الصراع الايدولوجي الشيعي السني في اليمن الي اين؟ وما موقع السودان منه؟

* ثمة تساؤلات وشكوك تغطي مشروعية الحرب الذي يقوده عدد من الدول العربية والسودان تحت أيقونة استعادة المشروعية لنظام ” عبده منصور هادي” في اليمن الذي اسقطت حكومته بقوة السلاح بواسطة الحوثيين ، والتساؤل المستشكل بهذا الصدد :هل العمليات التي تقوم بها ما يسمي بتحالف الدول العربية تحت ” عاصفة الحزم ” فعلا القصد منها هي تحقيق الامن والاستقرار في اليمن كما روج لها عبر الآلة الاعلامية ام ان هنالك اهداف ماورائية متصلة بطبيعة الصراع الايدولوجي بين معسكرالسنة الذي يتزعمه المملكة العربية السعودية بنظامها الوهابي المتزمت وقطب الشيعة بقيادة ايران في الشرق الاوسط ؟! ،ولضرورة فك طلاسم هذه التساؤلات الملتبسة يقتضي الرجوع لمعرفة الدور الذي يلعبه كل من الايران والسعودية في المنطقة حربا وسلما، وقبل ان ندلف في التعاطي بالتشريح للدور الذي يلعبه كل من الدولتين لابد من نقض الاساس الذي بني علية مشروعية الحرب في اليمن من قبل هذا التحالف والقاضية بدعم النظام الديمقراطي ،هذا المسوغ لا يسندة اي واقع ولا مقتضيات العقل والمنطق السليم حيث ان التحالف في حد ذاته لا تعرف الديمقراطية منهجا وسلوكا فلا يتصورعقلا ان تكون حارسة وحامية لها !! وخذ في ذلك مثال السعودية فهي في قيادة هذا التحالف spearhead) ( كيف انها تضهد الاقلية الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية ! وكيف انها خاضعة تحت نظام ملكي نقيض الديمقراطية تستثمر في الراسمال الاسلامي الذي تراكمت لها بصفة انها “مهد الاسلام” ولكن في الحقيقة ان السعودية بناء سياسي وجغرافي صنعتها بريطانيا في ثلاثينات القرن العشرين تحت الاسرة المالكة وفق حدود رسمتها بريطانيا ،وكان اول ملوك السعودية المعروف باسم” سعود ” كان معينا من بريطانيا ويتقاضي مرتبا منتظما ،وكان العديد من كبار مستشاريه من الانجليز، اسس سعود المملكة الوهابية المتطرفة في عام 1932 بمباركة انجليزية كاملة .
* اذا كان هنالك عدم معقولية الزعم او الادعاء بواسطة السعودية وحلفائها باستعادة المشروعية لنظام “عبده” اذن ما القصد من وراء هذه العمليات التي جلبت المعاناة والموت للمواطنين في اليمن ؟! وللاجابة علي هذا السؤال لابد من استعراض خلفية الصراع الايدولوجي بين قطبي السنة والشيعة في الشرق الاوسط مدعوما ببعض المصالح الجيوسياسية المتصلة بالقوي العظمي في العالم مثل امريكا ،فاليمن يحظي باهمية سياسية محورية اذ يحد واحد من اهم الخطوط البحرية في العالم وهو مضيق باب المندب ،حيث نقطة التقاء البحر الاحمر بخليخ عدن ، وبذلك يكون اليمن مكانا حيويا للنقل الآمن لجزء كبير من امدادات النفط العالمية ، وبالتالي السماح لقيام اي دولة ذات خلفية شيعية يمكن ان يضر بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية ، والا قد يحار المرء ويصبح عصيا علي العقل لتفسير ماهية العلاقة بين امريكا كدولة ديمقراطية تروج لقيم