العنصرية والأنانية هما أسُ الدَاء(3)

نماذج للعنصرية والأنانية فى السودان:
ملخص ما جاء فى الجزئين السابقين هو أنه، من العيب ثم الفضيحة أن يستأثر أبناء إقليم واحد من أقاليم السودان المتعددة، أو جهة واحدة من جهات السودان، بفرضِ هويتهم الآحادية المزيَّفة على عموم أقاليم وشعوب السودان. والهيمنة على حكم كل السودان، على مستوى السلطة، والإنفراد بأكل موارده المادية على مستوى الثروة، والسيطرة على مُجْمَل جهاز الدولة دون أبناء الأقاليم الأخرى.
هذه عيوب جوهرية إرتكزت على العنصرية الجهوية / الإقليمية، وأنانية عمياء هيمنت على إرادة اولئك النفر من أبناء مركز السودان. وبإطلاعى على تعليقات وردود فعل القراء، وأشكرهم على التكرم بالإطلاع، والتعليق سلباً أو إيجاباً. وجدت أن الذين يناهضون ما نكتب إنما يغالطون وينكرون حقائق واضحة لا يجوز بذل أى جهد لإنكارها، وعيب الإنكار المطلق من أهل المركز قديم قِدَم تاريخ السودان الحديث.
ونحن لم نكتب لنثبت هذه الحقائق، فهى ثابتة وراسِخة وراكِزة. ولكن نكتب فى إطار البحث عن أمكانية علاج جمْعِى ومشترك لهذه الأخطاء. ولا نملّ تكرار سؤالنا “الوتِد” الذى يلف ويدور حوله هذا العمل وهو: هل أبناء المركز السودانى مستعدون ليعترفوا بهذه الأخطاء الكبيرة التى ارتكبوها فى حق إخوتهم من أبناء الجهات والأقاليم الأخرى؟ هل أبناء المركز الذين ظلموا بقية إخوتهم عبر التاريخ مستعدون لوقف ذلك الظلم وفوراً؟ والجلوس مع جميع السودانيين للاتفاق على قواعد وأسس جديدة لبناء دولة حقيقية حُرَّة وعادلة، يتساوى فيها الجميع فى المواطنة والحقوق والواجبات؟ أم أنهم إذا فعلوا ذلك سيخسرون هويتهم الزيف المفروضة! وإمتيازاتهم التى رفلوا فى نعيمها الحرام والباطل أباً عن جِدْ؟ هذا هو محور فكرة هذه المادة. وليس هذا تهديداً ولا ضغطاً كما قال البعض، ولكنه الحلقة الأخيرة لصحبةٍ غير ماجِدة بين سكان السودان، صحبة سيئة الذكر قامت على أسس ظالمة ومُدمِّرَة للكرامة الإنسانية لغالبية شعوب السودان.
ولا أعتقد أنَّ الحديث لأماطة اللِثام عن الخطأ يشكلُ ظلماً!، ولكنه واجب علينا جميعاً، ولا ضير أن يقوم به بعضنا! وهو قِمَّة العدل والقِسطاطِ المستقيم.. وليس هو الإحتجاج الأول على الظلم فى السودان ولكنه خاتمة المطاف، ويتبعها الرَّادِفة! وهنا يكون الفراق بإحسان بلا مزيد من سفك الدماء والإهلاك “سَمْبَلَة”. وبالعكس، كلَّما مال المركز نحو الحلول القمعية كلما سَهَّل لهوامش السودان، وقَوَّى حُجَّتِها للفِراق وفض شراكة وطنية معِيبَة، وقِسمة ضِيزَىَ!
ومثال عدالة هذا النوع من الفراق بمعروف، أنَّ له أصلٌ فى الدين، وأهل المركز رغم ظلمِهم البيِّن، يُحبِّون الإستشهاد بالقرآن والسُنَّة! فقد جاء فى القرآن الكريم فى سورة الكهف، قِصَّة رائعة عندما إلتقى سيدنا نبى الله موسى عليه السلام بعبدٍ من عباد الله آتاه رحمة من عنده، وعَلّمَهُ من لدنه علماً، وكان موسى “كليم الله” عليه السلام قد نَسِيَ حوته فإتخذ سبيله فى البحر سرباً وما أنساه إلا الشيطان أن يذكره! ولنترك القرآن الكريم يروى تلك القصة ومن ثم نورد وجه الإستدلال بها.
