محي الدين: الفارس الذي ترجل عن جواده

في حياتنا وفى رحلة العمر والسنوات محطات كثيرة،، نتدلى من قطار الرحلة في البعض منها، وتبقى الأخريات محطات عوابر لا نتوقف ولا نتدلى فيها،لأننا حينما وصلناها فوجئنا بأنها محطات بلا سيمافورات تجبرنا على التوقف وتهديء من سرعة تواصل الرحلة في سكة الأسفار والرحيل إلى مدن هواجر وأمكنة أصبحت هي حياتنا التي نعيش مدى العمر فيها، وأولئك الأحباء الذين إلتقيناهم ذات مرة ومرات ظللنا نحملهم فى دواخلنا بالرغم من بعادهم وغيابهم عنا، أصبحوا هم محطاتنا التي نتدلى ونتوقف عندها كي نتفيأ بظلالهم وذكرياتهم الثرة، لأنهم وحدهم الذين أجبرونا على عدم نسيانهم أو التخلي عنهم مع مرور الأيام، ومن هؤلاء الأحباء يأتي شاعرنا الكبير محى الدين فارس بحضوره المتواصل في الذاكرة، ليوقد من جديد مشاعل ذكريات رحيبة جمعتني به في لقاءات عابرة فى أرض الكنانة بمصر.
ومحى الدين فارس الذى أكتب عنه اليوم هذه الأحرف المتواضعة هو بلدياتى من أرقو السرارية فى شمال السودان، حيث ولد وعاش طفولته وصباه الباكر هناك فى قرية الحفيرة، وهى قرية تقع فى منخفض من الأرض على حوض أرقو، تحيط بها الكثبان الرملية من كل الجوانب، وتعلو هذه الكثبان البيوتات التى شكلت تلك القرية وفى صحن المنخفض حيث الأرض الخصبة، كانت في سابق الأيام تروى بالسواقى حيث ساقية على الشايقى وأولاد ماقة وعبدالحفيظ، وسميت القرية بالحفيرة لأن المياه الجوفية كانت قريبة جدا من السطح، وإلى يومنا هذا تقف شجيرات النخيل وأبيار السواقى شاهداً على ذلك الزمان الذى إنقضى وراح، هناك وما بين أشجار النخيل والدوم والطندب والقيزان الرملية ولد محى الدين فى العام 1936 لأب تسكن أسرته فى كرمة هو فارس أحمد عبدالمولى وأم من قرية الحفيرة هى نفيسة فرج إسحق، عاش طفولته وصباه الباكر بالقرية ودرس بعضاً من علوم القرآن بخلوة الشيخ أحمد النور بالسرارية وزامل والدي وعمي أحمد سعيد بالخلوة، وقد أعجب به شيخه وتنبأ له بمستقبل مشرق،، لكنه وفي عمر السابعة أخذه والده مع أمه وهاجر بهم إلى مصر وأنتهى المطاف بالأسرة بمنطقة القباري فى الأسكندرية،، وفي مصر واصل تعليمه ولكن الأجل كان أسرع بوالده وتوفي وهو لايزال صبياً،، وتكفل به خاله عبدالحفيظ فرج إلى أن أكمل تعليمه بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة حيث برزت موهبته الشعرية في بداية الخمسينيات وكان ينشر كتاباته في الجرايد والمجلات المصرية.
-2-
بعد أكمال دراسته الجامعية في مصر عاد محى الدين إلى السودان شاعر صقلت موهبته الدراسة والأهتمام بالأدب في مصر مثله مثل الفيتورى وتاج السر الحسن وجيلي عبدالرحمن وهم الذين شكلوا شعر التفعيلة ونشروه في عالم الشعر العربي فذاع صيتهم، عند عودته إلتحق كمفتش بمعهد بخت الرضا في الدويم وواصل نشر إبداعاته في المجلات والجرايد العربية، بعدها أتى إلى أمدرمان ليعمل أستاذا بثانوياتها، فكانت أمدرمان بالنسبة له هي محطته الأخيرة، هي حياته التي عاش إمتداد العمر فيها، وظلت بدواخله لتبقى زوجة وحبيبة وأهلا ترك أصلهم في قرية الحفيرة وفرعهم في أرض الكنانة، تمرد على نفسه وأهله فأبدع وأخرج لنا أحلى أناشيده وأروع أدبياته،، كان الشاعر مصطفى سند هو صديقه الحميم فتزوج محي الدين من أخته وبقي برفقتهم في أمدرمان.
ومن أمدرمان أبدع وأخرج للمكتبة السودانية والعربية روائع الأدب والشعر وله خمسة دواوين شعر هي الطين والأظافر صدر عام 1956، نقوش على وجه المفازة عام 1978، صهيل النهر والقنديل المكسور عام 1997، تسابيح عاشق عام 2000، وقصائد من الخمسينات، إضافة للعديد من المؤلفات الأخرى وهو من الأقلام التي شغلت النقاد زمنا طويلا،، كما أنه رمز وطني ومنذ عودته من مصر أشعل مع أقرانه جذوة النضال الوطنى ضد المستعمر، وناضل بكتاباته وقصائده ضد التوغل الصهيوني في فلسطين.
