الشعب السودانى الأن: بين مطرقة حكم المؤتمر الوطنى غير الرشيد وسندان الحركات المسلحة التى تطالب بالحكم الذاتى او الإنفصال‎

بسم الله الرحمن الرحيم

مبتدأ مقالى هذا ما قاله الشاعر المصرى الكبير /فاروق جويدة إبان زيارته فى الأيام الفائتة لوطننا الحبيب ،بدعوة كريمة من مجموعة ريحة البن الشعرية ،إذ قال:-

م(رحلة طويلة يحتاجها السودان بعد محنة الانقسامات والصراعات والحروب بين القوى السياسية والدينية والعرقية فهل يستطيع الرئيس البشير ان يضع اقدام شعبه على بداية طريق جديد للرخاء والأمن والإستقرار .. هذا ما يحلم به السودانيون ونحن نشاركهم هذا الحلم)م

أولأً:لا بد لنا من شكر الشاعر الكبير على كلماته الطيبات فى حق الشعب السودانى،والتى سطرها فى مقالٍ رائعٍ له نشر فى عددٍ من الصحف الورقية والإلكترونية،والكلام الحسن والمنمق عن الشعب السودانى،قال به الكثيرون من الأعلام والعلماء سواء كانوا من العرب أو العجم،وهذا الإطراء بلا شك فيه الكثير من قوة الدفع للشعب السودانى لكى ينهض من كبوته،ويلحق بركاب الأمم المتقدمة،ولكن الشعب السودانى اليوم يعيش تحت مظلة نظامٍ لا يرى إلا نفسه،ولا يفرط فى السلطة حتى ولو أدى ذلك إلى فناء كل الحركة الإسلامية التى يعمل تحت مظلتها الحزب الحاكم(المؤتمر الوطنى)فالحزب الحاكم يعمل لدنياه أكثر من أخرته،هذا بالطبع داخل الدائرة الضيقة التى يتقاسم فيها أفراد هذا الحزب السلطة والمال،أما بخصوص السواد الأعظم من شعبنا الكريم ،فإنهم قنطوا من رخاءٍ فى معاشهم أى أبسط مقومات الحياة،وكذلك سئموا من عدلٍ أو عدالة إجتماعية وعلى سبيل المثال لا الحصر التعيين فى الوظيفة العامة والتى أصبحت حكراً لأتباع هذا الحزب،أو الذين يسبحون بحمدهم،هذا من جانب الحركة الإسلامية وحزبها الذى لا يعرف إلا السلطة والمال،فالسلطة أصبحت فى يده لأكثر من ربع قرن من الزمان وكلها كانت فشل ذريع فى إدارة الدولة،وضياع المواطن السودانى المغلوب على أمره،وفى الطريق خمس سنوات أخر وهى كالمطرقة تماماً والتى تكون مرفوعة ليهوى بها رافعها ويضرب بها أم رأس الشخص المستهدف بالضرب وهذه السنوات، علمها عند الله،ماذا سيفعل هذا الحزب فى هذه السنوات بهذا الشعب الطيب؟نسأل الله اللطف وان يولى أُمورنا خيارنا لا شرارانا.

