طلاب جامعة كولومبيا يرفضون قبول شهرزاد الجعفري

يدور حالياً جدل حاد بين صفوف الطلبة الحاليين والسابقين في جامعة كولومبيا في نيويورك حول قبول الجامعة لشهرزاد الجعفري، ابنة سفير سوريا للأمم المتحدة والمستشارة الإعلامية لبشار الأسد، كطالبة في دائرة الدراسات الدولية والعامة.

وتساءل ايمانيول لوي، طالب سابق في كولومبيا تخرج من قسم الصحافة عام 1992 في حديثه إلى”العربية.نت”: “ماذا يحدث في جامعة كولومبيا؟ الأمر مقزز! قامت الجعفري بتأمين ملجأ خارج سوريا لها في الوقت الذي يقوم فيه النظام الذي تمثله هي ووالدها بارتكاب جرائم حرب بوحشية مرعبة”.

وبالمقابل يؤيد بعض الطلبة الآخرين، رغم قلة عددهم، قرار قبول الجامعة للجعفري لتحصّل شهادة الماجستير، ومن بينهم لورانس الذي تخرج عام 1998 والذي شرح أن: “التعليم مثل الطب، من غير الأخلاقي أن نمنعه عن الشخص فقط لأننا نكره الطالب أو عائلته. إن أثبتت الجعفري أنها مستعدة أن تتعلم وأن تتحمل الانتقاد لعملها مع الأسد، فهي تستطيع أن تطلعنا على عملية تفكير دكتاتور، الأمر الذي قد يساعد في حل المنازعات قبل أن تتحول إلى حروب أهلية”.
مراسلات والترز والجعفري
وتحولت قصة قبول الجعفري في الجامعة لمحط اهتمام الإعلام العالمي بعد أن نشرت صحيفة “التلغراف” في لندن مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي تم تبادلها بين الجعفري، التي تبلغ 22 عاماً، وباربرا والترز، الصحافية الأمريكية الشهيرة التي قامت بإجراء آخر مقابلة متلفزة للإعلام الغربي مع الأسد.

وتوضح الرسائل العلاقة الودية بين المرأتين – فإحداها تنادي جعفري والترز “بأمي المتبناة”- وتطلب في رسالة أخرى الجعفري “دفعة” من والترز للحصول على القبول في الجامعة حيث كتبت “أريد أن أبتدئ في بناء مستقبلي هنا”.

كما توضح الرسائل أن والترز قامت بالاتصال مع ريتشارد والد وهو مدرس في قسم الصحافة في جامعة كولومبيا، والتي تعتبر من الجامعات الثمانية الأكثر تفوقا أكاديميا في الولايات المتحدة، لحثه على مساعدة الجعفري كاتبة له “إنها رائعة الذكاء وجميلة”، ورد هو عليها قائلاً: “سأحثهم على الانتباه لطلبها، أنا متأكد أنهم سيقبلونها”. وبعدها أكدت جامعة كولومبيا قبولها لطلب الجعفري.

وبعدها عبرت والترز عن ندمها للتدخل لمساعدة الجعفري بعد أن تم الكشف عن الرسائل وقالت إن ما فعلته يشكل “تضاربا في المصالح”.
التشبيه بسيف الإسلام
ويطالب حالياً بعض طلبة كولومبيا بطرد المدرس ريتشارد والد، وبإلغاء قبول الجعفري، وقاموا بتوزيع عريضة كتب فيها: “نحث الجامعة على تطبيق سياسة أخلاقية واضحة لمنع المحسوبية وذلك بهدف حماية سمعة الجامعة وقسم الصحافة وايضا من اجل الشعب السوري المعاني. كمستشارة إعلامية لبشار الأسد، قامت الجعفري بتنسيق مقابلة للصحافية باربرا والترز مع الأسد في الوقت الذي قام فيه النظام بالتعتيم الإعلامي وبقتل شعبه.

ومن جهته شبه محمد العبد الله، وهو ناشط سوري في واشنطن، قبول كولومبيا بجعفري مثل قبول جامعة لندن لسيف الإسلام القذافي وأشار الى اضطرار تلك الجامعة للاعتذار لاحقا قائلاً: “سُمعة كولومبيا على المحك و الاعتذار كان مقبولا في حالة جامعة لندن لأن سيف الإسلام كان يقول إنه إصلاحي في ذلك الوقت، لكن مع شهرزاد الجعفري الحالة مكشوفة سلفا وتعرف الجامعة من هي”.

يذكر أنها ليست المرة الاولى التي تكُشف فيها رسائل الجعفري الإلكترونية للإعلام، حيث كشفت مجموعة من وسائل الاعلام عن رسائل تم تبادلها بين الأسد والجعفري توضح مدى ارتباط الجعفري بالنظام ومدى تأثيرها على الاستراتيجية الاعلامية للرئيس الأسد، بالإضافة الى كونها نقطة التواصل بين الإعلاميين الغربيين والأسد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..