وذلك فى قوله تعالى:(فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا(72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)) صدق الله العظيم.
ووجه الإستدلال بهذه القصة الواردة فى هذه الآيات القاعدة الفقهية”مفهوم المخالفة”، بمعنى، القصة تعلمنا أن لا نسأل ما ليس لنا به علم أو حاجة، قال إن اتبعتنى فلا تسألنى عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً! ولما فشل نبي الله موسى فى الكَفِّ عن السؤال مما يرى من مهام العبد الرحيم العادل، ماذا قال لنبى الله موسى الذى كلم ربه فى الوادى المقدَّسِ طوى؟ هذا فراق بينى وبينك!
وبمفهوم المخالفة لهذه القصة: أهل السودان من غير المركز ظلُّوا يشكون ظلم المركز عُقُودَ عدداً، والمركز سادر فى غيِّه، ناكراً لحقوق أهل بقية السودان التى قضمَها دهراً، فحق لأهل هوامش السودان أن يفِضّوا هذه الشراكة العليلة، التى لا تُرْضِى الله ورسوله.
حُقَّ لأهل الهامش أن يقولوا للمركز الظالم بإستمرار رغم إنذاره، وتنبيهه للكف عن الظلم: هذا فِرَاقٌ بيننا وبينك أيها المركز. لا تستقيم الحياة وأحد شركاء الوطن يظلم ويظلم ويظلم الآخرين، بينما الشركاء الآخرون يجأرون بالشكوى من ذلك الظلم المستمر. فالحياة لا تحلو للطرفين مع الظلم.
وأهل المركز ذات نفسهم لا بُدَّ أنهم قد ملَّوُا ممارسة الظلم ضد بقية السودانيين، وصَمَّت آذانهم شكاوى وأنين ضحاياهم ليل نهار. ولا بُدَّ أنهم يحلمون باليوم الذى يقف هذا السيل العرمْرَمْ من الشكوى والتظلم ضدَّهم من أبناء بقية أقاليم السودان.
أتتِ اللحظة التى يجب أنْ يستجيب فيها أهل المركز الظالم إلى طلب أبناء أقاليم السودان الأخرى مجتمعين، بضرورة وحتمية عتقِهِم من هيمنة المركز وظُلمِه.. وأنْ يا مركز السودان لّمْلِم أطرافك وحِلْ عَنَّا! وهِيِم على وَجْهِكَ فى الأرض أيها المركز، كـ”السامِرِى” تقول لا مَسَاس!.
نريد أن نعيش أحراراً وكُرَمَاء فى بلدِنا السودان، وهذا يتم عبر آليات كونية حديثة لممارسة الشعوب حقها فى تقرير مصيرها، يمارسونه بالتصويت عادةً لإختيار خيارين.
فماذا يكون خيارىّ أهل السودان ضد المركز؟ وأى الخياريِّن سيختارون ؟
أنماط عنصرية وأنانية أهل المركز ضد بقية السكان كثيرة ولكن افظعها وأفضحها هى:
1) العاصمة الوطنية (القومية) القديمة، والخطط الإسكانية اللاحقة:
ولاية الخرطوم، أو مديرية الخرطوم سابقاً هى “خاصرة” المركز التى يُحكَم منها السودان بالظلم، وإعادة الإنتاج، والإستغلال، والذل، وهدر الكرامة الإنسانية.
الخرطوم هى العاصمة “المثلثة”، الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان العاصمة الوطنية للسودان فى خواتيم القرن التاسع عشر الميلادى عندما تم توحيد السودان لأول مَرَّة على يدِ الإمام المهدى وخليفته عبد الله التعايشى.
ومدينة الخرطوم، دون الأخريات هى العاصمة الرسمية للسودان حيث القصر الجمهورى، وجامعة الخرطوم، والوزارت، والمطار الدولى، وكل السفارات، والشركات الحكومية الكبيرة. ويمتدحه أهل المركز بأنها، أى الخرطوم: محل الرئيس بنوم، والطيَّارة تقوم.
ومن مظاهر الظلم والعنصرية والأنانية فى مدينة الخرطوم التى مركزها “عمارة أبو العِلا” المملوكة لتاجر أجنبى، أنّه من هذه العمارة، وأذهب ثلاثة كيلومترات فى كل الإتجاهات، لن تجد “سنتمتر مربع” أو كشك لبيع الجرائد يملكه مواطن سودانى من شرق السودان، أو كردفان الكبرى، أو دارفور الكبرى، أو النيل الأزرق أو القضارف وسنار، ناهيك عن عمارة أو منزل أو متْجَر!
