نسائم الانتخابات

اعتمدت المفوضية القومية للانتخابات، رسميَّاً (15) مرشحاً لرئاسة الجمهورية، منهم (9) مستقلين، هذا ما صرح به رئيس المفوضية، د. مختار الأصم لوسائل الاعلام مؤخرا ، مؤكداً مشاركة 23 حزباً من جملة 40، مشيرا الى أن المرشحين الذين تم اعتماد ترشيحهم للرئاسة هم: عمر حسن أحمد البشير (المؤتمر الوطني)؛ فضل السيد عيسى شعيب (الحقيقة الفيدرالي)؛ عبد المحمود عبد الجبار (اتحاد قوى الأمة) محمد الحسن محمد الحسن (الإصلاح الوطني) ياسر يحيى صالح (العدالة) فاطمة أحمد عبد المحمود (الاتحاد الاشتراكي السوداني الديمقراطي)؛ والمستقلون هم: خيري بخيت خيري، وحمدي حسن أحمد، وأسد النيل عادل يس، وعصام علي الغالي، وأحمد الرضي جاد الله، وعادل دفع الله جابر، ومحمد عوض البارودي، وعلم الهدى أحمد عثمان، وعمر عوض الكريم حسين.
و رغم اهتمامي بالشأن الصحفي والسياسي لم أعرف من تلك الأسماء سوى ( البشير ، وفاطمة عبد المحمود والبارودي، ربما لأن الأول ،هو الرئيس الحالي للبلاد ، لأكثر من ربع قرن من الزمن، والثانية وزيرة وقيادية مايوية معروفة ومرشحة سابقة للرئاسة، أما الثالث محمد عوض البارودي فبحكم أنه زميل مهنة أعرفه وكم تمنيت لو عرفت شيئا عن بقية أولئك الرجال الشجعان الذين ارادوا تجريب حظهم ومناطحة جبل أشم وصخرة صلدة جلست على كرسي الرئاسة سنين عددا .
خلال إجازتي القصيرة في السودان، بدا لي أن البشير هو الأكثر حظا بالفوز، على هؤلاء جميعا، فحملته الانتخابية هي الأضخم والأكثر صخبا ، وفى ظني أنه ما كان يحتاج اليها مطلقا ، فقد كنت في معية الزميلين الأستاذ النور أحمد النور الكاتب الصحفي ، والأستاذ محمد الفاتح أحمد رئيس تحرير الاهرام اليوم، فمررنا ذات عصر بجوار معرض الخرطوم الدولي، فوجدنا أن بصات الوالي والحافلات والسيارات الخاصة من كل صنف، تسد الشارع الرئيسي بالقرب من معرض الخرطوم الدولي والشوارع الجانبية في تلك المنطقة، وحينما سألت علمت أن قطاع المرأة بالمؤتمر الوطني لديه لقاء بمرشح المؤتمر الوطني، المشير البشير، وأتت النساء لتجديد البيعة له، صور البشير تملأ تقاطعات الطرق في كل مكان ، وفي لوحات كبيرة، بل هي ملصقة في كثير من السيارات ، نسيت أن أقول أن لقاء البشير بالمرأة في ذلك اليوم تسبب في ندرة وأزمة مواصلات لسكان الخرطوم ( سعادة المشير البشير أهنئك مقدما بالفوز) لكن رفقا بأهلك في السودان، وبسكان الخرطوم على وجه الخصوص ، وامل أن توجه القائمين على أمر حملتك الانتخابية بأن يرفقوا هم أيضا بالناس، فلا داعي للصرف على حملتك لأنك والشعب كله يعلم أنك فائز لا محالة في هذه الانتخابات، فحري بك أن تصرف تلك المبالغ المخصصة لمساندتك حتى لو كانت من حر مال عضوية المؤتمر الوطني ،على المواطنين والوطن وفي ذلك نفع كبير.
