شاهد الفيديو.. أول حالة زواج “ملك يمين” في مصر..الداعي إليها قال إنها تسمح بكشف المرأة شعرها واللبس إلى الركبة

شهدت مصر أول حالة زواج “ملك اليمين” قام بها شخص يوصف بأنه داعية إسلامي ويعمل مهندساً.

وتقوم صيغة هذا الزواج على صيغة تمليك المرأة نفسها للرجل بدون شهود أو إثبات، بدلاً من صيغة وطريقة التزويج المعروفة والشائعة.

وعرض برنامج بإحدى القنوات الفضائية المصرية فيديو لحفل تمليك بين الداعية وامرأة تدعى “نادية” تبيّن من لهجتها أنها غير مصرية. ويبدأ الفيديو بالمرأة التي تقوم بتمليك نفسها للداعية عبدالرؤوف عون، الذي يرد بقبول ذلك على سورة “الإخلاص”، ثم ترددها وراءه وتتلوها عليه فيما بعد إذا أرادت التحرر منه، وفق قوله في الفيديو، وبعد أن تنتهي من ذلك يقوم بتقبيلها ويبارك لها بين عدد من الحضور الرجال والنساء.

وقال الإعلامي وائل الإبراشي في برنامج “الحقيقة” بقناة دريم ليلة أمس الاثنين الثاني يوليو/تموز إن الزوجة تقول: “ملكتك نفسي بدلاً من زوجتك نفسي” وهو زواج بلا مستندات أو وثائق أو حقوق تحتفظ فيه بالعصمة، أي يمكنها تطليق نفسها عندما تريد.

وتحدث عبدالرؤوف عون قائلاً: “إننا كمسلمين حالياً نقوم بتعقيد الأمور أكثر من اللازم، ومنها ما كانت مباحة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل نظام ملك اليمين ونظام زواج المتعة الذي كان مباحاً، وحتى نظام الزواج التقليدي وهو الوحيد الذي بقي من عهد الرسول قمنا بتعقيده”.

وأضاف “نظرتنا خاطئة لملك اليمين، ونظرتنا خاطئة لزواج المتعة، وحتى للزواج التقليدي الذي حولناه إلى تجارة، فبدلاً من أن يتزوج الشاب وعمره 16 أو 17 عاماً، يتزوج وعمره 35 عاماً، بل و40 عاماً”.

واستطرد “الزواج أصلاً لا يشترط فيه التوثيق عند مأذون، ولكن يشترط الثقة بين الطرفين” قائلاً إن فكرة “ملك اليمين جاءتني من حوالي 15 سنة، حيث درست بالأزهر من الابتدائي حتى تخرجت في الجامعة، لكني اتجهت إلى كلية الهندسة، وقد درست الفقه والحديث والبلاغة حوالي 7 سنوات، وحفظت القرآن الكريم خلال 6 سنوات في الابتدائي”.
ملك اليمين لا تلتزم بالحجاب

وتابع “وجدت أنه يباح في الإسلام للمرأة ملك اليمين أن تكشف شعرها وتلبس إلى الركبة وملابس نصف كم في الشارع، وليس هذا بحرام. حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الوارد في الصحاح “عورة الرجل في الصلاة ما بين سرته وركبته، وعورة الأمة كعورة الرجل”.. إذن عورة الأمة مثلها مثل الرجل كما قال الله من فوق سبع سماوات”.

وقال عبدالرؤوف عون: “نسبة كبيرة من الفتيات المسلمات لا تستطيع الالتزام بالحجاب ولا هي مقتنعة به. فجاءت الفكرة.. طالما أن الله أباح للمرأة ملك اليمين، فمن الممكن أن تكشف شعرها ولا تلتزم بالحجاب المتعارف عليه بيننا، ولها الحجاب الخاص بها، وهو إخفاء ما بين السرة والركبة. وكان عمر بن الخطاب يمشي بالشارع، فإن وجد ملك يمين مغطاة وتلبس حجاباً يزيل عنها الحجاب. وسيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: “كان إماء عمر يخدمننا وشعورهن تتدلى على صدورهن”.

وعلق: لا ينفع أن نضيق على الناس شيئاً وسّعه الله، الذي قال في القرآن الكريم “فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ”. ويقول في وصف المؤمنين “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ”.

عون: فتحتُ باباً حلالاً لكشف الشعر

وقال عون إنه “يفتح باباً يجعل كثيراً من المسلمات يمشين في الشارع كاشفات الشعر بالحلال، فقد أحضرت مجموعة من الأصدقاء والأهل والمعارف المقتنعين إلى حد كبير بملك اليمين، وبعضهم ما زال عنده بعض التردد، وأحضرت إنسانة فاضلة مقتنعة بهذا النظام، وأمام الجميع قالت: ملكتك نفسي على كتاب الله، بدلا من أن تقول زوجتك نفسي على كتاب الله، وأنا قلت: قبلت وكاتبتك على سورة الإخلاص.. والجميع باركوا لنا هذا الأمر بالشهود”.

ويواصل حديثه: “أحببنا أن نؤكد للجميع أن علاقة الزواج وعلاقة ملك اليمين مبنية على الحب والرحمة، وليس علاقة تجارية مبنية على المال، فكان مهرها آيات من القرآن، ولذلك قلت لها: قبلت وكاتبتك على سورة الإخلاص، لكي تبقى العصمة في يديها، فلو أرادت في أي وقت أن تنفصل تقرأ تلك السورة وبذلك تصبح حرة مني”.

