الجزيرة ليست بورتسودان وليست شركة أيلا لإدارة الفنادق والمنتجعات !!!

قالت العرب قبل الرِّماء تُملأُ الكنائن وهو مثل يُضرَبُ في الحث على الإستعداد للأمر والتحرز له ، فها هو الرئيس ينظر في كنانته المليئة بكل سهم فاسد فلا يجد فيها سهماً صالحاً غير أيلا ليرمي به أهل الجزيرة الذين وعدهم في آخر خطاب له وهو يدشن حملته الإنتخابية وعداً كاذباً بأن يمتطي كل مزارع منهم ظهر التايوتا البك أب بديلاً للحمار ويخلف رجلاً على رجل ، في سخرية جارحة تفوق سخريته منهم حين قال عنهم أنهم حين يَرَوْن دعاية الكوكاكولا على صهاريج مياه الخرطوم يرجعون الي أهلهم ليحكوا لهم عن صهاريج الخرطوم الملأى بالكوكاكولا !!!
الجزيرة التي تضم بين ذراعيها أضخم مشروع عرفه العالم يُسقى بالري الإنسيابي تحت ادارة واحدة تبلغ مساحته أكثر من ٢ مليون فدان لن تكون سهلة القياد لأيلا الذي كان يدير مدينة صغيرة نجح في رصف طرقها وأرصفة المشاة فيها فسارت بذكره الركبان !!!
هل يعلم أيلا أن شبكة قنوات الري الكبيرة في مشروع الجزيرة يبلغ طولها ٢٣٠٠ كيلو متر ، وتضم ١٥٠٠ قناة صغيرة طولها ٨٠٠٠ كيلو متر ، كلها تحتاج الي تأهيل غير جداول أبو عشرين وأبو ستة ؟
هل يعلم أيلا أن وراء هذه القنوات خزان مهترئ آيل للسقوط هو خزان سنار ؟
هل يعلم أيلا أن بهذا المشروع ١٨ قسم و١١٢ تفتيش انقطع الإتصال بينها وبين رئاسة المشروع في بركات بعد أن قامت حكومته ، التي دفعت به الي هذه المحرقة ، ببيع قاطرات وقضبان سكك حديد المشروع كحديد خردة وهي التي كانت عَصب حياة المشروع تقوم بنقل مدخلات ومخرجات الإنتاج من والي بركات ثم الي الميناء ؟
هل يعلم أيلا بانهيار واختفاء شبكة الإتصالات السلكية التي أعادت تأهيلها حكومة الصادق المهدي لأهميتها في ربط محطات توزيع المياه ( القناطر ) مع بعضها البعض ومع ادارة المشروع في بركات ، حيث تعرضت هذه الشبكات والمحطات للإهمال ونزع بنياتها التي كلفت ملايين الدولارات ؟
هل يعلم أيلا بتعطل وسرقة ونهب الأبواب والمحابس التي تنظم عملية انسياب الماء وتوزيع الحصص بالقنوات والترع ؟
هل يعلم أيلا أن جميع الشركات الخاصة التي ورثت الهندسة الزراعية وإكثار البذور والري يمتلكها أعضاء حزبه ؟
هل يعلم أيلا بالفساد الذي صاحب بيع المحالج والمطاحن وقشارات الفول والسرايات والأفدنة الملحقة بها وأصول المشروع بالميناء ولندن ؟
هل يعلم أيلا أنَّ مزارعي هذا المشروع يقفون ضد الخصخصة الجائرة التي يتبناها حزبه ولن يرضوا بأي إستثمارات أجنبية تجعلهم أُجراء في أرضهم ؟
إنَّ الذين دفعوا بأيلا الي هذا المستنقع إما أن يكونوا قد أرادوا أن يحرقوا نجاحه النسبي الذي حققه في إدارة مدينة بورتسودان ويقطعوا عليه طريق الترشح لرئاسة الدولة التي يسعى اليها مدفوعاً بسجل نجاحه النسبي هذا ، وإمَّا أنهم يثقون تماماً في مقدرته الإقتصادية التي تجلت في نجاح الشركات التي يُتهم بامتلاكها وعلى رأسها شركة أيلا لإدارة الفنادق والمنتجعات بدبي والعين !!!
قد ينجح أيلا في رصف طرق مدني وأرصفة المشاة ، وقد ينجح في بناء كورنيش جميل جداً على شاطئ النيل الأزرق يمتد من أم سنط الي عترة وبيضاء ويستطيع أن يباهي به الليمبي وشارع النيل بالخرطوم ، وقد ينجح في تغيير وجه مدني ، ولكن سيكرر بهذا الفعل تجربته السابقة في حصر نفسه في مدينة واحدة وترك بقية الولاية ترسف في أغلال الجهل والتخلف !!!
الجزيرة يهمها المشروع ولا شيئ غير المشروع ، فمن أراد أن ينجح في الجزيرة عليه أن ينجح في بعث المشروع الذي هدمه معول الإنقاذ ، ولن ينجح أحد في ذلك ولو كان أيلا ابن الإنقاذ طالما ظلت الإنقاذ على قيد الحياة !!!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحياتت الاستاذ مهدي.. افتكر ان كلامك اوضح من الشمس وتحليلك موضوعي جدا وهو عين الحقيقة واحصائياتك يبدو انها نابعة من مرجعية حقيقية.. وانا اقول هذا الكلام من منطلق ان والدي -أكسبه الله ثوب العافية- كان وحتي تسعينات القرن الماضي احد اعمدة هذا المشروع ..حيث عمل متنقلا في اقسام الري بين الجزيرة والمناقل ومشروع الرهد العملاق وما أدراك ما مشروع الرهد..كل هذه الرمية -كما يقول البرف البوني- احب أن أؤكد لك أن المهمة وان لم تكن مستحيلة عل ايلا فهي صعبة جدا..وكأنني قد فهمت من صياغ حديثك برغم باعترافاتك بنجاحات ايلا النسبية التي ذكرتها كأني بك تريد أحيانا أن تتستفذ الدكتور واحيانا افهم بأنك تحذره من المحرقة التي اتي أراد كبار صقور الحزب الماكرين ان يلقوا به فيها.. وفي كلتا الحالتين اعتبر انا شخصيا أن الوضعين يمكن لايلا ان يسغلهما استغلالا ايجابيا اذا اراد ذلك..فجزاءك الله الف خير ان بصرت والينا الجديد..وقديما قيل (اسمع كلام ال ببكيك)..ودمتم زخرا للوطن

