اتركوا الشرطة في حالها..!!

قبل عامين انشغل الرأي العام بقضية محاولة اغتيال طالبة في داخلية مدرسة ثانوية في نهر النيل.. القضية تحولت إلى قضية رأي عام انتهت باعتصام حاشد في ميدان حمل لاحقا اسم الطالبة المطعونة غدرا.. حينما تم القبض على المشتبه به فرح الناس بذاك الإنجاز الشرطي.. ولأن العدالة درجات مضت القضية إلى القضاء وتم إطلاق سراح المتهم لعدم كفاية الأدلة.. الشحن الإعلامي الزائد كاد أن يحول يوم النطق بالحكم إلى كارثة وطنية.
قبل شهدت مدينة عطبرة حدثا مأساويا مماثلا.. حيث داهم مجرم شابة صغيرة في أحد المتاجر وارداها قتيلة.. الحادث البشع شق على الناس.. اهتمت الشرطة بالأمر وكوَّنت فرقا للبحث والتحري.. بعد أيام قليلة تم القبض على شاب أقرَّ في التحريات الأولية بأنه ارتكب الجريمة بدافع السرقة.. الشرطة أعلنت خبر القبض على المتهم مما أشاع جوا من الاطمئنان في المدينة.. ليس هنالك اسوأ من أن يظل مجرما حرا طليقا.. ولكن المتهم برئ حتى تثبت إدانته بحكم قضائي نهائي وهكذا تقول القواعد القانونية.
الحركة الإسلامية بعطبرة كوَّنت وفدا عالي المستوى ليقدم التهنئة لشرطة نهر النيل.. وفد الحركة قابل اللواء حسين نافع مدير شرطة الولاية مهنئا بجهود الشرطة في القبض على الجاني.. استخدم البيان الصادر من الحركة الإسلامية كلمة الجاني بدلا عن المتهم.. ذات الإشادة جاءت من المؤتمر الشعبي في نهر النيل الذي استغل أمينه العام منبر الجمعة ليهنئ الشرطة بإنجازها الكبير في القبض على المتهم في حادثة سوق عطبرة.
بداية الفرح الشديد بالإنجاز الشرطي يوحي بأن ذاك الإنجاز أمرا استثنائيا.. الحقيقة أن معظم الجرائم التي ترتكب تفك الشرطة السودانية غموضها في وقت وجيز.. الاستثناء دائماً في الجرائم ذات الخلفيات السياسية مثل حادثة اختفاء الخاتم نجل زميلنا الصحفي موسى يعقوب.. هنا المراقب الحصيف يجد العذر والتبرير لفشل جهود الشرطة في الإيقاع بالمجرمين.
الأمر الثاني بأي حق اقتحمت الحركة الإسلامية أسوار الشرطة لتجتمع بمديرها في نهر النيل.. الحركة الإسلامية ليست تنظيما سياسيا ولا جمعية دعوية مسجلة في وزارة الأوقاف والإرشاد.. الحركة الإسلامية كيان غامض تتوفر له إمكانات ضخمة.. حتى ولو كانت الحركة الإسلامية هذه حزبا سياسيا، القفز إلى حصون الشرطة ليس مسموحا به في هذه الحالة لأن الشرطة جهاز قومي محايد.
لن تتضح الرؤية إلا إذا جئنا بمثال مقلوب.. ماذا لو تحرك وفد من الحزب الشيوعي أو الحركة الاتحادية وذهب لمكتب مدير الشرطة الفريق هاشم عثمان.. الوفد قبل أن يشرب الشاي عرف نفسه وسأل سيادة المدير لماذا فشلتم في القبض على الجناة في حادثة الاعتداء على الزميل الأستاذ عثمان ميرغني؟.. اغلب الظن سيسأل المدير عن التفويض الذي يجعل هؤلاء السياسيون يتحدثون في الأمر .
بصراحة.. السياسة مثل ملح الطعام عدمه يجعل الطعام سيئا أما إذا زادت الجرعة فيصبح الطعام غير مستساغ تماماً.. ابعدوا السياسة عن الأجهزة العسكرية.

