حدث في قلب سوق ريفي…قصة قصيرة

هام اولا في ساحة السوق قبل ان تجأر عقيرته (الكفتة زفتة) ..كفته صبي من زنك اللحم حين ادركه وطوحت عقدة حبل في الهواء واصطاده راعي غنم وسلمه للفكي ..مصمص الفكي شفتيه وأمر بشطة ابوكديس تساعده في نزع الكديشة كما ينطقها بلسانه الالثغ وبطانية مزدوجة حتي لا يبارحها دخان بخرة الآيات القرآنية بالشطة ولكن حليمة أم فتفت إعترضت بدفوع منطقية باحقيتها في إعادة ملء ما شغر في عقله اذا كان الدواء شطة..فاحضرت فندك الشطة ودقت عليه بإيقاع البن وتوافد الناس من كل صوب فتركوا غرابيل السمسم مشدودة والفول في قدرته يصدر ابخرة ذات صفافير وبتر العتالة اغنيةمن اغاني العمل وجاء الطهاة و الندل بالمرايل من مقاهيهم ومطاعمهم وحضر صبيان المتاجر اولا ولحق بهم كبار التجار لاحقا بالقفاطين والفرجيات يتكئون علي عصي فخمة من الابنوس المخروط و المطعم بالعاج وانقطعت اصوات سواطير القصابين و سماسرة ومروجي الخضروات وانهمر سيل طلاب المدارس من كل الشوارع الداخلة للسوق..من جانب المخبز وعصارات الزيت البلدية زحف طلاب الثانوية ومن جانب الطريق الرئيس ومطعم الضو تدافع طلاب الاساس ومن جانب الشفخانة ومنزل الحكيم تسابقت الصغيرات ومن خلفهن معلمات في الثوب الابيض في تؤدة وتمهل حتي لم يعد في السوق وحواليه من البشر شئ لم يصطف في الدوائر حول المجنون ،دوائر منتظمة لا تشبه الا المتحلقين حول الكعبة المشرفة ولا يتشابه الهدف الموجود في مركزيهما..كانت حليمة ام فتفت تدق الشطة في الفندك علي نغمة (دار ام بادر ياحليلها) وهي تكرر المقطع بصوت انثوي رقيق كأنه حداء لأبالة في فيافي ابكت معه الحاضرين حتي تبللت المناديل واختلطت الدموع مع عرق خر من كل الجسوم صنعته شمس صيفية عارية متعامدة علي المكان ..دقت الشطة حتي حولتها الي دقائق صغيرة..وعصرت الليمون في مصفي ذي مقبض وخلطته بعجينة الدكوة وذرت من فوقه الشطة المغربلة فتحول العرق والدموع للعاب سال حتي ليختلط عليك شكل الجمهور كله بأشكال البلهاء و الهبل والعيين وبعدها قطعت البصل الابيض شرائح صغيرة وخلطته بمزيج الشطة حتي انقلب لونه طوبيا وضحك الفكي لما بصرها محتارة في الخطوة المقبلة قبل ان يتبني شيخ الجزارين وهو يفسح طريقه بكرشه لوسط الدائرة ويعلن عن شواء لكل الحاضرين و اصابع كفتة لحم العجول المخلوط بالصومالينا والمحمرة بزيت عباد الشمس للبطل لان احد اعضائه اهان المعتوه و صفعه وهو يجري مثل جحش في عرصات السوق مشتاقا للحم الاحمر في هيئة كفتة اللحم المفروم المخلوط بالتوابل الخضراء كالشمار والكرافس والبقدونس (الكفتة زفتة)..ورغم ان الحلول تكاملت وتشخصت حالة المريض وأحضر اصحاب المقاهي وطهاة المطابخ المناقد وارتفعت في عنان السماء ادخنة الشواءات وابخرة التحمير واكتمل صنع الشطة الحراقة بالبصل باضافة عجينة من توم بربر ذي النكهة الفواحة ومدت موائد امام المريض الا انه لم يقو علي رفع قطعة واحدة لفيه وحاق به نصب من قيد ومهانة وذلة نظرات محتقرة وقام مستندا علي كلتا يديه بعد ان حرره ود التوم الجزار من القيد واحدث ثغرة بين الجمهور المندهش وخرج مترنحا لداره وسط البلد لا يلتفت ولا يتفوه بشئ…..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 1. هذه قصة متناهية القوة السردية والشحنة العاطفية المتفجرة catharsis، تعلن عن كاتبها (والذي اقرأه هنا لاول مرة، وانصحه بان يتخلص من احد اسمائه اذا اراد ان يصنع لنفسه اسما ادبيا يعلق بالذاكرة، فلا اذكر اديبا في العالم رباعي الاسم) ككاتب موهوب موهوب.

    2. ومع ذلك ? ومع ذلك (صلاح احمد ابراهيم)
    ١. بداية القصة صعبة الالتقاط، رغم جمالها. والسبب هو انها استهلت بهذا الاسلوب بعد الحداثي الذي يهتم (ضمن اشياء شكلية-نصية، وثيمية-حبكية-شخوصية اخري) بابتكار نظم مغاير للكلمات (وللجمل البسيطة) في جمل اكثر تعقيدا مما تعودنا عليه من كتاب ? ما قبل فترة البعدحداثية. فهذه الجملة مثلا 【كفته صبي من زنك اللحم حين ادركه وطوحت عقدة حبل في الهواء واصطاده راعي غنم وسلمه للفكي】 مربكة بعض الشي للجديد علي هذا النوع من الكتابة البعدحداثية ? لانها مكونة من ثلاث جمل الاولي منها بفاعل، تليها جملة مجهولة الفاعل (فعلها طوحت _ بضم الطاء)، ثم جملة ثالثة بفاعل. هذا يستدعي نشاطا فاعلا من الكاتب للتعريف بطريقتة في الكتابة، وصرامة في عرض النص (كتبني التشكيل مثلا متي كان ذلك يخدم الفهم الصحيح النص).
    ٢. تصويبات:
    شئ = من؛ انثوي رقيق = احد الصفتين تكفي؛ فيه = فمه؛ لما بصرها = لما ابصرها
    3. شكرا للكاتب، وفي انتظار المزيد من هذا الابداع القصصي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..