خلافات الحركة الشعبية (جناح حزب البشير) … أسرار وخفايا!

تقرير : إبراهيم عربى:

فاجأ الفريق دانيال كودى أنجلو الكثيرين بإعلانه قرارا بصفته رئيسا لحزب الحركة الشعبية (جناح السلام) تم بموجبه عزل الفريق محمد أحمد عرديب من منصبه نائبا لرئيس الحركة بل فصله من الحزب وتجميد عضوية كل من فيليب عبد المسيح معتمد محلية أم دورين ،باسم كمكى، خميس الباشا ،محمد يوسف الختيم ،أحمد الأمين أحمد (هدندوى) ومها طارق الطيب وآخرين من عضوية الحزب.
كان قرار كودى صعب الهضم لكثيرين سيما تلك الشخصيات السياسية والقيادية بحزب المؤتمر الوطنى المسؤولة عن متابعة هذا الملف ،فقد ظلت تركض طوال تلك الليلة ذهابا وإيابا فى رحلات ماكوكية بين الفريقين ،فيما إكتفت شخصيات قيادية أرفع منها مقاما بإرسال رسائل ذات مغزى ،فكان ان تم احتواء الامر ،إلا أن عرديب قال لـ(الصحافة) إنهم إتفقوا أخيرا ،وربما إستجابة لتلك الرسائل فانتهت المهمة بالصلح ،فلا شك أن الصلح خير وهو شعار هذه المجموعة التى تحمل السلام شعارا لها (لا للحرب نعم للسلام )) ،إلا أن الوساطة التى نجحت فيها تلك القيادات المذكورة، كانت في غاية الاهمية تداركت الخلاف قبل أن يشتعل نارا ويحرق كل شئ.
فالوضع أصلا كان قابلا للإنفجار ولا يزال رغم ما قيل من إتفاق بين الفريقين ، يقول لـ(الصحافة) الفريق محمد أحمد عرديب إن الأزمة تجاوزناها بإتفاق وتوافق تام ضمن إجتماع طارئ دعا له الفريق دانيال كودى بمبادرة من قبل الوزراء والدستوريين الذين ينتمون للحزب ،مؤكدا تراجع كودى عن قراراته وان يعود عرديب نفسه نائبا لرئيس الحزب ورئيسا للجنة العليا للتحضير لمؤتمر الحزب.
فيما كشفت مصادر موثوقة لـ(الصحافة) أن كودى وقع بمجرد إنتهائه من الإجتماع المذكور على قراراته عزل الفريق محمد أحمد عرديب من منصبه نائبا لرئيس الحركة وفصله من عضوية الحزب وتجميد عضوية كل من فيليب عبد المسيح معتمد محلية أم دورين ،باسم كمكى، خميس الباشا ،محمد يوسف الختيم ،أحمد الأمين أحمد (هدندوى) ومها طارق الطيب وآخرين، رادا خطوته لمؤسسية الحزب التى إتخذت القرار بالإجماع ويقول أحد أعوان كودى لـ(الصحافة) إن إلغاء القرار أو المضى فيه ستحسمه عضوية الحزب التى إتخذت القرار بالإجماع .
ولكن لماذا إشتعلت الخلافات؟ بين مجموعة عرديب (القيادة الجماعية) وبين مجموعة دانيال كودى (جناح السلام) المكونتان لحزب الحركة الشعبية (جناح السلام) ،المتتبع لأصل الحكاية يجد أن منبع هذه الخلافات قد ولد مع تكوين الحزب منذ أن أعلنت قيادته فى بيان لها خلال أغسطس الماضى وصفته بالأول ترأسه عرديب وغاب عنه كودى ، أعلنت عن (تجميد) كافة الصلاحيات السياسية والعسكرية لكل من (رئيس الحركة الفريق مالك عقار ونائبه الفريق عبدالعزيز آدم الحلو والأمين العام ياسر سعيد عرمان ) وإبعاد كل الكوادر السياسية والعسكرية التي جاءت بالتعيين الخاص والفردي من مناصبهم