كان لقائي الأول به من خلال جريدتي الأيام والصحافة مطلع الثمانينات حيث كنت أداوم على قراءة كتاباته الشعرية والأدبية المتميزة، بعدها بسنوات قلائل أتيت إلى مصر للألتحاق بجامعة القاهرة لدراسة الهندسة المدنية فيها، وفى صيف 1986 ذهبت إلى الأسكندرية يرافقني صديقى يحى حمزة، حينئذ أتيحت لنا الفرصة لزيارة أسرة شاعرنا الكبير فى منطقة القبارى، وعلى قدر النوايا الطيبات تأتى المفاجآت السارة، فأذا بنا نفاجأ بوجوده بين أهله حيث منزل والدته نفيسة فرج، وقد أتى إلى مصر فى ذلك العام مشاركا فى مهرجان الشعر بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، وقد كان لقاءاً مفعماً بالحب والذكريات، فعبر الخيال الثر، إمتطى الفارس جواده وسافر بنا إلى أرض الذكريات الطيبة فى أرقو السرارية والحفيرة، ومع حكاوي نفيسة فرج وأحاجي الزمان القبيل، توقدت فينا مجامر التذكارات القديمة وكوامن الشوق الدفين إلى تلك الأمكنة المترعة بلهيب الإنتماء الوجداني والروح التى ظلت تحملها في الدواخل ذكريات ثرة، كلما ناغيناها وناغينا فيها ذلك الزمان المورق.
وفى ذلك اللقاء الطيب ذكرت شاعرنا بمقال لطيف له كان قد نشره فى جريدة الأيام فى عام 1983 يحكي فيه بعضا من ذكرياته ونذق الطفولة فيه، وشقاوة الصبا الباكر في قرية الحفيرة، الشيء الذى جعله يبدو أكثر سرورا وإعجابا بأحد قرائه وهو يذكره بكتاباته بعد مرور تلك السنين.
-3-
ومقالته اللطيفة تحكي: أنه عندما كان طفلاً فى قرية الحفيرة، كان يلعب كرة الشراب ذات يوم مع أولاد خاله عبدالحفيظ فرج، سعيد وعمر عبدلحفيظ وأولاد خالته ماقة فرج، محمد وعبدالمجيد ماقة، وأثناء لعبهم الكرة تحت أشجار النخيل، فأذا به يشوت الكرة عاليا ليستقر مكانها أعلى النخلة بين الجريد، فكان لزاما عليه أن يتسلق النخلة لكى يأتى بالكرة من قلب النخلة، وهنا عض عراقيه بأسنانه وصعد، وما أن وصل إلى أعلى النخلة حتى وجد مفاجأة غير سارة كانت بأنتظاره، لم يكن يتوقع حدوثها أبدا….!!! فقد فزع وصرخ بشدة عندما رأى دبيبا ضخما(ثعبان) ملفوفا بين الجريد وقريبا من موقع الكرة، فأرهبه ذلك المنظر وسرعان ما أخذ يتسلق النخلة هبوطا، وعندما وصل إلى منتصفها كان قد قفز إلى الأرض حتى ينجو بنفسه الشيء الذى أثار سخرية رفاقه عليه.
عندها فكر الصبية الصغار في حيلة تخلصهم من الدبيب حتى يأخذوا الكرة ويواصلوا لعبهم، وتتولد الفكرة عند محمد ماقة( أشجعهم كما يصفه الشاعر)، فأذا به يسرع إلى والدته ماقة فرج ويأتى منها بصرة شطة مسحونة، ويصعد بها إلى أعلى النخلة ويكشحها بأتجاه الدبيب الذى غادر النخلة نازلا إلى الأرض ليلقى باقي الصبية فى إنتظاره بالحجارة والعكاكيز، يقتلونه ويتخلصون من شره، بعدها يأتي محمد ماقة بالكرة ويواصلون لعبهم من جديد، هذه هى أحداث القصة التي نشرها شاعرنا الكبير بجريدة الأيام عام 1983 يحكي فيها بعضا من ذكريات الطفولة ونذقها،، وقد كتب عدة مقالات عن أيام طفولته فى البلد، حيث كتب عن شيخه أحمد النور وأيام الخلوة وكتب أيضا عن الشيخ خيري المازون.
وكان لقائي به أيضا فى ينائر 1988، حينئذ كنت المسئول الثقافي برابطة دنقلا للطلاب السودانيين بمصر ورئيسا للجمعية الهندسية بجامعة القاهرة، وقد أتى شاعرنا في ذلك العام للمشاركة في مهرجان الشعر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وكنا بصدد إقامة ليلة ثقافية، وكانت فرصة وجوده سعيدة بالنسبة لنا، وتحملت عبء الدعوة والترتيب لليلة الثقافية، ذهبنا لمعرض الكتاب للقائه والأستمتاع بالألقاء الشعرى فى سفره وشعراء آخرين، وكان فى معيته وفرسان الكلمة معه فى تلك الليلة بالمعرض، شاعرنا سيف الدين الدسوقى، السفير السعودى الشاعر حسن عبدالله القرشى، الشاعرة القطرية زكية مال الله وشاعرة جزائرية لا أستحضر إسمها، كان محي الدين سعيدا باللقاء الذى جمعنا مرة أخرى وكنت الأسعد بموافقته لمشاركتنا ليلتنا بل زاد وقدمني للشاعر الدسوقي الذى