لا للفساد : انتخابات الدم

الانتخابات في أي بلد محترم تأتي عندما تتهيأ الأجواء تماماً لكي يسهم المواطن باختياره الحر النزيه في تشكيل السلطة التشريعية والتنفيذية ويخلق الاٌليات القادرة علي مراقبة ومحاسبة أداء الأجهزة التنفيذية . فالمواطن السوداني يجب أن يكون راضي عن من يمثله في السلطة التشريعية سواء في المجلس الوطني أو مجالس الولايات. لاستحداث القوانين التي تصب في مصلحته وتحقق له الأمن والرخاء.
الحكومة السودانية حددت أبريل القادم موعد للانتخابات العامة في السودان فلا الوقت ولا الظرف العام مؤات لإجراء انتخابات في السودان . والبلاد منقسمة ومتفرقة والحروب مشتعلة في النيل الأزرق وجبال النوبة ومناطق من دارفور. أليس هؤلاء بسودانيين ويحق لهم المشاركة في العملية الانتخابية اليس من الأولي أن تحقق الحكومة الأمن والسلام لسكان تلك المناطق . وخلق ظروف مناسبة لكل السودانيين بمن فيهم النازحين واللاجئين للتعبير عن رأيهم بحرية وسلام.
عن اي انتخابات يتحدثون؟ وكلنا نعلم الكيفية التي اتي بها هذا النظام الحاكم للسودان . اتي بأعظم جريمة فساد سياسي ,اي ما يعرف بالانقلاب العسكري . تحت شعار إسلامية إسلامية.
بدأ هذا النظام في ممارسة الجريمة السياسية من خلال انشاء الشرطة الشعبية والدفاع الشعبي وأخيرا مليشيات ما يسمي بالدعم السريع وبهذه الأجهزة الثلاث سيطر الاسلاميون علي الحكم في السودان
السودان ظل يعيش ربع قرن من الزمان تحت نظام حكم واحد أحتكر كل شئي السلطة والثروة وكل مفاصل الدولة . واللعبة الانتخابية التي يقومون بها لم تعد غائبة عن مخيلة المواطن السوداني. ورغم اقتراب موعد الانتخابات فالشارع السوداني والرأي العام لا يعيرها أدني اهتمام. اللهم الا أصحاب الجيوب والكروش الممتلئة من منتفعي المؤتمر الوطني .والمجتمع الدولي لم يعد معنيا بها .باعتبار نتائجها محسومة سلفاً بفوز كاسح للرئيس البشير واحتكار الحزب الحاكم لكل مقاعد الأجهزة التشريعية .ثم يمّن علي الاخرين ببعض المقاعد لتكون ديكوراً وتعطي شرعية للمهزلة الانتخابية .
من حق كل مواطن سوداني أن يتساءل؟ لماذا تصرف الحكومة كل هذه الأموال في انتخابات معروفة نتائجها سلفا. اليس من الأجدى صرف هذه الأموال في في المساهمة في اي مشروع يرفع المعاناة عن كاهل المواطن السوداني المقلوب علي أمره. في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها السودان .
أن الأحزاب الكرتونية التي سوف تشارك في هذه الانتخابات والأحزاب الأخرى التي خرجت من رحم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هم يشاركون في اكبر جريمة سياسية تحاك ضد الشعب السوداني.
السؤال الجوهري هل سيكون لهذه الأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية صوت في البرلمان وهل ستنادي وتطالب بحقوق الشعب السوداني ؟ هل سيترحمون علي من مات في حرب جنوب السودان ,ودارفور. هل سينادي هؤلاء من يشاركون في هذه الحكومة الهزلية بمحاكمة مجرمي الحرب. وهو حق يجب أن ينقز احتراماً لمن مات في هذه الحرب.
من الأفضل للرئيس عمر البشير ان يرحل غير مأسوف عليه تاركاً السودان لمن هو اجدر منه ولمن يفكر في شعبه اولاً وتوفير العيش الكريم له, لأمن يهدر أموال الشعب في حروبات وتدخلات في شئون دول أجنبية هنا وهناك وتحالفات إقليمية لم نري منها غير مذيد من التدهور الاقتصادي والعزلة الدولية .
مقاطعة هذه الانتخابات خير رد ودليل علي رفض الشعب السوداني لتزوير أرادته وخلق شرعية مزيفة تضع السودانيين تحت رحمة نظام ينتمي إلي تنظيم دولي وصف بأنه إرهابي.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..