نحن وحرب اليمن

“إن للبيت رب يحميه”
عبد المطلب بن هاشم

كتبت سالي ليز مديرة مكتب الواشنطن بوست بلبنان عن انهيار اليمن ووصفته بانه يدفع منطقة الشرق الاوسط الى حريق إقليمي لطالما تخوف الناس من إشتعالة بسبب الثورات العربية ، وترى ليز ان التطورات في اليمن ترشح بقيام حرب كاملة الدسم بين الاعداء الاقليميين السعودية وإيران حول بلد يقع في مضيق يمكن ان يخنق إمدادات النفط العالمية.
وترى ليز ان إيران غير مستعدة حاليا للدخول الى الحرب لانشغالها بإتفاق مع الغرب وشيك التوقيع ولكن هذه المواجهة اضافت بعدا جديدا للمفاجاءة وعدم التوقع فمثلاً تدعم الولايات المتحدة الامريكية ايران ومليشياتها الشيعية في العراق ، كذلك انضم الى التحالف مصر والامارات بينما يقومان بقصف الميلشيات المدعومة من قطر وتركيا في ليبيا، وقطر وتركيا بدورهما يدعمون التحالف الذي تقوده السعودية ، وتمثل سوريا قمة الصراع والمناورة لدول المنطقة ايضاً.
ويقول السيد مصطفى العاني مدير مركز ابحات الخليج بدبي لن التحرك السعودي جاء بعد صبر شديد على التوسع الايراني وبعدما شعرت الرياض ان الولايات المتحدة الامريكية قد تخلت عنها، وبتحركها توضح السعودية لاصدقاءها الامريكان انها ستقف بالمرصاد للتحركات الايرانية وانها لا تحتاج لحماية الولايات المتحدة الامريكية،ومن اهداف التدخل السعودي ايضاً هو اضعاف القاعدة والتي تسيطر على جزء كبير من اليمن وذلك بعد انهيار الاستراتيجية الاميريكية لمقاومتها بعد الاحداث الاخيرة.
الموقف الرسمي السعودي يرى ان هدف الحملة هو اجبار الفرقاء على الجلوس والوصول لحل سلمي وليس هناك نية للتدخل البري في الوقت الحاضر، ولكن لا يبدو في الساحة ما يفيد ان جماعة الحوثي قد تستجيب لرغبة السعودية ، بل ان كل المؤشرات تتجه نحو تصعيد في انتظار اكتمال مبحاثات ايران النووية بلوزان، والتي في حالتين سيكون لها قول فاصل.
نخلص من هذا ان علىّ السعودية وحلفاءها ان يصلوا لحلول سلمية وعليهم ان ينزعوا كل الغام التشدد والتطرف من قبل قاعدة اليمن قبل جماعة الحوثي.وعلى كل الدول العربية ان تضع حداً لهذه المعايير المزدوجة.
ولكن ما يهمنا في هذه الاحداث هو الاستدعاء المهين للرئيس السوداني عمر البشير من قبل الملك السعودي، حيث تم إخباره قبل ساعات قليلية بنية المملكة في اطلاق حملة عاصفة الحزم، والسعودية يهمها في المرتبة الاولى حماية حدودها الغربية من ناحية السودان والبحر الاحمر ، وكان للرسالة ان تكون واضحة وحازمة. ولدهشة الملك فقد منحهم الرئيس السوداني أكثر مما كان يتوقع وخرج وزير دفاعه يعرض بالدفع بجنوده لخوض الحرب البرية قد ان يطالب بها السعوديون.
وأكثر ما يثير الغثيان والامتعاض هو إدعاء الصوارمي بانهم خارجون لحماية بيت الله ، بينما ذهبت طائراتهم لتقصف حلفاء الاسبوع الماضي، وما حدث يأتي فقط لتأكيد إنفصام البشير عن حركته الاسلاموية وسيطرته على الامور مع زمرة من العساكر عديمي الاخلاق، ان إرسال الجنود السودانيين للقتال في اليمن يستوجب تفويض من كل الشعب السوداني ، لان دمائهم عزيزة علينا كدماء أهل اليمن البسطاء الشجعان.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..