وقال عبدالرؤوف عون “هو نظام يماثل في الكثير نظام الزواج، ولكنه يبيح للمرأة أشياء لا يبيحها ذلك النظام”.
نادية: ملّكت نفسي عن اقتناع

كما تحدثت “نادية” التي تزوجت بنظام ملك اليمين، فقالت إنه جاء عن اقتناع منها. وظهرت مشاهد من حفل تمليك اليمين، تكشف خلاله الزوجة عن شعرها وتخلع عباءتها وسط تصفيق الحضور.

وشرح عون “إن نادية هي زوجته من الأصل وشرعا، وتزوجها في السعودية بقسيمة، وقد تزوجها فيما بعد زواج ملك يمين، ليثبت أنه جيد ويجب أن يعود”.
الدكتور النجار: عبث بالأعراض وأطالب بإجراءات قانونية ضدهم

علق الدكتور عبدالله النجار أستاذ الفقه المقارن وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، فقال إن ما رآه في الفيديو هو نوع من العبث بأعراض المسلمين، والأصل فيها التحريم، فالله حرم العرض ولم يحله إلا بالطريقة التي سنها في كتابه وفي سنة نبيه، وفقا لما استقر عليه علماء الإسلام في كل عصر.

وتابع “لا يوجد ملك يمين الآن فهو انتهى، وهذه التي قالت للشيخ ملكتك نفسي يجب أن تتوب إلى الله، والشيخ يجب أن يتوب إلى الله، لأنها لا تملك نفسها حتى تملك نفسها، لأن الإنسان الحر لا يدخل تحت اليد، وهذا من قواعد التشريع الإسلامي. الرسول عندما وجد خروجا عن المألوف فيما يتعلق بالزواج والطلاق ورأى رجلا طلق امرأته بلفظ واحد، قال: “أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم”.

وقال الدكتور النجار: ملك اليمين معناه أن تكون أمة مملوكة لشخص، ولا يوجد رق حاليا. هذه سيدة حرة، وتمليك امرأة معناه أن الأولاد الذين سيأتون منها سيأخذون حكمها في الرق، أي إنجاب عبيد وخلق أجيال أذلاء.

وأضاف أن الناس الذين صدقوا ذلك وحضروا الحفل قوم يجب أن يتوبوا إلى الله، وأطالب جهات التحقيق بإلحاق العقاب الملائم لهذا الأمر الذي يشكل فعلا فاضحا علنيا، مطالبا باتخاذ الإجراءات القانونية، لأن هذا انتهاك للحرمات والأعراض.

وقال إن الإسلام أنهى مبكرا هذا الأمر بتحرير الأرقاء وإغلاق كل منافذ الرق.
عالم أزهري يستنكر الواقعة

وقال الدكتور حامد أبوطالب، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ”العربية نت” إن “هذا الزواج حرام شرعاً لأنه التفاف حول حقيقة زواج ملك اليمين”.

وأكد الدكتور أبوطالب “أن الإسلام رغم أنه أقر زواج ملك اليمين إلا أنه في نفس الوقت حاربه لأنه يعطي للعبودية تقنيناً وواقعاً ولكن الاسلام حارب العبودية وحارب كل أشكالها ومنها زواج ملك اليمين”.

وأضاف الدكتور أبوطالب “أن زواج ملك اليمين كان في الأصل أن يشتري الرجل “أمة”، أي عبدة كما يشتري سيارة ويجوز له أن ينكح تلك الأمة من قبيل الاستمتاع بما امتلك، وقد حارب الإسلام هذا الأمر وهو لا يعد زواجاً وإنما هو استمتاع بالمرأة فقط وانتهى مع انتهاء عصر العبودية”.

وتابع الدكتور حامد أبوطالب حول “ظهور سيدة تتزوج بملك اليمين وفق الألفاظ التي ذكرت فهذا ليس في الإسلام في شيء وتكييف لحقيقة فقهية تكييفا خطأ، فلا يجوز للمرأة وهي حرة أن تقول لشخص ملكتك نفسي لأنها حرة بالأساس والناس جميعاً في ظل الاسلام أحرار وليس منهم الآن عبيداً”.

وأوضح أبوطالب أن ما فسّره الداعية المذكور حول كشف هذه السيدة لعورتها تحت دعوى أنها ستتزوج زواجاً بملك اليمين لا أصل له في الشريعة ويجب أن نتصدى له وأن يتدخل علماء الأزهر لوقف مثل هذه الأمور.

العربية

[SITECODE=”youtube lGnrq2-ZkgU”]..[/SITECODE]

تعليق واحد

  1. يا محمد ,انا فصدت بغير المسلمه (الكتابيه) و عليك الرجوع الى سورة النساء الايه 25 تجد صدق ما ذهبنا اليه(فحوى الايه من يستطيع الزواج من بنات المسلمات ,جاز له ان يتزوج من المؤمنات(الكتابيه) اذا خشي العنت..لاحظ حتى العقوبه عن اتيان الفاحشه مختلفه فى الحالتين..(حسب الايه)…كان يمكن للايه ان تدوعوا الى التسري باحدي الجواري من غير تحديد الايمان و لو كانت مشركه…..و النهي عن نكاح المشركات واضح من غير استثناء (البقره الايه221), تفضل الايه الامه المؤمنه على الحره المشركه.الحكايه شائكه و محتاجه بحث طويل

  2. بصراحة وصلنا مرحلة متاخرة من الضلال والفجور…ما هذا الذي يحدث؟؟؟ واين الازهر واين رجال الدين…واين……اللهم نسالك التمسك بكتابك الكريم وسنة نبييك صلي الله عليه وسلم…….

