أخبار السودان

( عيدك كيف )..

دمعات حرى في شكل حروف ذائبة من حر الجوى أسكبها أسفل هذه المقدمة هي مستمدة من ذلك الصوت الطفولي بداخلي .. وأعلم أنها كلمات قد لا تخصني في المعني وحدي بقدرما ستكون ناطقة بحس الكثيرين الذين يكتمونه خلف غصة البعاد عن الوطن والأهل .. في قبايل العيد أو صباحه الباكر ونهاره الطويل وليله الموحش في بلاد قد تنتهي فيها مظاهر هذا اليوم الإستثنائي بمراسم الصلاة .. ثم يعود الغريب عن وطنه الى منزله لينكفي على حائط ذكريات اللحظة التي تعج بالحركة في البلد وهي تمر أمام عينيه شريطاً يعيد مشاهد الفرحة القديمة في دواخله و التي يخنقها واقع حاله .. و يقتلها في ذات الوقت تصوّر ما يحدث في بلادنا من تكالب أهل الظلم على أهله ومزاح الطبيعة الثقيل الذي يتحول من نعمة الى نقمة حراً وجوعاً وعطشاً لحكمةٍ يعلمها الله ونرضاها حُكماً منه لا جدال فيه ، سبحانه تعالى ، و الذي لا نسأله رد القضاء وإنما اللطف بأهلنا المنكوبين وأن يزيح عن وطننا كل غمة .. وأن يعود علينا العيد جميعاً .. مغتربي الداخل قبل الخارج بالفرج العميم ليجتمع شعث سواعدنا على أرضه لإعادة بنائه من جديد بمونة النية الطيبة والوطنية الصادقة البعيدة عن تشظي الإحن ونتبادل مسطرينات الثقة وتداول الصعود والنزول على السقالات دون إقصاء لأحد ..إلا من أجرم في حقه بالهدم ..!

وكل عام والجميع بخير ..

*******

عيدك … كيف !

***

مشيت في لُجتك مشوار ..

لقيت زمنك جحيم ..وودار..

ما عرفت ..أرجع للبداية ..

ولا .. حددت ليكي نهاية..

بقيت يا غربة جد محتار..

أمامي خيار.. وكيف أختار..

بين درب الغرق .. والنار..

***

سنين الزول بضيعو هدر..

إذا ما فاتو عيد بلدو ..

وما اتنسم عبير والداً..

بالعفو .. و الحنان قلدو ..

ولا فرّح بنية الخال ..

طيّب خاطرو.. في ولدو..

جاب لى عمو ..جبة وشال..

وعدى على الفريق فقدو..

وكيف لو صلى ما عانق ..

شباب في غيبتو إتولدو ..

حسان الحلة .. كبرو خلاص ..

معاهم .. ما اكتمل سعدو..

وآه من وجعة أحباباً ..

عزاز .. إرتحلو من بعدو ..

حليلم ..كانو أعيان خير..

رجال في الحّارة بنعدو..

مطاميرم تفيض .. وتكيل..

شيل .. الكيلة .. مابعدو ..

وأماتاً … بشدو .. الحيل ..

ضيوف الهجعة كان عدو..

***

عيدك كيف..وإنت بعيد ..

بين الدمعة … والتذكار..

لا جاراً.. يدق الباب ..

ولا زفة .. ملايكة صغار..

تهاني العيد بقت.. لو.. جات..

مسج ..بالهاتف السيار..

وكان حاولت .. تتواصل ..

مع الأهل .. الحُنان.. في الدار..

خطوط الشبكة .. والأشواق..

تخلي ..نهارك أشقى نهار

عيدكم.. كيف ..

ده عيدنا عذاب..

بعيد يا ناس .. عن الأحباب..

مابين العزلة .. وجرس الباب ..

العامل فينا دور إضراب..

لا قولة أهلاً .. يا أحباب..

لا صوت صفقة ..لا ترحاب..

بس هي.. رسالة من واتساب ..

وآه .. لو شفتو في رمضان..

فطورنا صحون.. من الأحزان..

سحورنا… سهر الى الآذان..

فقدنا سباتة …الحيشان..

وين وين …لمة الديوان..

وحليلها… بليلة الجيران..

المعّطنة في.. صفاء التحنان..

***

الوطن الجريح .. مابهون..

علينا .. ونحن .. أحبابو..

دروبنا الفرقت .. ياريت..

تلمنا تاني ..في ترابو..

وما برتاح غريب الليل..

بعيد عن .. فرحة اترابو..

كتير ناس .. غيرنا ما احتملو ..

ومن حالة الفصام تابو..

غايتو اتوكلو .. ورجعو ..

بالكاد .. في الوطن.. ذابو..

وكيف الشورة بس في طير..

أكيد أرق الحنين صابو..

مادار في…. خيالو يغيب ..

إفارق …لمة .. أصحابو..

بحاول .. والجناح مكسور ..

وحلم العودة .. شوق موفور ..

يكابد في البعا د … مجبور..

وكان سببو .. القبيل جابو..

زمان العز هناك محصور..

فقط في السرقو أغلى مسور ..

كاس القعدة فيهم إدور ..

شربو سلافة .. أنخابو ..

حصاد الموسم .. المدخور..

شتتوا غلتو .. و عابو ..

سواهم قالو مافي طيور..

كنكشو في التقا .. و خابو ..

***
وكل عام والجميع .. بخير ..

دولة الامارات العربية المتحدة / العين

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كل عام وأنت والجميع بخير أستاذ برقاوى. شكرا على المواساة ولكن صدقنى ان قلت لك أنه وبعد عشرين عام لم نشهد فيها عيدا وسط الاهل والاحباب فقد جفت الدموع فى المآقى وتحجرت الاحاسيس غصبا عنا فصار العيد مناسبة نرفع فيها الأكف دعاء للواحد القهار أن يخلص البلاد وأهليها من التتار وأن يجمع شمل كل بعيد فى وطن معافى يسع الجميع. ودمت.

  2. كل عام وانت بألف خير ربنا يحقق الأماني
    يا الله يا كريم ألطف بعبادك السودانيين
    فى هذه الليالي المباركات

    أستاذ محمد عبد الله و المئات الآلاف من اخواني السودانيين حول العالم
    ربنا يرد غربتكم ونفرح بوطن خالي من الظلم و البطش والعنصرية والجهوية
    وطن فيه الحاجات واضحة وكويسة

    صوت اللاجئيين السودانيين حول العالم

    صلاح الدين موسي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..