الإرهاب والكباب.!

هل اختارت مصر “سكة اللي يروح ما يرجعش”، هل سيمضي الحكم بإعدام أكثر من 100 من جماعة الإخوان بينهم الرئيس المعزول محمد مُرسي والمرشد محمد بديع؟.. ربما يكون مستبعداً جداً لدى الكثيرين إن لم يكن الأغلبية أن تمضي أحكام الإعدام بحق جماعة الإخوان إلى نهاياتها، مستبعداً أن يتم إعدامهم ليس لأي سبب سوى أن الخطوة التصعيدية الحادة التي اختارتها السلطات هناك سوف توّلد بالمقابل حالة غضب وقوة بين صفوف التنظيم الذي صنفته الحكومة المصرية “تنظيم إرهابي” وأعلنت عليه الحرب وهذا كان كافياً أن يجعل الجماعة تختار الطرق الأخرى، ومستبعداً كذلك بحسابات لعبة السياسة، فربما أرادت الحكومة هناك أن تضغط على الجماعة بإضعافها معنوياً لتأتي مجبرة إلى تسوية تختار معادلتها السلطة، بحسب ما ترى هي، لكن بالمقابل ستحصد الجماعة بأحكام الإعدام هذه تعاطفاً دولياً منقطع النظير ربما لم تكن لتحصده إن بقيت في الحكم
لكن إن مضى حكم الإعدام الجماعي ضد الإخوان الذين حكموا مصر لمدة عام مقابل الأحكام التدريجية ببراءة رموز نظام حسني مبارك الذي حكم لأكثر من 30 عاما، فهذه دعوة صريحة لانتهاج العنف وخاصة وأنه منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي لم يتوقف مشهد العنف اليومي، الذي ظل يستهدف بشكل شبه ممنهج القوات الأمنية والشرطية في بعض المدن، والجيش المصري في جنوب سيناء، أحكام الإعدام ستفتح الباب واسعاً أمام أسوأ السيناريوهات التي من الممكن جدا أن تشهدها مصر في وقت وجيز.
لكن هناك سؤالا مهماً، هل ما يدور في مصر هو حرب ضد جماعة الإخوان أم هو صراع بين نظام قديم وآخر جديد؟، ربما يتعمد كثيرون من مناصري الإخوان خاصة في السودان أن الحرب تستهدف الجماعة كونها ترفع شعارات إسلامية، لكن الواقع المصري ليس كذلك بالضبط، هناك من يقبعون خلف السجون من التيارات اليسارية المناوئة للحكم العسكري، صحيح، أن الإخوان نالوا القسط الأكبر من الظلم وهذا يرجع لكونهم نظام حاكم وجاء إلى السلطة عبر الانتخاب وربما هذا ما جعله أن يكون الأول في ترتيب لن يتوقف عليهم، كما أنها قاومت بطرق شتى تعدها السلطات هناك عملاً إرهابياً، على عكس التيارات الأخرى الأقل تنظيمياً من جماعة الإخوان.
مصر ابتلعت ثورة يناير بالكامل، وهي الآن تُعيد ترتيب الوضع القديم إلى مكانه، القضية لا أعتقد أن التصعيد الذي يجري الآن خاصة في أعقاب إصدار قوانين أكثر تقييداً من بينها قانون منع التظاهر هو تصعيد سيتوقف عند محطة الإخوان فقط.

التيار

تعليق واحد

  1. تراجعت مصر عن خط ثورة الثالث والعشرين من يوليو اعظم الثورات في تاريخ العالم المعاصر التي حققت العدالة لشعبها وصمدت امام اكبر الاحلاف الاستعمارية في العالم وحررت اقتصادها الوطني واقتسم المصريون لقمة الخبز وصمدوا مع زعيمهم الذي شيع في اكبر جنازة شعبية في تاريخ العالم المعاصر وحدث التراجع تدريجيا بعد ذلك من زمن السادات الي مبارك الذي كرس حكم الفساد ومنح نفس هولاء الاخوان متنفس اقتصادي وسياسي في برلمانه الصوري لانه يعرف حبهم للمال والدنيا وبالامس سقط مبارك ومن بعده حكم الاخوان والاقلية النشطةالتي فازت في انتخابات متعجلة وماحدث بعد ذلك وعلي الرغم من السيطرة الواضحة للجيش المصري علي مجريات الامور لم يكن انقلابا عسكريا وانما ثورة شعبية لالبس ولاغموض فيهاوالاخوان اليوم يشنون حربا واسعة لتدمير الدولة المصرية..ولولا الثورة المصرية لحكم الاخوان اليوم مثلث ليبيا ومصر والسودان وفرضوا عليكم الجزية وانتم صاغرون..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..