  3. وامتطى الاسلاميون صهوة الحكم وبدأوا فى تنفيذ آياتهم الشيطانية … استغفر الله العظيم واتوب اليه .. ( عمر بن الخطاب ما كان يملك جوارى يخدموا يا عون ) ..أقرا سيرة عمر لتعرف ماذا تقول .

  4. هذه دعارة مقننة واما عن الحجاب الذي لايجب علي ملك اليمين المزعومة فهو لاشرعا ولا عقلا يجوز ان يسمح بكشف الشر واالساقين او اليدين فالحجاب فرض علي من بلغت المحيض ولو كانت مملوكة فالعبرة هي تغطية الفتنة وكل جسم المراة فتنة

  5. الكثير يقع فى مثل هذه الاخطاء,ما ادعاه الرجل فى المقال اعلاه ليس بزواج ملك اليمن,و ايضاء زواج ملك اليمن ليس كما يشاع انه كان زواج الجواري و السراري..ملك اليمن باختصار هى الزوجه الغير مسلمه( اي من غير ملة المسلمين),القران دقيق جدا فى اختيار المفردات اللغويه,فالقران يسمي زوجة لكل من تطابقت مع زوجها فى العقيده و خلاف ذلك يسميهن ملك اليمين او امراه فقط..( راجع الايات ,فى قصة فرعون و سيدنا لوط يقول القران امراة فرعون ,و امراة لوط…فى قصة ابراهيم يقول زوجه)

  6. الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات وملك اليمين ليس بزواج وانما هو زنا مقنع بقناع الزواج او نوع من التحايل على هتك عرض المرأة وربما تكون جاهلة لا تفرق بين الاشياء وفي هذه الحالة فحقها يقع على كل مسلم واعي وعاقل ومدرك لحرمة ما يحدث وعليه افامها انها لم تتزوج حسب الشرع وانما استغفلت وزني بها تحت مسمى الزواج وليس في الاسلام ملك يمين ولكن ملك ايمان كما جاء في الحديث مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم وهو ان ينكح السيد امته او خادمته وهذا ليس موجود في هذا الزمن والله اعلم

  7. اتقوا الله بذكر هذه الامور المستحدثة قد تكونوا تروجون لها بصورة غير مباشرة. ما حقوق المرأة في هذا الزواج ؟ و ما تصنيف الأولاد من هكذا زواج ؟ ايكونو عبيد وجواري ؟ إذن هذا الرجل يريدأن يرجع بنا لعصور الجواري والعبيد؟

  8. لا حول و لا قوة إلابالله …
    و حقيقة الناس في شنو و الحسانية في شنو ..
    و لا توجد مرجعية لما إدعى ( راجع المذاهب الاربعة) ..

    طبعا راجل مخبول ..

  9. ربما لا أتفق مع الشيخ المهندس الا أنني لا أعتقد ان الاسلام قد حارب العبوديه كما يذكر الدكتورحامد فليست هنالك نصوص واضحه تحرم الرق في الاسلام وما وجدنا أثراًمن الرسول صلى الله عليه وسلم يحارب هذه الظاهره ولا من الصحابه رضوان الله عليهم فبالرغم من ان الاسلام شجع على العتق الا ان الصحابه كانت لهم عبيدا واماء حتى ان زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تعمل في تجارة الرقيق ولم ينهاها النبي (ص).ينبغي ان نقرأ أكثر حول الموضوع لنحيط بجوانبه لا أن نلجأ الى الاستتابة زاعمين ادراكنا بكل ما يتعلق بالدين

  10. نسأل الله الستر وان يهدينا الصراط المستقيم ..
    نحن في زمن المحن والذي نجده في السودان اكبر من كل تلك المحن ,
    فقد ضاعت الامانة واصبح حامي البلاد سارقها
    ومن يشير الي حكامنا بالحق مصيره كمصير الاولين ومانقموا منهم .
    اي ظلم هذا واي استكبار في الارض
    حتى المسافة بين القيادة والمقود بعد السماء للارض
    من غناء فاحش الى فقرا مدقع
    الا بعدا للبشير وزمرته
    فسبحان الله الذي اخرج الخوف من صدور المستطعفين وخرجت الى الشوارع ونزعت الملك من الطغاء باذن الله

  11. لقد قامت العصابة الفاجرة اهل الانقاذ ما هو اشد من هذا – مثال قتل الزوج ليتزوج بها السلطان الذى كان يراوده نفسة بتلك المرأة ولم يجد لهذا سبيلا الا قتل النفس التى حرم الله قتلهاالا بالحق وبالمناسبة الزوج المقتول من نفس ملة السلطان – اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يا لص كافورى ولص السيدة ودة من زوجها بدون وجه حق الا طمعا فى شبابها

  12. المراة المسلمة لا يمكن ان تكون او تعتبر امة او ملك يمين, دعونا مما فعله عمر بن الخطاب فهو ليس بنبي ولن يفيدكم يوم الحساب, عليكم بالكتاب والسنة المؤكدة ثم اعمال العقل لكل مسلم ذو بصيرة, فليسال كل منكم نفسه : هل ما يقوله هذا المخبول جائز شرعا؟ هل المراة المسلمة من حقها ان تتحول الى ملك يمين لتقضي شهوتها ثم تعود حرة بمزاجها ثم… وهكذا؟ طيب كيف يكون الزنى؟ فكل عاهرة يمكن ان تفعل نفس الشئ مع كل زبون!! هذا الامر يمكن والله اعلم ان يطبق على الكافرة او غير المسلمة “وهذه ليست فتوى” مني بل اقول جائز اما المراة المسلمة فهذا والله افتراء على الله والدين ودعوة صريحة لتحليل الزنا. بعدين شيوخ اخر الزمن ديل كل تفكيرهم في راس التومة
    لعنة الله عليكم وعلى اللي خلفوكم وعلى الاسلاميين في كل مكان