القيادية، وسمت الفريق دانيال كودى رئيسا مكلفا لها والفريق محمد أحمد عرديب نائبا له وقائدا للجيش ،وعضوية (12) شخصاً بجانب المشرفين السياسيين بالولايات، وآخرين يتم التشاور معهم، وأعلنت المجموعة، إدانتها للحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، مطالبة بوقف القتال بالمنطقتين فورا، وإطلاق سراح المعتقلين ودعت الحكومة لتوفيق أوضاع الحزب قانونيا وإعادة فتح دور الحركة،بل ذهبت أكثر من ذلك أن أعلنت عزمها على المشاركة فى السلطة ،حيث قال عرديب يجب أن نكون فى (شراكة) مع الوطني والحكومة وليس (في عداء) بحثا عن السلام والتنمية والإستقرار ، ولم تكن التبريرات التى ساقها الفريق عرديب لتوضيح أسباب غياب الرئيس المكلف للجماعة الفريق دانيال كودى « ظروف مَرَضِية ألمّت به مؤخرًا» مقنعة لدى الحضور، رغم أن كودى أكد لـ(الصحافة) عبر الهاتف مباركته الخطوة ، إلا أن الغياب يومئ وينذر بأن هنالك خلافات فضل كودى إخفاءها .
إعتبر مراقبون أن كل الخطوات التى إتخذتها المجموعتان بدأ بإعلان الحزب وتجميد الصلاحيات السياسية والعسكرية لـ(عقار،الحلو ،عرمان وكوادر أخرى) غير موفقة وليست مدروسة جيدا ولا تستند على نقاط (قانونية ،شرعية أو دستورية) ، ولا يمكن وصفها أكثر من أنها (إنقلاب أبيض) دون إطلاق رصاصة واحدة، إلا أن حالة الإرتباك والإرتجال التى صاحبت البيان الأول تؤكد بأن هنالك (خلاف) و(كلفتة) فى عملية الإخراج لسيناريو (مكشوف) تتبناه أكثر من جهة داخل المؤتمر الوطنى ودون تنسيق محكم بينهما ،وهذا ما نفاه دانيال كودى بنفسه لأكثر من مرة فاقسم أمام مهاجمة الإعلاميين له قائلا (دانيال كودى تبر لا يباع ولا يشترى بثمن ،بل كل ما يريده وقف الحرب)، فقال خلال حوار له لـ(الصحافة) نؤكد للقارئ نحن لسنا صناعة مؤتمر وطنى ،فإذا كنا كذلك فلماذا اللف والدوران ماكان نعلن طوالى تبعيتنا للمؤتمر الوطنى وخلاص ! وأردف نحن جئنا بهذ الحزب بعد أن إتخذ زملاؤنا عقار والحلو وعرمان الطريق الخطأ وأكرر الطريق الخطأ لأن قرار الحرب جاء بإتفاق ثلاثتهم دون الرجوع للمؤسسة السياسية أو التشريعية ! ولكن على ماذا إستندت جماعة كودى فى خطوتها (قانونيا وشرعيا ودستوريا) ؟ والسؤال الذى فرض نفسه بإلحاح هل من حق هذه الجماعة إقالة قيادات الحزب ؟ يقول الفريق دانيال كودى إنها مبادرة وليست إقالة ،عزاها للحفاظ على الحركة الشعبية فى الشمال ككيان وتوجيه عضويتها تجاه السلام وحفظ الإستقرار النفسى لأعضاء الحركة وتجنيبها خطر الإنزلاق فى مربع الحرب .
