هل يُعيد “الأزوري” إنجاز 2006 تحت ضغط فضيحة التلاعب الجديدة؟

كووورة – أحمد التيمومي

في شهر مايو 2006 تفجرت فضيحة كبيرة للتلاعب في نتائج المباريات في (الكالتشيو) تورط فيها العديد من الأندية والأسماء الكبيرة كيوفنتوس وميلان ولاتسيو وفيورنتينا وريجينا بعد أن اكتشفت الشرطة المحلية مكالمات هاتفية تُدين لوتشانو مودجي مدير فريق “السيدة العجوز” وأدريانو جالياني رئيس ناد الميلان ورئيس رابطة الدوري في نفس الوقت.

الفضيحة التي أجبرت رئيس الإتحاد وقتها فرانكو كرارو و إدارة اليوفنتوس على الاستقالة ألقت بظلالها على منتخب إيطاليا الذي كان يستعد لخوض نهائيات كأس العالم بألمانيا بعدها بأقل من شهر وأكدت صعوبة صمود “الأزوري” في المجموعة الخامسة التي ضمته مع الثلاثي غانا وجمهورية التشيك والولايات المتحدة.

رجال المدرب الكبير مارشيلو ليبي لم يكترثوا كثيراً بهذه الأحداث ونجحوا في تحقيق فوزين على غانا وجمهورية التشيك في الجولتين الأولي والثالثة بهدفين دون رد وبينهما تعادلوا مع المنتخب الأمريكي بهدف لمثله وتصدروا المجموعة وحجزوا مقعدهم في دور الستة عشر.

في الدور الثاني للعرس العالمي الكبير تجاوز زملاء أليساندرو ديل بيرو المنتخب الأسترالي بصعوبة وبهدف من ركلة جزاء نفذها فرانشيسكو توتي في نهاية اللقاء فعادت الشكوك لأنصارهم مجدداً قبل مواجهة رفاق الهداف الكبير أندريه شفشينكو في دور الثمانية.

“الأزوري” أطاح بالمنتخب الأوكراني بثلاثية سجل منها زامبروتا الهدف الأول وترك للوكاتوني مهام تسجيل الهدفين الثاني والثالث وبعدها لم يرحم أصحاب الأرض المرشحين فوق العادة لإحراز اللقب وتمكن من استدراج فريق المدرب يورجن كلينسمان إلى وقت إضافي ثم صعقه بهدفي جروسو وديل بيرو في أخر دقيقتين وضرب موعداً في نهائي البطولة لأول مرة منذ عام 1994.

في النهائي واصل بوفون وزملاءه نجاحهم و أحرزوا اللقب الرابع لبلادهم بعد التفوق على المنتخب الفرنسي بقيادة النجم الفذ زين الدين زيدان بفارق ركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بتعادل الكبيرين بهدف لكل فريق.

قبل فترة وجيزة من انطلاق منافسات النسخة الرابعة عشرة لكأس الأمم الأوربية تفجرت فضيحة جديدة للتلاعب بنتائج المباريات و طالت عدد من لاعبو المنتخب الإيطالي منهم مدافع اليوفي ليوناردو بونوتشي وزميله دومينيكو كريشيتو لاعب زينيت سان بطرسبرج الروسي مما دفع إدارة الفريق لاستبعاد الأخير من القائمة المشاركة في البطولة بعد أن الشكوك التي أشارت إلى احتمال تورطه في التلاعب أثناء لعبه لفريق جنوة.

(قد ننسحب من البطولة إذا طلب منا ذلك) هكذا جاءت تصريحات كلاوديو برانديلي المدير الفني للمنتخب الإيطالي قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة وقبل خسارة الفريق المذلة أمام المنتخب الروسي بثلاثية دون رد في أخر تجاربه الودية قبل شد الرحال إلى بولندا لخوض غمار النهائيات في المجموعة الثالثة الصعبة مع أسبانيا و كرواتيا وبولندا.

بتعادل (1- 1) مع أفضلية التقدم أمام حامل اللقب في الجولة الأولي و أخر مع المنتخب الكرواتي القوي في الجولة الثانية بنفس النتيجة بدأت مخاوف الإيطاليين من مغادرة منتخب بلادهم للبطولة من الباب الصغير كما حدث في نهائيات كأس القارات 2009 و كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا , بدأت تتبدد ليأتي الفوز الصريح على أيرلندا بهدفي أنطونيو كاسانو و ماريو بالوتيلي ليزيد من طموح ملوك “الكاتيناتشيو” في الذهاب بعيداً في البطولة وتكرار إنجاز 2006 لاسيما بعد أن قدموا عرض رائع أمام المنتخب الإنجليزي و سيطروا على مجريات اللقاء طوال 120 دقيقة ووصلت نسبة استحواذهم على الكرة (65 مقابل 35) قبل أن يحسموا اللقاء بفارق ركلات الترجيح بفضل خبرة الحارس الكبير بوفون و عبقرية قائد الوسط أندريا بيرلو في تنفيذ ركلة الترجيح الثانية في شباك الحارس جو هارت.

لم يعد أمام “كتيبة برانديلي” سوي محطتين لاستعادة اللقب الذي حققه زملاء الحارس الأسطوري دينو زوف قبل 44 عاماً داخل قواعدهم, فهل يواصلوا زحفهم نحو المجد ويطيحوا بالعملاق الألماني في الدور قبل النهائي كما حدث في كأس العالم 2006 , ثم تدفعهم روحهم القتالية للعودة لروما محملين بالكأس الغالية بعد التفوق على الفائز من الدربي الأيبيري الكبير بين أسبانيا و البرتغال؟.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..