التيار

تعليق واحد

  1. صدقت لكن بعد شنو؟؟؟؟؟؟ بعد ما خربتوها كلكم مله واحده تبيعو وتشترو فينا باسم الله وكانكم موكلين علينا الله الله الله عليكم من حقنا من غربتنا من اي عزاب شفناه

  2. هههههههههههه ضحكتني والله انت بتخربط هي متي حكومتك من يومها كانت اﻻجهزه العسكريه بعيده عن السياسه دا المفروض العسكرحتي يمنعوا من التصويت في اي استحقاق انتخابي في ظل هذه الحكومه وليست طول العمر

  3. وهل هناك اجهزه عسكريه .. جماعتك مادمروها واحيل الصالح وبقى الطالح .. كل حرامى كبير عمل ليهو
    مليشيات وقعد لكى ينام غرير العين وهو يظن انها سوف تحميه من غضبة الله والشعب ولكن هيهات .. انهم
    قادمون لامحالة ..!!

  4. هاشم عثمان عضو اصيل فى الحركة غير الاسلامية بل يكون هذا اللقاء تم بعلمه وموافقته وترتيبه وكذلك الحافز المادى ويكفيه فشلا وفسادا بقاءه سكرتيرا للرقاص 8اعوام وهو من الوافدين على الشرطة فهو فحيص درس مختبرات ولا يعرف كيف يفتح البلاغ ولكنها الانقاذ وعجائبها وغرائبها

  5. الحركة الإسلامية ليست تنظيما سياسيا ولا جمعية دعوية مسجلة في وزارة الأوقاف والإرشاد.. الحركة الإسلامية كيان غامض تتوفر له إمكانات ضخمة.. حتى ولو كانت الحركة الإسلامية هذه حزبا سياسيا، القفز إلى حصون الشرطة ليس مسموحا به في هذه الحالة لأن الشرطة جهاز قومي محايد.

    _________

    بالغت مبالغة شديدة ،،،، قيادات المؤتمر الوطني كوووولهم حركة اسلامية وقيادات الحركة الاسلامية كووولهم مؤتمر وطني،،،،، منشار طالع ماكل نازل ماكل ولكل حوافزه وفتات المنشار لبقية العضوية التي لا تدري هل هي مؤتمر وطني أم حركة أسلامية وودي للكدرو التحية،،

  6. ما وريتنا يا استاد يا فاهم ليه قضية عثمان ميرغني و شهداء سبتمبر و ساندرا و حمدان صعبة علي الشرطة و الباقيات كلها سهلة

  7. وأبناء دارفور يقتلون في الجامعات الواحد تلو الآخر ولا عزاء لهم،، 4 أغرقوا في ترعة قرب جامعة الجزيرة ولا محاولة للكشف عن القتلة،، محمد أبكر إغتيل برصاصة إخترقت رأسه بجامعة الخرطوم ولم نسمع إلا الصمت،، طالبات دارفور تم ضربهن وشتمهن وطردهن منتصف الليل من داخليتهن بالبركس ولم نسمع كلمة في صحافة الخرطوم،، ملعون أبوكى بلد

  8. ( ابعدوا السياسة عن الأجهزة العسكرية.)
    عبد فتات موائدهم الخاسر لم لا توجه مثل ازو الرسالة لعمر البشير . مع نسخة منها موجه للترابي وعلي عثمان
    لم تكن أمينا في عمرك مرة واحده ، أبن هي الأجهزه العسكرية ..
    كم عد القتلى في العاصمه المثلثة ولم تقبض عليهم الشرطه ..
    من الفاعل الحقيقي في ضرب أخوكم في الله عثمان ميرغني .. ولم لم تتفاعل معها . الأنك تعرف الجناة
    لن نذهب الى دارفور لانك أجبن من أن تنبس ببنت شفه

  9. (الاستثناء دأيمآ في الجرائم ذأت الخلفيات السياسية)!والسبب منو (يا عبد الباغي الزفر)؟ ما تشرح لينا ليه بتعجز الشرطة وتقف مشلولة الايدي امام هذه (الخلفيات)!الصحفي (الحصيف) النجيض من يتعظ بعثمان ميرغني ويكتفي بالتلميح حفاظآ علي (خلفيتو) السياسية ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..