ولكن ما هى الأسباب التى إستند عليها كودى فى خطوته ؟ ولماذا تفجرت الأوضاع فى داخل حزب الحركة الشعبية الآن ؟ قال كودى لـ(الصحافة) إن عرديب وبعض الأعضاء ظلوا يعملون ضد منفستو الحزب ، وأن لديهم تنسيق وإتصالات فردية مع مجموعات متمردة ،إعتبرهم كودى مندسين وسط قواعد وعضوية حزبه لتنفيذ أجندات أخرى بعيدة عن منفستو الحزب ،إلا أن مصادر حزبية كشفت لـ(الصحافة) أن مجموعة عرديب ظلت تمارس خطوات لا تتوافق مع سياسة الحزب ، فكان يخاطب فى ذات مساء اليوم الذى صدر فيه القرار ند وة سياسية تعبوية إستقطابية لأعضاء الحزب فى الحاج يوسف ، شكك فيها فى مقدرات كودى ، مطالبا بإقالته وإختيار عرديب نفسه رئيسا وفيليب عبد المسيح نائبا له وخميس الباشا أمينا عاما، كما دعا عرديب إلى عقد مؤتمر الحزب فى موعده اليوم فى 26/ مايو ،فيما رد عرديب الخلافات بينه وكودى إلى عناصر داخل الحزب مخربة حاولت الوقوع بينهما وقال لـ(الصحافة) إن مجموعة كودى ظلت ترفض قيام المؤتمر باستمرار لأنها متخوفة من النتيجة وأن عضويتها فقط من جنوب كردفان والنيل الأزرق ولا تستطيع الصمود أمام عضوية (القيادة الجماعية) (625) شخص من المؤسسين من (14) ولاية من جملة (825) شخصا هم عضوية الحزب المؤسسة والتى يحق لها التصويت وقال إن مجموعته جاهزة لحسم القيادة بـ(الإغلبية الميكانيكية) ،إلا أن عرديب عاد وقال لـ(الصحافة) إن التوافق الذى تم مؤخرا وافق كودى بموجبه على سحب قراره (إقالة عرديب) وتم تكليفه التحضير للمؤتمر العام للحزب فى 9/يونيو المقبل بصفته رئيس اللجنة العليا ، هذا مانفاه مصدر مأذون من جماعة كودى فضل حجب إسمه قائلا إن عرديب تمت إقالته وفصله بإجماع الحاضرين ولا يمكن البت فى أمره أو التراجع منه إلا عبر إجتماع دعى له اليوم .
إلا أن المتتبع للطريقة التى تم بها تكوين حزب الحركة الشعبية (جناح السلام) وطريقة تسجيله وإشراكه فى الحكومة العريضة ،يدرك تماما بأن الحزب قد جاء بتخطيط وتدبير وتسهيل من المؤتمر الوطنى ، ليس حبا فيه إنما للقضاء على شريكه فى نيفاشا (الحركة الشعبية لتحرير السودان ) والتى أصبحت تشكل مصدر خطورة لإستمرارية الوطنى بدا من النيل الأزرق وجنوب كردفان والمركز وبعض الولايات فى الشمال وهى تستند على عضوية كبيرة جدا ومكتسبات إتفاقية السلام الشامل المتمثلة فى (والٍ منتخب (مخلوع) ،ووزراء إتحاديين ووزراء دولة وبرلمانيين بالمجلس القومى ومجلس الولايات ،وأعضاء تشريعيين فى كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق) وتنفيذيين بمختلف الدرجات الوظيفية بدواوين الدولة المختلفة وهم يمثلون شريحة مقدرة من المواطنين فى شمال السودان ،فأصبحت الحركة الشعبية لتحرير السودان بهذا الإرث تشكل تهديداً على مستقبل المؤتمر الوطنى ،لذا جاء التعاطى سهلا وميسرا مع (الحركة الشعبية جناح السلام ) لقفل الباب أمام (عقار ،الحلو وعرمان وآخرين) ، ولكن السؤال الذى يحتاج لإجابة هل نجح عرديب وكودى فى سحب البساط فعلا من تحت أقدام (الثلاثى) وهل فعلا إستطاعا ملأ الفراغ السياسى الذى أحدثته الحركة الشعبية لتحرير السودان ؟ فإذا كانت الإجابة بلا فلنترك (ضل الفيل ونذهب نفاوض الفيل نفسه ) تحت ضغط مجتمعى جنوب كردفان والنيل الأزرق وإشراك الأحزاب والقوى السياسية السودانية .