  13. بالتاكيد في جلسه البرلمان القادمه حيتم نقاش الموضوع دا خصوصا لو الشيخ حسب الله بتاع اللباسات و شيرين عرف الكلام دا لانو البرلمان حقنا حل جميع مشاكل الشعب السوداني زي موضوع الواقي الذكري و البنات البلعبو الكوره . بس في حاجه غريبه الزول دا بعد ما قرا سوره الاخلاص قلع للمره هدوما و اداها بوسه زي مهند بتاع العشق الممنوع . استغفر الله

  14. بصراحة ياناس عايزين توضيح لهذا الامر من علماء الدين
    لانو في ناس مافاهما امور دينة جيدا؟؟؟

  15. فلو أرادت في أي وقت أن تنفصل تقرأ تلك السورة وبذلك تصبح حرة مني”.
    يا رب زوجتي لا تقرا هذا والا فلويل لكل الرجال عموما هذه الافكار الشيطانية ارحم قليلا من فتوى رضاع الكبار لا ادر اي جامعة تسمى بجامعة الازهر الشريف اهي نفسها التي تخرج فيها الشعراوي والطنطاوي وافذاذ علماء الدين والشريعة السمحاء ما بالنا نسمع والحمد الا نزكي بما يحدث الان اهذا جزء من الربيع العربي الذي يقال ان الصهيونية العالمية وراء ها

  16. الجواري والإماء في عصر صدر الإسلام وما استتبعه من عصور إسلامية في زمن بني أمية وبني العباس ومن بعدهم .

    يعتقد البعض أن القصد من التعبير المجازي لكلمة ” جارية ” هو المرأة السوداء أو السمراء ، لدرجة قيام السذج بحصر هذا اللفظ لهذا المدلول ، وهذا محض الجهل اللفظي واللغوي ، وأساس التخلف الثقافي ، الذي لفظه كتاب الله العزيز وسنة رسوله المطهرة في الألفاظ العقدية، والذي لم تألفه أيضاً العرب في مدلولاتهم اللغوية ، ومناتهم اللفظية ، وقد يعود سبب ذلك ، لما ألفوه من مفهوم دلالي خاطئ ، الذي طوعه الجهل المركب ،الذي واكب زمن ظهور تلك المرحلة من تاريخ الإنسانية وما وقع فيها من مخالفات شرعية وإنسانية ، على حد سواء.

    فما هو معنى الجارية لغة وشرعاً إذن ؟ وعلى من يطلق ؟ وما نصيبه من الذكر في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وما نصيبه من الذكر في لغة العرب وفي موريثهم التاريخي والثقافي ؟

    من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى أرشد عباده إلى خير الألفاظ والأقوال ، ونهاهم عن سيئ الخصال والفعال ، ولذلك حفل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالكثير من الأوامر والنواهي القوليه والفعلية ، في ظل تعاليم الدين الإسلامي الجديد ، الذي جاء بمفاهيم جديدة في العبادات والمعاملات والقيم والتعاليم ، مما لم يألفه العرب في جاهليتهم من ألفاظ عقدية ، ومدلولات لغوية ، وتوجيهات شرعية . أو مما ألفوه من حيث المفهوم الدلالي الذي طوعه الدين الإسلامي ، ليتماشى ويساير إشراقه محمد صلى الله عليه وسلم على عالم الإنسانية ، الذي غير كثيراً من القيم الفكرية ، والعادات النطقية ، والألفاظ اللغوية .

    وقد كان لتلك المتغيرات الفكرية واللغوية ، أثر كبير في مفردات اللغة العربية ، لأن اللغة هي وعاء الفكر ، وهي أداة للتعبير عن ظاهر اللفظ من كلام الله ، وتفسير معاني الألفاظ التي نطق بها القرآن الكريم ، أو وردت في الحديث النبوي الشريف . وقد كان لذلك الأمر أثر كبير في وظيفة الكلمة وما صاحبها من تطوّر في الآراء والأفكار الإسلامية، حتى أصبح من المتعذر فصل اللغة العربية عن علوم الإسلام.

    تعريف مصطلح ” جارية ”

    معنى اسم جارية :
    تأتي كلمة جارة لمعاني كثيرة منها :
    الجارية تأتي بمعنى : السفينة ، والجوار والجاريات جمع جارية، ومعناها السفن ، قال تعالى : ( إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ) (1 ) ، أيضاً قوله تعالى : ( وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ ( (2 ) .

    والجارية تأتي بمعنى الأنهار لجريانها ، قال تعالى : ( فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ ) (3 ).

    والجارية: تأتي بمعنى الفتية من النساء ، ومنها تكون الجارية وهي الأمة المملوكة بملك اليمين ، والتي يكون أساس مصدرها هو الأسر في حرب مشروعة ضد الكفار . وما جويرية الا جارية صغيرة .

    والجارية: تأتي بمعنى الجوري ، ينطق الاسم بياء مشددة جويرية حين ينسبونها إلى الجوري، وهو الورد الأحمر فيقولون: جورية كما ينطقون حورية وقد يصغرونها فيقولون: جويرية، وجور مدينة فيروزاباذ واليها ينسب الورد فيقال: جورى والوردة: جورية.

    والجارية تأتي بمعنى الشمس.

