النظام التالف..!!

قبل اكثر من ثلاث أعوام فلتت كلمة من لسان الفريق قطبي المهدي أوردته موارد التهلكة السياسية..رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني اعترف في لحظة صدق لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية ان الإنقاذ باتت مثل دواء منتهي الصلاحية ..من بعد ذلك التصريح اصبح الفريق قطبي نفسه منتهي الصلاحية ..تم تهميش المستشار السابق لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز الأمن الخارجي في أصعب الفترات..لم يظفر قطبي حتى بدائرته الانتخابية في نواحي دامر المجذوب..بمعنى ان الدكتور قطبي خرج من قائمة الثلاثمائة شخصية الأكثر تأثيرا في الحزب الحاكم..الثلاثمائة ونيف هم من يمثل الحزب الحاكم في البرلمان الجديد.
قبل ايام أصدرت الدكتورة سهير صلاح الدين مسؤولة المرأة بالمؤتمر الشعبي تصريحا صحفيا أماطت اللثام فيه عن مشروع النظام الخالف ..هذا المشروع عكف عليه الشيخ حسن الترابي لبضعة اشهر..يهدف النظام الخالف لإعادة توحيد الاسلاميين في جبهة جديدة تشمل حتى منتسبي الحزب الحاكم..وقد اكدت الدكتورة سهير صلاح الدين ان حزبها مستعد للتنازل عن اسمه في سبيل الوحدة القادمة.
بداية من الملاحظ ان خبر الحلم الجديد بحزب جديد لم يجد الاهتمام الإعلامي الكافي..وربما تكون هذه المرة الاولى التي يطرح فيها الشيخ الترابي منتجا سياسيا ولا يقابل بموجة عارمة من التفاعل..كل مشاريع الترابي من لدن جبهة الميثاق الإسلامي الى الجبهة الاسلامية وانتهاءا بانقلاب الإنقاذ كانت تغدو حديث المجالس ..حتى مصطلح التوالي السياسي الذي كان مدخل الشيخ للتعددية الحزبية في عهد الإنقاذ نال حظه من الاهتمام.
في تقديري ان عدم الاهتمام هنا يشير الى قناعتين ..الاولى ان حلم الترابي لن يتحقق في ارض الواقع..وذلك لان فكرة النظام الخالف تعتمد على تفاهمات ثنائية فوقية بين الشيخ الترابي والرئيس المشير البشير..حتى هذه اللحظة لم يبد الحزب الحاكم ترحيبا بفكرة النظام الخالف ..وربما كانت الموافقة على الفكرة مجرد سحابة دخان لمنع الحزب الشعبي من الأبصار ابان الصراع على السلطة داخل اروقة الحزب الحاكم وما تلى ذلك من انتخابات ما زالت حديث الناس حتى يومنا هذا.
القناعة الأخرى حتى لو تحققت الوحدة المنشودة بين فرقاء الاسلاميين فلن يسهم ذلك في حل مشكلات البلد..النظام الخالف قد يمنح الإنقاذ عمرا إضافيا ..ولكن في ذات الوقت يضع الاسلاميين في سلة واحدة مما يجعلهم هدفا سهل المنال لخصومهم الساعين لاقتلاعهم من وجه الأرض…في ذات الوقت لن تستطيع اللافتة الجديدة تحقيق تغييرا كبيرا في سياسات الإنقاذ..الإنقاذ لم تعد مشروعا سياسيا لتيار عريض ..إنما باتت شركة مساهمة خاصة يعود ريعها لعدد محدود من حملة الأسهم ..لهذا لن يسمح منتظري أرباح نهاية العام بدخول فاعلين جدد على المسرح الانقاذي .
بصراحة ..فكرة النظام الخالف فكرة جيدة تطرح في الوقت الخطا..لن يتضح ذلك الا إذا تخيلنا انتفاضة ابريل حدثت والترابي مساعدا لنميري والأستاذ علي عثمان رائدا في مجلس الشعب..الحظ السعيد جعل قادة الاسلاميين يدخلون السجن قبيل شهر من الانتفاضة..المطلوب من الاسلاميين تمتين المعارضة الاسلامية بإخراج أكبر قدر من الكوادر من سفينة الإنقاذ الغارقة..المعارضة الاسلامية تستطيع الإسهام في تفكيك الإنقاذ بأقل قدر من الخسائر..وبعدها يمكن فتح حساب جديد باسم النظام الخالف.

( التيار)

تعليق واحد

  1. فعــــــــــــــــلا

    …………..الإنقاذ لم تعد مشروعا سياسيا لتيار عريض ..إنما باتت شركة مساهمة خاصة يعود ريعها لعدد محدود من حملة الأسهم ..لهذا لن يسمح منتظري أرباح نهاية العام بدخول فاعلين جدد على المسرح الانقاذي .

  2. “””الإنقاذ لم تعد مشروعا سياسيا لتيار عريض ..إنما باتت شركة مساهمة خاصة يعود ريعها لعدد محدود من حملة الأسهم ..لهذا لن يسمح منتظري أرباح نهاية العام بدخول فاعلين جدد على المسرح الانقاذي .””

    الجمله دي مفتاح فهم كل مايجري في السودان
    ماعايزين اي اسلامويين في السودان!
    باختصار ياظافر
    ليذهبو الى الجحيم

  3. دائماً شيمتكم التملص من فعائلكم ، لماذا عدم الأمانة في الطرح من أجل الوصول لحلول صحية ؟ لماذا لا تسأل نفسك أن الإنقاذ دي صنيعة منو ؟ اليست صنيعة الترابي و تلاميذه ممن يسمون أنفسهم الحركة الإسلامية ؟

  4. النظام الخالف قد يمنح الانقاذ عمرا اضافيا ولكنه في ذات الوقت يضع الاساميين في سلة واحدة مما يجعلهم هدفا سهل المنال لخصومهم الساعين لاقتلاعهم من وجه الارض
    يخس الان عوفت ان اتجاه هذا الظافر اسلامي او اسلاموي كما يحب البعض ان يعبر عن افك وضلال هؤلاء المخلوقات
    يا اخي مش كفاية كوم واحد من الاسلاميين لعنو خاش ابو البلد عاوز تعملهم لينا كام كوم
    اختشي

  5. حقا أنت عبد فتات موائدهم الخاسر المنافق
    بعد كل الذي حاق بالسودان وأهله مازلت تخاف على القتله سارقي قوت الشعب ولسلامتهم وتخاف على سفينتهم الغارقة خسئت وخسئوا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..