اتفاقية اديس ابابا , من اجهضها ؟

*أهداني أحمد الأمين”أبو سهم” ثلاثة كتب من مؤلفاته هي “إتفاقية أديس أببا 1972بين براءة نميري .. وإدانته” و” المشير جعفر محمد نميري في قراءات مضيئة” و”المشير جعفر نميري كما لا يعرفه أحد”، أكتفي هنا بتناول الكتاب الأول لأنه يتعلق باتفاقية أديس أببا 1972م لأنها حققت السلام في السودان عشر سنوات قبل أن يندلع التمرد من جديد عام 1983م.

*إسمحوا لي أعزائي القراء أن أحيي أحمد الأمين الذي حرص على التوثيق لجوانب من حقبة مايو69 -1985م، واجتهد في إنصاف الرئيس جعفر نميري عليه رحمة الله، لاننا في حاجة إلى إعادة قراءة المحطات المهمة في تأريخنا قراءة دقيقة وموضوعية.

*فضلت تناول كتاب “إتفاقية أديس أببا بين براءة نميري .. وإدانته” لأنني مازلت مهموماً بوحدة السودان القديم ولأن إتفاقيات السلام بما فيها التي ما زالت في مرحلة التفاوض تحتاج لمراجعات مهمة للأخذ بالايجابي منها وتجنب سلبياتها.

*يقول المؤلف أحمد الأمين في مقدمة الكتاب أنه ليس من أهدافه تبرئة الرئيس جعفر محمد نميري بقدر ما يهمه أن يدرك القارئ إلى أي مدى أن هدم البناء الوطني والاستقرار والتنمية كان على أيدي أبناء السودان في الجنوب والشمال، بدلاً من أن يعملوا معاً لدفع جهود التقدم والنماء والازدهار في إجماع وطني موحد.

*قدم المؤلف سرداً تأريخياً مهماً عن أسباب الخلاف بين أهل الجنوب وأهل الشمال الذي بذرته سياسات الحكم الاستعماري الثتائي، وعمقته أخطاء الحكومة الوطنية الأولى التي رفضت مطالب الجنوبيين في الحكم الفدرالي، وحكومة الفريق ابراهيم عبود التي صعدت الحرب الأهلية.

*بعد انتفاضة أكتوبر 1964م وضعت الحكومة الانتقالية مشكلة الجنوب في مقدمة اهتماماتها، ووضعت مبادئ مهمة لمعالجتها أمام مؤتمر المائدة المستديرة، وعندما جاءت مايو دخلت قضية الجنوب مرحلة جديدة، تم بموجبها منح الجنوب الحكم الذاتي الاقليمي في إطار السودان الموحد.

*يرى المؤلف أحمد الامين أن إتفاقية أديس أببا خذلها قادة الجنوب، بعد أن أفرز الصراع القبلي في الجنوب قراراً من مجلس الشعب الاقليمي بتقسيم الجنوب، أي أن أبناء الجنوب أنفسهم من أجهضوها بمطالبتهم بتقسيم الجنوب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..