الديمراطية وحقوق الانسان مع نظام سعودي يحكم بلدا ما زال يحظر قيادة المراة للسيارة او تركها للمنزل دون ان يرافقها احد من اقاربها الذكور وحتي عندما يحدث ذلك لابد ان تتوشح بالسواد من راسها حتي اخمص قدميها !! وفي كل الفروض ان دعم امريكا للسعودية في المنطقة مرتبطة بالحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية، ففي قرار امم المتحدة رقم 1973 الذي خول الناتو باستحدام كل القوة اللازمة، نالت امريكا دعم السعودية في تمرير القرار ،لانه بهذه الطريقة سيقدم” اوباما” حربه علي انها مهمة انسانية وليس طمعا في منبع نفط اخر، في الوقت ذاته حظيت هذا القرار بتاييد من الجامعة العربية العقيمة!، وبمقابل هذه المنح التي تقدمها السعودية لامريكا تغض امريكا الطرف عن الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان في السعودية ،وكذلك انتهاكاتها لسيادة بعض الدول العربية مثل البحرين عندما تدخلت الجيش السعودي بالدبابات ولذلك لقمع ثورة الربيع العربي في البحرين، وهي الدولة الوحيدة ذات الاغلبية الشيعية حيث توجد فيها حوالي 60% تحكمها نخبة سنية مدعومة بالنظام الوهابي في السعودية ، ولم تتخذ الولايات المتحدة الامريكية اي موقف لان هنالك قاعدة عسكرية في البحرين وهي الاسطول الخامس للبحرية الامريكية ?تضم الاسطول نحو نحو ثلاثين سفينة حربية والالاف من من العامليين ويحتل اهمية محورية في اطار الجهود التي يبذلها واشنطن لاحتواء الخطر الايراني ،ونجاح انتفاضة الشيعة في البحرين من شانه ان يضر بممتلكات امريكا في الخليج .
* اما فيما هو متصل بالصراع الايدولوجي السني الشيعي هي ليست وليدة اللحظة كما انها ليست صراعا دينيا بامتياز وانما دسائس قبلية وقعت في العالم الاسلامي في القرن السابع الميلادي بعد وفاة الرسول محمد (ص) في عام( 632 م )حول السلطة الزمنية “السياسة ” حيث بلغ العداء القبلي ذروته في موقعة كربلاء( 680 م ) وكانت هي تلك اللحظة الفارقة في تاسيس المذهب الشيعي والنقطة التي ترسخت الشقاق الي الابد ،قتل الحسين بن علي في هذه المعركة واعتبره الشيعة شهيدا ، وسرعان ما اكتسب النزاع صبغة لاهوتية فأهل السنة الاصوليون يعتبرون الشيعة كفارا لان تقديس الشيعة لكل من علي والحسين يتنافي مع مبادئ الدين الاسلامي ،ويقول الشيعة انهم يوقرون العلي والحسين ولا تصل عندهم مرحلة التقديس .وبين هذا وذاك ان الدينمو المحرك لطبيعة الصراع والذي يتجدد من حين لاخر هو ايدولوجي صرف ، وكان اليمن مسرحا له بحكم طبيعته القبلية المعقدة وكون انها دولة صورية منذ اعلان الوحدة بين الشمال والجنوب اليمني عام( 1990 م) مزقت الحروب الاهلية اليمن ولم تعد هنالك مظهر للدولة ، وسيطرة جماعة الحوثيين المحسوبيين للايران علي كل مفاصل الدولة المتهالكة اصلا هي التي اوصلت الصراع الايدولوجي بين السنة والشيعة لهذه الورطة ، حيث يمثل الشيعة في العالم الاسلامي ما بين 10الي 15 بالمائة فقط متمركزون بمناطق تحظي باهمية استراتيجية لدي ايران .
