ثقافة التخوين

مفاهيم

ثقافة التخوين

نادية عثمان مختار
[email protected]

إنتشرت ( ثقافة التخوين) هذه بشكل مخيف في مصر (بعد الثورة) بشكل خاص حيث أن الكثير من الأحاديث التي أسمعها من بعض شباب ثورة الخامس والعشرين من يناير تقول وتؤكد بصورة موحدة أن كل من وقف ضد الثورة وكان له رأياً مخالفاً يعد في نظرهم ( خائناً) !!
وقد رأيت بأم عيني مجموعة من (القوائم) التي قد تم إعدادها باسماء وصور من أعتبرهم ثوار التحرير ( خونة) من كل الفئات سياسياً وإعلامياً وفنياً ورياضياً وغيره !!
وكان الفنان النجم الكوميدي عادل إمام أحد الذين شاهدت صورهم ، بل أن صورته قد وضعت أعلى قائمة ( العار والخونة ) كما سماها الثوار !!
ولكن كل هذا حدث في مصر بعد الثورة وليس قبلها ، أما في السودان بلدي الحبيب فأن ( ثقافة التخوين) و( نظرية المؤامرة) وكذلك ( ثقافة التبخيس وإزدراء الآخر) فنجد أنها مستشرية عند البعض بكثافة ( حالتو الثورة لسة ماقامت) !!
نعم .. في السودان تجد الحكومة تخوّن المعارضة والمعارضة تتعامل مع الحكومة بعدم الثقة ووفق ( نظرية المؤامرة) وتجد النخبة تنظر للعامة بنظرة ( التقليل من الشأن) والعامة ينظرون للنخبة على أنهم مجرد ( متفلسفين على الفاضي) وهكذا دواليك !!
ثقافة التخوين أمر يسوق تلقائياً لممارسة الفعل الشرير إبتداءً من ( الكيد) سواء كان سياسياً أو شخصياً وحتى القتل ؛ لأن من تتملكه نزعة تخوين الآخر لا يترك في نفسه مساحة من الضوء لإفتراض حسن النوايا ، ولا يعرف للتسامح دورباً ، وتجده دائم الشك في كل من حوله وحتى أقرب الناس إليه وحتى من يقف معه في ذات محطات مواقفه تجاه مجمل القضايا بمختلف مسمياتها !
ثقافة التخوين فعل يمكّن فاعله من إستخدام سلاح القتل المعنوي وإغتيال الشخصية بكل يسر ودون أن يرمش له جفن !!
وفعل تخوين الآخر يمنح صاحبه إشارة المرور لممارسة كل أنواع القبح الإنساني وبأقذر الأسلحة الممنوع تداولها أخلاقيا وإنسانياً !!
هي ثقافة قبيحة بكل معنى الكلمة ، أتمنى زوالها وعدم إنتشارها في بلادي وبين أبناء شعبه على كافة المستويات إنسانياً وسياسياً ، ولكل إمرئ في الكون اخطاءه ولكن ليس معنى ذلك أن يندرج كل خطأ تحت بند ( الخيانة) !!
وليس من حق شخص تخوين الآخر خاصة فيما يتعلق بمسالة حب الوطن والدفاع عن الحق والخير والجمال ، فالإنسان الذي يفعل ذلك يفعله إبتغاء مرضاة ربه ونفسه وليس لنيل الأوسمة والنياشين وصكوك الوطنية من أحد !!
و
إنما الأعمال بالنيات ولكل إمريء ما نوى !!

(( نقلاً عن أجراس الحرية))

تعليق واحد

  1. للأسف الشديد ناديه ان التخوين وسياسة المؤامره لهما زبانية يسوقون لها ويعمدون على اشاعتهما علما بأنهم يعرفون حقائق ما ينفثون سمهم فيه ,, والهدف هو
    لي عنق الحقائق ,,, وهو ايضاً يعتبر سلاح نسوا , كما البنبان .. يللا شوفو معي وجه الشبه : من المعروف في كل مجتمع هناك نوع من النساوين يشتهرن ((بالشنف)) ويقولوا عليها ((فلانه شنافه)) والشنافه دي دااااايما@ لابيعجبها العجب ولا الصيام في رجب ..فجنها التبخيس والتشنيف وتكذيب الواقع .. والغريبه لو شكرت ليك الصاقعه , تقول الله يضوقني ليها , وغالباً هذا النوع بيكون له غايه وغرض, ونادراً مايتصف رجل بهذه الصفه .الا اذا انتقلت له عدوى من مرتو

  2. زادت ثقافة التخوين لان الحكومة اعتمدت على ثقافة اختراق التنظيمات وزرع منسوبيها بينهم لتمرير اجندتها الخبيثة ، اما الاشخاص الرماديون فالحكومة اكثر جهة مستفيدة منهم لانهم ينفذون اجندتها دون ان يدروا ولا مانع من جانب الحكومة ان ترمى اليهم ببعض الفتات كالمظاريف ان كانوا صحفيين او بعض الوظائف ان كانوا اشخاص مؤثرين فى المجتمع…
    اما المعارضين الشرفاء فعليهم ان يلهثوا وراء لقمة العيش فى هذا الزمن الاغبر…
    والله كريم على من لم يبع ضميره ويرزقه من حيث لا يحتسب…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..