النظام الخالف .. النظام الخائف

قبل اسابيع وفى خطوة غير متوقعة قام الدكتور الترابى بزيارة لمقر جماعة الاخوان المسلمين جناح ( صادق عبد الله عبد الماجد ) ، بعد الزيارة خرجت تصريحات من حزب المؤتمر الشعبى ان الزيارة هدفت الى جمع شمل الاسلاميين ، السيد على جاويش امين جماعة الاخوان المسلمين اشترط ان يتراجع الترابى عن اراءه الفقهية حول امامة المراة و جواز زواج المسلمة من ( كتابى ) … الخ ، لم تمض الا ايام قلائل حتى اعلن الامين السياسى للموتمر الشعبى الاستاذ كمال عمر و قال ان زعيمه الدكتور حسن الترابى قد اطلق برنامجآ سياسيآ تحت مسمى ( النظام الخالف ) وهو برنامج سيضم كل التيارات ذات البرامج الاسلامية ، و ان امرهم بات يتجاوز وحدة المؤتمرين ( الوطنى و الشعبى ) ليشمل كل التيارات ، واصفآ(برنامج الترابي الجديد بالمارد القادم الذي يستطيع أن يتعامل مع قضايا الحكم في السودان بشكل ممنهج، وقال إن البرنامج هو مشروع مستقبلي فيه تأتي كل التيارات الإسلامية والطرق الصوفية والشخصيات لتؤسس منظومة جديدة تعمل في مجال السياسة والثقافة والفن والاجتماع والصحة ) ، لخص الاستاذ كمال عمر وجهة نظره ، واتهم سيادته المعارضة الرافضة للحوار بالسعي إلى القضاء على الإسلام السياسي ، الاستاذ عمر ربما فاته ان اللذين عارضوا الحوار بعد ان وافقوا عليه فى مقدمتهم تيارات اسلامية خرجت من رحم المؤتمر الوطنى ابرزهم ( الاصلاح الان ، منبر السلام و جماعة الاخوان المسلمين واحد اجنحة انصار السنة )،بل ان معظم القوى التى سبق و ارتضت الحوار فيما عرف بمجموعة (7+7) هى قوى اسلامية ، و لا اظن ان الاستاذ كمال عمر يزعم الطعن فى درجة اسلاميتها ، هذه القوى الاسلامية سرعان ما تراجعت عن الاستمرار فى الحوار و رفضت تحديدآ تدخلات السيد كمال عمر شخصيآ ، و تماديه فى محاولات تجيير الحوار لمصلحة المؤتمر الشعبى ، و بعد اصرارها على موقفها دمغها بالجهل و قلة الخبرة فى العمل السياسى ، اذا من يرفضون الحوار بعضهم من اهل الاسلام السياسى ، وهذا ينفى ان رفض الحوار هو رفض للاسلام السياسى كما زعم الاستاذ كمال عمر ، اما حقيقة الامر فان اى اسلام هو بالضرورة اسلام سياسى فور تطلعه للسلطة و ما يتبعها من شهوات المال و السلطان ، ربما الامر ليس وقفآ على السودان ، ارتباك الاسلام السياسى و فشله فى ادارة الدولة حدث فى مصر و تونس و حول ليبيا الى دولة فاشلة تطحنها الحرب الاهلية ، بينما جماعة الاخوان فى العراق ضالعة فى تحالف مشبوه مع الشيعة لتفتيت وحدة العراق ، الاستاذ كمال لا تنسى ان اهم ما انتجه فشل الاسلام السياسى الذى تدعون ، هو فى تفريخ كل الجماعات المتشددة و المتطرفة و التى بفضل قصر نظرها تحتل البلاد التى تنشط فيها و تقصفها (60) دولة متحالفة ، الاسلام السياسى الذى تخشى عليه استاذ كمال ، عجز فى ان يكون قدوة لشباب المسلمين ، و فشل فى ادارة الدولة و قسم بلادنا الى دولتين بعد ان قسمها الى ( دار اسلام ) و ( دار حرب) ، الاسلام السياسى الذى قال فى فساده شيخكم الترابى ، ان نسبة الفساد لا تتجاوز( بضع) فى المائة ، و اختلف الناس فى تفسير بضع ، اهى منسوبة للمال ام لمن يفسدون من اهل الاسلام ، الاسلام السياسى الذى منهجه ( خلوها مستورة ) ، واراذل و ( طالعنى لو راجل) ، ان ما تخشونه هو ما لا تعرفونه وهو ان المعادلة الدولية ما عادت تحتمل اسلامكم الذى فشل فى ان يكون وسطيآ معارضآ او حاكمآ ، ان تيارات الاسلام السياسى هى حاضنة الارهاب و الغلو و التطرف ،،

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..