* ومن خلال استنطاق كل هذه الفروض نستطيع ان نركن الي استتنتاج مفاده ان ما يتسم به الوضع في اليمن من الفوضي والدمار والموت المجاني للجميع ما الا عبارة عبارة عن اخر مراخي الوصف للصراع الايدولوجي بين الايران والسعودية وتداخلات مصالح بعض القوي العظمي . واخيرا سؤال خجول جدا ما موقع نظام البشير من كل هذا ؟!! .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل الذي نعرف ببساطة ان إيران لها مطامع في المنطقة وليس منطقة الخليج العربي وحدها انما وسعت ايران مطامعها الي بعض الدول الافريقية واخذت تشترى ولاء بعض الفقراء بالمال وصار لها اتباع في السودان وصل عددهم اكثر من30 الف تابع…وايران لا تعرف الحلول الوسطية فهي تتبع نفس منهج إسرائيل من يملك القوة تدين له السيطرة …دولة الامارات العربية اكثر دولة في المنطقة تميل الي سياسة الحكمة ظلت تناشد ايران اكثر من عقدين من الزمن، لأنهاء الاحتلال الإيراني لجزرها الثلاثة رغم ان دولة الامارات قدمت اقتراحات وسطية وحلول معتدلة ترضي الطرفين الا ان ايران اصمت اذنيها لكل الحلول والاقتراحات التي كان من شأنها تعيد الجزر الثلاثة التابعة لها… ان دولة ايران بقيادة الملالى الدنيون المتطرفين في نظري اخطر من دولة إسرائيل وما ان استلم الملالي الحكم في ايران حتي ظهرت بوادر الخلاف السني الشيعي في العراق ولبنان وسوريا واليمن فالحرب ابداً لم تبدأها السعودية فايران ظلت تنفخ نيران منذ احتلال لجزر الامارات الثلاثة طنب الصغرى والكبرى وابوموسي فدول الخليج هي دول مسالمة ولكنها محسودة علي الخيرات التي هباها لها الله هذا كل ما نعرفه ببساطة

  2. للأسف المقال إيراني شيعي بجدارة ولا يتصف بالعلمية ولا نعتقد أن الكاتب المحترم جاهل بالمذهب الشيعي وجاهل يحقيقة أن الشيعة ملة مختلفة تماماً في كل المرجعيات فلهم قرآن محرف وروايات يسمونها أحاديث ليس لها سند
    كنا في السابق نقرأ عن مثل هذه المعلومات عن الشيعة ولا نصدقها ولا نتصورها في الحقيقة إلا أن رأينا ورأي العالم ما تم ضبطه من كتاب ولا أقول قرآن بختم السفارة الإيرانية بالسودان وتمت مصادرته فإي أسلام لهم لا يستند على القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)

    هذا يكفي

  3. ما موقع نظام البشير من كل هذا؟
    لأول مرة يصيب نظام البشير، فقد كان دائماً يتخذ الموقف الخاطئ الا هذه المرة فقد أصاب فلا يمكن السماح بتمدد النفوذ الشيعى الايرانى فى المنطقة و الدول الاسلامية تقف صامتة و مكتوفة الأيدى.

  4. لأول مرة ترتاح الشعوب العربية للقرارات العربية الموحدة بالحرب على الحوثيين (الشيعة) ، ومن المتسغرب ان نجد اليوم من يكتب ضد هذا التكتل العربي (الاسلامي) !!! الا ان يكون شيعي او متشيع او اخواني صميم .
    مكتوب علينا نحن – القراء المساكين – ان نصحح بعض المفاهيم لبعض (مدعي الكتابة والثقافة) ،
    اقتباس (لمملكة العربية السعودية بنظامها الوهابي المتزمت وقطب الشيعة بقيادة ايران في الشرق الاوسط ؟! )) هنا يظهر بغض الكاتب او – تشيعه – وهو يصف النظام في السعودية بالوهابي والمتزمت!! ولايران قطب الشيعة !! اولا ليس هناك مذهب اسمه الوهابية فهذا اللفظ اطلقته الشيعة لعدم استطاعتها الطعن المباشر في احد المذاهب السنية الاربعة ، فلجأت للطعن في تلاميذ المذهب الحنبلي (ابن تيمية وابن عبد الوهاب) رحمهما الله وكلاهما حنبلي المذهب ، وحتى لا يطعن ويلمز اي كاتب عمدا او جهلا بهذه التسمية .