    والجارية تأتي بمعنى الريح.

    وما يجب تعريفه هنا هو الجارية : الأمة المملوكة بملك اليمين ، والجواري والإماء كلاهما مرادفات لما معناه السبايا المأسورات في الحروب المشروعة ضد الكفار ، ففي قديم العهد عندما تكون هناك معركة وينتصر فيها المسلمين يكون من بين أسرى العدو الكافر سبايا من النساء .

    معنى السبي لغة :
    يقال سبيت النساء سبياً وسباء ، ووقع عليهن السباء ، وهذه سبية فلان : للجارية المسبية ، وتقول خرجت السرايا فجاءت السبايا
    والسبي ما يسبى والجمع سبى ، والنساء لأنهن يسبين القلوب ، يسبين فيملكن ، ولا يقال ذلك للرجال ، لأن الغالب تخصيص الأسر بالرجال والسبي بالنساء ، والجمع سبايا .

    معنى السبي اصطلاحاً :
    هو لا يكاد يخرج عن التعريف اللغوي السابق ، وكذلك في التفريق بين السبايا والأسرى ، فالسبايا هم الصبيان والنساء الذين ظفر المسلمون بأسرهم أحياء ، والأسرى هم الرجال والمقاتلون إذا ظفر المسلمون بأسرهم أحياء كذلك .

    وأساس نشأة السبي وجود النساء والصبيان في ميدان القتال ، ووقوع الأسر على الجميع ، ومن هنا أيضاً تساق النساء أسيرات ، فيصرن بعد القسمة في أيدي المحاربين ، ولما كان الشأن الغالب أن يقتل بعض أزواجهن ، ويفر بعضهم الآخر حتى لا يعودوا إلى بلاد المسلمين ، كان من الواجب على المسلمين كفالة هؤلاء السبايا ، بالإنفاق عليهن، ومنعهن من الفسق ، لأن من المصلحة لهن وللبيئة الاجتماعية ،أن يكون لكل واحدة منهن – أو أكثر – كافل يكفيها هم الرزق .

    كما أن الإسلام ما فرض السبي ولا أوجبه ولا حرمه أيضاً ، وإنما أباحه لأنه قد يكون فيه المصلحة حتى للسبايا أنفسهن ، ومنها أن تستأصل الحرب جميع الرجال من قبيلة محدودة العدد مثلاً ، فإن رأى إمام المسلمون الكفء ، أن الخير والمصلحة في بعض الأحوال أن ترد السبايا إلى قومهن جاز لهم ذلك ، أو وجب عملاً بقاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد ، وكل هذا إذا كانت الحرب دينيه ، فإن كانت الحرب لمطامع الدنيا وحظوظ الملك ، فلا يباح فيها السبي.

    و من الملاحظات الجديرة بالرصد ، أنه على الرغم من كثرة الغزوات التي وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما كان يمكن أن يستتبعها من أسر وسبي ، إلا أنه لم يكن له صلى الله عليه وسلم من السراري إلا أربع .
    ويعود السبب في ذلك ، لصلابة الإيمان ، وصلاح الأخلاق ، وشدة الرقابة على السلوك ، تلك الرقابة التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمبادئ التشريع الرباني . ولذلك فقد نجح معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، في تحقيق الغرض الذي كانت ترمي إليه الشريعة الإسلامية الصحيحة ، لنتعلم منه نحن أتباع ديانته صلى الله عليه وسلم . قال أبو عبيدة : كان للنبي أربع : مارية (4 ) ، وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة (5 ) ، وجارية أخرى أصابها في بعض السبي ، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش (6 ) .

    و من الملاحظات الجديرة أيضاً ،في ذلك الزمن ، هو أن السبيه لم تكن تستباح لكل الرجال ، وإنما هي لرجل واحد تشبه علاقته بها علاقته بزوجته ، وفي هذا أيضاً احترام لآدميتها وتكريم لمشاعرها .

    ولكن بعد موته صلى الله عليه وسلم ، و بانقضاء زمنه ، و زمن الطبقة الأولى من الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ،ومن معهم من المسلمين ، فقد قام على من أتى من بعدهم صراع بين الدين والدنيا ، وتحول بعض الخلفاء والحكام والأغنياء من المسلمون ،بدئاً بعهد بني أموية وبني العباس ، إلى حياة جديدة .

    فبإشراق أسارير الدنيا عليهم ، ولتمكنهم من أطايبها بما نالوا من ثراء عريض ، فقد اقبلوا عليها إقبال عاشق غاب رقيبه، يشبعون نهمهم من لذاتها، وما أتاحت لهم الفتوح أن يحظوا ببنات الأعاجم ، وقد أتينهم مأسورات ، فأسرن قلوبهم بجمالهن .

    فشيدوا القصور ، تحيط بها الحدائق الغناء ، وازدحمت بها الجواري والسراري ، من نساء الروم والفرس والترك ، وأسرف البعض في استعمال ذلك ، بل وتعداهم إلى حياة المجتمع والأسرة ، ولكن دون مراعاة لروح الشريعة الإسلامية ، وذلك عن طريق الشراء ، حيث لعبت النخاسة دوراً هاماً في انتشار ذلك ، في محيط المجتمع الإسلامي ، والإسلام برئ منه ، وهو مخالف لروح الشريعة بلاد جدل ، وليس من الإنصاف أن نحمل الإسلام تبعات ذلك ، و ما استتبعه من إنعكاسات سلبية ، أدت إلى تفكك كيان دولة الإسلام ، وروابط المجتمعات والأسر الإسلامية .