ومدينة الخرطوم القديمة التى تبدأ من شارع النيل (شمالاً) وتنتهى بالخرطوم (3) والسكة حديد والمنطقة الصناعية ومقابر فاروق جنوباً، وإمتداد الدرجة الثالثة وبرى شرقاً، والمقرن حتى فندق الهلتون و”المنتزه” العائلى غرباً.. هذه الأرض الواسعة التى تتكون من عشرات الكيلومترات المربعة، لا يملك فيها سودانى من خارج المركز “سنتمتر” مربع.
ثم إلى الدائرة الخارجية الأولى لمركز مدينة الخرطوم، التى تشمل أحياء العمال الذين قدِمُوا مبكِّراً، من الأقاليم لخدمة أهل المركز. وهى أحياء شعبية بائسة أتذكَّر منها: الديم، الحلة الجديدة، والسجانة، والقوز، وديم التعايشة، والرميلة.. إلخ، وتنتهى هذه الأحياء الشعبية عند تخُوم مدينة الخرطوم القديمة مع أحياء المرحلة الثالثة من التخطيط العمرانى مثل: جبرة والصحافة شمالاً وأركويت شرقاً، و”العزوزاب والشجرة جنوباً.. هذه الأحياء التى ذكرتُ بعضها وتقع فى تخوم المدينة القديمة مساحة القطعة فيها أقل من (200) متر مربع! وشوارعها ضيقة، وخدماتها من مدارس وطرق وصرف صحى بائسة.
لماذا لم تخطيط هذه الأحياء (المتاخمة) مثل الخرطوم القديمة، أو أقلَّ منها قليلاً؟ لماذا هذا الفرق الكبير فى مساحة القطعة السكنية؟ ولماذا الفرق شاسع بينها وبين الأحياء القديمة مثل نمرة (2) وبُرِّى والمُقرَن حيث يبلغ مساحة المنزل الواحد أكثر من ألف متر مربع؟
لماذا خُطِطَت أحياء مثل الديوم (الخرطوم وبحرى) والحلة الجديدة والرميلة والسجَّانة بخفض غير مبرر لمساحة القطعة السكنية إلى أقل من (200م.م) لماذا؟ خاصةً وأن سكان هذه الأحياء قَدِمُوا لخدمة سكان العاصمة من خارج نطاق المركز وشغلوا وظائف عُمَّالِية صغيرة، فنفث فيهم أهل المركز سموم عنصريتهم وأنانيتهم وحقدهم بزجِّهم فى هذه “الزنزانات” الضيقة فى أرض المليون ميل مربع.
الدائرة السكنية الثالثة لمدينة الخرطوم تم فيها تخطيط وتوزيع الأحياء الحديثة نسبياً مثل: جبْرَة والصحافة وأركويت وأمتداد الدرجة الثالثة، تم تخطيطها لإسكان الموظفين والعمال المَهَرَة ذوى الدخل المتوسط “الدرجة الوسطى” وهم مزيج يغلب عليه أهل المركز وقليل من مظاليم الهامش، لذلك جاءت مساحات القطع السكنية متوسطة “300- 400 م.م” ولكن القسمة الضِيزى ما زالت مصاحبة لسياسة المركز فمعظم سكان هذه الأحياء 90% منهم من أبناء المركز المهيمن على الدولة.
ثم جاءت المرحلة الرابعة من التخطيط العمرانى فى بداية ثمانينات القرن الماضى، ويجدُر الوضع فى الإعتبار فى هذه المرحلة أن المدينة القديمة الخالصة لأهل المركز قد نمت سكانياً وحان الوقت أنْ تجِدَ لها أمتداداً لأجل الأجيال الجديدة التى بلغت الرشد وتحتاج إلى مساكن منفصلة ومُرِيحة تتناسب مع وضعهم كأبناء وبنات المركز المُتَحكِّم فى سلطة وثروة السودان.
لذلك عرِفت الخرطوم السكن الفاخر والراقى فى الأحياء التى تم تخطيطها فى المرحلة الرابعة، وهى أحياء حديثة التخطيط والبناء ومن كل الجوانب. وفسيحة المساحات تتمثل فى احياء: العمارات، الرياض، الطائف، والجريف.. إلخ.
