قراءة في الوضع الراهن (منوع من النشر)

لا احد بمقدوره ان يتكهن بمآلات الامور استناداً الي مجريات الاحداث في الوقت الراهن ولكن ومع ذلك وكما يقول المثل المصري المعروف ( يا خبر بفلوس بكرة ببلاش ) ، واذا اردنا ان نفكك بعض النصوص الاخبارية نستطيع القول ان التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن اصبح حديث الساعة مع الوضع في الاعتبار ان كثيراً من العرب يعتبرون (عاصفة الحزم) عدواناً سافراً علي شعب اليمن الشقيق الذي وصفه النبي الامي العربي بوصف كريم حينما قال ( الايمان يماني والحكمة يمانية ) ويقيناً ان نبينا الكريم المعصوم لا ينطق عن الهوي ابداً مهما تدفقت التقارير الاستخبارية ووصفت الشأن الداخلي لليمنيين بانه استهداف للكعبة المشرفة !!!.
هنالك اصابع استخبارية تعبث بعقول وأفئدة الحكام العرب ولذلك كلما أطفأ الله ناراً للحرب في جزيرة العرب اوقدها ( الاوغاد ) وقد فعلوا ذلك الفعل مراراً وتكراراً وإن كان فعلهم ومكرهم لتزول منه الجبال ، الم يجتاحوا العراق من قبل بحجة البحث عن الاسلحة الكيماوية ؟ لقد استباحوا دماء العراقيين ولوثوا نهر دجلة والفرات بالدماء القانية وقتلوا الرئيس صدام حسين ولكنهم لم يخبرونا هل وجدوا الاسلحة الكيماوية ؟ ان المبررات التي تطلقها اصابع المخابرات الاجنبية دائماً ما تكون محض افتراء واكاذيب لتغبيش الوعي العام وتزييف الوقائع وهو ما يجري اليوم في اليمن السعيد وستكر حبات المسبحة علي بقية الدول العربية حينها سيدرك البعض من (المخمومين ) بانهم اكلوا يوم اكل الثور الابيض .
علينا ان نعيد قراءة خارطة الطريق التي رسمتها الاصابع الاميركية للمنطقة العربية وشمال وشرق افريقيا باعتبارها المساحة الجغرافية التي تدور حولها المصالح الاميركية ، ماذا يستفيد السودان من تنفيذ المخططات الاميركية ؟ ان الادارة الاميركية لن تقبل بالتعامل مع حكومة السودان لاسباب جوهرية وبالتالي لن تستطيع دولة وسيطة تغيير السياسة الاميركية تجاه السودان فلماذا تكبد مشقة الارتماء في احضان المجهول ؟ لماذا تركت حكومة السودان ما بيدها من انتخابات هزيلة ودخلت مباشرة كمتعهد تقديم خدمات حرب هو ليس طرفاً فيها البتة وبكل المقاييس ؟ ان السياسة الخارجية للسودان اصبحت حقلاً للتجارب الفاشلة وهو حديث قد لا يعجب السيد وزير الخارجية علي كرتي الذي يزور حالياً مدينة بورتسودان ولا احد يدري عن اسباب ودواعي الزيارة هل هي بقصد متابعة العاصفة اياها وتاثيراتها علي مياه البحر الاحمر ام لمجرد الاستجمام ومناقشة الاستثمارات مع الوالي ايلا ؟ لا احد بمقدوره التكهن بما ستكون عليه الاوضاع في المستقبل القريب علي ضوء التخبط الواضح في ادارة ملف العلاقات الخارجية للسودان ولا غرو ان تفشل كل الجهود المصبوبة تجاه تحسين العلاقات مع واشنطن طالما ان السياسات الداخلية تجاه قضايا السلام والديمقراطية والحريات لا تزال مؤجلة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ” شعب اليمن الشقيق الذي وصفه النبي الامي العربي بوصف كريم حينما قال ( الايمان يماني والحكمة يمانية )”. عندما قال الرسول (ص) هذا الكلام لم يكن هناك شيعة في اليمن أو غير اليمن..

    هذه للتنبيه فقط.

  2. اهلًا يا ود اًل عيسى
    مافى خارجية ولا دبلوماسية ولا حتى وزير و عندما تدخل الوزارة تدرك ذلك من البوابة والعجيبة لو دخلت جوه تشوف القذارة وأقذر الناس حتى أهل الخارجية القدامى صاروا قذرين للمحافظة على الوظائف
    قليل جداً من البشر يدرون مغزى هذه الحرب و المقصود اولا ال سعود وبلدهم و ربنا يستر
    اما ناس قريعتى راحت و رئيسهم الكضاب كل قراراتهم وتحركاتهم ضدهم لكن للأسف تضر بالشعب على المدى الطويل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..