    وإذا ذهبنا إلى العصر الأموي والعباسي ، نجد أن هناك تحولاً طرأ على نمط الحياة ، و انتقال إلى طور جديد ، أخذ فيه بعض الخلفاء ينعمون برخاء كان ممتنعاً عليهم في عهد الخلفاء الراشدين . فقد ارتفع قدر الجواري عندهم ، لدرجة أنه بلغ ولع بعض الخلفاء بهن أن شغلته عن أمور الدولة ، ولأن البعض منهم لم يكونوا قدوة صالحة ، فقد أثر ذلك سلباً على مجتمعاتهم ، وأصابها ما أصاب بعض أولئك الخلفاء من ولع ، وجاءهم الجواري بضروب من الغناء و الطرب وفنونه . ففي مكة والمدينة ظهرت أول طبقة من المغنين ، فألفوا من ألحان الفرس والروم ألحاناً جديدة .

    وقد شاعت شهرة الكثيرات منهن بحديثهن الممزوج بالأدب والفكاهة والشعر ، فهذه دنانير .

    تخرجت في المدينة ،ثم حملت إلى بغداد ،وأخذت عن ابن جامع، واشتراها يحيى بن خالد البرمكي ، واسمع الرشيد غناها ، فاشتد إعجابه بها ووهبها عقداً قيمته ثلاثون ألف دينار ، وبعد قتل الرشيد البرامكة دعاها إليه وأمرها أن تغني ، فقالت له يا أمير المؤمنين ، أني آليت أن لا أغني بعد سيدي أبدا ، فغضب وأمر بصفعها فصفعت ، وأعطيت العود فأخذته وهي تبكي أحر بكاء ، واندفعت تغني :
    يا دار سلمى بسارح السند .. بين الثنايا ومسقط اللبد .. لم رأيت الديار قد درست .. أيقنت أن النعيم لم يعد ..
    فرق لها الرشيد وأمر بإطلاقها .

    وهذه عنان .

    جارية للناطفي ينشدها شاعر فيقول :
    وما زال يشكو الحب حتى رأيته .. تنفس في أحشائه وتكلما
    ويطلب إليها الشاعر أن تجيزه ، فأجازته قائله :
    ويبكي فأبكي رحمة لبكائه ..
    إذا ما بكى دمعا بكيت له دما

    وهاتان جاريتان من مولدات اليمامة .

    يعرضان على المتوكل بحضوره وزيره الفتح بن خاقان ، فنظر إليهما وقال إلى أجملهما : ما أسمك ؟ قالت : سهاد ، فقال لها : أنت شاعرة ؟ قالت : هكذا يزعم مالكي ، قال : فقولي في مجلسنا هذا شعراً ترتجلينه وتذكرينني فيه ، وتذكرين الفتح بن خاقان ، فتوقفت هنية ثم أنشدت :
    أقول وقد أبصرت صورة جعفر .. امام الهدى والفتح ذي العز والفخر.. أشمس الضحى أم شبهها وجه جعفر.. وبدر السماء الفتح أم شبه البدر
    فقال للأخر أنشدي ، فقالت :
    أقول وقد أبصرت صورة جعفر.. تعالى الذي أعلاك يا سيد البشر..
    وأكمل نعماه بفتح ونصحه ..
    فأنت لنا شمس وفتح لنا قمر
    فأمر بشراء الأولى ورد الأخرى ، فقالت له لم رددتني؟ قال : لأن في وجهك نمشا ، فقالت :
    لم يسلم الظبي على حسنه .. يوما ولا البدر الذي يوصف.. الظبي فيه خنس بين .. والبدر فيه كلف يعرف .
    فأمر بشراء الثانية

    وكذلك عريب .

    جارية عبد الله المراكبي ، صاحب مراكب الرشيد ، وكانت نهاية في الحسن والجمال والظرف وحسن الصورة وجودة الضرب وإتقان الصنعة والمعرفة بالأنغام والرواية للشعر والأدب .

    ومنهن فضل وعلم .

    وقد نشأت في المدينة وتعلمتا فيها الغناء وحملتا إلى الأندلس ، فاشتراهما عبد الرحمن الداخل الأموي ،
    وجاريته قلم الرومية ، وقد أرسلت صبية إلى المشرق ، وتعلمت في المدينة الغناء وحذقته .

    ومنهن العبادية جارية المعتمد بن عباد ، وكانت أديبة ظريفة شاعرة ، وقمر جارية إبراهيم بن حجاج اللخمي صاحب أشبيلية ، وكانت من أهل الفصاحة والبيان والمعرفة بصوغ الألحان ، وقد جلبت من بغداد وجمعت أدباً وظرفاً ورواية وحفظا ، مع فهم بارع وجمال رائع .

    ومن الجواري من كانت تستعمل حيلة لوصال سيدها ، تدل على فطنة وذكاء ، من ذلك أن الملك عبد العزيز بن السلطان صلاح الدين الأيوبي ، كان أحب في أيام أبيه قينة حسناء وشغف بها ،

    فبلغ ذلك صلاح الدين الأيوبي فمنعه من صحبتها ، فحزن ولم يمكنه أن يجتمع بها ، ومضى على ذلك عدة أيام فسيرت إليه مع خادم كرة من العنبر ، فكسرها فوجد فيها زرا من الذهب ، فلم يفهم مرادها ، فجاء القاضي الفاضل فدفع إليه الكرة وسأله أن يعرفه ماذا تعني ، فقال القاضي في الحال :
    أهدت إليك العنبر في وسطه .. زر من التبر رقيق اللحام .. فالزر من العنبر تفسيره .. زر هكذا مستترا في الظلام.