أما بخصوص المطالب والتى تنادى بها بعض الحركات المسلحة وخاصةً فى مناطق النزاعات(دارفور-جبال النوبة -جنوب النيل الأزرق)فإنَ إطالة أمد الحرب يشجع كثيراً إنسان هذه المناطق على المطالبة بالحكم الذاتى كحد أدنى ،إن لم يرفع سقف مطالبه ويطالب بالإنفصال بصفة نهائية عن الوطن الأم السودان.فالأمر لجد خطير،والذين يقولون من الحكومة أو المعارضة ،بأنَ هذه المطالب عبارة عن مناورات سياسية من قبل هذه الحركات لكى تقوى من موقفها التفاوضى عندما تجتمع مع الحكومة فى أى مفاوضات قادمة فى المستقبل،فأقول أنَ مثل هذا الكلام والذى يطلق على عواهنه،كلام فطير وغير واقعى ،فأصحاب هذه المطالب يقصدون ما يعنون ولهم سندهم الداخلى والإقليمى والعالمى،فإستمرار الحرب فى هذه المناطق والذى ينتج عنه نزوح ولجوء الألاف من المواطنين ،بالإضافة للقتلى والجرحى يترك أثاراً سالبة فى نفوس أبناء هذه المناطق،وخاصةً الذين هم الأن يعيشون فى أوربا وأمريكا،فهولاء لهم القدرة على الإتصال بالجهات ذات القرارات المؤثرة ،سواء كانت حكومية أو منظمات دولية لها صلة بحقوق الإنسان،فالعالم اليوم لم يعد،كما كان بالأمس،فكل الإنتهاكات التى تحدث من قبل أى حكومة ديكتاتورية ضد شعبها مرصودة بالأقمار الإصطناعية وأجهزة الرصد الأخرى الموجودة لدى بعض المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ،والمتواجدة فى كل بقعة من بقاع العالم،إذاً إنَ الأسباب التى أدت لهذه المطالب مازالت قائمة،وليس من مصلحة الشعب السودانى أن يدخل مرة أخرى فى نفق الحكم الذاتى لبعض المناطق أو تقرير المصير،وليس كذلك من مصلحة هذه الحركات المطلبية أن تجدد هذه المطالب بصورة تكاد تكون يومياً،ففى السودان متسع من التسامح وسعة الصدر وتقبل الأخر ولكن لا يكون ذلك كذلك إلا بتغيير سياسة المؤتمر،وذلك بأن يعلم تماماً بأنه ليس الحزب المثالى أو الوحيد الذى يمكن أن يحكم دولة كالسودان بمفرده(تجربة ال25 سنة خير دليل)وعلى الرئيس البشير أن يعمل بنصيحة الشاعر الكبير فاروق جويدة،بأن يكون حاكماً لكل أهل السودان ويبسط العدل بين الناس،وأن يتفق مع كل ألوان الطيف السياسى فى السودان بالإضافة للمعارضة المسلحة،على صياغة دستور جديد يرضى كل طموحات أهل السودان،وأن يعمل على تشكيل حكومة قومية تلبى وتحل كل مشاكل السودان،وأن يعلن فوراً وقف إطلاق النار فى جميع مناطق العمليات ،وتوصيل الإغاثة للمنكوبين وأن يطلق سراح المعتقلين السياسيين وأن تكون الحرية فى كل المجالات مع وضع الضوابط المناسبة،والتى قطعاً لا تعمل على كبحها بل تساعد فى إزدهارها،ويا حبذا لو نظر الرئيسالبشير نظرةً ثاقبة لنداء السودان ،وجلس مع الموقعين عليه ،وعلى رأسهم الإمام الصادق المهدى ومالك عقار بالإضافة للأستاذ/على محمود حسنسن-المحامى،فالوقت يمر بسرعة وما هو متاح اليوم من معطيات لحل المشكلة السودانية قد لا نجده غداً.

د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى

وبالله الثقة وعليه التُكلان

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا تستهينوا بدعاوى تقرير المصير لدارفور!

    06-05-2015 10:35 AM
    محجوب محمد صالح

    في تطور مثير للقلق كشف أركو مناوي أحد قادة الحركات الدارفورية السودانية المسلحة أنهم سيطرحون فكرة تقرير المصير لإقليم دارفور، ليقرر أهل دارفور إن كانوا سيظلون جزءاً من السودان أم يفضلون الانفصال ليؤسسوا دولة دارفور المستقلة على غرار ما حدث بالنسبة لجنوب السودان. وقد قلل د.أمين حسن عمر المسؤول عن ملف دارفور في رئاسة الجمهورية من أهمية هذا التصريح، معتبراً أنه صادر بغرض الإثارة وأنه تصريح (لا قيمة له)، وأن الحركات المسلحة قد هزمت في الميدان، ولذلك تلجأ لهذه المزايدات السياسية بحثاً عن وضع مستقبلي لقادتها? فهل نحن أمام سيناريو جديد يمكن أن يؤسس لحركة انفصالية في دارفور؟

    قضية دارفور في مختلف مراحل صراعها مع المركز وحتى بعد انفجار ذلك الصراع في مواجهة مسلحة منذ أكثر من عقد من الزمان كانت قضية مشاركة في السلطة والثروة في سودان لم يشكك أهل دارفور قط في انتمائهم إليه وإيمانهم به ككيان سياسي واحد، ولم يعبر أي من قادتهم في أي مرحلة عن نزعات انفصالية، ومجرد طرح هذا الشعار تحت ظروف السودان الحالية وبعد تجربة انفصال الجنوب أمر لا بد من أن يثير قلق أي مواطن يقرأ الواقع السياسي السوداني قراءة راشدة، وسواء كان الدافع لطرح الشعار إحساساً باليأس أو بخيبة الأمل أو قناعة بأن أحوالهم كجزء من السودان، ليست مرشحة لتغيير إيجابي وشيك فإن البيئة السياسية والأمنية والاقتصادية في دارفور اليوم تعاني من انسداد الأفق الذي يخلق أجواءً مواتية لانتشار مثل هذا الشعار لدى أوساط دارفورية معتبرة، مما يستوجب التعامل مع هذا الطرح بجدية.

