لمسة وفــاء للشاعر الراحل/ مهدي محمد سعيد عباس

كان الراحل مهدي محمد سعيد شاعرا بديعا يدلف من مواطن الصحو الجميل من أم درمــان ( بيت المال ) التي تطل على عباب النيل الجميل وتلك إطلالة توتي الباسمة حيث إخضرار الزرع وزهر الخميل النبيل ، وكما رأيته من منحى أخر أنه أديب رفيع عاش مع الشعروللشعر ينظمه وينشره ويسمعك صوت الوطن من درره البديعة لحنا وشجنا ، لقد وضح ذلك للناس الذين استمعوا اليه في القصيدة الغنائية ( وطنى) التى تغنت بها الفنانة الرائعة أسرار بابكر وفازت بها فــي مهرجان الأغنيـة بدولة ( تونس الخضراء ) قبل أعوام مضت ، كان الراحل مهدي قبل رحيله عن دنيا الشاعرية نجده شاعرا دائما الذكرى للوطنه وذاته وموهبته ، كما يقول عنه الشاعر الراحل مصطفى سند في منتهى جمال الكلمة والوضوح ، الشعر مليك الزمان ومليك المكان ومليك الكلام ، ومهدي محمد سعيد يكتب من هذا المنطلق فقط في كل الأبعاد وعن كل الأغراض ، يستقبل بموهبته الهشة ، يستقبل عمود الشعر ويحتفى به أيما أحتفاء ، دائما يجئ شعره قويا وحارا ومتألقا ولذلك أنا أحبه … ) نعم حقا ! أنى أرى جماعة الأدب كانت تحب شاعرنا مهدى لما عرفه عنه من طيب خاطر وسماحة نفس وصدق خالص ومحبة وكذ لك نحن معشر الكتاب نحفظوا له أصدق الوفاء عرفان له بالجميل لما قدمه من شعر رصين ومتين جيد السبك وجزل الأسلوب، ورقيق المعانى و أنيق الالفاظ ورشيق العبارات كان يحلق به في هامات الوطن المجيد ليروي به ظمأ الوجدان ، والشعر هو نبض وجدان
في الحقيقة أنى أجد نافذة صفحات الراكوبة مناص أدبي رفيع أقدم عبر أثيره الشفاف لمسة وفاء صادقة و جميلة وكلمات تأبين وتوثيق بسيط لهذا الشاعر الجميل الراحل الذى رحل عنا وذلك لتعريف به في فساحات عالم النت والفضاء الفسيح وكذلك إطلاع القراء على شذرات من شعره الرصين ونبقى نحن السودانيين مع دمعات احزاننا لفقده الجليل وراء الغمام الذى يمر بنا وتتلاطمنا رياح امواج الخليج بالنهار ثم يعود بنا الضباب في الليل وأحيانا حبات امطار الربيع والشتاء ، لقد جذبتني جدا روعة قصيدته وطنى التي قرأتها من ديوانه هتاف الصمت ، ودائما ما تبلغ رسالة الأدب الرائع في الصمت كلام وكما تراقى قوافيه في السحر بيان ، وها نحن نرتشف رقة المعانى و أنقل لكم منها ألق وجدانى دافئ ونبقى معا مع أجمل أبيــات قصيدته الشعرية البديعة لتشرق هذا المكان .

وطني

عشقتُ أرضك خلجانا ووديانا

وهمتُ بالنيل ما أنفك هيمانا

أحببتُ زرعك مغروساً بشاطئه

يفوحُ بالخير أشكالا وألوانــا

حروفك النور تنبينا ملامحها

أن السماحة في السودان نجوانا

منُ كلُ شبرٍ يضوع البشر ملتحفا

ثوب البشاشة في الأتحاد نشوانا

أبناؤك الغُر سيماهم تفيض ندى

وتملأ الساحة الفيُحاء إيمانـا

هم ألبثوك دِثارَ العِزُ ما فتئوا

يقدمون رحيق الـــود قربانــا

يمضي الشاعر /مهدي محمد سعيد الذى رحل عن دنيا الحياة والشاعرية مسترسلا في منتهى الروعة والجمال كما نراه يقول في حق الوطن أهواك ومضة من نور تزدهي ألقا ، في الحق ينتشى هوى الوطن ع ب ي را فا ئحا ، وتستلطفه رياح النيل العظيم يجري ريان نحو شمال الوادي صافى الماء في أيام الزمن الجميل و مازال الشاعر يذكر ويعدد مآثر الوطن الكبير ، يهواه علما خالد ومعرفة قديمة حتى ايامه الاخيرة و فراقه الحزين ، كانت تزين بسمات الأطفال البريئة شوارع وطنه وقوافي القصيد ولا ينسى في أشعاره أبدا ما خلفه الأجداد من ملاحم وطنية وبطولات حققت النصر ميدانا فميدانا ، كان مهدي مولع بأشواق التراب و شاعر محق في استخدام تمجيد وطنه بهذه الألفاظ الرقيقة أهواك صحوة جيل أمسى رمز ا وفخر ا للأمة السودانية وحبه على الأوتار لحن رنان .
طيب الله مثواه في التراب

أهواك ومضة نورٍ تزدهي

تسابق الريح أفياء وأزمانا

أهواك كلمة حق لا تبددها

يد الزمان فتسمو فوق الزمان

أهواك يا موطنى علما ومعرفة

ولحن حب على الأوتار رنانا

أهواك بسمة طفل أشعلت فرحا

في صدر أم أذابت فيه تحنانا

أهواك ثورة أبطال مضوا قدما

وحققوا النصر ميدانا فميدانا

أهواك صحوة جيل بات متقدا

ولم يقم لحماة الشر ميزانا

ألى ان يقول

يا فخر أمتنا يا رمز عزتنا

يا من تفجر من عينيه معنانا

يا موطن أشعل الإصرار في دمنا

حتى غدا في الفؤاد الحر إدمانا

يا بهجة الروح يا أصداء أغنية

باتت توقعها دوما حنايانا

ماذا أسميك ؟ أنت اليوم تملكنى

وفي ترابك أضحى القلب هيمانا

الباحث /محمد عيد عبد الرحيم
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..