القصة ما قصة رغيف

بشفافية

القصة ما قصة رغيف

حيدر المكاشفي

قبل ذلك، القصة هي قصة سين والولاية، علاقة شركة سين للغلال بولاية الخرطوم أو ربما بالحكومة عموم، ما هي حقيقة هذه الشركة وما هو أصلها وفصلها وتفاصيلها وما هي ميزتها حتى يتم منحها وحدها دون غيرها امتياز صنع وتوزيع مليون رغيفة بالولاية حسبما جاء على لسان والي الخرطوم بأن مخابز شركة سين ستبدأ اعتبارا من يوم غد الاحد طرح عدد مليون رغيفة تباع مباشرة للجمهور بواقع ست رغيفات بمبلغ واحد جنيه، هذا تخصيص وخصوصية في زمن التحرير تثير اكثر من سؤال وعلامة تعجب، لماذا شركة سين وليس سيقا او ويتا أو غيرها، ولماذا سين فقط وليس كل الشركات والمطاحن العاملة في هذا المجال؟ ثم لماذا مخابز سين تحديدا وبالولاية اتحاد معترف به للمخابز، هل مخابز سين ليست عضواً في هذا الاتحاد؟، اذا كانت الاجابة نعم انها ليست عضواً فيه، فلماذا إذن تتعامل الولاية مع مخابز خارج الاطار المؤسسي المعروف والمعترف به وتمنح هذه المخابز الخارجة عن الاجماع شرف توزيع مليون رغيفة، وهل الولاية لها رأي في اتحاد المخابز ولا تعترف به أم ما هي جلية الأمر وحقيقته؟ أما إذا كانت الاجابة بأن مخابز سين عضو اصيل في هذا الاتحاد، فلماذا تتجاوزه الولاية ولا توكل له الامر برمته بل تتدخل في اخص شؤونه وتنتقي من بين عضويته من تشاء لما تشاء، أم ان أمر مخابز سين لا هو هذا ولا هو ذاك، وإنما اصل الحكاية وفصلها هو ان سين لم يكن لها اصلا مخابز وانما نشأت هكذا فجأة ضربة لازب «قطع اخضر»، لم يكن لها ظهور سابق وانما ظهرت مع قرار الولاية لتتولى وتحتكر عملية «عجن وخبز» وتوزيع المليون رغيفة، إن في الأمر «إنّ» تثير الشك والريبة وحوله دَخَن ودخان يحجب الصورة الواضحة لهذا القرار الذي تبدو على ظاهره «الرحمة» بينما ما يعتوره من غموض ينبئ بأن باطنه غير ذلك، فلو كانت الولاية مثلا طرحت مشروعها لخفض اسعار الخبز او فلنقل طرحت مشروع المليون رغيفة هذا تحديداً على جميع الشركات المعنية وعلى اتحاد المخابز فرفضته جميعها وقالت لا قِبل لي به، ولم تستجب لهذا المشروع سوى شركة سين، لقلنا والله «براوة» عليها ولصفقنا لها طويلاً ولسان حالنا ومقالنا يلهج بشكرها وحمدها والثناء عليها والدعاء لها بالتوفيق والسداد والربح الوفير من الكسب الحلال البلال الذي لا يشوبه فساد ولو شبهة احتكار ولا تأتيه من بين يديه ولا من خلفه ولو مظنة اعفاءات وتسهيلات خاصة ومخصوصة تستفيد منها هي وبالتالي تفيد الولاية «وبارك الله في من استفاد وافاد»، فشركة بمثل هذا النقاء الوطني الخالص والمتجرد الذي يجعلها تعلي شأن المواطن وراحته وتؤثره على نفسها فتقدم له خدمة على حساب نفسها وارباحها بل ربما لتربحه هو وتخسر هي من اجل ذلك، لهي شركة حقيقة وقمينة بكل مفردات الاعزاز والافتخار….
ولكن، وآه من لكن، لا الولاية ولا الشركة لم يكشف لنا أي منهما السر الباتع الذي يجعل ست رغيفات كاملات مثلها مثل رغيف المخابز الاخرى حجما ووزنا بواحد جنيه فقط لا غير في الوقت الذي يبيع فيه غيرها الاربع رغيفات بواحد جنيه، دون ان تخسر ودون ان تجد تسهيلات واعفاءات، فهذه عبقرية لا ينبغي ان تقتصر على مليون رغيفة فقط بل لا بد ان تشمل الـ «خمسة وعشرين» مليون رغيفة التي قال عبد الرحيم حمدي انها مجموع ما يستهلكه الشعب السوداني في اليوم الواحد، فالاوجب والاشمل والاكمل والاعدل ان تعمم التجربة، فالمليون رغيفة لن يكون لها تأثير يذكر الا مثل الذي يمكن ان تحدثه معلقة سكر في برميل موية، لم يحدثنا احد عن ماهية هذه العبقرية التي تفردت بها سين، وهذا ما يجعل لحديث الامين العام لاتحاد المخابز بالولاية قيمة كبيرة حين قال ما معناه «لا عبقرية ولا يحزنون»، وانما المحزن وغير المعقول هو ان تستورد الولاية الدقيق لصالحها وبالضرورة لصالح سين معفيا من الجمارك ثم لا تستشعر حرجاً حين «تفك الآخرين عكس الهوا» وكأنما تقول لهم «ليكم الله وعيشة السوق» وعاشت سين والولاية…