    هذا هو الدرس الذي تعلمناه من تجربة أزمة جنوب السودان، ذلك لأن أجواء مشابهة جعلت مطلب (الفيدرالية) والعدالة والإنصاف والمشاركة الفاعلة في السلطة والتنمية والثروة يتراجع تماماً ليحل محله مطلب الانفصال وانحياز الأغلبية له، فالنار من مستصغر الشرر? والملايين من أبناء دارفور يعيشون الآن إما في معسكرات اللجوء الخارجي أو النزوح الداخلي أو في المنافي مع انهيار الأمن الداخلي وتصاعد الصراعات الدموية، بل وإن طلاب دارفور في العاصمة القومية باتوا على قناعة بأنهم مستهدفون بحملة عنصرية باغية، وذلك كله يغري الكثيرين بقبول أطروحات تقرير المصير.

    غير أن سوء الأحوال في دارفور لا ينبغي أن يجعل البعض يقفز إلى النتيجة الخاطئة فيتصور (الانفصال) علاجاً لأزمة الإقليم السياسية والاقتصادية والأمنية، لأن أزمة دارفور ?مثلما كانت أزمة الجنوب? جزء من أزمة السودان الشاملة، ولن تحل إلا في إطار ذلك الحل الشامل الذي يعيد إلى السودان كله أمنه المفقود وسلامته واستقراره ويؤسس فيه لنظام حكم يقوم على المساواة الكاملة والمشاركة الفاعلة في إدارة شأنه العام والعدل والإنصاف في اقتسام ثروته وتنمية موارده والمساواة الكاملة لكل مواطنيه، بصرف النظر عن اختلاف أعراقهم ومواطنهم وثقافاتهم يتعايشون في وطن يسوده حكم القانون العادل ويتبادلون السلطة فيه سلماً.
    الاندفاع العاطفي والقراءة الخاطئة لأوضاع الجنوب دفعت قياداته السياسية للتنكر لمبدأ حل أزمة الجنوب في إطار السودان الواحد، وصوروا للجماهير (الانفصال) كوصفة سحرية لعلاج كل معاناتهم، فإذا بهم اليوم يحصدون النقيض تماماً، إذ تفجرت وسطهم كل التوترات القبلية الكامنة ليعيشوا اليوم في كنف حرب مأساوية ترتفع درجة معاناة المواطن فيها إلى أضعاف أضعاف ما كان يعانيه في السودان الموحد، وبات القتل على (الهوية القبلية) سُنة راسخة وممارسة يومية، وباتت الدولة الوليدة -التي انفرط أمنها وتراجع اقتصادها- على وشك الانهيار!

    إننا لا نستهين بدعوة تقرير المصير التي أطلت برأسها في تصريح مناوي، ولا بد أن يتعامل معها المجتمع السياسي بالجدية المطلوبة ويوضح بصورة قاطعة الخلل في المنطق الذي تنبني عليه دعاوى الانفصال خاصة ومجتمع دارفور يعاني اليوم ?فوق صراعه مع المركز- من أزمة حادة تجلت في الحرب المأساوية التي تدور بين قبائله المتصارعة بسبب المنافسة الحادة على موارد طبيعة متناقصة، وهو سيناريو مرشح للاستمرار والتداخل مع الصراع ضد المركز، فيوهن النسيج الاجتماعي ويغري بمزيد من الاحتراب الداخلي، والقوى السياسية المختلفة مطالبة بأن تتعامل مع أطروحات تقرير المصير الذي يفضي للانفصال بالجدية المطلوبة، وإذا كانت الأصوات التي تردد الشعار اليوم محدودة وخافتة الصوت، فإن تطورات الأحداث قد تشعل نيرانها إذا تجاهلناها وقللنا من شأنها، وإذا استمرت الحرب والاقتتال.