    الكاتب (الشيعي او العلماني) الذي يبغض السعودية ويصفها بأنها هاضمة لحقوق الانسان وان المرأة لا تستطيع فيه قيادة السيارة (نفس نغمة الشيعة والعلمانيين ) ضد السعودية ، والمشكلة ان اهل السعودية يرون ان قيادة المرأة (ليست حرام دينيا) ولكنهم قوم لهم عادات وتقاليد تمنع عنهم هذه القيادة ، ثم ان معظم نساء البدو يقودون سياراتهم في قراهم وهجرهم ، ومعظم السعوديات يقودون سياراتهم في الخارج اما في الداخل فهناك اعراف قبلية تمنع ذلك ، فلا يلزم ان نكون ملكيين اكثر من الملك .
    * اقتباس (أهل السنة الاصوليون يعتبرون الشيعة كفارا) اهل السنة لا يكفرون عامة الشيعة ويضعونهم في خانة (المغرر بهم حتى ثبت الحجة ) والتكفير يشمل فقط علماء الشيعة ، اما الشيعة فإنهم يكفرون جميع السنة (بصوفيتهم ) بل ويكفرون النصيرية والاسماعيلية والزيدية ، ولكن ايران تحالفهم فقط عند عداءها مع اهل السنة ، اما في اصول كتبهم فالسني كافر محلل العرض والدم . كفاية خداع.
    * اقتباس (الجيش السعودي بالدبابات ولذلك لقمع ثورة الربيع العربي في البحرين) هنا يظهر فعلا ان الكاتب شيعي او متشيع بإمتياز فالفوضي التي كانت في البحرين ليست ثورة وانما فوضي شيعية مرتبطة بإيران وكانت صور الخميني ونصر الشيطان تملأ الشيعة ، وهنا ايضا مفروض على كل (مسلم او عربي ) ان يشكر المملكة في تدخلها في البحرين .
    * اقتباس (ليست صراعا دينيا بامتياز وانما دسائس قبلية وقعت في العالم الاسلامي) وهنا ايضا يدلس الكاتب ويحاول جعل الصراع قبلي وليس دينيا؟ّّّ!! فالصراع قائم مع دين الشيعة منذ تأسيسه على يد اليهودي الذي ادعى الاسلام (عبد الله بن سبأ) ولا يجمع الشيعة شئ مع السنة اطلاقا .
    مما سبق يتضح لنا ان الكاتب يعيش في عالم آخر هلامي او انه مغشيا عليه ، فمنذ قيام الثورة السورية عرف المسلمون والعرب عن ايران وحقدها وذلك بقتل المسلمين السنة في سوريا بمئات الالاف غير التعذيب والتشريد ومع ذلك لم ينطق الكاتب كلمة واحدة ضد ايران !!!!!!!
    * لم ينتقد الكاتب ايران ومليشياتها تقتل وتشرد المسلمين السنة في العراق اضافة الى داعش حليف ايران الذي يقتل ايضا في السنة في العراق ، سؤال للكاتب : اذكر لي بلدا عربيا واحدا تدخلت فيه ايران ولم تنشر القتل والدمار فيه ؟
    ابشر الكاتب بأن ايران قد انقطعت ذرعها في اليمن ، وهذه ليست الا الخطوة الاولى ، فسوريا والعراق سوف تأتيان لاحقا وكذلك لبنان وسوف تتطهر جميع البلدان العربية من الرجس المجوسي .
    * الخطوة التي فعلها البشير (سواء خوف او نفاق او استفاقة) فهي اول قرار صحيح يتخذه طوال فترة استعماره للسودان مع جماعته (الاخوان المسلمون الماسونيون) .
    * علماء البحار والاعاصير لا يخافون من التسونامي من الموجة الكبيرة لأنها عندما توصل الشاطئ تكون قد هدأت وانكسرت ، والخوف كله من الموجة الصغيرة الثانية لأنها تبدأ ضعيفة وتكبر شيئا فشيئا وعند وصولها الشواطئ تكون موجة عملاقة جبارة تقضي على كل شيئ امامها ، وكذلك الحال في اليمن فالموجة الحالية هي الكبرى ولكن الموجة التالية هي التي ستزيل ايران وازلامها (الاخوان) من المنطقة كلها . ودعوات جميع المسلمين مع تلك الموجة المنتظرة ، قولوا آمين .

  5. بوضوح مصائب المسلمين والعرب في وجود نظام الملالي في ايران والنظام الوهابي السعودي …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..