الصحافة

تعليق واحد

  1. أها قول وزعوا مليون رغيفه بكره أها بعد بكره خايحصل شنو ؟ ها هذه هى أساليب حكومه تملك حلولا لمشاكل الغلاء ؟ عشان الحلول المحغمسه دى الحكومه البائسه دى لازم تغور .. وعشان المحسوبيه بتاعتها دى لازم تسقط

  2. حلول فطيرة شبعنا منها !!! وشعارات جوفاء لدرجة أصحابها ناس المشروع ال لا حضاري أنفسهم نسوها …مثل نأكل من مانزرع ونلبس من ما نصنع !! بقينا نستورد اللحم والطماطم من أثيوبيا والسمك من يوغندا والبرتكان والمكرونة من مصر المحروسة…….الخ والسراويل والعراريق من الصين والباقي خلي ساكت….مشاريعنا الزراعية اصبحت جرداء والسماسرة بدرجة وزير يفتشوا في الزبائن لبيعها بالرخيص والمهم العمولة…والمصانع الكانت تهدر 3 ورديات أصبحت تأوي الطير ويصفر فيها الريح…….وبرضوا تقولي سين وحارمني من الجيم…..أكيد ياستاذنا المكاشفي رغيفة سين ح تطلع ماسورة فاشري !!!!!! وما تتور نفسك ساكت

  3. اكييييد فى انة هى حاجة عاملاها الحكومة مافيها انة ..؟؟!
    دى حكومة سجم وسجمتنا على السجم العلينا …
    عشان الاستراتيجية الشغالين بيها غلط والوضعوها غلط والبنفذوا فيها غلط اى حلول بتطين الوضع زيادة
    -طريقة شغل المسعولين :- الحشاش ايملأ شبكتو

    يااااارب

  4. الاستاز حيدر تحية طيبة اخالف الاخ الزي قال ان القصة ما قصة رغيف القصة قصة رغيف ونصف كمان هم عارفين ومتيقنين جدا مافي شئ يحرك ويلهم الشعب الانتفاض غير الجوع فهم ادركوا ايضا سياسة جوع كلبك يتبعك لم تعد تجدي لانها انقلبت الي جوع كلبك يعضك وسوف يقوموا بايجاد مخارج من هزا النوع وبكرة بتشوفوا

  5. الحكاية كلمة حق اريد بها باطل… شركة مملوكة لاهل النظام تحتكر السوق و تضارب بالقوت و تخرج كل الشرفاء بالمنافسة غير الشريفة بعد ان قدمت لها الحكومة كل التسهيلا لتحتكر السوق و تعود الارباح لجيوب الانقاذيين و تسلم اصحاب الافران الي الفقر بعد ان ارهقتهم الجبايات و الاتاوات…. اذا كانت الحكومة تريد حلا فلترفع يدها عن الاحتكار و لتدعم السلع الاساسية و علي راسها الخبز و لتكف يدها عن الجبايات الباهظة التي تزيد المواطن عناءا علي عناء…
    لصوص محترفين و قبضايات و عصابة مافيا تسيطر علي البلد كلها…..
    متي فجر الخلاص؟ و متي يثور الشعب الذي اذل و اهين و جوع و ركع و " اغتصب" رجاله و نساءه؟؟؟

  6. ماسورة الفاشر لسع ما اتملت عايزين يملوها بوحدة جديدة في الخرطوم ……………. والله الخضر بقي سيدنا الخضر بصحيح لناس الخرطوم ؟؟؟ غايتو دي ماسورة كبييييييييييييرة احذروا يا اهل الخرطوم من الدقيق الفاسد .

  7. الفساد هو السمة الميزة لعبقرية كوادر الانقاذ – السودان مستوردات شركة سين من الدقيق معفية من الاتاوات وباقي الشركات ممكن اصحابها بعد شوية مع زيادة الاتوات والجبايات يكونو فاعلين خير – واخيرا العبقرية هي المتاجرة بقوت الشعب قد تكون هي العبقرية التي قصمت ظهر البعير باذن اللة لانوالفساد لما يزيد عن حدو دة كما وصل عندنا في عهد الانقاذ ممكن يكون حافز لثورة الشعب القادمة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..