لا تلوموا سُعاد.!

شهر أبريل من العام 2012م، تقدم وزير الصناعة السابق عبد الوهاب عثمان باستقالته في حادثة نادرة قلما تحدث، أو ربما لم تحدث في السودان، استقالة الوزير جاءت على خلفية حادثة افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض، حيث اكتملت كافة الترتيبات لافتتاح المصنع، الحضور الاستثماري العربي لمؤتمر اقتصادي كانت تحتضنه الخرطوم، شجع الحكومة لاستغلال التوقيت وتعريف المستثمرين العرب بقطاع صناعة السكر، لكن قبل اللحظات الأخيرة ?قبل يوم من الافتتاح- اكتشفت وزارة الصناعة أنه ليس بالإمكان أن يتم الافتتاح بعد كل هذا الترتيب السبب أنه لا يوجد نظام تشغيل للمصنع لأسباب تتصل بالمقاطعة والعقوبات الأمريكية، غادر المستثمرون العرب بعد أن مكثوا لحضور الافتتاح، ودفع الوزير باستقالته بشكل عاجل، أن يتقدم مسؤول باستقالته كانت حادثة لافتة، لكن اللافت أكثر أن الرئيس رفض استقالة الوزير.

تترقب الأوساط الصحفية هذه الأيام خبر استقالة وزيرة التعليم د.سعاد عبد الرازق على خلفية فضيحة مدرسة الريان، وكانت الوزيرة “وعدت” أن تتقدم باستقالتها عقب انتهاء الامتحانات، أسباب الوزيرة منطقية جداً، لأن الاستقالة أثناء الامتحانات ستربك أوضاع الوزارة، لكن نُذكّر الوزيرة أن الامتحانات انتهت ولم تتقدم الوزيرة باستقالتها، كما لم يصدر قرار بإعفاء الوزيرة زوجة الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، أخشى أن تُفسر الوزيرة خطوة تقديم استقالتها كما فسرها رفقاؤها في المناصب الدستورية. مدير هيئة مياه الخرطوم حينما تأزمت قضية مياه بري وفجرت الاحتجاجات التي تواصلت لأيام، وقتذاك، اتهمت الهيئة المعارضة بتلاعبها في “البلوفة”، مدير المياه رفض الاستقالة معتبرها “تولي يوم الزحف”. هو ليس وحده، في ولاية القضارف حينما وقع حائط مدرسة على صفوف المتقدمين للحج عام 2013م والذي راح ضحيته 10 أشخاص، طالب نواب تشريعي القضارف الوزير بالاستقالة، الوزير رفض بحجة أن الاستقالة “أدب كفار” وهو مسلم لا يُمكن أن يتبع ملتهم.

هذا هو أدب المسؤولين وفقههم في الاستقالة، وحتى القلائل جداً الذين فعلوها، قوبلت استقالاتهم بالرفض لقطع الطريق أمام أي محالة لإرساء هذا الأدب، فلماذا ننتظر وزيرة التربية والتعليم أن تتقدم باستقالتها طالما أن المسؤولين الذين راحت بين أيدي مسؤوليتهم أرواح المواطنين يترقون في أعلى المناصب، فلماذا ننتظر استقالة الوزيرة سُعاد على خلفية “شوية” إهمال حدث في مدرسة صغيرة في محلية نائية من وسط الخرطوم.
=
التيار

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكل يشهد علي نزاهة وكفاءة الوزير السابق عبدالوهاب . باعتبارة اخر وزير كان يعمل من اجل مصلحة الوطن . اما البقيه عبارة عن سوس ينخر في جسم الوطن حتي اصابوة بالهلاك .

  2. ** ماذا يحدث لو توفيت الوزيرة

    *** لأن الاستقالة أثناء الامتحانات ستربك أوضاع الوزارة****
    م يحصل الارباك الي ف السودان نقاط او رشاشة مطر وكتاحة تتعطل المواصلات وتقطع الكهرباء وبعدين هل الوزيرة هي الفراشة والموظف والمدير والمشرف التربوي تغور ف 60داهية غير كل الدستورين غير تناول القهوة والشاي والمرطبات مع المحسوبين الضيوف ب حضور الكاميرات عندهم شغل ولا تنسي السفر الخارجي ف المفصود بعد الامتحانات يكون الشعب المغفل نسي الموضوع ي ستي اذكر وزير الزراعي الياباني انتحر عديل كده وغادر الدنيا ب منصبها هل تعطل العمل وف النهاية هذة المحروسة لو توفيت ب امر الله هل كان يرتبك العمل ف الوزارة والامتخانات

  3. حينما كتب الطيب زين العابدين مقالته التي يحلل فيها المقابلة الصحفية التي أجريتها أنتِ شمائل النور مع زعيم مليشيا الجنجاويد موسى هلال لا أحسب أنه صدق في شيء أكثر من وصفه لك بالصحافية الشابة النابهة والذكية الطموحة .
    واصلي تحقيقاتك الجريئة أيتها الماكرة ، وبالمناسبة هو من قال ماكرة وليس أنا .. أنا فقط معجب بالوصف كوني من أهل القلم وأعلم أن الوصف ـ الماكر ـ هو إطراء للكاتب .

  4. ومن الذى قال لك اذا استقالت الوزيرة سوف تربك سير الامتحانات .. يا بتى شمائل عمل الوزير دائما
    اشرافى فقط وتشريفى فى ان واحد .. بل ان اعباء الوزارة يقوم بها الوكيل ومساعدوه ومدراء الادارات
    فذهابها لايؤثر فى عمل الوزارة ان هى ارادت الاستقالة ولكنها لاتريد مغادرة الكرسى .. كما افتوا من
    سبقوها بأن الاستقالة من ادب الكفار .. انما أدبهم هو الكنكشة فى الكرسى حتى الممات .. وليذهب
    الى الجحيم ..!!

  5. كويس ان شمائل النور متذكرة.
    الحين لدينا صحفية فهمانة.
    حتى وان لم تستقيل لقد ولد لنا قلم نعتز به.

  6. واضح أن أدب الاستقالة لا يوجد لدينا فى السودان، الجميع مكنكش فى الكراسى حتى أحزاب المعارضة أصحابها مكنكشين، أنظر الى الصادق المهدى منذ متى و هو زعيم لحزب الأمة، منذ كان عمره 25 سنة و الآن تجاوز الـ 80 سنة و ما زال قابض بيديه و رجليه على كرسى الزعامة، و مرة طلع علينا بمسرحية انه سوف يتنحى عن زعامة الحزب و كان هذا الكلام قبل 4 أو 5 سنوات و لكن سعب الأمر عليه و سرعان ما تراجع عن ادعائه و عاد ليقول بأنه سوف يتنحى بعد أن يدرب القيادات الشابة فى الحزب و لا ندرى كم عام سيستمر هذا التدريب المزعوم (اذا وجد)، و نفس الحال مع زعيم الحزب الاتحادى و يبدو أن هؤلاء الزعماء شعارهم من المهد الى اللحد.
    فلماذا نتوقع من سعاد أن تستقيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..