قلنا أن هذه المرحلة الرابعة من التخطيط العمرانى جاءت لأغراض تنفيس وإمتداد وتوسعة لمدينة الخرطوم القديمة الأولى (قلب المدينة) التى لا يملك فيها أى سودانى من خارج المركز “سنتميتر مربع” أو “طبلية” مشروبات باردة أو كشك لبيع الصحف. ثم أنَّ مركز المدينة القديم قد زحف عليه السوق. فعاد أهل المركز، مرَّة أخرى، يطبِّقُون سياسات إنتقائية تعَبِّر عن عنصريتهم وأنانيتهم البغيضة.
هل يعلم الناس فى هوامش السودان أنَّ المخطط السكنى المعروف بـ “حىِّ العمارات” الممتد من شارع (1) جنوب غرب مطار الخرطوم، حتى شارع (61) على مشارف حى “أركويت” مساحة القطعة الواحدة فيه ألف متر مربع؟ ويُمنَح الشخص الواحد قطعتين، لتمكينه من بيع واحدة وبناء الأخرى بقيمتها؟؟!! وقد مُنِحَت مساكن هذا الحى بالكامِلِ لأهل المركز بنسبة 100% ؟ ويظل حى العمارات هو الحى الكبير، فسيح المساكن وحديث البنيان والإستثمارى الذى يملكه أهل المركز ويتفوقون به على الآخرين غنىً وثراء. وأنَّ كل السفارات والدبلوماسيين والشركات الأجنبية والوطنية الثرية يستأجرون مبانى فى هذا الحى؟ كما أنّه لا يبعُد كثيراً من مركز المدينة.
وكانت السلطة الانتقالية الإقليمية لدارفور تستأجر فى هذا الحى عدداً من العقارات فى الأعوام 2006-2010م بمبالغ طائلة تعود لهؤلاء بسبب سياسات حكومات المركز العنصرية الظالمة التى مكنتهم من السيطرة على موارد السلطة والثروة وجهاز الدولة فى السودان.
لذلك، الخرطوم عبارة عن تجمّع حضرِى مُهَيْمَن عليه من أقلية ظالِمة سخَّرَت كافة موارد الدولة لمصلحتِها الخاصة، وهى بالتالى لا تصلح عاصمة لدولة متعددة ومتنوعة كالسودان.
والحل يكمن فى تركِها لهؤلاء، والبحث عن أرضٍ “فضاء” فسيحة ومناسبة، تتوفر فيها مقومات عاصمة لدولة متعددة ومتنوعة كالسودان ورصد ميزانيات لبناءها منذ الآن خصماً على ميزانية الدفاع التى تُصرَف للقتل والدمار. وأعتقد أنَّ جنوب مدينة كوستى، على ضفاف النيل الأبيض هى أنسب منطقة لبناء عاصمة جديدة لدولة السودان.
وحقيقة الأمر أنَّ ميزانية الدفاع تذهب إلى بطون كبار ضباط الجيش. وملاحظة نبَّهنِى لها صديق، أنَّ ضبَّاط الجيش فى عموم الدنيا أناس يتميزون بالرشاقة وخفة الوزن وقوة البدن، ولكن ضباط الجيش السودانى الحاليين”بُدَنَاء” بدانة مفرطة لدرجة القُبح، وبطونهم منتفخة بشكل قبيح ومُلفِت! هل هذا لأنهم ياكلون “السُحت” والمال الحرام؟ فتتدلى كروشهم كالأزيار الكبيرة Potbellied .. وهذا عيب كبير يجب تفاديه فى جيش السودان المتنوع “الهجين” القادم، وأن يكون “الكرْش” وكبرِه سبباً للإحالة إلى التقاعُد.
