أم قسمه .. وجمهورية شارع الحوادث…!

* العبره خنقت كلآ من الحلق واليراع, فتدفق الدمع, وانسكب مداد اليراع, كلآ يبكي على طريقته . سكبت الدمع مرتين, مرة حسرة علي شباب اليوم الذي قضي ربع قرن من ربيع عمره تيهآ, ولا زال , بينما يتنافس أولو الأمر في تحقيق الأرقام السالبه. فالسنين العجاف وضع لهن المولي عز وجل سقفآ حدده بسبع, ولكنها تجاوزت هذا السقف مثني وثلاث ورباع, تمخرعباب الزمن الى أربعين التيه.
* والمرة الثانية التي سالت دموعي فيها, وكانت دموع فرح هذه المرة, حين رأيت أم قسمة وشبابها الخيرين, يؤدون ما استعصي علي من أوكل اليه الأمر.ولعمري انه لربيع سوداني متفرد, قام به فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى.
*اختفت الدولة, فقامت دولة شارع الحوادث تقودها أم قسمة ويحمل شعلتها شبابها الذين وضعوا في قمة اهتماماتهم الأطفال وقود مستقبل البلاد, فكانوا الحاضر المضيء لمستقبل مشرق.
* بكيت والله لتواضع الفتية الذين قدموا ام قسمة قائدآ لهم, وهو تقديم تزاوجت فيه القدرة مع الحكمة, وقد وصفها المولي عز وجل في محكم التنزيل بالبسطة في العقل والجسم. ومعركة الربيع السوداني أحوج ما تحتاجه ما قدمه هؤلاء الشباب.
* والمولي عز وجل وهب أم قسمة وشبابها البسطة في العقل والجسم, ولم يكونوا من الأغنياء,ولا من ذوي الحسب والنسب المبني على الوهم, بل كانوا من المستضعفين, الذين اجتمعوا حول كفتيرة شاي, كانوا من بسطاء هذا الشعب, بل من مستضعفيه, فكان أن رأى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون.
* وبذا نالت جمهورية شارع الحوادث الحكمة والملك, دولة أم قسمة وشبابها. دولة تهتم بالمستقبل و بالأطفال بذرته. وتحول ذلك الشارع المكتظ بالمارة والسيارات,الي شارع ابداع بفضل ام قسمة وكفتيرتها وفتية تحلقوا حولهما.
* الأمر الذي أعجز أكبر وأفخم شوارع العاصمة(شارع النيل), والذي لو قام المراجع العام بحصر تكلفة الأبراج المشيدة واثاثات مكاتب الوزارات فيها, لما احتاج مريض للسفر خارج البلاد للعلاج, ولما هاجر مواطن بحثآ عن عمل.
* العقل السليم في الجسم السليم.وأجسام أطفالنا بذرة المستقبل يجب أن تكون كما اوضح الحديث النبوي الشريف. واهتمام الدول المتقدمة ينصب عليهم, وكان هذا في بؤرة اهتمام شباب أم قسمه في دولتهم الفتية في شارع الحوادث.
* والطفل سليم الجسم وسليم العقل هو ما يحتاجه حاضر ومستقبل السودان, شباب استمد من ضعفه قوة وعزيمة جعلت شاغلي أبراج ووزارات شارع النيل في موقف باهت ومذل.
* جهد شارك فيه كل أهل السودان ما عدا المنوط بهم الأمر في شارع النيل, ستين في المئة من التبرعات كانت من داخل السودان الفقير المعدم بفضل سوء ادارته, سبع عشرة مدينة سودانية ومغتربو السودان مدوا يد العون لهذا العمل الجليل, وأم قسمة وفتيتها سيواصلون الجهد ويسكبون العرق بعد ان تبين لهم عجز وزارات الصحة, وادارة الدولة العليا.
* لن أطالب بتكريم أم قسمة وفتيتها, ولو أرادوا هذا لدعوا أكبر الشخصيات للافتتاح, وقامت أم قسمة بهذا الدور مع طفل يعاني من السرطان, ويتماثل للشفاء, بعد الأمل الذي بثه في روحه هذا العمل العظيم.
* كما لن أطالب بوضعهم في موسوعة قينيس, فأكبر تكريم لهم ان يكتب الله باذنه تعالى هذه السنة الحميدة في ميزان حسناتهم وان يأتيهم أجر من عمل بها الى يوم القيامة.اما الكتاب الذي اسأل الله ان يدرج هذا العمل الجليل فيه فهو اللوح المحفوظ.هذا هوالتكريم الذي أرجوه لهم.
* صاحب المقهي الشهير في تونس الذي قال (هرمنا في انتظار تلك اللحظة التاريخية) وقد سخر كل وسائل التكنولوجيا الحديثة,عكس أم قسمة التي سخرت كفتيرتها وقد تحلق حولها الفتية الذين زادهم الله هدي, تلك الكفتيرة التي حلت مكان احدث الأجهزة, والمهم هنا هو الفكرة ووسيلة تنفيذها, والهدف منها, والذي كان ساميآ سمو من قاموا بالتنفيذ
* وفي هذا العمل تحدٍّ كبيرلا يقوى عليه الا الأقوياء, فيا بشراك أم قسمة ويا بشرى فتيتك الخلاقين.وهذا العمل دليل واضح على ان حواء السودان ودود ولود, لم تعقر بعد. وحواء السودان الأصيلة لا ترتاد مولات العواصم الكبرى بحثآ عن الموضة , انما تكدح بالكفتيرة , وحولها تحلق فتية صبوا جل اهتماماتهم على مستقبل بلادهم المتمثل في فلذات الأكباد.
* لي صديق عزيز كان يعمل في مؤسسة عالمية كبرى, وصادف إذ كان مسافرآ في احدى مهامه الدولية ان جلس بجانب احد المسافرين, الذي سأله عن جنسيته فأجابه بانه من السودان, وكان السائل من جنسية عربية, فأخذ يتحدث معه بالعربية, وقال لي صديقي انه ما دخل في حياته في موقف احرج من موقفه في الاجابة عما سأله عنه هذا المسافر.وقد كان السؤال صادمآ,(اخي السوداني لماذا لا تشبهكم حكوماتكم؟) تعثر صديقي في الاجابة , رغم انه مستشار بارع يقارع اكبر الأخصائيين الحجة بالحجة.عجز رغم فصاحة لسانه وحسن بيانه.
* ليته سئل بعد ملحمة جمهورية شارع الحوادث, لكان اوفي واستوفي, فتلك الملحمة هي صورة السودان المضيئة في جوف الظلمات. حينها يا صديقي ستجد الحكومة التي تشبهنا حقآ, والتي تعبر عن اشواقنا, وتجعل آمالنا قابلة للتحقيق, بعد أن غمرتنا الأوهام والوعود الكاذبة. ويا هو دا السودان.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..