    ومنهن من كانت له منزلة عالية في القصور . وهذا يدل على ما كان للأثيرات من الجواري والقيان من أثر في حياة القصور .

    ولم يكن هذا الأثر لهوا ومجونا فحسب، بل كان إلى حد كبير مآس مفجعة. فقد كان القصر ميدانا لنزاع السلطة بين أمهات الأولاد من الجواري بتنافسهن على عهدة الخلافة لأولادهن ، وإثارة الخلاف بينهم. وقد أراد الرشيد أن يتفادى النزاع بين أولاده فقسم الدولة بين أبنائه الثلاثة: الأمين والمأمون والقاسم ، فجعل شرقها للمأمون ، وجعل غربها للقاسم ، وجعل ما بينهما للأمين وعهد إليه بالخلافة ، على أن يؤول أمرها من بعده للمأمون ثم للقاسم ، وقد فعل ذلك إرضاء لأمهاتهم ، وزعم أن ذلك حل لإزالة الخلاف بينهم. غير أن النزاع ما عتم أن قام وأتسع ، ونشبت الحرب الضروس بين الأمين وأخيه المأمون ، وكانت في واقعها حربا بين العرب الذين آزروا الأمين وببن الفرس الذين آزروا المأمون ، وكان انتصار المأمون على الأمين انتصاراً للفرس على العرب ، وكان مقتل الأمين بيد طاهر بن الحسين الفارسي ، سهما أصاب العنصر العربي في مقتله ، وكان جزاؤه أن أقطعه المأمون خراسان ، فكان ذلك بداية الانفصال السياسي الذي تتابع بعد ذلك في الدولة الإسلامية ، وفي ذلك يقول الإمام السيوطي : في دولة بني العباس افترقت كلمة الإسلام وسقط اسم العرب من الديوان وأدخل الفرس في الديوان ، واستولت الديلم ثم الأتراك وصارت لهم دولة عظيمة ، وانقسمت الممالك عدة أقسام ، وصار بكل قطر قائم يأخذ الناس بالعسف ويملكهم بالقهر . وكان من مظاهر التنازع على السلطة وتنافس أمهات الأولاد على عهدة الخلافة ، إثارة الحقد بين الإخوة ، وكيد بعضهم لبعض ، وإقدام الأخ على قتل أخيه أو على قتل أبيه .

    ونتيجتاً لازدياد أعداد الجواري من نساء الروم والفرس والترك ، وانتشارهن في المجتمعات الإسلامية ، فقد أستغل ضعاف النفوس ذلك ، ما دفعهم إلى إقامة مدارس خاصة ، لأهداف وأغراض كانت دنيئة .
    وكان في طليعتهم مخارق وعلوية وابن سريج وابن مسجح ومعبد والفريض وطويس ،

    وقد أخذ هؤلاء في تدريب الجواري الغناء والضرب على الأوتار .

    وتعليمهن كيف يجملن أنفسهن ويسترن عيوب أجسامهن ، و يسلين الرجال بالعزف على الآلات الموسيقية .

    وقد كان منهن طبقة عرفت بالعازفات ، يستخدمن كما تستخدم المسامرات في اليابان في الليالي الحمراء يمرحن ويعزفن ويرقصن رقصاً فنيا أو خليعا.

    كما يعلمهن أيضاً كيف يتصنعن الحب والدلال .
    ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد ، بل استمر الفساد الخلقي بأوسع مما كان عليه ، فقد كان من أولئك الجواري طبقة عرفت باسم الخليلات .

    وكن يعشن مستقلات ، ويستقبلن في بيوتهن من يغوين من العشاق من فساق المسلمين

    ثم يبتن مع من يردن من الرجال للحصول على أكبر أجر مستطاع ، ليفسدوا عليهم دينهم ودنياهم ، ثم يشغلونهم بعد ذلك عن أسرهم وأبنائهم ، ويقبضون من ضمائرهم ، روح الأبوة الصالحة ، ويدفعونهم إلى وئد الوفاء نحو زوجاتهم ، وإهمال شئونهن وشئون أبنائهم ، ما يؤدي في نهاية المطاف ، إلى تراخي الروابط الأسرية ، ومن ثم لا قدر الله انحلال تلك الروابط ، ثم موت نواة المجتمع .

