف و تدور لتبيع ثلاجة لسكان ألسكا او القطب الشمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..