  2. ياخى المشروع بخير وما قامت به الانقاذ هو واجب لابد منه انتهى تما وهم المشروع المشروع هو يرمز للاستعمار البقبض والان المزارعيين احرار تماما واصبح المشروع للمزارعيين الخقيقيين واصبح المزارع هو المزارع انتهى عهد الاحتيال واكل اموال البلاد بالباطل متعهدين وبترول وسيارات وبدلات

  3. قال تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وانتم تعلمون) صدق الله العظيم

    نعم إن عصابة الانقاذ لن يرتاح لها بال حتى تدمر كل الوطن وكل مدخراته وممتلكاتته فلنتحد من اجل هزيمة هذه العصابة التي اهانت السودان وشعب السودان

  4. يا اخونا مهدى ربنا يهدى الجميع…المشروع زمان كان بيعتمد على الترماج والسكه حديد لنقل القطن وهو المحصول الاهم فى ذلك الزمان …الان يمكن الاستعاضه عن ذلك بشاحنات دفع رباعى ..فهى اسرع واقوى ولاتحتاج لجيش من موظفين كما فى حالة السكه حديد…بيع الترماج وقضيب السكه حديد لمصانع جياد يجب ان يستثمر فى فتح القنوات والا تكون تلك خيانه وطنيه عظمى يحاسب عليها مدير مشروع الجزيره والوالى .
    اما الاتصالات فامرها محلول ولاداعى اصلا لشبكات سلكيه فى هذا العصر فالتطور سنة الحياه ولكن لابد من اعادة المفتشين والصمد وغيرها من الهياكل الاداريه …فمشروع الجزيره مثله مثل اى مصنع لازم اكون فى مدير ونائب مدير ومدراء اقسام ومحاسبين وفنيين ومراجعين حتى نضمن النجاح للمشروع ..اما مايحدث الان فهو فوضى خلاقه.وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..