أمّا المرحلة الخامسة من الإمتداد السكنى أو “الأحزمة” التى تلت الأحياء الراقية فى المدن الثلاث ممثلة فى:”العمارات، الرياض، الطائف، المنشية- محافظة الخرطوم”، و” الصافية، إمتداد شمبات- محافظة بحرى”، ثم “المهندسين، إمتداد بيت المال، مدينة النيل- محافظة أم درمان”، عاد المركز إلى سياسات الفرز والحقد والعنصرية والأنانية فى مشكلة السكن فى عاصمة السودان! ولكن كيف؟
لأسباب تتعلق بالبحث عن العمل والخدمات، ونسبة للظروف المناخية التى أدت إلى تصحر ومجاعات فى هوامش السودان، بالإضافة إلى حرب الإبادة الجماعية لأهل جنوب السودان المشتعلة منذ خروج الإنجليز، وما نتج عن ذلك من نضوب موارد الحياة فى الريف السودانى ما اجبر الناس إلى النزوح والزحف الإضطرارى إلى العاصمة وسكنوا فى أطرافها فيما عرف بتجمعات السكن العشوائى فى تخوم العاصمةSuburbs/ outskirts ذاق فيها النازحون أمَرَّ أيام حياتهم مهانة، وعنف لفظى يومى يميِّز ضدهم كأنهم قادِمُون من “زُحَّل”.
وعزوف مُتعمَّد عن تخطيط مناطق سكنهم العشوائى وإدخال خدمات المياه والكهرباء فيها، وتعبٍيد الطرق لإلحاقهم بمستوى سكان المدن العادية ناهيك عن العاصمة.. ظلَّت تجمّعَات سكنية كبيرة مثل: أم بدّة والثورة والفتيحات، والصحافة ومايو والسلمة والمعمورة، الدروشاب والحاج يوسف والسامراب.. إلخ، ترزح تحت نيِّر ومذلّة السكن العشوائى (Ghettos?) وخدمات أساسية معدومة حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى، تسرَّب فيها معظم أطفال تلك العشوائيات من التعليم.
هذا، وكنت اتابع أبناء أهلنا الذى قدموا من كردفان ودارفور وجبال النوبة وشرق السودان وقطنوا أم بَدَّة، وكنتُ شاهد عَيَان على ما أقول: من شارع أم بَدَّة “الردمية” شمالاً وحتى نهاية “البحيرة” و”أم نيران”، ثم جميع “مربعات” الفتيحاب جنوباً. ومن محطة “الطاحونة فى شارع السبيل شرقاً وحتى حدود سوق ليبيا غرباً، وهذه المنطقة تشكِّل الدائرة الجغرافية رقم (50) المقفولة تماماً لحزبِ الأمَّة، التى فاز فيها المرحوم شقيق الإمام الصادق المهدى وخَلَفهُ بالفوز بنفس النسبة الكاسحة قيادى أخر من الحزب اظنه الأمير نقد الله فى انتخابات 86، هذه المساحة الجغرافية التى هى دائرة جغرافية مقفولة لحزب الأمة، لم يدخل منها طالب/ة جامعة الخرطوم طوال الفترة من 1983- 1987م سِوَى بنت واحدة كان خبر دخولها كلية الآداب جامعة الخرطوم حدثاً مفاجئاً وساراً لأهلِ تلك المنطقة! والسبب فى ذلك إنعدام البيئة المدرسية المناسبة التى تتوفر بوجود خدمات الماء والكهرباء والتهوية والطرق الضرورية للعملية التعليمية فى تلك الأحياء أسوةً ببقية أحياء ولاية الخرطوم.. والنتيجة الطبيعية هى التسرّب المبكِّر لبنات وأبناء تلك المنطقة من العملية التعليمية.
ويجدر ذِكر أنَّ تلك الأحياء العشوائية يسكنها عادة النوبة وأهل كردفان ودارفور وبعض الدناقلة، ومؤخراً جدَّاً بعض أهل الشرق.
أمّا الدائرة السُكانية السادسة والأخيرة فى تخوم العاصمة الوطنية فأمرها عجب. وضع أهل المركز سياسات تمنع الإمتداد الطبيعى للمحافظات الثلاث، ففى أم درمان مثلاً مُنِعَ التطور الطبيعى لمدن “الثورة” و”أم بدة” و”الفتيحاب” عند حدود معينة، وذلك بإيجاد مناطق عازلة بعد المدن Buffer Zones وسُمِحَ من طرفٍ خفِى بالحيازات السكنية العشوائية بعد تلك المناطق العازلة للمدن.
ونتيجة لتلك السياسة الجديدة: بالنسبة لمدينة أم درمان من ناحية الغرب نشأت مدينة “دار السلام” على بُعدِ حوالى (خمسة كيلومترات) من سوق ليبيا، وقطنها نازحون قادمون من كردفان ودارفور. وعلى مستوى مدينة الخرطوم تم السماح للجنوبيين الهاربين من أتونِ الحرب اللعينة فى الجنوب بالسكن فى “عشوائيات” بائسة على مشارف “جبل الأولياء”.
