مكاسب خاصة

الخبر الذي حملته الصحف حول إعلان رئيس الحمهورية المنتخب لولاية جديدة وابتدار الهيئة التشريعية القومية لمهامها بسن قانون يقضي بتشكيل مفوضية قومية للشفافية ومكافحة الفساد ومنحها صلاحيات واسعة مع تبعيتها لرئيس الجمهورية مباشرة تعتبر بداية موفقة للحكومة الجديدة وإشراف الرئيس مباشرة على هذه المفوضية يجعل إجراءاتها أكثر نجاعة في مواجهة كل فاسد.
وتعتبر ظاهرة الفساد المالي من الظواهر التي تؤرق معظم الدول وخاصة النامية منها حيث ينخر الفساد في جسم الاقتصاد وما يتبعه من شلل في عملية البناء والتنمية الاقتصادية والقدرة المالية والادارية وبالتالي عجز الدولة في مواجهة تحديات إعمار البنى التحتية والفساد المالي وفقاً لتعريف منظمة الشفافية العالمية هو “إساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة” أما بالنسبة لصندوق النقد الدولي، فهو علاقة الأيدي الطويلة المعتمدة التي تهدف إلى استحصال الفوائد من هذا السلوك لشخص واحد أو مجموعة ذات علاقة بين الأفراد، وهو ممارسة يترتب عليها الإضرار بالمصلحة العامة للمجتمع. وهو استغلال السلطة والنفوذ لتحقيق مصالح خاصة.
وينتشر الفساد غالباً في الدول الديكتاتورية وغياب الحريات والنظام الديمقراطي وضعف مؤسسات المجتمع المدني وغياب الأجهزة الرقابية المنوط بها محاربة مثل هذه الظواهر أيضاً هنالك أسباب اجتماعية تؤدي للفساد تتمثل في المحسوبية والقبلية والجهوية في التوظيف بمؤسسات الدولة وهذا يؤدي إلى هجرة أصحاب الأموال وهجرة أصحاب الكفاءات والعقول الاقتصادية خارج البلاد بسبب المحسوبية والوساطة في شغل المناصب العامة. مما يؤدي إلى ضعف إحساس المواطن بالمواطنة والانتماء إلى الوطن أيضاً ضعف المؤسسات الرقابية ووضعها لقوانين صارمة تحد من تفشي ظاهرة الفساد.
إن تعزيز قيم النزاهة ونظم الشفافية والمساءلة في القطاع العام يرتبط بشكل وثيق بوجود بنية مؤسساتية سليمة وهذه البنية مدعمة بأجهزة رقابة قوية وفاعلة تتمتع باستقلالية ومهنية، بحيث تديرها كوادر فنية متخصصة مدربة ومؤهلة أكاديمياً لشغل تلك الوظائف المهمة والخطيرة، فحماية المال العام من العبث والاختلاس والسرقة يتطلب جهوداً كبيرة عند وضع النظم المحاسبية التي تتميز بالرقابة المحاسبية الدقيقة والتي لا يستطيع أي فاسد اختراقها.
لذلك يجب وضع قوانين صارمة تصل عقوبتها حد القطع من خلاف لكل من يمد يده للمال العام وتفعيل الأجهزة الرقابية أو وضع رقابة قبلية كما نادى بذلك النائب البرلماني الفريق صلاح قوش خلال مداولات البرلمان السابق في هذه القضية يجب محاربة وكشف كل الذين كونوا ثروة على حساب المواطن السوداني الذي أنهكته الأسعار في السوق. يجب تعرية لصوص المال العام أينما وجدوا ومهما كانت مناصبهم، وليواصل الإعلام محاربة هذه الظاهرة حتى القضاء عليها.
اين مفوضية التى كونةا ذات الريس اذا لم يبدا بزوجته واخوانه يكون مافيش فايدة
اليوم الثلاثاء إنطلاقة القهقرى بالسودان و السودانيين .. اليوم الثلاثاء إسدال ستار قاتم و إزاحة ستار عن فصل أكثر قتامة .. اليوم لا أعرف معنى لصمتنا إلا رضى بالتنصيب .. و موافقة على شرعية هي أصلا لقيطة .. اليوم قص شريط الإيذان بالتنكيل و التشريد و التضييع .. اليوم يتنفس المجرمون الصعداء أن القانون المشلول لن ينالهم و أن العدالة المغيبة ستلفهم بثوب الستر و الكتمان .. حُقَّ لنا اليوم أن ننصب سرادق العزاء ..
لا نريد غضبا يمضغنا و يطيل حكم البشير لا نريد حزنا يرهقنا و يريح البشير .. زفرات الغضب التي تعتمل فينا لو اجتمعت و خرجت لحرقت عرش الكيزان .. دعوات الناس لو ارتفعت لاستجاب لها الرحمن .. لكنا أبدا نقعد نشهد الحلقة المائة بعد العشرة ألف و نتأفف ضجرا و نتململ سأما و الحلقات الكيزانية تمضي تطحننا و تأكل كالجزام أطراف البلد و لبه.
القوة ليست ركلا ليست صفعا ليست طلقة القوة صمت رسم دمعة ..القوة غضب غير محبوس .. القوة ألا تسمح بمزيد الدوس على خدك بنعل العسكر .. القوة ليست شرطا أن تأتي من عنتر القوة قولك لا .. القوة أن تنهض تمشي تتغنى من أجل الحرية .. الغضب وحده لا يكفي و الحزن معه لا يشفي .. قم يا هذا فزئيرك قنبلة في وجه العملاء .. لا تتخبّأ مثل الجبناء .. هل ترضى أن يأتي أحد يلغي أبويك؟ هل تفرح إذ يقطع السياف جزءا من أرض الدولة؟ أم تمشي مرحا تشهد جلد فتاة سمعت صرخاتها الجدران الأسمنتية و إلا أذناك أبتا أن تفعل .. غاندي حارب حارب الاستعمار بملح و مانديلا بابتسامة .. و مارتن لوثر كنج بكلمة فماذا عني و ماذا عنك؟
دعونا نعبر بجماعية بأيما وسيلة توصل فكرة أنّا بالتنصيب لسنا سعداء .. و أن اليوم حداد و عزاء .. دعونا نرمي حطبا أكثر في نار مقاطعة الانتخابات الهزلية .. دعونا نصب علقما في شربات فرح التنصيب و نُشهد العالم أن الحفلة كل الحفلة تخص العصبة البشيرية .. دعونا ندخل في آذانهم و إن سدوها بوقر العناد و الفساد أنهم لا يمثلون الإرادة السودانية الحرة .. و أن البشير لا يجلس على كرسي الشرعية بل على دبابة انقلابية ..
قولوها لا داوية .. قولوها لا مزلزلة .. قولوها لا عاصفة .. قولوها لا ناسفة .. لو كل منّا أطفأ أنواره ليلا فذاك لا .. لو كل منا ربط عصابة حمراء فذاك لا .. لو كل منا خرج الشارع فذاك لا .. لو كل منا كتب على عشرة أوراق (لا) ثم رماها فذاك لا.
اللهم يا من قلت و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ها نحن أولاء ندعوك بأحب ما تحب أن تُدعى به .. اللهم أكفنا شرهم و أبدلنا بخير منهم .. اللهم اجعل الدائرة عليهم و اجعل الفتنة بينهم و اجعل الغلبة عليهم اللهم آمين.
المفوضية يجب أن يكون مسؤول عنها القضاء النزيه وليس الرئيس… هذا إن كان هناك قضاء نزيه في ظل نظامه.