فان باستن يطل بظلاله على لقاء ألمانيا وهولندا

DPA ©

“إنه الثأر أخيرا” .. كان هذا عنوان صحيفة “دي تيليجراف” الهولندية بعد هدف النجم الهولندي ماركو فان باستن.

فقد نجح المهاجم الهولندي في لحظة ما خلال المباراة من الإفلات من مراقبه يورجن كولر ليتسلم تمريرة زميله يان فوتيرز ويسددها في المرمى خلف الحارس الألماني إيكه إيميل ليقود هولندا للفوز 2/1 في الدقيقة 89 من المباراة أمام ألمانيا.

وخلال مشواره كلاعب ، سجل فان باستن إجمالي 296 هدفا في مسابقات الدوري المحلي والمسابقات الأوروبية والمباريات الدولية مع هولندا. ولكن هذا الهدف تحديدا الذي سجله في الدور قبل النهائي لبطولة الأمم الأوروبية يورو 1988 بمدينة هامبورج الألمانية سيظل طابعا مميزا بالنسبة له دائما.

ويقول فان باستن: “كانت هذه المباراة التي جرت في هامبورج خاصة للغاية بالنسبة لنا. فالفوز على ألمانيا في ألمانيا لا يتكرر كثيرا”.

وهذا الهدف الذي مهد الطريق أمام إحراز هولندا للقبها القاري أو لقبها الكبير الوحيد أصاب البلاد بأكبر حالة من السعادة الهستيرية منذ انتهاء الاحتلال الألماني في عام 1945 .

ونزل عشرات الألاف من الأشخاص إلى شوارع هولندا غير متأكدين مما إذا كانوا لازالوا يفكرون في الحرب العالمية الثانية أم أنهم يفكرون فقط في نهائي بطولة كأس العالم 1974 الذي خسرته هولندا أمام ألمانيا رغم أنها كانت الفريق الأفضل.

وذكرت صحيفة “دير تاجشبيجل” الألمانية في إشارة إلى تتويج ألمانيا بلقب كأس العالم للمرة الأولى في عام 1954 ” هامبورج 1988 تعد أسطورية بالنسبة لهولندا كما هو حال برن 1954 بالنسبة للألمان”.

وكان بعض اللاعبين الحاليين في المنتخب الهولندي ، الذي يستعد لمباراته المهمة أمام نظيره الألماني غدا الأربعاء في يورو 2012 ، قد عاشوا الأجواء في عام 1988 ويمكنهم تذكر الأحداث.

وقال اللاعب المخضرم مارك فان بوميل “كنت قد ركضت في الشوارع برفقة أصدقائي بعد تحقيق الانتصار ، بينما قال كلاس-يان هونتلار “كنت مضطرا للذهاب إلى سريري لأنني لم أكن قد تجاوزت الخامسة من عمري في هذا الوقت.

وقال لاعب خط الوسط رافاييل فان دير فارت “جيلنا يعتبر من حققوا ذلك (في عام 1988) أبطالا.

وكان المهاجم فان باستن الطويل القامة يشكل تهديدا كبيرا على المنتخبات المنافسة وخاصة المنتخب الألماني ، ومع ذلك حاز على إشادة منافسه كولر الذي وصفه بأنه “لاعب كرة قدم رائع.

وقاد فان باستن فريق ميلان الإيطالي للفوز على بايرن ميونيخ الألماني في الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا عام 1990 كما تألق خلال الفترة التي قضاها ضمن صفوف أياكس الهولندي وسجل للفريق هدف الفوز في شباك لوك لايبزج الألماني في نهائي الكأس الأوروبية لأبطال الكؤوس في عام 1987 .

وثأر المنتخب الألماني لتلك الهزيمة عندما تغلب على نظيره الهولندي 2/1 في طريقه للتتويج بلقب كأس العالم 1990 ، ولكن فان باستن لم يكتف بذلك بعد.

ولم يتمكن فان باستن من إخفاء ابتسامته المتكلفة عندما أوقعت قرعة يورو 2012 منتخبات هولندا والبرتغال والدنمارك مع المنتخب الألماني في المجموعة الثانية.

ولا يزال فان باستن /47 عاما/ يتمتع بصفات البطل في بلاده رغم أنه منعزل وعنيد ولا يمل من توجيه الانتقادات للمدير الفني برت فان مارفيك ونجم خط الوسط ويسلي شنايدر في مقابلاته النادرة مع وسائل الإعلام.

وكان فان باستن ، الذي سيتولى تدريب هيرنيفن الهولندي في الموسم المقبل ، مدربا للمنتخب الهولندي لكن الفريق خرج من دور الستة عشر بكأس العالم 2006 ويورو 2008 .

وكان النجاح الأكبر لفان باستن خلال مسيرته كلاعب ، حيث فاز بكأس العالم للأندية مرتين ولقب الكأس الأوروبية ثلاث مرات مع أياكس وميلان ، قبل أن تضطره إصابة في الكاحل للاعتزال وهو في الثامنة والعشرين من عمره.

ورغم ذلك ، لا يزال هدفه الشهير في يورو 1988 هو الأبرز في مسيرته.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..