بت مسيمس شاعرة المسلمية

المسلمية / وفاء طه:

قبل الحديث عن الشاعرة بت مسميس شاعرة المسلمية ، نلقي الضوء على هذه المدينة التي تقع في محلية الحصاحيصا ولاية الجزيرة عند تقاطع دائرة العرض (13) درجة شمال و(33) درجة خط العرض على بعد (156) كيلو متر جنوب الخرطوم، أسس هذه المدينة محمد ود نوِه,وعلى مشارف حوض ود نوَة الذي سمي علية تقع أطلال قصر بت مسيمس ،وود نوَة من قبيلة الشنابلة تزوج من قبيلة المسلمية الذين يرجع أصلهم الى بني أمية، وهم أبناء مسلم بن حَجاز بن عاطف، وترجع بعض المصادر أصلهم الى أبوبكر الصديق رضي الله عنه، ويقال أن عمر هذه المدينة ستة قرون لأنها نشأت قبل قيام السلطنة الزرقاء، وقد اشتهرت بالتجارة وقد كانت مركزاً تجارياً بلغت شهرته جمهورية مصر العربية حيث كانت القوافل التجارية تمر عبر كبري المسلمية جنوب مستشفى الشعب بالخرطوم، وقد جاء ذكر هذه المدينة في كتاب (على تخوم الاسلام) وهوعبارة عن اثنين من الوثائق التاريخية التي قام بكتابتها اثنان من الأوربيين في عهد محمد علي باشا ولقد ورد في هذا الكتاب تنويهاً بأهمية وعظمة المدينة في ذلك الزمان ومن الأشياء التي اشتهرت بها المدينة خلوات تعليم القرآن الكريم ، والى يومنا هذا يوجد فريق يحمل اسم فريق الخلوات ، كذلك عرفت المدينة أول صناعة للنسيج في السودان عندما قامت الحاجة (برة بت شمو) بصناعة الفراد ومن ثمَ عمت شهرتها كل السودان، أيضاً من المدينة الشاعر الحسن بن الزهراء صاحب أروع قصيدة في رثاء الامام المهدي رحمة الله عليه، ومنها أيضاً كاتب الشونة والشيخ مجدوب عبد الله رئيس وفد الخليفة عبد الله التعايشي المرسل الى مصر عام 1305 ه والذي كان محملاً بثلاثة رسائل الى كل من والي مصر، وملكة بريطانيا، والسلطان العثماني، وفي عهد محمد سعيد باشا تم ارسال أربعة سفن تحمل اسطول الخرطوم حملت الأسماء الآتية (المسلمية ، الفاشر، التوفيقية ، نمرة تسعة ( ومن شاعرات المسلمية الشاعرة المشهورة بت مسيمس والتي ما أن جاء ذكر الشاعرات السودانيات من أمثال شغبة المرغومابية، ومهيرة بت عبود، الا وجاء ذكرها وهي شاعرة المسلمية التي ذاع صيتها بمدح الزبير باشا رحمة، وقد كانت تسكن في قصر معروف في فريق الخلوات بمدينة المسلمية جوار حوض ود نوَه وقد وقفنا على آثاره التي لم يتبقى منها الا قليل من الطوب المكسر، ومن الأشعار التي تنسب اليها في مدح الزبير باشا قولها :-
جاتك جوابات قوم شوف ردهن
جب جب عليهن لا تردهن
يا مقنع الكاشفات لي حدهن
دارفور عركها خل دمها جلب
خدم الرجال وليها عقب
وقالت بت مسيمس أيضاً
بارود النصارى من قمزة الكباس
وخليت المجوس ألين من القرطاس
في ديار الغروب سويت للرحالة أساس
ود رحمة تامي الرجالة خلاص
لي بربر نزل جابوهو بالبابور
دلف الريف نزل قال لمصر دستور
في البابور غفره بالقهوة ديمة تدور
هذه الكلمات والمعلومات مدنا بها الأستاذ الماحي العوض أحمد من مدينة المسلمية وعندما سألته عن ما كتبته في مدح الختمية قال أن ما كتبته من أشعار كثير يصعب حفظه، ولكنه بصدد البحث عن تلك الكتابات للتوثيق لهذه الشاعرة الكبيرة التي قلت المعلومات عنها، كما رثت مدني ود شمبول قائلة :-
غرارة العبوس الدنيا ما بتدوم
ياأب شمبول وراك كيف أغمض أنوم
هذه الشاعرة قيل عن مكانتها في هذه المدينة الكثير حيث كانت قوية وكتبت كثير من الاشعار التي مدحت فيها الختمية، وقيل أنها كانت ذات حدس عالي للدرجة التي اعتقد كثير من الناس انها تقلب الأشياء فاشتهر المثل الذي يقول (بت مسيمس أقلبي تيمس.

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..