وفى هذا الوقت بالذات بدأ الحديث جهراً فى وسائل إعلام المركز/ الخرطوم عن خطر الزحف “الأسود” نحو العاصمة القادم من أقاليم السودان وأريافه، والذى طفق يطوِّق العاصمة كالسوار بالمِعصَمْ!. تلك الكتابات بدأت خجولة وغير مباشرة إلى أن توَّجَها عالِمِهم المتخصص فى العلوم السياسية دكتور/ حسن مكى الذى كتب سلسلة مقالات عن “الحزام الأسود” الذى طوَّقَ العاصمة “القومية” وضغَطَ على خصرها.. وأنَّ ذلك يشكل مُهدِدَاً خطيراً للأمن القومى!.
تخطيط المجمَّعات السكنية العشوائية فى المرحلة السادسة صاحَبَها أحداث دامية وحالات قتل مواطنين أبرياء داخل تلك التجمعات نفذها الجيش والشرطة ضد الذين يقاومون بأفواههم عمليات الإزالة والترحيل القسرى التعسُفِية، وقعت فى كلٍ من: دار السلام والجخيس/ أم درمان، وجبل الأولياء ومايو والسَلَمَة/ الخرطوم.
وعند تخطيط تلك العشوائيات قررت سلطات المركز أن تكون مساحة قطعة الأرض السكنية أقل من (200م.م) وأهل المركز يعلمون أن هذه الشعوب السودانية من الهامش تتكون من أسَرْ كبيرة وممتدة، خلافاً لأهل المركز. فالدارفورين والنوبة وبقية أهل كردفان الغَرَّة، عادة ما يتزوج الرجال مثنى وثلاث ورُبَاع، فيهِبَهُم الله ذرِّية وآفِرة من البنات والأولاد فتمتد الأسرة، ثمَّ يتزوج الأبناء والبنات وينسلون بدورِهم وهكذا.
والظروف القاسية التى أتت بهؤلاء الكرام إلى تخومٍ العاصمة، تجعل الأسَرْ الكبيرة تلك تتشارك فى المساكن ذات الـ(200 م.م) مثابة لهم جميعاً!.. وسلطات المركز تعلم يقيناً حجم الأسرة ومتوسطها عند تلك الشعوب لكنهم يمنحونهم قطع سكنية صغيرة للتضييق عليهم وجعل حياتهم غير ممكِنة.
أهل المركز قصدوا وضع تلك الأسر الكبيرة والممتدة فى ظروف حياتية يستحيل معها العيش الكريم، ويعلمون حتمية فشل أبناءهم فى التعليم فى تلك الظروف غير الملائمة، وتنعدم بالتالى فرص المنافسة لدخول الجامعة، فيتسرَّبون باكراً من التعليم للبحث عن فرص عيش أفضل، فيكونون لقمة سائغة للمركز يجنِّدَهم فى جيشه فى الرُتبِ الدُنيا Foot soldiers.
ثم يقود ملازمٍ فاشل من أبناء المركز الآلاف من أولئك الجنود، ويذهب بهم إلى حجيم الحرب فى جنوب السودان، ويأمرهم مشدداً بقتل شعب الجنوب الآمن فى دياره، وحرقِ قرَاهم ومزارعهم وأبقارهم! لا لسببٍ جنوه سوى أنهم جنوبيون سود خلقهم الله فى أرض غنية بالموارد. ويعتقد أهل المركز أنَّ الجنوبيون لا يستحقون تلك الأرض الغنية!!، فقرروا منذ خروج المستعمر الأجنبى قتلهم وإبادتهم ليخلو لهم أرض الجنوب بعد ذلك!. أليست هذه هى رؤية ومقترح أحد الضباط “الكبار” فى الجيش من أبناء المركز فى حقِ الجنوبيين؟ أنْ يُحرَقَ أرض الجنوب بأهله ليخلو الأرض خالصاً لأهلِ المركز؟ ولكن هيهات للحقد والكراهية أن تثمر خيراً.
ومن الظواهر السيئة التى مارسها المركز ضد أبناء الهامش، حملات إصطياد أبناء الهامش فى شوارع العاصمة/ الخرطوم، نهاراً جِهاراً، فيما عُرِفَ بظاهرة “الكشَّة” التى تشبه إلى حدِ كبير حملات الغدر التى قادها آباء وأجداد هؤلاء بالوكالة عن تجار الرقيق الأجانب لصيد أبناء السودان فى الأقاليم المختلفة.