نعم كل المؤشرات تدل على أن نسائم الانتخابات تهب بقوة على السودان، ولن يجدى معها حملات يائسة وبائسة تدعو للمقاطعة ، فسفينة الانتخابات تمضى بسرعة ، ولا يكترث قادة المؤتمر الوطني بهؤلاء، ويقولون أنها ستتم بمن حضر والذين حضروا ما شاء عدد مقدر من المرشحين ، أما من سيذهب ويدلي بصوته ، فوحده بروفسير الأصم ولجنته يمكن أن يفيدونا عنهم بعد مدة قليلة من الزمن، لكن البشري الكبرى لشعب السودان هي في تصريح الرئيس الفائز والمنصور بإذن الله البشير ( أنه سوف يترجل من كرسيه عام 2020 ) أي قبل عامين فقط من مونديال كأس العالم لكرة القدم في قطر، ولا أحسب أن الشعب السوداني الذي تحمل شظف العيش طوال سني الإنقاذ المتطاولة يعجز عن الصبر خمس سنين أخرى ، وربما أتى المؤتمر الوطني بالبدع والعجائب وحقق من الانجازات الكثير ، وعلى سيرة فوز البشير سألوا الرباطابي قالوا له: هل حقا أن البشير سوف يحكمنا خمس سنوات أخر ؟ قال لهم ساخرا ( نان غير ركبوا عشان يلعب في أهلي شندي ؟ ) ، حضور السيد الصادق المهدي أو عدمه لن يؤثر في الانتخابات، ويقال أن مولانا محمد عثمان الميرغني باركها ، أما الشيخ حسن الترابي وحزبه فيعولان على نصيب من السلطة في مقبل السنوات ، أما الأحزاب الأخرى المعارضة فلا يسمع المرء لها صوتا، وهناك حملات خجولة تطالب البشير بالرحيل مقابل حملات صاخبة تدعو الناس للتصويت بكثافة ، صحفنا المحلية هي الاخرى تكافح من أجل البقاء، ولا تهتم بالانتخابات كثيرا ، وربما قليل منها تعد على أصابع اليد الواحدة ، ستبقي، خلال ولاية البشير الاخيرة، والجزء الأكبر منها قد يتساقط أو يغرق في وحل الديون ،التي تغرق فيها معظم مؤسساتنا، بؤس تلك الصحف يبدو جليا في أنها أصبحت صورة كربونية لبعضها البعض ، ربما بفعل الرقيب وربما لأسباب أخرى أجهلها ،إذاعاتنا الوطنية والخاصة ، تجتهد في عرض برامج المرشحين وتابعت بعضا منها فشعرت بالملل، فكل أحد منهم ينسخ برامج الاخر ويقرأها على الناس لا جديد في البرامج ربما مرشح المؤتمر الوطني وحده الذي يأتي بالجديد حينما يعد مواطنيه بكل شفافية انه سيترك السلطة في أمد محدد.
المواطنون يلهثون وراء لقمة العيش انتظار المواصلات في حر الهجير يرهقهم كثيرا ، هم أيضا مثلي لا يعرفون شيئا عن الانتخابات بل يبالون بها . مهما يكن من أمر فأننا نتطلع أن تنتهي انتخابات الرئيس بسلام ، وأن يكون المؤتمر الوطني جادا في وعود الاصلاح الداخلي وإصلاح حال الاقتصاد، وحال العباد الذين تعبوا كثيرا وبان التعب على وجوههم وهم يهيمون في كل مكان ،ونرجو أن يشرك المؤتمر الوطني ابناء الوطن كلهم في الانتخابات التشريعية ويثبت للعالم أجمع أنه صاحب رصيد جماهيري فعلا لا قولا ، وأن يقبل بأن تكون انتخابات حرة نزيهة مراقبة محليا واقليميا ودوليا وقبل ذلك ان يتواصى ويتوافق مع مكونات المجتمع المدني حول قانون انتخابي اكثر عدلا وبغير ذلك سوف يأتي ذات المجلس الذي يهيمن عليه المؤتمر الوطني وتوابعه وهذا معناه خمس سنوات عجاف اخر ربما يفوز فيها أهل شندي بكأس أفريقية ويحرج الهلال والمريخ. .
صحة البيئة في ولاية الخرطوم متدهورة بشكل كبير فكنت اتجول في الكثير من احيائها فأري اكياس القمامة على الطرقات والساحات تتقاذفها القطط والكلاب ، اكياس البلاستيك وقوارير الكريستال هي الاخرى في كل مكان ونادرا ما تشاهد سيارات نقل المخلفات ، ولا أظن أن الخرطوم تملك مراكز لا عادة تدوير تلك المخلفات أو حتى التخلص منها بطريقة سليمة، لا تزال هناك مشاكل وندرة مياه وقطوعات كهرباء في بعض الأحياء لكنها ليست مزعجة، وهناك مناطق بأكملها لا توجد بها خطوط مواصلات، على سبيل المثال مدينة الأزهري بأكملها يصل قاطنوها الى مختلف مربعاتها من خلال خطوط اخري كالسلمة ومايو الخ، مما يستدعي من الجهة المختصة في ولاية الخرطوم ان تجد لها حلولا .
قال الشاعر:*
جحدتها وكتمت السهم في كبدي *** جرح الأحبة عندي غير ذي ألمِ

سليم عثمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ياسر يحيى صالح (العدالة)
    ده شهاده ابتدائيه ما عندو
    وكان شغال مدلك للرجال في المردين
    وهرب من الكويت الي اسرئيل وجنده هناك
    وتاريخه وسخ وسخ ………
    اما عن لندن التي كان بها معروف عنه الكثير
    من السرق الي ماهو اسواء
    والله يكون في عون البلد مثل هولاء يتجرؤ علي الترشيح ؟؟؟؟؟
    اسئلو عندنا في الخرطوم 3 الكان بببيع الصعود من ( ياسر يحيى صالح (العدالة))
    وقرشو دي من المخابرات الاسرائيليه و المصريه …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..