مدرسة التملق في السودان

في العلوم السياسية هنالك مدارس سياسية كثيرة ومختلفة بإختلاف الانسان والزمان والمكان وهذه المدراس لها مفكريها ومرتكزاتها الفكرية ومشاريعها السياسية ومناهجها التنظيمية ولوائحها القانونية وميثاقتها الاخلاقية ورغم إختلافاتهم إلا ان هدفهم واحد وهو خدمة المجتمع الانساني من خلال برنامجهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
*ولسوء حظ الشعب السوداني جاءت الجبهة الاسلامية**القومية الي السلطة ودمرت عمداً وقصداً المورث الانساني الاخلاقي في ممارسة الفعل السياسي حيث اتت معها بمدرسة جديدة وفريدة وغريبة من نوعها ,وهي مدرسة الدعارة السياسية والانتهازية النفعية. وشروط الانضمام اليها كثيرة ومثيرة واهمها التفنن في كسير التلج, والمهارة في التملق والشطارة في الانبطاح والتسلق, والتنافس في مسح احذية السلطان وتقبيل اياديه الملوثة بدماء الشعب وغسيل جرائمه بالنفاق السياسي والإعلامي . ورواد هذه المدرسة*كلهم من سواقط المجتمع وبقايا التنظيمات السياسية وفاقدي التربية والتعليم ومعتادي الاجرام والاحتيال وفلسفتهم في ممارسة السياسة قائمة علي انها دكان للإسترزاق وتحسين الوضع المادي والاجتماعي وللاسف معظهم اتوا من المجتماعات الفقيرة مرهقين بآثار الفقر والجوع لذلك يتحسسون المال باي تمن وفي سبيل المال والسلطة يبيعون شرفهم وكرامتهم الانسانية بأرخص الأثمان ودائما تجدهم أكثر تشددا من السلطان نفسه في تدمير مجتماعاتهم التي اتوا منها وابادة اهلهم ومص دماءهم وسرقة مجهود عرقهم*والرقص علي جماجم موتاهم كل ذلك مقابل قريشات لاتغني ولا تثمن من الجوع..*وهنا تحضرني قصة طريفة مرت علي**في ايام الجامعة حيث كنا شلة من الاصدقاء نذاكر في مكتبة مسجد الشهيد بالخرطوم**وخرجنا عند المساء من المكتبة ومتجهين الي منازلنا ..عند البوابة استوقفني دفعتي كوز من دارفور وهو داخل الي الجامع ونحن خارجين من المكتبة. وقال لي كيف حالك يا دفعة؟! وقلت له انا بخير. وقال لي ما تعال أقم معنا قيام الليل الليلة، وقلت له باختصار شديد انا بقيم الليل في منزلنا. وقال لي بكل غباء يا اخي بعدما تقيم الليل تضرب الجداد!! وكاد اللعاب يسيل من فمه،*والرجل كان جادي شديد جدا ويريد يستقطبني بقطعة جدادة مشوية مسروقة من عرق ودم الشعب كما تم استقطابه هو، ولكن قلت له بشكل حاسم أقم ليلك واضرب جدادك واملئ بطنك وتركته يلهث وراء جداده وهو الآن عضو دائم ونشط في كتيبة الجداد الالكتروني …!! حيث تجد سماسرة هذه المدرسة*نسائنا ورجالا *يتسابقون ويتملقون عبر الوسائل الاعلامية المختلفة في تذيف الحقائق لصالح اسيادهم وتقليب الوقائع علي الارض وحيث يتفننون في تحويل الحقيقة الي الكذب والكذب الي الحقيقة و يضحكون حينما يبكي عموم الشعب ويبكون عندما يضحك الشرفاء وتجدهم متططئ الرؤوس ومنكسري الارادة والضمير ومنهزمين داخليا وينحشرون كحشرات الخريف في كل صغيرة وكبيرة كل ذلك بغرض كسب ود الدكتاتور الدموي الذي يقتل ابائهم وامهاتهم**واخوانهم ويغتصب اخواتهم ويحرق قراهم ويسرق اموالهم …!! ورغم ثقل دمهم وتخانة جلودهم ودماثة خلقهم وتفاهة مواقفهم وبشاعة جرائمهم، ولكن سوف يحاكمهم التاريخ ويحاسبهم الشعب ويكشف خيبتهم للاجيال القادمة وتبقي العار يلاحقهم ودموع اليتامى والأرامل تطاردهم ودماء الشهداء تأرق مضاجعهم أين ما كانوا. وسوف يذهبون بذهاب اسيادهم ويبقي قيم الخير والجمال والإنسانية في مجتمعنا السوداني.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..