كانت حملات “الكَشَّة” هذه تشن بواسطة قوة مشتركة من الجيش والشرطة والأمن، وتستهدِف بدقَّة أبناء الهامش ويتم تجميعهم كالأنعام فى مراكز تجميع مُذِلّة، يمارَس فيها عنف مادى ولفظى رهيب.. ثم تُخلَع ملابسهم ويتركوا باللباس الداخلى فقط، ثم يتم ترحيلهم فى خاتمة المطاف بتلك الحالة السيئة، بالقطار، إلى دارفور وكردفان وجبال النوبة، وآخرين إلى شرق السودان.
(نواصل فى جزءٍ رابع سرد نماذج لنعصرية وأنانية أهل المركز.)

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يبدو انك متابع جيد للاوضاع في السودان حيث اتيت بسرد متتابع الاحداث دون كلل او ملل وهذا ما نسميه ذكاء صحفى يعطيك العافية ،، اتمنى الاستمرار بفضح هؤﻻء العنصريون بكل ما اوتيت من قوة الى ان ياتي اليوم الموعود اما الى قبورهم او الى السجون الابدية ،،،
    اخي عبدالعزيز متعك الله بالحة والعافية لم تترك شئ لنا للتعليق فقد ذكرت كل يجول في خاطرى ويبدو انك رجل خرطومى درجة اولى من خلال هذا السرد ﻻحياء العاصمة شبرا شبرا وحيا تلو الآخر (عينى عليك باردة) اتمنى لك التوفيق والسداد وان يحفظك الله من شرهم ومكرهم فقد مكرو على الاخت الصحفية الراقية شمائل النور بمجرد كتاباتهاالتى دائما ما كانت اصابتها في الكبد ،،، وتحية عطرة للجميع.

  2. ما كان فى النية العودة لموضوع العنصرية مرة اخرى ولكن اصرارك على الضرب على هذا الوتر المسكوت عنه كما ترى لاشك انه يفيد كثيرا فى ايضاح الحقائق ولكن الوصول الى الحقائق يتطلب النظر الى الامر من جميع زواياه وليس فقط من الزاوية التى تقف عليها….. قلنا لك ان العنصرية من طباع وسجاياالبشرجميعا بما فيهم انا وانت وليست لها نهاية محتومةولا يمكن محاربتها بسن القوانين لانها كامنة فى النفوس والعقل الباطنى وتظهر تلقائيا فى سلوك الفرد وتوجهاته تجاه مايحسبه غريبا او دخيلا على مجتمعه الذى الفه وتعايش معه وفى هذه الحالة اما ان يتعايش الغريب ببرود اعصاب مع الوضع واما ان يفارق هذا المجتمع ..ولكن ما لا يمكن قبوله هو ان يطالب الغريب مثلا المجمتمع باكمله ان يخلى له الساحة او ان يغير سلوكه فيضع نفسه موضع السخرية والتندر ورد فعل معاكس . وهو دائما مايكون مفرط الحساسية فيفسر كل قول وتصرف موجها ضده ويتحول الى سلوك انتفامى على المحتمع ويتمنى له كل شر وبلية ويقود بالتالى الى عنصرية مضادة…. كفانا الله شرها.نعود لموضوع احياء الخرطوم وقد وصفتها كمن شارك فى تخطيطها او كمن هو مكلف بعمل دراسة ميدانية من قبل جهة مااو كمن ولد وترعرع فيها فايهم أنت؟ لا ادرى مع انى ارجح الخيار الثانى كرد فعل تلقائى على لهجتك العنصرية الواضحة فى تنايا مقالك …….. من البداهة ان لايستوى من اتى سابقا بمن اتى لاحقا الموضوع موضوع سبق زمنى لا اكثر ولا اقل يعنى الاحياء القديمة سكنها اهل الخرطوم وما جاورها وتتالت الاحياءمن الاقرب الى الابعد ومن السابق الى اللاحق جغرافيا وزمنيا وانت واهلك كنتم اخر القادمين وتود ان توضع فى الاحياء القديمة اليست هى نفسهاالعنصرية التى تشتكى منها لو كان غير كدة كانوا سكنوا الدناقلة القلت عليهم ساكنين معاك امبدة ديل احياء ارقى لانهم محسوبين عندكم من الجلابة او اهل المركز والخلاصة طالما العقدة دى موجودة عندك فلن تستطيع ان ترى الاشياء الا من خلالهاوبالتالى لن تجد حلا الا بالفراق كما ذكرت فى مقالك.. وخيارك فى ايدك.. وما فى زول بقول ليك تقوم والله تقعد طالما انك مواطن سودانى حر.

