إسبانيا.. عملاق لا يُنتظر أن يهوي قريبا

EFE ©

يبتسم الماضي لإسبانيا، أول منتخب يفوز بثلاثة ألقاب كبرى على التوالي، لكن الشواهد تؤكد أن المستقبل لا يزال فاتحا ذراعيه لفريق “لاروخا”، الذي يملك متوسط أعمار ونجوم شابة داخل وخارج قائمة “يورو2012″، تجبر جميع المنافسين على تناسي أحلام العودة إلى قمة الساحرة المستديرة.

شاركت إسبانيا في بطولة الأمم الأوروبية التي حصدت لقبها أمس الأحد بفوز كاسح على حساب إيطاليا برباعية نظيفة، بسادس أكثر منتخبات الدورة شبابا، حيث لم يتخط سوى أربعة من لاعبيه سن الثلاثين، أحدهم لم يشارك في البطولة مطلقا وهو حارس برشلونة فيكتور فالديس.

في المقابل لعب الثلاثة الآخرون كأساسيين طيلة البطولة، دون أن يزيد عمر أكبرهم تشافي هيرنانديز عن 32 عاما، وإيكر كاسياس (31 عاما) وتشابي ألونسو (30 عاما).

ومع البطولة التي استضافتها بولندا وأوكرانيا، قرر المدير الفني لمنتخب “لاروخا” فيسنتي ديل بوسكي إجراء عملية إحلال وتبديل في الفريق، أحيانا لأن الظروف أجبرته على ذلك، وفي أوقات أخرى لضم دماء جديدة في مختلف الخطوط.

ولم ينهر المدرب القدير إزاء غياب قائد دفاعه كارلس بويول للإصابة، وقرر على الفور الدفع بسرخيو راموس في مركز قلب الدفاع الذي شارك فيه أغلب فترات الموسم مع ريال مدريد إلى جانب جيرارد بيكيه، ليزداد الدفاع شبابا بعد استدعاء كل من خابي مارتينيز (23 عاما) وخوانفران (27 عاما) لتعويض غياب لاعب برشلونة المخضرم.

ومع ابتعاد الظهير الأيسر جوان كابديفيلا، ركز المدرب على لاعبي هذا المركز المحليين حيث وجد ضالته في جوردي ألبا (23 عاما) لاعب فالنسيا المنتقل إلى برشلونة، الذي يعد أقوى مفاجآت البطولة وضمن شغل هذا المركز في الفريق لأعوام مقبلة.

وفي وسط الملعب يسير التجديد بخطوات مدروسة تماما، حيث ابتعد البرازيلي الأصل ماركوس سينا عقب نهاية بطولة الأمم الأوروبية الماضية مع رحيل المدرب السابق لويس أراجونيس، وبعد ذلك استفاد خليفته من شباب وسط الميدان بنجوم مثل أندريس إنييستا (28 عاما) وديفيد سيلفا (26 عاما) وسيسك فابريجاس (25 عاما) وسرجيو بوسكيتس (23 عاما).

حتى إصابة ديفيد فيا الهداف التاريخي للمنتخب الإسباني لم تتسبب في قلق كبير، حيث ظل في قائمة الجاهزين كل من فرناندو توريس، ثالث هدافي البلاد، والمتألقان محليا ألبارو نيجريدو وفرناندو يورينتي.

ولم يملك خوان ماتا نجم تشيلسي دورا كبيرا في البطولة، وإن أحرز هدفا في النهائي أمام إيطاليا في أول مباراة يخوضها بالدورة، لكنه يبقى نجما مستقبليا وأحد الأسماء المرشحة لكسب مزيد من الخبرة عندما يقود الفريق الذي يخوض أوليمبياد لندن 2012.

ولم تسعف القائمة ديل بوسكي لضم نجوم آخرين، حيث ظل خارج القائمة حارس المستقبل ديفيد دي خيا (21 عاما) المدافع عن عرين مانشستر يونايتد، أو الجناح إيكر مونياين (19 عاما) نجم أثلتيك بلباو، وإسكو القائد الميداني لمالاجا (20 عاما) وأدريان (24 عاما) نجم أتلتيكو مدريد الموهوب، فضلا عن صاحب لمسة السامبا والأصل البرازيلي تياجو ألكانتارا (21 عاما) لاعب برشلونة.

وقبل عامين على كأس العالم الذي تحمل إسبانيا لقبه بجنوب أفريقيا، تأمل إيطاليا في العودة إلى مكانة الكبار رغم الفشل الذريع في النهائي القاري، دون أن تعثر على بدلاء لنجومها المعتزلين، فيما تبحث البرازيل عن منح الخبرة لصاعديها قبل تنظيم المونديال، وتسعى الأرجنتين إلى الاستفادة من وصول ليونيل ميسي بعد عامين إلى سن النضج الكروي أملا في العودة إلى التألق المونديالي، كما تحلم ألمانيا بإنهاء عقدة الخروج في الأمتار الأخيرة.

لكن في غضون كل تلك المشكلات، يتمتع ديل بوسكي بعناصر يمكنها منحه فريقين قادرين على المنافسة على اللقب الكبير الرابع على التوالي، وربما الخامس على التوالي في “يورو2016” بفرنسا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..