الصحافة

تعليق واحد

  1. هذا مجرد تخريف وإفلاس سياسي، هذا يعتبر لعب بمشاعر الآخرين فهل يعقل أن يقوم أحد أعضاء المؤتمر الوطني ليس له نفوذ تذكر أن يقوم بإنشاء حزب مرادف للمؤتمر الوطني ويقوم بعزل البشير وعلي عثمان محمد طه ونافع وينصب نفسه رئيسياً للجمهورية بينما لا يزال هؤلاء الثلاثة مسيطرين سيطرة كاملة على كل المكاتب التنفيذية والقوات المسلحة؟؟؟؟ بالله عليكم دعونا من هذه الترهات،،، والله لا دانيا يصلح ولا عرديب ينفع إذا لم تحل المشكلة من جذورها بالجلوس على مائدة التفاوض مع الحركة الشعبية الأصل (عقار، عبدالعزيز الحلو، عرمان) وأي شيء غير ذلك يعتبر بمثابة دفن الرؤوس في الرمال ويزيد المشكلة إلا تعقيداً على تعقيدها …………..

  2. حزب دانيال هذا (طراح) لم يستطيع إصتياد غير عدد قليل من عضوية الحركة الشعبية ، تابيتا بطرس هذه علاقتها بالوزارة أقوى وأمتن من أى علاقة بالحركة الشعبية وهى أحدى أخطاء التوازنات الاثنية وكوتة النوع ، مثلها مثل إذدهار التى تمارس المحاماة فقط باسم العمل السياسى صحيح هى مصادمة قانونيا” أما سياسيا”حدث ولاحرج ، والغريب ذلك الوزير الثورى الجفارى ,المثقف الذى ناضل فى أحراش الجنوب ضمن قوات الجيش الشعبى وعضو لجنة ال 24 مكلفة بتنظيم القطاع الشمالى كل هذاالتاريخ والتجربة أخيرا” يلتحق بدانيال فى متاهته ,وواحد تركته الامانة العامة دون أن يأخز آخر يده ، وواحد من الجزيرة قرى الحصاحيصة ، وواحد من شمال دارفور ، وآخرذهب سرا” الى دانيال من ولاية الخرطوم ، وأما عرديب هذا تاجر دولى ليست له علاقة بالتنظيم والسياسة يعتبرها فلاحة وفهلوة ، وذلك المتنقل الاممى حزم حقائبه الى جنية مولانا ولن يقيف عند مولانا غدا عندما يصبح صبح هذه البلد تجده راك فى حراك جديد ، أما أبناء النوبة خميس باشا وعبدالمسيح سوف يتوارون خجلن من رؤية جماجم الاطفال والنساء والعجزة وهم يموتون اما بضربات الإنتنوف أو بالجوع والعطش فى الجبال ، أن أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان /شمال موجودون يرون كل هذا العبث !

  3. دانيال كودى لايسبب إزعاجا” للحركة الشغبية, إنها ضجة فارغة !
    ثم تابيتابطرس علاقتها بالحركة الشعبية لتحرير السودان أضعف من خيط الاعنكبوت ؟
    أما الشخصيات الأخرى .على قلتهم ,سوف يكتشفون خطل خطوتهم فى الانضمام الى كودى ؟
    وهم واحد من الحصاحيصة وواحد من شمال دارفور وواحد ولاية الخرطوم واحد رجع الى حزبه القديم
    وأساسا” هو متنقل أممى من حزب إلى آخر . وواحد رحلت الامانة العامة للحركة الشعبية وتركته فى شارع الستين ,ووزيرين , واحد زعلان طول العام والثانى إنتهازى درجة ثانية .أما البقية من آل دانيال كودى , وشابة من الشمالية تشق المهرجانات .

  4. إفساد الحياة السياسية : (110) مليون جنيه بين دانيال كودي وعرديب ورئيس منبر الطيب مصطفى بالقضارف يسرق (25) مليون !
    May 26, 2012
    (حريات)

    أفسدت سلطة الإنقاذ الحياة السياسية بالاختراقات وشراء الذمم وأنشأت في مقابل كل حزب معارض تقدر أنه يمكن أن يعبّر عن الشعب السوداني وقضاياه حزب ضرار تجلب له المنتفعين والفاسدين من كل حدب وصوب ولأن هؤلاء لا يجتمعون فسرعان ما يختلفون على ما جاءوا من أجله المال المسروق والامتيازات الحرام.

    ونشب الصراع بين دانيال كودي ومحمد عرديب فيما يسمى الحركة الشعبية القيادة الجماعية ? حزب صنعه جهاز الأمن كبديل للحركة الشعبية شمال ? وتم تأجيل مؤتمرهم العام المعلن وتم تصوير الأمر على أنه صراع بين مجموعة النوبة والعنصر العربي ثم اتضحت جلية الأمر في أنه يدور حول 110 مليون جنيه ميزانية المؤتمر العام (ويمكن بدون صعوبة أن تستنتج مصدرها) ويدور أيضاً حول إمتلاك إصول الحركة الشعبية وأرصدتها في البنوك.

    وفي منبر السلام (العنصري) تتطاير الاتهامات بالفساد المالي وتظهر الخلافات حول المسروقات ــــــ مثلاً ـــــ أن رئيس الحزب بالقضارف عبد العزيز عبد الرحمن محمد قد سرق 25 مليون وحط رحاله بالأردن وعند التحقيق تبين أن الأموال التي بعهدته أكثر من ثمانين مليون.
    هذه مجرد أمثلة تعبّر تعبيراً دقيقاً عن طبيعة سلطة الإنقاذ الفاسدة وستظل حريات بالمرصاد لإحزاب الضرار.

  5. كودى . عرديب .. باشا . فيليب … باسم . آدم النيل الفاو و تابيتا .. كلهم صنيعة مؤتمر بطنى و هم يلهثون وراء ملى بطونهم و يقتاتون من دماء و جماجم آمهاتهم و شقيقاتهم الذين يصطادهم طائرات المؤتمر البطنى ليل نهار .. وسوف يدفعون الثمن غالياً

  6. هذه ذمانك يا مهازل فمرحي الرب يعين النوبه اذا كانوا هولا يمثلون قيادتهم ولاتعليق اكثر فانا اشعر بالغثيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..