    وهي ليست دعوة (معزولة) مثلما يروج البعض فإن همساً يدور حولها في أوساط بعض أبناء دارفور في المركز خاصة بين الطلاب الذين ارتفعت أصواتهم ضد العنصرية التي يعانون منها، بل وتجاوزت ذلك إلى مقالات منشورة في مواقع اسفيرية، وكان آخر ما اطلعت عليه في هذا الصدد مقال كتبه المثقف الدارفوري المقيم في أميركا د.آدم محمد آدم (سودا نايل 30 مايو 2015) تحت عنوان (دارفور 2017)، وهو يرشح ذلك التاريخ لقيام دولة دارفور المستقلة بعد فترة انتقال مداها عامان تنتهي بتقرير المصير الذي يفضي للانفصال، وهو يرى أن دارفور لم تكن تاريخياً جزءاً من السودان، بل وظلت خارج إطار سودان الحكم الثنائي حتى مطلع العشرينيات من القرن الماضي بعد احتلال حكومة الخرطوم لها عام (1916)، وهو يعدد أسبابه للانفصال ويصل إلى نتيجة مؤداها (الانفصال هو خيارنا الصحيح ولا يصح إلا الصحيح)، فليقرأ ما كتبه أولئك الذين يقللون من أهمية هذا الطرح، وبصرف النظر عن موقف الحكومة أو استهانتها بهذا الطرح، فإن القوى السياسية السودانية خاصة المعارضة مطالبة بإدارة حوار جاد مع الصفوة الدارفورية والقوى الحية في المجتمع وهي ?أيضاً- مطالبة بخلق (حاضنة اجتماعية) متجاوبة مع محنة دارفور حتى يشعر الدارفوريون أن لهم وجعاً في محنتهم الراهنة!

  2. هذا النظام نظام حسن الترابي وقبيلته ذو الوجه المخفي له وهو يمثل دور زعامة المعارضة ليلغي دورها ويقوم هو بذلك والآن وبعد انشغال العالم بمهام أخري في بقاع مختلفة بدأ يكشف عن وجهه الحقيقي وذلك بتمثيلية التقارب مع النظام وهو بدبر لإستمراره الي الأبد والثمن الباهظ لذلك وهم يمارسون القبلية بأبشع صورها فتجد الترابي والبشير وسوار الدهب من نفس القبيلة الواحدة يعتلون هرم الدولة ويدثرون بثياب القومية ولا أحد يتحدث عن قبائلهم وهم من قبيلة واحدة وضيعة لم تذكر في تاريخ السودان القديم إلا عرضاُ وبينما إذا اتي شخص آخر يهاجم بقبيلته وجهته وبالذات إذا كان من دارفور أو من شرق السودان أو جبال النوبة أو من جنوب النيل الأزرق أو من بقية انحاء السودان الكبير فيمكنني أن أطلق عليهم مهندسي التشرذم والتفتيت فما مصلحة دارفور مثلا في البقاء مستعمرة من قبل امثال هؤلاء الذين يدسون سم الفتن بين القبائل حتي يضمنون استفحال العداء الداخلي حتي لا ينعموا بالإنفصال إذا انفصلوا كما حدث في الجنوب مع العلم ان نفس القبائل موجودة بجمهورية تشاد فلماذا لم نسمع بالحروب القبلية بين القبائل العربية وغير العربية بتشاد جارة دارفور ما يؤكد انها فتنة مفتعلة تزول بزوال المؤثر سواء كان تغييراُ للنظام او إنفصالاُ كما حدث بالجنوب نعم مصلحة دارفور الحقيقية في التغيير أو الانفصال لتنعم بمواردها الغنية والعلاقات المفتوحة مع العالم الخارجي فأسألكم بالله كم طبع هؤلاء من العملة بمطابع العملة المحلية بإسم السودان ودارفور وكم كان نصيب دارفور منها كما أن للدولة الحق في إستيراد السلاح لحماية مصالح الدولة الاستراتيجية والسيادية فماذا كان نصيب دارفور من ذالك السلاح المستورد بإسمهم وماذا كان نصيبهم من البترول المستخرج من أراضي غرب السودان والجنوب وما هو نصيبهم من التنمية في قطاع الطرق والكهرباء والخدمات الأخري وما هو نصيبهم من الوظائف السيادية العليا والوسيطة والدنيا مثلا ضباط جهاز الامن والشرطة والوظائف الاتحادية وإذا نظرنا الي بقية النمازج الأخري لنطبق عليها نفس الاسئلة مثلا شرق السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق وأقصي الشمال ووووو نحلص الي ان الحل الوحيد …….هو التشرذم والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..