كان يرافقه الفندق بأني بلدياته ورفع عني كلفة دعوته للمشاركة أيضا، وكذلك دعا وقدمني للشاعر حسن عبالله القرشى وزكية مال الله، أقمنا الليلة الثقافية بأحد الأمسيات العامرة في ينائر من عام 1988 بدار السودان بالقاهرة، حيث أتى كل هؤلاء الفطاحلة وقد أتت مشاركة حسن عبدالله القرشى وزكية مال الله من واقع الحب الذى يكنونه لكل ماهو سوداني،، حيث عمل السفير القرشى لسنوات ممثلا للمملكة في عهد نميرى وكان يكتب فى الجرايد السودانية طيلة فترة عمله كسفير بالسودان الذى زارته زكية مال الله عدة مرات على حسب قولها وحبها لذلك البلد الجميل بأهله،، وقد كانت تلك الليلة من أروع الليالى الثقافية التى أحضرها في حياتي على الأطلاق، وقد تبارى فيها أولئك الشعراء العظام في إلقاء قصائدهم الشعرية المفعمة بالحب والشوق والحنين، ولازالت القوافى التى سكبت فى تلك الليلة تدغدغ أسماعي ويرجع صداها حتى الآن بالرغم من السنين الطوال،، وكم كان كل منهم جميلا فى ذاته وإلقائه، ولا أنسى صدى الحضور حينما ألحوا على الشاعر الدسوقي إلقاء قصيدة( الرسالة) التى تغنى بها الجابرى والتى مطلعها ( مافي حتى رسالة واحدة بيها نتصبر شوية) ومن ثم إعادتها مرات ومرات وسط تصفيق الحضور وجلبتهم.
-4-
بعد ذلك ألتقيت ومحي الدين في مرات قلائل عبر وجوده في القاهرة ومشاركته في مهرجان الشعر بمعرض الكتاب والذى كان يداوم على حضوره دايما، فمصر كانت بالنسبة له هي حبه وبلده الثانى الذي ترعرع فيها ونهل من علمها وفيها تفتقت موهبته الشعرية،، كان رجلا بسيطا وإبن بلد بسحنته وبشرته ولكنة لسانه، لم تغير الشهرة فيه من سماحة أهل البلد وطيبتهم العفوية، وهو الذى صال وجال كل مهرجانات الشعر حيث كان مشاركا فعالا أينما كانت مواسم الشعر ومهرجاناته تقام فى السودان ومربد بغداد ومعرض القاهرة للكتاب ومهرجان أصيلة وغيرها من المهرجانات الثقافية، وقد فاز بجائزة البابطين دورة إبن زيدون فى العام 2004 وهي جائزة تمنح كل عامين لشاعر كبير من فطاحلة الشعر العربي وأحسب إنها أتت إليه خجلى متأخرة كثيرا، كما كرمته الدولة لإسهاماته العديدة عبر السنين،، وإن أتى التكريم في حياته لكن طاله الإهمال من الدولة والمشرفين على الأدب والثقافة وزملائه وكل المبدعين في بلادي، فقد ظل شاعرنا مريضا وحبيسا فى بيته بأمدرمان أكثر من عشر سنوات، لا يستطيع الحراك بعد أن ترجل عن جواده وكبا، فقد أقعده مرض السكر اللعين وكان سببا فى بتر ساقيه الأثنتين،، قضى أخريات سنينه بداره وحيدا يصارع آلامه وأناته، لا يقوى على شىء حبيسا بداره بعد أن تضاءلت مسافة تجواله بمقدار المساحة التى يدور حولها كرسيه الذي أصبح هو وسيلته الوحيدة للحراك داخل مسكنه، وهو ذلك البلبل الذي أطربنا وشدا بأعزب الكلمات سنوات طوال،، دوما ما يقاسي المبدعون في بلادي وهم الذين قدموا الكثير وأفنوا زهرة حياتهم لإسعاد هذا الشعب العظيم.
قضى شاعرنا الفارس محي الدين أخريات أيامه في أمدرمان بجوار أولاده وعائلته يؤانس وحدته بهم حتى تمكن منه المرض فأنهك قواه، وفي مساء حزين من يوم الخميس 15/5/ 2008 نعى الناعي إلينا نبأ رحيله،، فكان موتا ورحيلا أبكى كل من عشق هذا الفارس على صهوة جوادة وهو يسابق الفرسان في كل سباقات مهرجان الشعر أينما أقيم،، بكاه الشعب والوطن الذي أحبه وتغنى له،، ورحل محى الدين بهدوء تاركا خلفه إرثا أدبيا ليبقيه في ذاكرة التاريخ وأجيال ستأتى لتقرأ وتعرف عن فارس سودانى كان إسمه محى الدين فارس.
…أبوناجي…
تم نشر هذه المقالة بجريدة الخرطوم بالقاهرة في 23/7/1998 العدد 1861 في حياة الشاعر وقد تم التعديل بعد مماته في 2008 رحمه الله.
…أبوناجي…
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الله يرحم محي الدين فارس .. كان لي الحظ بأنه درسنا في مدرسة محمد حسين الثانوية .. وكانت قصيده(ليل ولاجئة) وكتبها هو نفسه …. الله يرحمه ويحسن إليه..