    وهكذا فإننا نرى أن الولع المبالغ فيه ، في حب الجواري والقيان من نساء الروم والفرس والترك وغيرهن ، قد احتل مكان الصدارة عند بعض الخلفاء والحكام ، وغزو الحسان منهن قلوب بعض أفراد مجتمعات المسلمين، الذين أسرفوا في استعمال ذلك ، بلا ضابط شرعي ،وبلا فهم ودراية بالغاية الشرعية نحو مسألة الجواري والإماء ، فهو كما استعرضنا أن الإسلام ما فرض السبي ولا أوجبه ولا حرمه ، وإنما أباحه لأنه فيه مصلحة للسبايا أنفسهن ، تلك المصلحة التي كانت أحد مقاصد روح الشريعة الإسلامية النبيلة ، التي رمت إليها في مسألة الجواري ، وسبايا الحروب المشروعة، وذلك لضمان معالجة النتائج الحتمية التي خلفتها الحرب ،ومعالجة الآثار الإنسانية الصعبة ، للفترات الاستثنائية التي يعشنها السبايا المأسورات ، اللاتي شاركن في تلك الحرب ، ومساعدتهن على معايشة تلك المرحلة النفسية ،بعد هزيمة قومهن، وفقدان أهلهن ووطنهن. لأن مرحلة ما بعد الحروب ، أشد وطأة من الحروب ذاتها ، لترجع بعد ذلك الحالة الاجتماعية الطبيعية لهن، وبصورة كاملة، وذلك من خلال الأحكام والشروط الإسلامية المنظمة ،والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً ،بمبادئ التشريع الرباني ، المعالجة لمسائل الرق وملك اليمين ، لا بتشريع وقوانين الجهله ، والتجاوزات التاريخية التي قام بها بعض المسلمين ، تلك التجاوزات التي أحدثت ثغرات على الدين الإسلامي ، نفذ من خلالها أعداء الإسلام ،والكتاب الذين في قلوبهم خبث ، وحقد من أبتاع الديانات الأخرى ، لمهاجمة الدين الإسلامي , وحسبوها بأنها مشكلة أوجدها الإسلام ، ومن ثم عمدوا إلى إثارة العديد من الشبهات والشكوك حوله ، ليصدوا الناس عن عبادة الله جل وعلا ، لأنهم اقتطعوا تلك الأخطاء الخطيرة والبشعة ، وصوروها على أنها واقعاً طبيعياً للمبادئ التي شرعها وجاء بها الدين الإسلامي ، تجاه قضية العبيد والجواري ، كما تعد هذه النماذج أحد الصور القاتمة الظلال ، التي رسمت خطئاً عن الإسلام ومبادئه ، وشوهت صورته ، ومن ثم باتت عالقتاً في أذهان وعقول الكثيرين ، سواءاً من أتباعه ، أو ممن لم يعرف صورته الحقيقية بعد . وللأسف فإننا اليوم وبعد كل هذا ، نسمع أصوات ، ونقرأ مقالات ، ونشاهد دعوات، لبعض كتاب العرب ، وأبناء المسلمين ، يطالبون فيها، بالعودة إلى تلك المخالفات الباطلة ، التي تعتبر في حكم الزنا، لأن التسري بالنساء اللاتي يختطفهن النخاسون ، أو يبيعهن التجار ليس من التسري الصحيح في الإسلام ، بل عصيان لله ولرسوله (7 ) .

    ولو أردنا أن نورد مثلاً للأصوات الإسلامية والعربية البارزة التي تدعوا إلى ذلك ، لإيقاع الأمة الإسلامية بقصد، أو بغير قصد في وحل ذلك الانحلال ، فهو ما نلقاه اليوم ،وما نسمعه في من صوت نشاز للناشطة الكويتية سلوى المطيري ، التي تطالب بسن قانون ،لامتلاك ،وشراء النساء ،والفتيات الروسيات ، اللاتي يقعن أسيرات في أيدي القوات الشيشانية ،مقابل مبلغ مالي حددته هي ، يدفع لمن أسر تلك “الجارية ، على حد زعمها ، وكما تقول هي وبالحرف الواحد في مقال نشر لها “من أجل حماية الرجال من الفساد والزنا ، و للقضاء على الدعارة ” ، بل ويزداد الأمر سوءاً عندما أكدت أن الإسلام يجيز هذا الفعل ، فأي جهلٍ كانت فيه تلك الكاتبة ، وأي ثقافةٍ ضحلة تحملها، و أي قلة أدراك ومعرفة بخطورة ما تتكلم عنه.

    ومما لا يدع مجالاً للشك ، فإن هذه الأصوات، وهذه الدعوات ،أو ما شاكلها من آراء بعض الكتاب ، وآراء بعض شباب المسلمين ، الذين سيطرت الشهوة الحيوانية على كامل عقولهم ، والذين أضحكوا علينا ، وعلى الأمة الإسلامية ، الأمم الأخرى ، إنما تمثل خطراً شديداً على المجتمع المسلم ، وفي حال الانجراف خلفها لا سمح الله ، لقضية خطيرة وحساسة كهذه ، من دون مرعاه لروح الشريعة الإسلامية ،ومقصدها الإنساني النبيل ، ومما لا شك فيه ، فسوف يقضى على ما تبقى من القيم الإسلامية الأصيلة ، وسيعيد العالم الإسلامي والعربي إلى ” سيناريو ” الزلل والخطأ ،والوقوع في دوامة ذلك الانحلال الخلقي، و الانحراف الأخلاقي ،والتفكك الأسري، والاجتماعي، الذي عاناه المسلمون منذ قرون طويلة .

    الباحث والكاتب الإسلامي

    إبراهيم المراغين السبيعي

    التعليقات

    ( 1 ) سورة الحاقة ، آية رقم ( 11 ) .
    ( 2 ) سورة الرحمن ، آية رقم ( 24 ).
    ( 3 ) سورة الغاشية ، آية رقم (12).
    ( 4 ) أهداها إليه المقوقس .
    ( 5 ) عرض عليها أن يتزوجها ، ويضرب عليها الحجاب ، فقالت : يا رسول الله .بل تتركني في ملكك ، فهو أخف على وعليك ، وقد توفي الرسول وهي في ملكة – أحكام الأسرى والسبايا في الحروب الإسلامية للدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة ? جامعة الزقازيق صفحة رقم ( 292 ).
    ( 6 ) زاد المعاد جـ 1 صفحة ( 29 ).
    ( 7 ) التاج المذهب لأحمد بن القاسم الصنعاني ج 4 . كتاب السير /459 ، كتاب أحكام الأسرى والسبايا في الحروب الإسلامية صفحة 199 ، للدكتور عبد اللطيف عامر أستاذ الشريعة ? جامعة الزقازيق .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..