  3. تحليل ممتاز للوضع الراهن و لكن كنت اتمنى أن تذهب بعيداً تحاول وضع الحلول
    لأن كل مجتمع قابل للتغير
    لنغوص في الاعماق قليلا المشكلة بالاساس تكمن في طريقة التربية السودانية

    الطفل هو ذلك الكائن المرن والشفيف الذي تستطيع أن تشكله كيفما تريد
    روح المشاركة والمساوة والمواطنة العمل محبة الآخرين تٌغرس منذ الصغر منذ التعليم المدرسي

    الدولة السودانية في عهد الانقاذ في مجال التربية والتعليم بالتحديد ركزت على القشور والكسب المادي بتوسع افقي غير مدروس للجامعات هي أقرب ماتكون الى بوتيكات من مؤسسات تربوية تعليمية أهملت التعليم المدرسي الجيد هذا ما افتقدناه ونفتقده الآن بشدة
    في المانيا رُفع أجور الاساتذة والمعلمين فأصبحوا الاعلى أجراً فأحتج المهندسون والاطباء والمحاميين وغيرهم لدى المستشارة المانية وطالبوا بالمساوة معهم فردت عليهم( كيف نساوي التلميذ بأستاذه,,, كيف نساويكم بمن علموكم !!)
    لهذة الدرجة تبلغ أهمية التعليم عند هؤلاء!

    الجيل الحالي والاجيال السابقة عندنا هنا في السودان فاتهم القطار بمعنى أن المفاهيم القديمة والاستعلاء الطبقي والأنانية أو حتى الشعور بالدونية والشعور بعدم الانتماء مترسخ في أذهانهم بشدة ومن الصعب جداً تغيرها
    فلنركز على النشء لتغير هذة المفاهيم في المستقبل وممكن أن يحدث هذا بعد ثلاثة اجيال من الآن يعني 25 الى 30 سنة من الآن

    وحتى ذلك الوقت فالنباصر ولنباصر ولنباصر ,,, للحفاظ على ماتبقى من الدولة السودنية ونصل بها الى البر الامان
    المهم أن نبدأ الآن وأول مانبدأ به تغير هذا النظام الحاكم القمئ سبب هذة البلاوي
    وبأسرع وقت ممكن ,,, مافي زمن!!
    تحياتي

  4. عمارة دوسة علي بعد نصف كيلوا والالاف المحلات لانباء دارفور وكردفان علي بعد اقل من نصف كيلوا -مطاعم محلات موبايلات ومرطبات وغيرها – بس قالوا الغرض مرض

  5. ألاستاذ الموقر سام ما أشرت اليه من مظاهر سوء توزيع الموارد والاستحقاقات صاحبت بالطبع كامل فترة الحكم الوطنى وفى تصورى المشكل أعمق من ما تصورتة مع التحفظ على مصطلح الهامش وابناء المركز باعتبار أن المركز مركز صفوى أيدولوجى يضم مختلف الاطراف والجغرافيا واقرب وصف للمركز الايدولوجى ( المافيا ) ولعلاج هذا الوضع الملتبس يتحتم علينا تغير مناهج التفكير والادوات لا عبر بعضاً من إنفعالاتنا القبلية كما كان عشية إنطلاق الحركات فى دارفور.

  6. ألاستاذ الموقر سام ما أشرت اليه من مظاهر سوء توزيع الموارد والاستحقاقات صاحبت بالطبع كامل فترة الحكم الوطنى وفى تصورى المشكل أعمق من ما تصورتة مع التحفظ على مصطلح الهامش وابناء المركز باعتبار أن المركز مركز صفوى أيدولوجى يضم مختلف الاطراف والجغرافيا واقرب وصف للمركز الايدولوجى ( المافيا ) ولعلاج هذا الوضع الملتبس يتحتم علينا تغير مناهج التفكير والادوات لا عبر بعضاً من إنفعالاتنا القبلية كما كان عشية إنطلاق الحركات فى دارفور.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..