  2. مقال توثيقي مهم عن شاعر عظيم اتمنى ان يترجم هذا العمل في مشروع اكبر لتوثيق حياة الراحل محي الدين فارس. كتاب أو فيلم.

  3. مقالة صادقة يتجسد فيها الوفاءوالإحترام والتقدير ، الراحل المقيم كان أستاذي بمدرسة الأهلية الثانوية بأم درمان ، وحديث الشاعر أبوماجي حقيقي فهو فارس بكل معنى الكلمة

  4. لولا كلمة ( بلدياتنا ) المقيتة هذه لماإنتبهت لأى قبيلة ينتمى أستاذنا الفاضل عليه رحمة الله ونحن نتعلم على يديه اللغة العربية فى ( الأهلية ) فلقد إرتبطنا به ونحن مجموعة من الطلبة بصورة خاصة لأننا كنا نكتب الشعر وكان يصحح لنا قواعد اللغة والمعانى فيما نكتبه من شعر ..
    لن أنسى ماقاله لى عندما ألقيت على الزملاء بقصيدة ( حلمنتيشية ) والشباب يصفقون لى ومنتشين من الطرب.. قال لى بأن قصيدتك هذه مثل ( الماء) ففرحت وطلب مقابلتى فى المكتب وعندما ذهبت إليه قال لى سأكمل لك عبارتى أولا : قصيدتك مثل الماء ليس لها طعم أو لون أو رائحة ,ووجهنى بأن أكتب الشعر ( الرصين ) فلقد كان يستهزء بالشعر ( الحلمنتيشى ) ويعتقد بأنى لو بدأت به فسيفسد تذوقى لعيون الشعر .. رحمة الله عليه !

  5. مقال توثيقي مهم عن شاعر عظيم اتمنى ان يترجم هذا العمل في مشروع اكبر لتوثيق حياة الراحل محي الدين فارس. كتاب أو فيلم.

  6. مقالة صادقة يتجسد فيها الوفاءوالإحترام والتقدير ، الراحل المقيم كان أستاذي بمدرسة الأهلية الثانوية بأم درمان ، وحديث الشاعر أبوماجي حقيقي فهو فارس بكل معنى الكلمة

  7. لولا كلمة ( بلدياتنا ) المقيتة هذه لماإنتبهت لأى قبيلة ينتمى أستاذنا الفاضل عليه رحمة الله ونحن نتعلم على يديه اللغة العربية فى ( الأهلية ) فلقد إرتبطنا به ونحن مجموعة من الطلبة بصورة خاصة لأننا كنا نكتب الشعر وكان يصحح لنا قواعد اللغة والمعانى فيما نكتبه من شعر ..
    لن أنسى ماقاله لى عندما ألقيت على الزملاء بقصيدة ( حلمنتيشية ) والشباب يصفقون لى ومنتشين من الطرب.. قال لى بأن قصيدتك هذه مثل ( الماء) ففرحت وطلب مقابلتى فى المكتب وعندما ذهبت إليه قال لى سأكمل لك عبارتى أولا : قصيدتك مثل الماء ليس لها طعم أو لون أو رائحة ,ووجهنى بأن أكتب الشعر ( الرصين ) فلقد كان يستهزء بالشعر ( الحلمنتيشى ) ويعتقد بأنى لو بدأت به فسيفسد تذوقى لعيون الشعر .. رحمة الله عليه !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..